2- الجزء الثاني العلاج
الحل ...... والحمد لله الذي ما انزل من داء الا وانزل معه الدواء ......
2.1 الايمان بالعلاج وان هو اول خطوات العلاج ....
سأبدأ بكلمه بسيطه عن ثواب المرض والابتلاء ....
قال تعالى " اذا اصابتهم مصيبه قالوا انا لله وانا اليه راجعون . أولائك عليهم صلوات من ربهم ورحمه وأولائك هم المهتدون" البقره 156.
وقال الرسول عليه الصلاه والسلام " من يرد الله به خيرا يصب منه " رواه البخاري.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ان عظم الجزاء مع عظم البلاء وان الله تعالى اذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط " رواه الترمذي وقال حديث حسن.
وعن ابي هريره رضي الله عنه قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم " ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنه في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئه " رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
وعن ابي سعيد وابي هريره رضي الله عنهما عن النبي عليه الصلاه والسلام قال: " ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم ، حتى الشوكه يشاكها الا كفر الله بها خطاياه " متفق عليه.
وعن ابي هريره رضي الله عنه قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" مثل المؤمن مثل الزرع لا تزال الريح تميله ، ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء ، ومثل المنافق كشجره الأرز لا تهتز حتى تستحصد " أخرجه البخاري والترمذي .
وعن جابر رضي الله عنه قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " يود اهل العافيه يوم القيامه حين يعطى اهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت بالمقاريض " اخرجه الترمذي.
ثم لننتقل الى احسان الظن بالله والثقه به وبشفائه......
وكما قال الرسول عليه الصلاه والسلام " تفاءلوا بالخير تجدوه " .... كما قال " انا عند ظن عبدي بي ، فاليظن بي ما يشاء" وقال تعالى " واذا مرضت فهو يشفين " الشعراء 80
وقال تعالى " وننزل من القران ما هو شفاء ورحمه للمؤمنين " الاسراء 82
وقال تعالى " وايوب اذ نادى ربه اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين " الانبياء 83
ان التداوي امر مأمور به لان الله عز وجل خلقنا على هذه الارض لاعمارها واقامه الخير فيها وهذا لا يتم بأناس مرضى ، والشفاء يحتاج الى سبب هو العلاج ونحن مأمورون بالاخذ به فالمرض والشفاء والدواء كلها من الله ، وعلينا بالتداوي بأحسن العلاجات والسير على طريق الرسول عليه الصلاه والسلام .
وقال الامام ابن القيم في كتابه زاد المعاد:
كان من هديه صلى الله عليه وسلم فعل التداوي في نفسه والامر به لمن اصابه المرض من أهله وأصحابه. روى مسلم في صحيحه من حديث أبي الزبير جابر بن عبد الله عن النبي عليه الصلاه والسلام قال: " لكل داء دواء ، فاذا اصيب دواء الداء برأ باذن الله عز وجل "
وفي الصحيحين عن عطاء بن أبي هريره قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما انزل الله من داء الا وانزل له شفاء "
وفي مسند الامام احمد من حديث زياد بن علافه عن اسامه بن شرك قال " كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت الاعراب فقالوا: يا رسول الله انتداوى؟ فقال: نعم يا عباد الله تداووا، فان الله عز وجل لم يضع داء الا وضع له شفاء غير داء واحد، فقالوا ما هو؟ فقال: الهرم . وفي لفظ " ان الله لم ينزل داء الا انزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله " . وفي المسند والسنن عن أبي خزامه قال : " قلت يا رسول الله أرأيت رقيا نسترقي بها ودواء نتداوي به ، وتقاه نتقها ، هل ترد من قدر الله شيئا ؟ فقال عليه الصلاه والسلام: هي من قدر الله "
وفي هذه الاحاديث الصحيحه الامر بالتداوي وأنه لا ينفي التوكل . بل لا يتم حقيقه التوحيد الا بمباشره الاسباب التي التي نصبها الله ، فان تركها عجزا ينافي التوكل الذي حقيقته الاعتماد على الله عز وجل في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه، ودفع ما يضره في دينه ودنياه ، ولا بد مع هذا الاعتماد من مباشره الاسباب والا كان معطلا للحكمه والشرع، فلا يجعل العبد عجزه توكلا ولا توكله عجزا ...... زاد المعاد ص 77، 78، 79
وقال ابي الدرداء ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم " ان الله انزل الداء والدواء ، وجعل لكل داء دواء ، فتداووا ولا تتداووا بحرام " اخرجه ابو داود .... تيسير الوصول ص 169
وقال عقبه بن عامر رضي الله عنه : قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب فان الله يطعمهم ويسقيهم " اخرجه الترمذي. تيسير الوصول ص 169
وعن ابي الدرداء رضي الله عنه : " انه اشتكى اليه رجل احتباس البول فقال : سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: من اشتكى منكم شيئا فليقل : ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك ، امرك في السماء والارض ، كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الارض ، واغفر لنا حوبنا وخطايانا انت رب الطيبين انزل رحمه من رحمتك وشفاءا من شفائك على هذا الوجع فيبرأ ". وامره ان يرقيه به فرقاه فبرأ... اخرجه ابا داوود . تيسير الوصول ص 169
فلنحسن الظن بالله ... فهو الشافي وهو المعافي وهو على كل شيئ قدير .... هو الخالق وهو البارئ وهو ارأف واحن على اطفالنا منا ،
ولا ننسى قول الله سبحان وتعالى " انمى يوفى الصابرون اجرهم من غير حساب " الزومر 10
وقال تعالى " واصبر وما صبرك الا بالله " النحل 127
وقال تعالى " والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس" البقره 177
وقال تعالى " يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا رابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " ال عمران 200
وقال تعالى " ولنبلونكم بشيئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين " البقره 155
وفي حديث ابي مالك الحارث " والصبر ضياء "رواه مسلم من كتاب رياض الصالحين ص19
وفي حديث سعيد سعد بن مالك " من يتصبر يصبره الله "رواه مسلم من كتاب رياض الصالحين ص19
وفي حديث ابن عباس في روايه الترمذي " واعلم ان النصر مع الصبر " من كتاب رياض الصالحين ص33
وقد ذكر الصبر في تسعين موضعا في القران ، وهو واجب باجماع الامه
وفي الصحيحين في حديث ابي سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم " ما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر "
ومن اداب الصبر :
1- استعماله في اول المصيبه
2- الاسترجاع عند المصيبه والاحتساب
3- سكون الجوارح واللسان
4- ومن حسن الصبر ان لا سظهر اثر المصيبه على المصاب
فالصبر هو ثبات مع الله وتلقي بلائه بالرحب والدعه ، والصبر وان كان شاقا فتحصيله ممكن بالعلم و العمل
وقال عمر رضي الله عنه " لو كان الصبر والشكر بعيرين لم ابال ايهما ركبت. "
وقال الحسن " الصبر كنز من كنوز الخير لا يعطيه الله عز وجل الا لعبد كريم عنده "
وقال الحسن البصري " استوى الناس في العافيه فاذا نزل البلاء تباينوا "