الصيام من أفضل أشكال النضال بدءا من الكف عن الاكل والشرب الذي يحقق أدنى درجات الصوم وهي براءة الذمة ،. ووصولا إلى كمال الصوم بالامتناع الكلي والعمق في الداخل عن كل رذيلة ، لتشبع الضائر بالتقوى والقلوب بالخير والعقول بالايمان ,لأنّ الصيام عمليّة بناء النفس وتزكيتها من الداخل والعمل على احيائها .كما يعمل الصيام على التصعيد بالذات إلى مستوى الجهاد ومكارم الاخلاق ومما لاشك فيه أن الصيام من أكبر العبادات التي تعمل على الذات وتمحيصها ، والكشف عن مكنونها .. حيث الانسان تسكنه الذات العليا النقية بالفطرة . وهو يقوم بفعل المكتسبات الحياتية بالسكن في الذات السفلى ..والصيام فرصة سانحة ليقوم بغربلة الذات واعادتها إلى مسارها الطبيعي ، ومناخ لتحقيق الفضائل والتنافس في عمل الخير .ورد على لسان أحد العلماء " كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والظمأ " !! فإذا أحسن الانسان الصوم كان فعلا أنموذجا عظيما للانسان الحر واستجاب للذات التي تسكنه من حب ووفاء واخلاص وكرامة وخدمة وطموح و فهم مشترك وتسامح ، وسمو . فبسلاحه الايماني وعزيمته الصادقة ، يستطيع ان يحطم الذات السفلى الذي يسكنها علّه مجبورا ام مخيّرا حينها ..من حقد وخيانة وغضب وكره وعدوانية ، وحسد ، وظلم ، وجدال ، وخصام ، وسلطان التوافه، وحب الأنا والانفلات منها، وإبادة الوحوش الكاسرة ، وتحرير الذات من المغريات ، والاحتياجات المنحرفة ، والخداعات المظللة. ليستنشق نكهة حياة العزّة والجمال . حينها يحتفل بقوته الفولاذية نتيجة تقوى الله وعبادته الحقه ويكرمها لأنها قام بعمل تربوي يهدف إلى النماء الروحي والعقلي والنفسي . وبهذا يكون ساهم مساهمة لانظير لها في خلق مناخ للطموح والعزيمة لبناء جيل فاعل على أسس قوية . ممنهجة بمنهجية القرآن .
وكل عام ورمضان فيكم بخير .
تعليق