التصفح للزوار محدود

من خواطري

أسير التحدي

الشعر والخواطر
حمــائـم مـن عـالـم آخــر

في البدء كان اللقاء..كنتُ إثنين..الأول هنا..والآخر هناك يسبح في مستنقع الوحدة..كنت هنا بجسدي ..بأريكتي..بمحفظتي السوداء..وكانت روحي هناك تمخر عباب الأسى والشجن..كان الورد يمشي أمامي..يدغدغني..يستفزني..ويثير حواسي المجمدة منذ يوم الهبوب..كانت البلابل تسمعني سيمفونية الحب والأمل،فما كنتُ أرى الورد،وما كنتُ أسمع صوت البلابلْ.
في غمرة هذا التيه..وهذا الإعتكاف..تحط فوق محرابي ثلاثة حمامات..يكسرن رتم خشوعي للحزن الطافي..ويقتحمن حصون وحدتي الصماء..جئن من الضفة الأخرى،يحملن الدلال..والسعادة..والجمال
جئن من بعيد ..من مدينة الفارابي..وفي حقائبهن ما تبقى من رموز الفضيلة..كن في الطيبة نبعا زلالا ..كن في التخلق بحارا بلا سواحل..كن في الصدق والوفاء عمالقة وزواجل..كن..وكن..وكن..
كلمنني بلغة ليست ككل اللغات..لغة لا يفهم إيحاءاتها إلا من غرف من شهد الطهر..والمحبة..والوفاء..أخيرا وجدت من يكلمني..ومن يسمعني أيضا..وجدت من يفهم حروفي الهيروغليفية،ويفكك شفراتها.
أفقت من خشوعي الطويل..كلمتهن طويلا عن حكايا السقم..عن تفاصيل السجن..عن غطرسة الوجع،وكلمنني عن عيون الفجر..عن فضاءات الأمل..وعن لون الربيع.
كنت أعرف كل ما قلن،قبل اقتحامهن لقلعتي،لكنني كنتُ بحاجة لأن أسمع ذلك من شخص ما..في مكان ما..في زمن ما..فكان الشخص ثلاث حمامات.. وكان المكان (سيرتا)..وكان الزمن ربيعي اللون والرائحة.
كان اللقاء،وكان الكلام..وها آنذا اليوم أحمل بشمالي وجعي وتفاصيل الحكاية..؟؟؟..وأحمل بيميني معول الأمل،لعلي أحطم أسوار السجن..لعلي أأسس يوما..دولة للسلام والإيثار..دولة قدسية الأبعاد..صافية الفؤاد..دستورها عطر..وحب..وقصائد.


أسير التحدي:ذات أمسية ربيعية ممطرة(أبريل سنة 2000)
 
رائع اخي الكريم

شكرا لك
 
ماشاء الله
كلامك ياخذنا دوما الى عالم اخر عالم مغيب قلما نصادفه حيث كل شيء مختلف حتى طعم الكلمات في فمنا يختلف فهي تمنح المرء شعورا يجمع بين نقيضين وقل للنقيض ان يجتمع سعادة وحزن لا تدري ايهما يطغى علىالاخر
ورغم ان العبارات تبدو للوهلة الاولى مبهمة وغامضة الا انها تعود لتشعرك بالانس وبانك تعرفها منذ سنين
ما اجمل ان نبحر في اغوار الذات البشرية حيث لا اقنعة ولا زيف لا يوجد الا الصدق يتلالا ساطعا
فهنيئا لك وبوركت
 
شكرا لكم إخوتي على التعاليق الرائعة التي تزيدني شعورا بالفخر والإعتزاز بأن ها هناك في مكان ما من لازال يطرب لوقع الكلمة الجميلة المعبرة،التي تنطلق من أقاصي الروح،وتنهمر شلال بوح غامر على بياض الورق............خاطرتي هذه كتبتها ذات بوح حينما كنت في الجامعة وحيدا،منطويا على نفسي وجراحي،فإذا بثلاثة زميلات يتقدم إلي ويحاولن أن يخرجنني من قوقعتي ،فكن أخوات طيبات فاضلات،جعلنني أندمج مع كل المجموعة التي كانت تدرس معي،وكانت نعم المجموعة التي لم تنظر إلي أبدا بنظرة النقص أو الشفقة،فتحياتي لهم جميعا،ولكل أعضاء المنتدى الطيبين وزواره الأفاضل.
 
جميلات هن حماماتك أسير التحدي و الأجمل ذاك الوصف الرائع لتلك الأمسية الربيعية الماطرة , سلم الله يمينك و شمالك
و أدام عليك الصحة و العافية .
وصف رائع بارك الله فيك و بحماماتك...
 

عودة
أعلى