تويت
بيوت تلفت انتباه السياح لبساطتها ودقتها بيوت تهامه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرات هذا الموضوع الشيق و اتمنى ان يعجبكم
أنامل مبدعة وماهرة لاتمل من عملها المشوق للابداع وهي تختصر عناصر الجمال في لمسات بسيطة وخفيفة بطرق تقليدية وغير مكلفة البناء
عشش تهامة البسيطة.. تصنع الابتسامة الدافئة.. إن بيوت تهامة القشية توقف السياح لحظات تأمل وترسم على وجوهم اكثر من علامة تعجب.. يقفون أمامها محررين شهقاتهم المشدوهة.. يتأملونها كالحالمين.. يلتقطون لها الصور الكبيرة ليثيروا بها أعجاب أهاليهم وأطفالهم الصغار.
أنامل مبدعة تختصر عناصر الجمال في لمسات بسيطة وخفيفة بطرق تقليدية وغير مكلفة.
إن »العريش« العشة ــ الديمة ــ بساطة الادهاش ،وفنتازيا البناء ذو نكهة ساحلية فريد في هندسته وابداعه المثير.
بساطة وسحر وجمال
أبناء تهامة في الريف يرسمون ابتكاراتهم الرائعة في منازلهم القشية أو من خلالها يصنعون وهج حضارتهم ويخلدون فلكلورهم الشعبي.. ففي بنائهم لمساكنهم القشة يفاجئونك ببساطتها وحلاوتها.. وهناك:
التقينا أحد الفنانين (البنائين) لهذه المساكن القشية التهامية إنه الحاج ــ احمد بن احمد قشاميش في الخمسين من عمره يحدثنا عن ذلك البناء قائلا: هذه »البيوت« تختلف من منطقة إلى أخرى حتى التسمية ففي الجهة الشمالية لها تسمية وكل جهة لها تسمية ــ ولكن »الديمة« عندنا في بطن تهامة من بيت الفقيه حتى الخوخة، فالمساحة دائرية في الغالب وحسب الاحتياجات الخاصة للاسرة وتركيبها دائرياً ومحاطاً بجدار من اللبن والخشب واحياناً بنسيج الاحجار وتجد جريد النخيل هو الاكثر حضوراً بقوة فيها فيزيد المكان سحراً ونشوة ومتعة.
فالطين يجعل »الديمة« باردة جداً وهذا هو الافضل، وطرق البناء لاتتغير مهما تعددت الاغراض وتفاوتت اعداد الغرف ــ وعملية البناء تستغرق 51يوماً إذا توفرت كافة المواد المستخدمة واحياناً عشرة أيام، ويعتمد البناء على المساحة ومدى توفر المواد المستخدمة فالديمة على شكل هرم من أعلى ــ تبنى من الاحجار الصغيرة متداخلة بعضها ببعض مع الطين اللازب.
ولضمان الثبات الدائم يتم ربط »الديمة« بألياف من حبال الدوم.
وتستخدم الغرف لأغراض متعددة.. »عشة« للمعيشة وأخرى للنوم، وآخرى لإعداد الطعام »مطبخ« وتحتوي العشش على سجادة يتم نسجها محلياً من اصواف الماعز تغطي الارضية ويعكس نموذجها فرادة وجمال التصميم.
لمسات جمالية
النساء في الداخل لهن لمسات رائعة.. فجهد الرجال ينتهي عند البناء.. وبواسطة النساء يتم عمل ديكورات مشابهة للسقف ذات الوان متألقة التشكيلات ورسومات ونقوش وغيرها من الصور المرتبطة بحياتهم الاجتماعية واليومية.
وفي سقف وجدران »الديمة« ترص أوتاد خشبية تستخدم لتعليق الاطباق المزخرفة والمرايا والسلال المصنوعة ــ محلياًــ من سعف النخيل.
هذا الجمال والإبداع والمهارة في بناء »العشش والديم« يكون طبيعياً وسهلاً في تهامة.. ولايشبه البناء في الأراضي المرتفعة وكذلك امتداد البناء في الغالب إلى الأعلى.. وتكون المباني القشية دائرية وشبيهة بالقباب.
ويزداد ألق وتجدد جمال تلك المباني القشية من حيث تنوع وتغير المنسوجات داخل جدرانها.. كما انه تتم إعادة بنائها كل خمسة عشرعاماً.. واحياناً تتم صيانتها كلما تطلب الأمر.
وتبقى تلك البيوت ذات مسميات عديدة ومنها»العريش ــ العشة ــ الديمة ــ السقيفة ــ الإيوان ــ الديوان...«.
السيرة النبوية مليئة بالأدلة في تلك التسميات، فالصحابة »رضي الله عنهم« بنوا يوم بدرعريشاً للرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك السقيفة فأمرها لايخفى على أحد »سقيفة بني ساعدة« كان لها الأثر الكبير في الإسلام حيث تمت فيها مناقشة أمر خلافة المسلمين والسقيفة تقوم على خشب عبارة عن عمدان تحمل السقف الذي يكون في الغالب من عيدان خشبية أخف وزناً يعلوها»القش« الزرع اليابس من الدخن أو الذرة أو الشعير أو البرسيم ومثل هذه البيوت اينما وجدت صارت سمة واضحة لحالة الفقر التي يعانيها ساكنوها كذلك العشة والديمة هما شكل واحد عبارة عن مبنى من الطين على شكل دائرة من الاسفل وعلى شكل هرم من أعلى السثقف والفرق بين »العشة« و»الديمة« أمر بسيط وهو ان البناء الدائر من أسفل للعشة تتخلله الحجارة الصغيرة المتداخلة في الطين بينما »الديمة« لايتخللها أي من أحجار ، بل هي من الطين اللازب الذي تتخلله نشارة الحب المسماة بـ»العصف« أو »الحماط« باللهجة التهامية ودوره في عملية البناء نفس عمل الاسمنت وينوب عنه في بعض المحلات والمناطق كمحافظة مأرب عناقيد الاثل وغير ذلك.
تفاصيل الإبداع
البناء الشعبي بالمنصر: احمد بن احمد قشاميش يحكي لنا تفاصيل دقيقة عن تلك البيوت القشية قائلاً: بصراحة إني أرى ان اغلب الصحفيين يسمونها»الاكواخ« وهذا ليس صحيحاً، فنحن لنا تسميات معروفة فهي : الديوان ــ الايوان في زبيد والعشة والديمة والسقفية ــ المبرز وغيرها من التسميات ولكن هذه التسميات هي الاكثر انتشاراً.
فعملية البناء لـ »العشة« أو »ًالعريش« أو »السقيفة« تعتمد بدرجة أساسية على الاساسيات وتوفر مواد البناء المطلوبة وثانياً توفير المساعدين في البناء.
فإذا توفر الاثنان تكون عملية البناء قصيرة جداً.
فمثلاً السقيفة تحتاج ثلاثة أيام في اكثر الاحيان، بينما العشة والديمة مدتها لاتزيد عن خمسة عشر يوماً وتجده يبقى لاكثر من عشرين عاماً للديمة والعريش.. فالأمطار والبرد والحر الزمهرير لايؤثر بداخلها.
ويستمر قشاميش في سرد كيفية عملية البناء قائلاً: يتم تخميد الطين الدقيق التربة بالماء الغامر ثم توضع عليه نشارة الحب ــ الدخن »الحماط« ويتم عجنه بالأرجل لفترة تصل إلى نصف ساعة، بعدها تبدأ عملية الحفر بشكل دائري يصل إلى 005 سم وتبدأ بدورة كاملة بهذا الطين المتماسك ويتم الانتظار حتى اليوم الثاني إذ »يجف« وهكذا حتى يرتفع الجدار إلى مترين، وبعدها يبدأ العمل في السقف الذي يحتاج إلى اكثر 52عموداً خشبياً قوياً وحبال ملونة ــ معمولة من عسف النخيل »ضفائر« ويأتي بعدها »القش« وتجد العاملين يعملون بنشاط وحيوية.
قرات هذا الموضوع الشيق و اتمنى ان يعجبكم
عشش تهامة البسيطة.. تصنع الابتسامة الدافئة.. إن بيوت تهامة القشية توقف السياح لحظات تأمل وترسم على وجوهم اكثر من علامة تعجب.. يقفون أمامها محررين شهقاتهم المشدوهة.. يتأملونها كالحالمين.. يلتقطون لها الصور الكبيرة ليثيروا بها أعجاب أهاليهم وأطفالهم الصغار.
أنامل مبدعة تختصر عناصر الجمال في لمسات بسيطة وخفيفة بطرق تقليدية وغير مكلفة.
إن »العريش« العشة ــ الديمة ــ بساطة الادهاش ،وفنتازيا البناء ذو نكهة ساحلية فريد في هندسته وابداعه المثير.
بساطة وسحر وجمال
أبناء تهامة في الريف يرسمون ابتكاراتهم الرائعة في منازلهم القشية أو من خلالها يصنعون وهج حضارتهم ويخلدون فلكلورهم الشعبي.. ففي بنائهم لمساكنهم القشة يفاجئونك ببساطتها وحلاوتها.. وهناك:
التقينا أحد الفنانين (البنائين) لهذه المساكن القشية التهامية إنه الحاج ــ احمد بن احمد قشاميش في الخمسين من عمره يحدثنا عن ذلك البناء قائلا: هذه »البيوت« تختلف من منطقة إلى أخرى حتى التسمية ففي الجهة الشمالية لها تسمية وكل جهة لها تسمية ــ ولكن »الديمة« عندنا في بطن تهامة من بيت الفقيه حتى الخوخة، فالمساحة دائرية في الغالب وحسب الاحتياجات الخاصة للاسرة وتركيبها دائرياً ومحاطاً بجدار من اللبن والخشب واحياناً بنسيج الاحجار وتجد جريد النخيل هو الاكثر حضوراً بقوة فيها فيزيد المكان سحراً ونشوة ومتعة.
فالطين يجعل »الديمة« باردة جداً وهذا هو الافضل، وطرق البناء لاتتغير مهما تعددت الاغراض وتفاوتت اعداد الغرف ــ وعملية البناء تستغرق 51يوماً إذا توفرت كافة المواد المستخدمة واحياناً عشرة أيام، ويعتمد البناء على المساحة ومدى توفر المواد المستخدمة فالديمة على شكل هرم من أعلى ــ تبنى من الاحجار الصغيرة متداخلة بعضها ببعض مع الطين اللازب.
ولضمان الثبات الدائم يتم ربط »الديمة« بألياف من حبال الدوم.
وتستخدم الغرف لأغراض متعددة.. »عشة« للمعيشة وأخرى للنوم، وآخرى لإعداد الطعام »مطبخ« وتحتوي العشش على سجادة يتم نسجها محلياً من اصواف الماعز تغطي الارضية ويعكس نموذجها فرادة وجمال التصميم.
لمسات جمالية
النساء في الداخل لهن لمسات رائعة.. فجهد الرجال ينتهي عند البناء.. وبواسطة النساء يتم عمل ديكورات مشابهة للسقف ذات الوان متألقة التشكيلات ورسومات ونقوش وغيرها من الصور المرتبطة بحياتهم الاجتماعية واليومية.
وفي سقف وجدران »الديمة« ترص أوتاد خشبية تستخدم لتعليق الاطباق المزخرفة والمرايا والسلال المصنوعة ــ محلياًــ من سعف النخيل.
هذا الجمال والإبداع والمهارة في بناء »العشش والديم« يكون طبيعياً وسهلاً في تهامة.. ولايشبه البناء في الأراضي المرتفعة وكذلك امتداد البناء في الغالب إلى الأعلى.. وتكون المباني القشية دائرية وشبيهة بالقباب.
ويزداد ألق وتجدد جمال تلك المباني القشية من حيث تنوع وتغير المنسوجات داخل جدرانها.. كما انه تتم إعادة بنائها كل خمسة عشرعاماً.. واحياناً تتم صيانتها كلما تطلب الأمر.
وتبقى تلك البيوت ذات مسميات عديدة ومنها»العريش ــ العشة ــ الديمة ــ السقيفة ــ الإيوان ــ الديوان...«.
السيرة النبوية مليئة بالأدلة في تلك التسميات، فالصحابة »رضي الله عنهم« بنوا يوم بدرعريشاً للرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك السقيفة فأمرها لايخفى على أحد »سقيفة بني ساعدة« كان لها الأثر الكبير في الإسلام حيث تمت فيها مناقشة أمر خلافة المسلمين والسقيفة تقوم على خشب عبارة عن عمدان تحمل السقف الذي يكون في الغالب من عيدان خشبية أخف وزناً يعلوها»القش« الزرع اليابس من الدخن أو الذرة أو الشعير أو البرسيم ومثل هذه البيوت اينما وجدت صارت سمة واضحة لحالة الفقر التي يعانيها ساكنوها كذلك العشة والديمة هما شكل واحد عبارة عن مبنى من الطين على شكل دائرة من الاسفل وعلى شكل هرم من أعلى السثقف والفرق بين »العشة« و»الديمة« أمر بسيط وهو ان البناء الدائر من أسفل للعشة تتخلله الحجارة الصغيرة المتداخلة في الطين بينما »الديمة« لايتخللها أي من أحجار ، بل هي من الطين اللازب الذي تتخلله نشارة الحب المسماة بـ»العصف« أو »الحماط« باللهجة التهامية ودوره في عملية البناء نفس عمل الاسمنت وينوب عنه في بعض المحلات والمناطق كمحافظة مأرب عناقيد الاثل وغير ذلك.
تفاصيل الإبداع
البناء الشعبي بالمنصر: احمد بن احمد قشاميش يحكي لنا تفاصيل دقيقة عن تلك البيوت القشية قائلاً: بصراحة إني أرى ان اغلب الصحفيين يسمونها»الاكواخ« وهذا ليس صحيحاً، فنحن لنا تسميات معروفة فهي : الديوان ــ الايوان في زبيد والعشة والديمة والسقفية ــ المبرز وغيرها من التسميات ولكن هذه التسميات هي الاكثر انتشاراً.
فعملية البناء لـ »العشة« أو »ًالعريش« أو »السقيفة« تعتمد بدرجة أساسية على الاساسيات وتوفر مواد البناء المطلوبة وثانياً توفير المساعدين في البناء.
فإذا توفر الاثنان تكون عملية البناء قصيرة جداً.
فمثلاً السقيفة تحتاج ثلاثة أيام في اكثر الاحيان، بينما العشة والديمة مدتها لاتزيد عن خمسة عشر يوماً وتجده يبقى لاكثر من عشرين عاماً للديمة والعريش.. فالأمطار والبرد والحر الزمهرير لايؤثر بداخلها.
ويستمر قشاميش في سرد كيفية عملية البناء قائلاً: يتم تخميد الطين الدقيق التربة بالماء الغامر ثم توضع عليه نشارة الحب ــ الدخن »الحماط« ويتم عجنه بالأرجل لفترة تصل إلى نصف ساعة، بعدها تبدأ عملية الحفر بشكل دائري يصل إلى 005 سم وتبدأ بدورة كاملة بهذا الطين المتماسك ويتم الانتظار حتى اليوم الثاني إذ »يجف« وهكذا حتى يرتفع الجدار إلى مترين، وبعدها يبدأ العمل في السقف الذي يحتاج إلى اكثر 52عموداً خشبياً قوياً وحبال ملونة ــ معمولة من عسف النخيل »ضفائر« ويأتي بعدها »القش« وتجد العاملين يعملون بنشاط وحيوية.
تعليق