الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

غياب الاحساس لا يعني غياب الحواس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    غياب الاحساس لا يعني غياب الحواس

    المعاشرة الزوجية

    ان الحديث عن موضوع المعاشرة الزوجية بعد تعرض الانسان لاصابة في العمود الفقري عادة ما يتناول بتحفظ وايجاز لذلك يتفشى الكثير من سوء الفهم والجهل عن هذا الجانب الهام من حياة فئة المعاقين حركيا.


    ويعتبر موضوع القدرة على الاتصال والانجاب، سواء للرجال او النساء، من اهم الامور التي يشعر الانسان بفداحة فقدها عندما يتعرض لحادث يفقده الاحساس في مواضع كثيرة من جسمه، وخاصة تلك المرتبطة مباشرة بالجهاز التناسلي.


    وقبل الاسترسال، يجب التأكيد هنا انه لا صحة للاعتقاد ان معظم المعاقين مصابون بعجز او غير قادرين على الانجاب. اذ ان اختلاف موضع الاصابة في الظهر يحدد مدى شدة العطل الذي يصيب الجهاز التناسلي ومن ثم القدرة على ممارسة الحب.


    وثمة ثوابت لا يمكن تجاهلها وانا اتطرق الى موضوع مثل هذا ترددت كثيرا قبل الخوض فيه. فانا لست طبيبا، ولكن يشفع لي اني قرأت في هذا الموضوع كثيرا وخرجت بمحصلة من المعلومات عززها اطلاعي على تجارب خاصة ويمكن ايجازها في النقاط التالية:

    ان وجود اصابة في العمود الفقري لا تعني غياب الرغبة في المعاشرة الزوجية.
    ان فقد الحركة لا يعني عجز الانسان عن امتاع الشريك والاستمتاع به.
    ان غياب الاحساس لا يعني غياب الحواس.
    ان غياب القدرة على المعاشرة كسابق عهدها لا يعني غياب الرغبة لممارسة الحب.

    وتظهر الاحصائيات ان المعاقون باصابات العمود الفقري يمكنهم الاستمتاع بالمعاشرة وحياة زوجية مرضية. هذه الحميمة والمتعة تتطلب، على كل حال، حوارا صريحا يفتح امام الزوجين امكانيات تتيح لكل واحد منهما اكتشاف مواضع بكر لم تجرب في عجالة اسلوب "الكر والفر" الذي يعتمده من الرجال كثر!

    ويعترف كثير من المعاقين حركيا انهم تمكنوا من العثور على مكامن المتعة من خلال استكشاف مناطق اخرى جديدة في اجسادهم واجساد شركائهم.. مناطق كانت مجهولة ـ او قل مهجورة سابقا!
    اذا كان المصاب في العمود الفقري لا يشعر باي احساس اسفل منطقة الاصابة، فكيف يستطيع الاستمتاع باحاسيس ممارسة الحب؟
    سؤال يتردد كثيرا بين الناس.. بعضهم بدافع الفضول وآخرون بدافع "العلم بالشيء". والجواب هو ان الاحساس جزء، لكنه ليس الجزء الوحيد، في عملية الاتصال وممارسة الحب وان كان هو العنصر الحاسم للاشباع! لكن جسم الانسان يزخر باجزاء اخرى ـ تلك التي تعلو مستوى الاصابة في الظهر ـ يستطيع الطرفان تسخيرها للاستمتاع باحاسيس المعاشرة الكاملة. ان استخدام هذه الاجزاء بمساعدة اكبر جزء مسئول عن احداث هذه الاثارة ـ أعني الدماغ ـ كفيل باثراء ممارسة الحب والوصول بها الى درجة تشبع الطرفين!
    لا شك ان رغبة الانسان واحتياجاته لممارسة الحب بحميمة لا تختلف بعد الاصابة عن ما كانت عليه قبلها، لكنها تحتاج الآن لبعض التخطيط ولم تعد ممكنة بشكل عفوي كما كان الحال.
    وعلى المستوى الاجتماعي فان منظر الشخص وهو على الكرسي المتحرك ليس بالتأكيد جذابا ولا يعطي انطباع الاعجاب الذي عادة ما يخلق الالفة بين اثنين يرى كل واحد منهما في الآخر شريكا محتملا للزواج وممارسة الحب، لذلك يواجه المعاقون صعوبة في ايجاد الشريكة/الشريك التي سترضى به. واذا كانت عادات مجتمعاتنا العربية لا تقر التعارف قبل الزواج الا انها تقره بقصد الزواج، وبالتالي فان الحديث عن هذا الموضوع لا يجب ان يعد تجاوزا للاعراف الاجتماعية والقيم الدينية. وبالتالي فان برامج توعية المجتمع بحقوق المعاقين لا بد ان تشتمل على موضوع زواج المعاقين الذين يملكون مقومات الحياة الزوجية.
    وهذه حالة انسانية ودروسها تستفاد وتطوع لتناسب خصائص المجتمعات المختلفة والمتباينة في ثقافاتها ودياناتها وتعاطيها مع هذا الموضوع "الحساس".
    ولعل المفاهيم المقولبة حول عجز المعاقين عن العناية بالاطفال وتربيتهم التربية الحسنة على غرار أي ابوين صالحين ساهمت في تردد المجتمع بشأن فكرة زواج المعاقين. بيد ان الابحاث والدراسات الاجتماعية، وقبل هذا وذلك التجارب الحياتية لكثير من المعاقين، اثبتت ان "الاصابة في العمود الفقري" لا تحول دون الانجاب او اكتساب المهارات الابوية للاعتناء بالطفل وتربيته. صحيح ان بعض المعاقين قد تحول شدة اصابتهم دون حمل الطفل والعناية به جسديا كاطعامه وتغسيله، لكن ذلك يمكن التغلب عليه، خاصة في المجتمعات العربية، من خلال مساعدة الاهل والاقارب.
    موضوع ممارسة الحب والزواج والانجاب طويل ومتشعب ولا يمكن الحديث عنه بعجالة متحفظة. واعتذر هنا عن الاستطراد لان غايتي من هذا النص ليس وضع دليل يرشد من هم في وضعي على تجاوز معوقات الاعاقة، وانا لست مؤهلا للتصدي لهذا الموضوع وممارسة ذلك الدور. وآمل ان تكون اقسام اصابات العمود الفقري في المستشفيات قادرة على تقديم الاستشارات الطبية المناسبة التي تعنى بشئون المعاقين!
    وكما يقال الشيء بالشي يذكر. فقد تعرفت في المرة الاخيرة التي سافرت فيها للعلاج من مشكلة صحية ترتبط بالجهاز البولي على شاب من دولة خليجية اسمه مظفر لم يتجاوز الثلاثين من عمره، وهو متزوج ولديه خمسة من الاولاد. وينحدر هذا الشاب من قبيلة بدوية تحظى في بلاده بنفوذ قوي على المستويين الرسمي والشعبي، ويتولى ادارة عمل اسرته الذي يتنوع ما بين تربية الجمال والمراكز التجارية.
    الغاية من المدخل السابق هو ان ابين ان حياة مظفر كانت مليئة بالنشاط الاسري والاجتماعي والتجاري، وفجأة وجد نفسه معاقا غير قادر على دفع كرسيه المتحرك.
    عندما وصل مظفر الى المستشفى رفض ان يخرج من حجرته او ان يجلس على الكرسي المتحرك، فهو، كما سمعت من الممرضات، يظن ان اصابته ليست بالغة وانه سيعود قريبا يمشي على رجليه! ومن ثم فهو ليس بحاجة للكرسي.
    رفض مظفر لم يقتصر على الكرسي المتحرك وحسب وانما شمل كل شيء له علاقة بالشلل والاعاقة ومنها العلاج الطبيعي.
    كان هم مظفر الاساسي هو ان يستعيد عافيته "الذكورية" اولا. وبعد فترة تخللتها محاولات اقناع من طبيبه ووعد ببذل قصارى جهده للتركيز على ذلك الجانب بالذات، وذلك مرهون بتعاونه مع اخصائيي العلاج الطبيعي اذا كان حقا يريد الشفاء السريع، جاء مظفر الى قاعة العلاج الطبيعي بعد محاولات اخرى مضنية لاقناعه باستخدام الكرسي المتحرك!
    في صالة العلاج الطبيعي لم يكن التعامل مع مظفر بالامر الهين، فهو غير مقتنع ان اصابته تشبه اصابات المرضى الآخرين، ويبدو ان ثمة من اقنعه قبل ان يأتي الى هذا المستشفى ان حالته بسيطة وقابلة للشفاء!
    برامج العلاج الطبيعي تتضمن توقيف المريض على طاولة بشد رجليه وجزء من نصف العلوي بالسيور والاربطة بطريقة تبدو لمن يراها من بعيد مهينة لكرامة الرجل.. خاصة اذا كان بدويا كمظفر! والغاية من هذا النوع من جلسات العلاج هو تنشيط الدورة الدموية في الاجزاء المشلولة من الجسم وتقوية العظام.
    كانت اخصائية العلاج الطبيعي التي تولت علاجه شابة مجتهدة ومخلصة في عملها، وكانت تجد في المرضى الصعبين من نوع مظفر تحديا، لكن الامر معه اختلف!
    فقد استعصى اقناع مظفر بالوقوف على الطاولة، وبعد اخذ ورد اصر على انه لن يقف على الطاولة الا اذا قدم له سببا مقنعا يستحق التنازل عن بعض من كرامته. اقترحت على اخصائية العلاج الطبيعي ان تذكر له ان الوقوف يفيد، الى جانب ما ذكرته سابقا، في تسريع استعادة نشاطه الذكوري.. لعل وعسى!
    وبالفعل حدث ما توقعته! فقد وافق مظفر على الوقوف، ليس ذلك وحسب، بل واظب على جلسات العلاج الطبيعي بحماس اثار دهشة الجميع.
    موقف آخر ظريف مع مظفر: كنا جالسين في احد ممرات المستشفى، وجرنا الحديث الى امور خاصة منها هاجس مظفر الاساسي. فسألته مازحا اذا اعطي الخيار بين ان يظل طوال حياته معاقا على الكرسي المتحرك ولكنه يتمتع بصلاحية ذكورية كاملة او ان يستعيد صحته كما كانت قبل الحادثة ولكنها منقوصة تلك الصلاحية؟
    لم أرى في حياتي انسانا يقف حائرا بين خيارين. فقد ظل مظفر صامتا يفكر في الامر ويقلب خياراته حتى ظهر اخوه سعفان من زاوية الممر. فصرخ مستغيثا لمساعدته في تحديد أي الخيارين افضل!

    محمد عيد العريمي
    ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض ما اعنيه ؟!
    وليست مشكلتي .. إن لم تصل الفكرة لأصحابها ؟!
    فهذه قناعاتي وهذه أفكاري وهذه كتاباتي بين أيديكم
    أكتب ما أشعر به .. وأقول ما أنا مؤمن به
    انقل همي .. ووجعي .. وفرحي .. وإفرازات فكري
    انقل هموم غيري بطرح مختلف ..
    وليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي الشخصية
    هي في النهاية مجرد رؤيه لإفكــاري

  • Font Size
    #2
    رد: غياب الاحساس لا يعني غياب الحواس

    اخي العزيز أبن السلاطين رغم اهمية موضوعك الشديدة الا انه مثير للجدل والنقاش في كثير من الامور لو وددت أن أرطرح عليك الاسئلة ولكن غياب الاحساس فعلا لا يعني غياب الحواس ,,, تسلم علي الموضوع الرائع والمهم والجميل ... ارجو ان يستفيد منه جميع من يعاني من اعاقة او شلل او مشاكل في العمود الفقري لاهميته وضرورة التقيد بنصائحك الجميلة .. تقبل مروري .

    تعليق


    • Font Size
      #3
      رد: غياب الاحساس لا يعني غياب الحواس

      موضوع جدا مهم
      قرائته سابقا في كتاب الاستاذ الفاضل محمد عيد العريمي ((مذاق الصبر))
      وبالفعل غياب الاحساس لايعني غياب الحواس
      ووجود الاعاقه في الشخص لاتعني عدم رغبة الطرف الاخر به
      هذا الثقافه والهاجس يجب ان نزيله
      هناك الكثير من الفتيات يرغبنا بالزواج من ذوي الاعاقه
      وانا ارفع يدي واصرح بأنني منهم
      وكذلك من ناحية الشباب فهناك من يرغب بالارتباط من فتيات ذوي الاعاقه
      الاعاقه لاتعني موت الانسانيه
      فنحن نبحث عن انسان وقلب نقي وتعامل راقي وصحيح
      فقط
      يجب ان نضع ايدينا بأيدي بعض ونسير غير مبالين
      بنظرات اناس سطحيين لايعرفون الاشخاص والبشر جيدا

      http://sooosyhgpf.blogspot.com/
      حياكم في مدونتي
      http://www.formspring.me/sooooy
      تتعانق حروفي بحروفكم هنا

      تعليق


      • Font Size
        #4
        رد: غياب الاحساس لا يعني غياب الحواس

        بارك الله فيكـــــ وجزاك الله خيرا

        لا اله الا الله محمد رسول الله

        تعليق


        • Font Size
          #5
          رد: غياب الاحساس لا يعني غياب الحواس

          شكرا لك يا سلطان على الطرح الجميل وشكرا لكى شوق نجد على الاضافة وموقفك النبيل تجاه ذوى الاحتياجات الخاصة
          مصر ام الدنيا

          تعليق


          • Font Size
            #6
            رد: غياب الاحساس لا يعني غياب الحواس

            شكرا لك اخي الكريم على النقل المفيد
            وتحيه لاستاذي محمد العريمي
            اللهم يارب مسني وأهلي الضر وأنت أرحم الراحمين

            تعليق


            • Font Size
              #7
              رد: غياب الاحساس لا يعني غياب الحواس

              بـــــــــــــاركـــــ الله فيك اخوي

              موضوع مميز و يحتاج التفكر و التأمل فيه من كل فئات المجتمع
              و خاصة أخواني من ذوي الاعاقة

              :::تحياتي:::

              ::ابوملاك::

              تعليق


              • Font Size
                #8
                رد: غياب الاحساس لا يعني غياب الحواس

                موضوع كثير مهم وطرح جريئ
                يسلموووووووووو



                ا
                هلا وسهلا ومرحبا بكم في مدونتي


                http://courmf.blogspot.com/

                تعليق


                • Font Size
                  #9
                  رد: غياب الاحساس لا يعني غياب الحواس

                  أهم شئ هو التفاهم بين الطرفين و محاولة الأستفادة القصوى من الأمكانيات المتاحة
                  و الحرص على تحقيق أكبر قدر من أحتياجات الطرف الأخر النفسيه


                  د
                  إسلمي يا مصر إننى الفدا .....ذي يدى إن مدت الدنيا يدا
                  أبدا لن تستكيني أبدا .........إنني أرجو مع اليوم غدا
                  ومعي قلبي وعزمي للجهاد......ولقلبي أنت بعدالدين د ين
                  لكي يا مصر السلامة ......وسلاما يا بلادي
                  إن رمى الدهر سهامه .......أتقيها بفؤادي
                  واسلمي في كل حين

                  تعليق

                  Loading...


                  يعمل...
                  X