تويت
تحقيق صحفي عن اهمية اوضرورة العلاج الطبيعي لحالات الاعاقه الحركيه
العلاج الطبيعى ضرورة لحالات الاعاقة الحركية تحقيق: أهداف البنداري
العلاج الطبيعى ضرورة لحالات
الاعاقة الحركية
في مدخل إحدي المراكز الطبية المتخصصة بالأطفال المعاقين حركيا كانت تشكو الأم مما تعانيه فهي لم تكتشف إعاقة طفلها حتي اكتمل عمره عامين وذهبت به إلي مستشفي عين شمس التخصصي ليخبروها هناك بإعاقة ابنها حركيا لتبدأ رحلة البحث عن المتاعب في مراكز علاج الإعاقة الحركية. وينتشر الأطفال المعاقون حركيا في المحافظات وتتزايد أعدادهم في أسيوط وقنا وأسوان وقد اكتشفت احدي القوافل الطبية في كوم امبو وجود200 طفل معاق في كوم امبو وحدها.
وفي مصر مايزيد علي6 ملايين طفل معاق منهم مليونا طفل من المعاقين حركيا, وهذه الفئة الأخيرة تعاني من نقص المراكز الطبية المتخصصة الحكومية وغير الحكومية كما أنه لايوجد فصول تعليمية خاصة بهم حتي الآن.
ان مشاكل عديدة يعاني منها الأطفال المعاقون حركيا بسبب عدم الاهتمام الكافي بهم حتي الآن رغم تزايد اعدادهم.
وفي القاهرة أقسام لعلاج الإعاقة الحركية في بعض المستشفيات الحكومية مثل أبوالريش, لكن ماذا يفعل3 أطباء لـ130 حالة تعرض عليهم يوميا؟؟ وهناك بعض المراكز الخاصة تعمل في هذا المجال أشهرها مركزان احدهما في الدقي والآخر في طريق بلبيس ويبلغ مرتب طبيب المركز الحكومي120 جنيها والخاص حوالي400 جنيه.
مئات الآلاف من آباء وأمهات هؤلاء الأطفال يعيشون في خوف وقلق علي مستقبل هؤلاء التعساء ـ فقد حباهم القدر بذكاء حاد ـ وحرموا من الحركة ولا توجد فصول تعليمية حكومية لهم إلا في مركز تأهيل المعاقين بالزيتون والتي افتتحت السيدة سوزان مبارك فصلين فيه وهناك مدارس بمصروفات عالية تصل إلي1000 و1500 جنيه شهريا.
ماذا يفعل هؤلاء الأطفال عندما يشبون ويموت الاب أو الأم ويذهب الاخوة والاخوات كل في طريق؟! ليتركوهم وحدهم بلا معين! لماذا لاتقوم دور الجمعيات الأهلية بإنشاء مراكز لهم وتحميهم من الضياع ؟
في مركز شهير عرض بعض الآباء والأمهات مشكلة هؤلاء الأطفال.
10 دقائق فقط
أب لطفل عمره8 سنوات: ذهبت منذ4 سنوات لمركز حكومي في شارع رمسيس.. كانت الجلسة بأربعة جنيهات فقط لكن كان الطبيب يتعامل لمدة عشر دقائق فقط مع6 حالات في وقت واحد مع ان المفروض ان لكل حالة ساعتين علي الأقل ويقوم الطبيب بشرح تمرينات العلاج فقط ويقوم ولي الأمر بتنفيذها وحده دون متابعة من الطبيب كما يحدث في هذا المركز فيقوم الطفل بتمرينات لمدة ساعة ـ ويقف علي
stonot
لمدة ساعة بالاضافة إلي جلسات كهربائية وتمارين مائية.
وتتفاوت أسعار جلسات المراكز الخاصة حسب الحي الذي تقع فيه, ففي المرج الجلسة بعشرة جنيهات وشبرا الخيمة بخمسة عشر جنيها.
وتقول أم طفلة عمرها4 سنوات: نبهني الطبيب وابنتي عمرها6 شهور وذهبت إلي مستشفي أبوالريش في قسم العلاج بأجر وظلت ابنتي تتلقي العلاج حتي سن سنتين ـ وكان الطبيب يمكث معنا من7 إلي عشر دقائق وكان يعرض علي الطبيب40 حالة يوميا في حين كانت طفلتي تحتاج إلي5 ساعات أسبوعيا وكانت في هذه الفترة تحتاج إلي تمرينات فقط ـ وبعد ان أكملت خمس سنوات أصبحت تحتاج إلي العلاج الوظائفي لتتمكن من استخدام يدها في الأكل والشرب والامساك بالقلم ـ وهي عمليات تحتاج من الطبيب المعالج إلي صبر ووقت وبال طويل.
وتضيف: في السن الصغيرة للأطفال تستطيع الأم تكرار ما يقومون به في المراكز ـ لكن مع كبر السن ـ لا تتحمل الأم إعادة ذلك في المنزل ـ ويكون الاعتماد كلية علي المركز.
وتتساءل: أين فصول التعليم للمعاقين حركيا هناك مدارس للصم والبكم والمتخلفين عقليا ـ ولقد افتتحت السيدة سوزان مبارك في مركز تأهيل المعاقين بالزيتون فصلين للمعاقين حركيا ولم نسمع عن فتح فصول أخري لهم.
ان المدارس الخاصة بهم مصروفاتها مرتفعة جدا فأين يتعلم هؤلاء الأطفال الذين يتمتعون بذكاء عال؟
وتقول أم أخري: لقد أجريت عملية ولادة طفلي المعاق في مستشفي خاص صغير بالمعادي ـ ولم يكن طبيب الأطفال موجودا ودخل ابني حضانة المستشفي وخرج منها بعد6 أيام دون توضيح من أي شخص في المستشفي عن اسباب ذلك. وبعد عدة شهور اكتشفت بنفسي اعاقته ـ ودخت السبع دوخات حتي عثرت علي هذا المركز, وتعاني هذه الأم من الخوف والقلق علي مصيرا ابنها في المستقبل ـ فاخوته سيذهب كل منهم لممارسة حياته ـ وانا ووالده سنختفي من حياته ـ فمن سيرعاه ويتحمله؟
انني اطالب الدولة بإنشاء بيوت لرعاية هؤلاء الأطفال عندما يكبرون.
المعالج غير المدرب
د. كمال شكري استاذ العلاج الطبيعي بكلية العلاج الطبيعي ومدير مركز الإعاقة المتكاملة ـ يشرح: ان المركز يعالج الأطفال المعاقين حركيا ومتعددي الإعاقة من سن يوم ـ بعد ان يثبت التشخيص.
معاناة الطفل من تشوه خلقي في بعض اطرافه ـ أو اضطراب في نمو الجهاز العصبي أو العضلي أو كلهما معا ـ ويدخل في تصنيف الطفل المتعدد الإعاقة ـ فقد تكون سمعية أو بصرية أو ذهنية أو في أجهزة الكلام وغالبا ما تعتني المراكز الأخري بطفل احادي الإعاقة ـ التي قد تكون ذهنية فقط ـ أو غيرها من الإعاقات لكن هذا المركز الذي افتتح منذ7 سنوات يوفر للأطفال متعددي الإعاقة فريقا متكاملا من أطباء العلاج الطبيعي والوظائفي والانمائي ـ والتمريض التأهيلي ـ علي مستوي عال من التدريب ـ كل في تخصصه.
ويضيف: تفتقد المراكز الحكومية هذا النوع من العلاج التكاملي لندرة عدد المتخصصين ـ علي الرغم من ان كلية العلاج الطبيعي يتخرج فيها سنويا300 اخصائي علاج طبيعي مائة منهم فقط يواصلون العمل في هذا التخصص ـ فالاقبال ضعيف وبقية تخصصات الإعاقة ليست لها أقسام متخصصة ـ وقد تم تدارك ذلك الآن وتمت اضافة مواد علاج التأهيل الوظائفي في الكلية ـ ويتم الاستعاضة عن متخصصي العلاج الوظائفي بخريجي اقسام علم النفس والاجتماع وغالبا ما يكون طبيب المراكز الحكومية الذي يعالج هؤلاء الاطفال متخصص باطنة أطفال وليس أمراضا عصبية.
ونحن في المركز نعيد تدريب الخريجين قبل تسلمهم العمل.
وغالبا يبدأ المعالج ـ غير المدرب ـ بالبحث عن القدرات المفقودة في الطفل لينميها ـ وذلك أسلوب خطأ في العلاج ـ الصحيح ان نبحث عن القدرات التي يتمتع بها الطفل والمفقودة أي الايجابية والسلبية فنقوم بتعظيم الموجود ويفيد وجود المفقودة إما بإعادة تأهليها ـ أو بالتقليل من تأثيرها علي القدرة العامة للطفل.
ويشرح د. كمال شكري اننا نبدأ باعداد برنامج علاج لكل طفل حسب احتياجاته ـ فالعلاج الوظائفي يشمل الوظائف الدقيقة لأصابع اليد ـ ثم للحياة اليومية مثل تناول الطعام والشرب واللعب. والانمائي وهو فرع من الوظائفي, ويعني تحويل الالعاب المختلفة الي العاب علاجية مثل البولينج وفيها يتم دفع الكرة باليد إلي الامام ـ فمن لديه إعاقة حركية ـ لا يستطيع دفعها بيده ومن الناحية الذهنية لايستطيع فهم اللعبة ـ فيتم دفع الكرة في مجري منحدر بدلا من المسطح المستوي وبأقل حركة تصل للهدف فنستطيع بذلك تمكين الطفل من اللعب واكتساب ثقته في نفسه ويتكلف البرنامج العلاجي الواحدر ومدته ساعتان25 جنيها.
د. نبيل فياض خريج كلية علاج طبيعي1996 ـ يعمل يوميا في المركز8 ساعات ـ ويمكث مع كل طفل ساعتين يقوم فيهما بتدريبه علي رفع رأسه ـ اولا ثم الرقبة والجذع ـ والجلوس ثم الوقوف والمشي, ويقول: أحب عملي وأحب الأطفال.
ويري د. كمال شكري ان الجمعيات الأهلية أفضل جهة تستطيع تقديم العون للأطفال المعاقين حركيا ـ ومتعددي الإعاقة ـ من خلال التبرعات التي تجمعها.
منقول عن الأهرام
تعليق