الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كمثل الحمار (قصة قصيرة)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    كمثل الحمار (قصة قصيرة)

    كمثل الحمار
    كان الاستاذ الدكتور حجازى عمران يجلس على مكتبه بالجامعة وهو يحتسى قهوته الصباحية ويستعد لشن هجومه المعلوماتى على طلابه حال ما هجموا عليه بالاسئلة. وكان شديد الثقة بنفسه وبقدرته فى الاجابة على أى سؤال يعترض طريقه فمهما كانت شراسة السؤال فالنتيجة محسومة لصالحه فى النهاية فهو أستاذ جامعى ورجل مثقف لايبارى فقد أفنى جزء كبير من حياته فى الاغتراف من شتى مناهل العلم فقد اغترف من مجال عمله كأستاذ لعلم النفس التطبيقى عموما بالاضافة إلى أنه عبأ ذهنه بالعلوم الخاصة بمجال الرياضيات والتاريخ والادب والفلسفة والكيمياء وخلافه ولم يكن يهتم بالعلوم حبا فى ذاتها ولكنه كان يهتم بها حرصا منه على اكتساح أى معركة يخوضها مع خصومه وكان لسان حاله يقول يابحر فوقك بحر أما عن إسلوبه فى التدريس فهو كرجل علامة يتعامل مع طلاب جهلاء على حد وصفه بطريقة التعبئة الشاملة فى محتلف الفروع سواء كانت تخص موضوع المحاضرة أم لا فعقول الطلاب ماهى إلا أوعية ينبغى حشوها بأكبر قدر ممكن من المعلومات ولهذا كانت معظم محاضراته تصيب طلابه بالدوار والتشتت فهى لها نقطة بداية عند دخوله مختالا إلى قاعة الدرس ولكن دون عناصر أو ترتيب للأفكار أو تنظيم لعرض الموضوع وغالبا ما تنتهى بطرد أحد الطلاب من قاعة الدرس بسبب كونه جاهلا ولايدرك أثر نعمة الاستاذ عليه أو سب جميع من فى القاعة ووصفهم بالغباء المفرط لكون ثقافتهم الضحلة لاتضاهى ثقافته الواسعة.
    وكان طلابه يخشونه ولا يحبونه فلم يكن هو من صنف الاساتذة الذين يسعون لكسب ثقة طلابهم بل كان عبارة عن مدفعية معلومات ومعارف من العيار الثقيل والغريب فى الامر أنه يعد ذلك نجاحا منقطع النظير لان المسافة بين التلميذ والاستاذ لابد أن تكون شاسعة مثل المسافة بين السماء والارض فأستاذ مثله يعد من العلماء المعدودين فى زمانهم على حد وصفه لابد ألا ينحدر مستواه الفكرى والثقافى ليصل لشرذمة من ذوى العقول الخاوية من الطلاب الجهلاء فهكذا قال الاستاذ. والاغرب من هذا كله أن مكتبه كان يعج بالطلاب من كل حدب وصوب لاحبا فيه ولا فى علمه ولكن ليتخذوا ستارا واقيا يحميمهم من مهاجمته إياهم عند اللزوم من خلال الاسئلة الكثيرة والمتنوعة التى كانوا يلقونها عليه قانعين بما يرمى به إليهم من فتات المعلومات فالمهم هو وجود أية وسيلة للدفاع عن أنفسهم ولوكانت محدودة .
    وحان موعد الساعات المكتبية وامتلىء المكتب كالعادة بالطلاب وتقاطرت عليه الاسئلة من هنا وهناك وأجاب عنها فى تحدى واضح وكان يعبث برابطة عنقه بين الحين والحين كما لوكان فى لقاء تليفزيونى وكاد المكتب الذى يجلس عليه أن يتهشم من ثقل غروره وجاء الدور على أحد الطلاب ليلقى سؤاله فسأله قائلا/ ماهو سبب كروية الارض ؟ ففرك الاستاذ الجامعى رأسه حيث أنه لايعرف إجابة السؤال............................................ .......................................
    تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــت

  • Font Size
    #2
    رد: كمثل الحمار (قصة قصيرة)

    يعطيك العافية ع الطرح ....

    تعليق


    • Font Size
      #3
      رد: كمثل الحمار (قصة قصيرة)

      شكرا اختنا أماني .
      يبدو أن القصة حقيقية لأنكِ ذكرتي اسم الاستاذ المحاضر .
      مع الأسف الشديد . مازالت مناهج وطرق التعليم في بلادنا العربية يعتمد أغلبها مع جهازها التدريسي , على طريقة تلقيم وحشو المعلومات في ذهن الدارس .
      من بداية التعليم في الروضات الى الشهادة الجامعية .
      لا المناهج ولا طرق التدريس تعتمد على تحفيز عقل الطالب , لتحضيره بعد التخرج ليكون فرداً ناجحاً في بناء الوطن .
      لا ميزانيات مناسبة لمراكز البحوث .
      لا تعاون وتنسيق مع حاجات السوق وتطوره الصناعي , الزراعي , التجاري . الخ ..
      وما هذا الأستاذ المحاضر إلا نموذج سيء من نماذج الكثير من جهاز التعليم في اغلب بلادنا .
      أعان الله الطلبة والأوطان ...
      متى نرتفع إلى مصاف الأمم ؟؟؟؟

      تعليق


      • Font Size
        #4
        رد: كمثل الحمار (قصة قصيرة)

        للأسف عالمنا العربي يعج بمثل هؤلاء الدكاترة الذين يمتلكون نظرة فوقية إتجاه الطلاب
        شكرا لكِ أختي أماني

        تعليق


        • Font Size
          #5
          رد: كمثل الحمار (قصة قصيرة)

          السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
          أشكرك جدا لموضوعك الرائع وطرحك المتميز
          حقا وفوق كل ذو علم عليم
          بارك الله فيك
          جزاك الله خيرا

          تعليق

          Loading...


          يعمل...
          X