الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ليلة ٢٨ رمضان ليلة مظلومة !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    ليلة ٢٨ رمضان ليلة مظلومة !


    نعم.
    إنها تلك الليلة التى تلى الليلة الكبيرة
    و الليلة الكبيرة طبعا اعنى بها
    تلك الليلة التى يعتبرها البعض الليلة الختامية لرمضان
    وما بعدها هو الوقت الإضافى أو الوقت بدل الضائع
    كما فى مصطلحات كرة القدم
    الليلة الكبيرة طبعا هي ليلة السابع و العشرين العتيدة
    و بعيدا عن الخلاف الكبير فى تحديد ليلة القد
    و بغض النظر عن الأقوال الكثيرة التى صال و جال بينها
    أهل العلم فأنا أحب ليلة السابع و العشرين
    سواءً كانت هى الليلة المنشودة أم لا
    أحبهـا لما أجد فيها من إقبال على الله من أناس..
    لم أتعود منهم ذلك
    أحبهـا لما أشهد فيها من اجتهاد الناس
    فى طاعة الله و لما يتبع ذلك من مداومة بعضهم
    ممن ذاق و عرف ثم اغترف و فهم فلزم و التزم
    و أحبهـا لأن ظنى بالله أنه لا يرد هذا القدر
    من الضارعين بين يديه
    و لا يخزى هؤلاء البكائين الذين أحسب
    ألا نعدم فيهم مخلصا تقيا خفيا
    لعلنا نرحم بصالح عمله أو بدعوة صادقة خرجت من قلبه
    أحبهـا لكل ذلك و لغيره
    لا ينغص على هذا الحب لها و ذاك الفرح بها إلا ما بعدها

    تلك الليلة المظلومة التى تلى تلك الليلة السعيدة
    ليلة الـ ٢٨ من رمضان
    تلك الليلة التى رغم أنها ليلة عتق من النار كسائر الليالى !
    إلا أن راغبى ذاك العتق فيها و الثابتين على التماس الفتح
    خلالها يعتبروا ندرة نفيسة وقلة كريمة

    و هذه الليلة على زهد الكثيرين فيها
    إلا أنها من أحب ليالى رمضان إلى نفسى
    ربما لأنها تحمل ذكرى أيام البدء
    و لله در القائل "واها لأيام البدء"
    نعم إنها ليلتى...
    ليلة بدأت فيها ما يمكن تسميته بمحاولة
    الاستقامة و التسنن و السير إلى الله
    أو ما يعرف بين الناس تجوزا بكلمة "التزام "
    و إلا فما أثقلها من كلمة أسأل الله أن نكون أهلا لها

    كانت هذه الليلة على فراغها و خلو مساجدها
    هى أول لحظات علاقتى الحقيقية ببيوت الله و بكلامه وبأهله وخاصته
    كنـت فى تلك الأيام فى عامى الثالث من دراستى بكلية طب الأسنان و قد ضقت ذرعا بالبعد عن الله و الغفلة عن إرضائه أسأل الله العفو و العافية
    كـان لي زميل وصديق أحسبه من الصالحين
    لا أنسى فضله جزاه الله عنى خيرا
    ذهبت إليه فى اليوم الـ ٢٧ من رمضان
    و أنا مثقل بالذنوب مكبل بهمومها و أنا الذى طالما صددت محاولاته لدعوتى و تغافلت عن صحبته التى أحسبها صالحة
    لم أكن حينئذ قد سمعت بالاعتكاف و هو أمر لم يكن فى ذلك الوقت معروفا كما هو الآن
    ذهبت إليه و كلى رغبة فى أن يساعدنى للإقبال على ربى
    ويدلني على سبيل أصلح فيه ما بيني وبينه
    ولم يتأخر الرجل؛ لقد دعانى لعكوف معهم
    فى بيت من بيوت الله يعكفون فيه منذ أول ليال العشر

    لكن.. يا أبو حميد المذاكرة !
    هنعمل إيه و الامتحانات على الأبواب؟!
    هكذا قلت مستفهما
    قال متبسما: وفيها إيه؟!
    هنذاكر سوي فى بيت الله ونتلمس بركة الوقت مع الطاعة
    فكرت قليلا ثم قلت لنفسي:
    و ماذا فى هذا ؟!
    الرجل دوما من أوائل الدفعة
    و ترتيبه يسبق ترتيبى و لم تنهه صلاته أو عبادته يوما
    عن التحصيل و التفوق

    اتخذت قرارى فى نفس اللحظة
    و ذهبت بعد الانتهاء من "سكاشن" ذلك اليوم
    إلى بيتى لأجهز حاجياتى و كتبى و أستأذن والداى
    ثم ذهبت لألحق ببيت الله
    ليلة الثامن و العشرين من رمضان رغم اقتراب الامتحانات في ذلك العام الذي كان من فضل الله عليَّ
    عام بركة حصلت فيه على أعلى تقدير حصلت عليه في حياتي وكان لي مكان في ذلك العام في صفوف العشر الأوائل على دفعتي ورغم أنه لم يكن متبقيا إلا ثلاث ليال من الشهر
    لكن و الله كنّ من أجمل ليالى حياتى و أكثرهن سكينة وبركة
    كانت أولاهن ليلة الـ٢٨

    مسجد صغير هو أو ما يعرف فى مصر بالزاوية
    بسيط قليل البهرج حلو المعشر كحال رواده
    و أعمدة عبادته الذين رحبوا بالشاب الجديد
    الذى لا يستطيع قراءة سطر فى كتاب ربه
    دون أن يخطىء و يتلعثم و كأنه تلميذ فى رياض الأطفال
    رحبوا به و ألفوا قلبه كأنما هو أخ قديم مخضرم بينهم
    لم يشعروه لحظة بغربة أو بأنه مختلف عنهم
    بل مثله مثلهم يعامل كما يعامل أعلمهم
    لم يكن الإمام فاره الصوت و لم يكن المأمومون كثر
    و لم تكن وسائل الإبهار المسجدية المزخرفة
    و الصوتيات الرنانة قد عرفت بعد لكننى انبهرت !
    انبهرت و ندمت أيما ندم ندمت أننى تأخرت
    انبهرت بشعور جديد لم اعتده شعور الحب فى الله
    و ألفة الصحبة الصالحة و سكينة المكث فى بيوت الله
    و روعة القرآن العظيم.

    ما أجملك و أحناك يا ليلة الثامن و العشرين
    يا من كنت بداية معرفتى بتلك الأحاسيس
    بداية معرفتى بجلسة الضحى و دروس العلم
    و المقرأة و ما أدراك ما المقرأة

    ذكريات كثيرة تتلاطم فى صدرى كلما استعدت تلك الأيام
    لا أريد أن أشغلك أخي القارىء بها
    و اعذرنى إن كنت قد استفضت فيها
    إنما فقط أردت أن أفضفض معك قليلا
    بين يدي تلك الليلة الهادئة

    أردت أُذَكِّر و أتذكر ليلة الثامن و العشرين
    ليلة من ليالى رمضان كانت بداية خير لإنسان
    ومنحى غير حياته كلها

    لا أحد يدرى أين البركة و لا متى يأتى التغيير
    ولا كيف يأتي الفتح
    إن ليلة ترزق فيها سجدة صادقة أو تتلذذ فيها بلحظة خلوة رائقة ودعوة صادقة تنكسر فيها بذلة و خضوع مظهرا الندم مخبتا فى خشوع قد تكون خير ليلة تمر عليك منذ ولدتك أمك و ربما تتغير حياتك كليةً بعدها

    حتى لو قل السالكون وندر الطارقون لأبواب العتق المفتوحة فى كل ليلة من رمضان فهل عساك أن تكون من أولئك القليل الذين يطرقون الأبواب تلك الليلة فتنال فيها عتقا من النيران وفوزا بالجنان ولا تكونن من الزاهدين فى أى ليلة لعلها تكون هي الليلة
    ليلة الفتح

    حتى لو كانت تلك الليلة التى يظلمها كثير من الناس
    ليلة الثامن و العشرين
    ليلتي

    د.محمد علي يوسف
    ( ولأني صغيرة وقصيرة
    على أن أصل إلى قفل الغياب
    جلست بجانب الباب
    .)




    إلى كل عضو له عضوية في منتدى
    إلى كل أخ وأخت كانوا يوماً هــنا !
    لمـــــــــــاذا !؟؟
    مهتـ منال محمد ــمة
Loading...


يعمل...
X