الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ترسيخ مبدأ التسليم لله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    ترسيخ مبدأ التسليم لله

    ينبغي العمل على ترسيخ مبدأ التسليم لله في نفوس الناس بكل طريق.
    وأن يعرف الناس أن هذا هو حقيقة الإسلام الذي يدينون لله به، وأنه هو أصل مقتضى شهادة التوحيد التي شهدوا بها.

    فمن فاته التسليم لله، وكان جريئا على الاعتراض على كل حكم لا يعجبه من أحكام الله:
    فإن شهادته ألفاظ ينطقها كما كان يفعل المنافقون ولا رصيد لها في القلب، ولا يقوم الإيمان بمثل هذا.

    كثير من المنتسبين للإسلام إذا عرف حكما من أحكام الله الشرعية أو الكونية، ولم يكن متسقا مع هواه الذي يسميه عقلا: بادر إلى الاعتراض بلسانه، بعد أن يكون قد سخط وكره حكم الله بقلبه، ومثل هذا يُخشى عليه أن ينسلخ عن الملة كلها بكلمة واحدة ينطق بها، فيلقى الله كافرا غير مسلم أصلا، فإن الإسلام يُدخَل فيه بكلمة، ويُخرَج منه بكلمة، ويا ويل من يلقى الله على تلك الحال، فيلقى من سوء العاقبة ما لم يخطر له ببال، [وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون]، "وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت: يكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه".

    لأجل هذا أقول: إن دور الإنسان الحقيقي ليس هو تقييم حكم الله البتة، ليس هذا من وظيفته، ولا هو متأهل له
    إنما وظيفته هي.. التأكد من أن هذا هو حكم الله فعلا.
    فإذا ثبت أنه كذلك لم يكن أمامه إلا الخضوع والتسليم
    ثم النظر بعد ذلك بعين العبودية والاستسلام والتعظيم
    في حكم الملك العظيم العليم الحكيم محاولا استكشاف بعض وجوه الحكمة والكمال في حكم الله

    *أما التوجه إليه بالنقد والاعتراض بعد أن ثبت أنه حكم الله فذلك اجتراء وتجاوز لمقام العبودية أصلا، يستحق صاحبه به تعاسة الأبد، والخلود في نار جهنم، لأنه سَير على خطى إبليس اللعين الذي تفلسف وتقعر بقوله
    " خلقتني من نار وخلقته من طين"
    ظانا أن هذا يبرر له استكباره عن السجود كما أمره الله، أفحسبتم أن الله كان يقص علينا ذنب إبليس وجريرته التي أوجبت لعنه وطرده عبثا؟ تعالى الله الملك الحق.

    ولذلك أيضا: كنت وما زلت أعجب ممن يرغب في الدخول في الإسلام، فيجعل طريقه لذلك أن ينظر في أحكام الإسلام، هل ستعجبه أم لا، ويناقش في بعض الأحكام التي لا تروق له، كموقف الإسلام من المرأة أو الجهاد أو نحو ذلك، وأرى هذا طريقا خاطئا، إلا أن يكون يريد الاستدلال على صحة الإسلام بكمال شرائعه، فهو يسأل لأجل هذا فقط، وإلا: فإن الطريق الصحيح هو أن يسأل عن مصدر هذا الدين، ويتأكد من كونه ثابتا عن رب العالمين، فإذا صح هذا لديه وجب عليه الانقياد له، سواء وافق هواه أو خالفه، سواء اتسق مع عقله النظري الذي دخلت في تكوينه مكونات عديدة قد تضلله أو لم يتسق.

    منذ فترة أرسلت لي فتاة مسيحية جامعية تدرس في كلية الطب رسالة تبدي فيها رغبتها في الدخول في الإسلام، لأنها معجبة بالحجاب الإسلامي، فرأيت أنَّ المدخل الذي ترغب في الدخول منه مُشكِل
    لأن الحجاب موجود في المسيحية أيضا، وما يغني الحجاب مع المسيحية شيئا، فرحبت برغبتها في اعتناق الإسلام أيا كان الدافع الأولي، لكني
    حوَّلتُ مسار الكلام إلى بيان البوابة الحقيقية للإسلام، والفارق الحقيقي بين الإسلام والكفر، وهو شهادة التوحيد وما اشتملت عليه،
    لأني لا أحب أن تكون دخلتْ الإسلام لأجل أنها أعجبت بشيء فيه، فتخرج منه إن سخطت شيئا منه، أو ترى أنه لا فرق بينه وبين دين آخر إن وجدت نفس ما أعجبها في الإسلام موجودا في دين آخر.

    خلاصة الكلام: أن الإسلام هو التسليم لله.
    وأن الإنسان وظيفته أن يعرف مراد الله ليمتثله، لا ليفحصه ويقرر هل هو كمال أو نقص.
    والاعتراض على أحكام الله بوابة كفر وزندقة
    وأن العبد عليه أن يعرف قدره ويلزم حده إزاء رب العالمين ومالك يوم الدين، وأن يطرح الغرور والكبر جانبا، فإن الكبر والغرور وعدم الخضوع والتسليم كان سببا لطرد إبليس من رحمة الله إلى الأبد
    وليست جهنم لإبليس وحده، بل الأمر كما قال الله:
    " لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين"

    فلينظر المرء في نجاة نفسه، فإنَّ النار أقرب إلى أحدكم مِن شِراك نعله، والجنة كذلك، ولله الخلق والأمر، لا إله إلا هو.

    الشيخ القاسم الأزهري
    حفظه الله
    ( ولأني صغيرة وقصيرة
    على أن أصل إلى قفل الغياب
    جلست بجانب الباب
    .)




    إلى كل عضو له عضوية في منتدى
    إلى كل أخ وأخت كانوا يوماً هــنا !
    لمـــــــــــاذا !؟؟
    مهتـ منال محمد ــمة
Loading...


يعمل...
X