التصفح للزوار محدود

قصص تنموية ( راااااائعة )

ميسون قصاص

Well-known member
الصّيّاد والحجارة

1193996288fisherman.jpg



في أحد الأيام و قبل شروق الشمس .... وصل صياد إلى النهر ، و بينما كان على الضفة تعثر بشئ ما وجده على ضفة النهر... كان عبارة عن كيس مملوء بالحجارة الصغيرة ، فحمل الكيس ووضع شبكته جانبا ، و جلس ينتظر شروق الشمس ... كان ينتظر الفجر ليبدأ عمله ....
حمل الكيس بكسل و أخذ منه حجراً و رماه في النهر ، و هكذا أخذ يرمى الأحجار..... حجراً بعد الآخر ..... أحبّ صوت اصطدام الحجارة بالماء ، ولهذا استمر بإلقاء الحجارة في الماء حجر ...اثنان ....ثلاثة ... وهكذا .

سطعت الشمس ... أنارت المكان... كان الصياد قد رمى كلّ الحجارة ماعدا حجراً واحداً بقي في كف يده ، وحين أمعن النظر فيما يحمله... لم يصدق ما رأت عيناه .....لقد ... لقد كان يحمل ماساً !! نعم .....
يا إلهي ... لقد رمى كيساً كاملاً من الماس في النهر ، و لم يبق سوى قطعة واحدة في يده ؛ فأخذ يبكي ويندب حظّه التّعس...... لقد تعثّرت قدماه بثروة كبيرة كانت ستقلب حياته رأساً على عقب ... و لكنّه وسط الظّلام ، رماها كلها دون أدنى انتباه .

لكن ألا ترون أنّّ هذا الصّياد محظوظ ؟! إنّه ما يزال يملك ماسة واحدة في يده.... كان النّور قد سطع قبل أن يرميها هي أيضاً ... وهذا لا يكون إلّا للمحظوظين وهم الّذين لا بدّ للشّمس أن تشرق في حياتهم ولو بعد حين .... وغيرهم من التعسين قد لا يأتي الصباح و النور إلى حياتهم أبداً ... يرمون كلّ ماسات الحياة ظناً منهم أنها مجرد حجارة !!!!!

الحياة كنز عظيم و دفين ... لكننا لا نفعل شيئا سوى إضاعتها أو خسارتها ، حتى قبل أن نعرف ما هي الحياة ..... سخرنا منها واستخف الكثيرون منا بها ، و هكذا تضيع حياتنا سدى إذا لم نعرف و نختبر ما هو مختبئ فيها من أسرار وجمال وغنًى...!!!!!

ليس مهما مقدار الكنز الضائع ... فلو بقيت لحظة واحدة فقط من الحياة ؛ فإنّ شيئا ما يمكن أن يحدث .... شيء ما سيبقى خالداَ .... شيء ما يمكن انجازه ..... ففي البحث عن الحياة لا يكون الوقت متأخراً أبداً..... وبذلك لا يكون هناك شعور لأحد باليأس ؛ لكن بسبب جهلنا ، و بسبب الظلام الذي نعيش فيه افترضنا أن الحياة ليست سوى مجموعة من الحجارة ، و الذين توقفوا عند فرضية كهذه قبلوا بالهزيمة قبل أن يبذلوا أي جهد في التفكير والبحث والتأمل .

الحياة ليست كومة من الطين و الأوساخ ، بل هناك ما هو مخفي بين الأوساخ والقاذورات
و الحجارة ، و إذا كنت تتمتع بالنظر جيدا ؛ فإنك سترى نور الحياة الماسيّ يشرق لك لينير حياتك بأمل جديد ...

منقول بتصرّف ..


 

جروح المسامير

كان هناك ولد عصبيّ المزاج وكان يفقد صوابه بشكل مستمر فأحضر له والده كيساً مملوءاً بالمسامير وقال له :

يا بني أريدك أن تدق مسماراً في سياج حديقتنا الخشبي كلما اجتاحتك موجة غضب وفقدت أعصابك

وهكذا بدأ الولد بتنفيذ نصيحة والده ....

فدق في اليوم الأول 37 مسماراً ، ولكن إدخال المسمار في السياج لم يكن سهلاً .

فبدأ يحاول تمالك نفسه عند الغضب ، وبعدها وبعد مرور أيام كان يدق مسامير أقل ، وفي أسابيع تمكن من ضبط نفسه ، وتوقف عن الغضب وعن دق المسامير ، فجاء والده وأخبره بإنجازه ففرح الأب بهذا التحول ، وقال له : ولكن عليك الآن يا بني استخراج مسمار لكل يوم يمر عليك لم تغضب فيه .

وبدأ الولد من جديد بخلع المسامير في اليوم الذي لا يغضب فيه حتى انتهى من المسامير في السياج .

فجاء إلى والده وأخبره بإنجازه مرة أخرى ، فأخذه والده إلى السياج وقال له : يا بني أحسنت صنعاً ، ولكن انظر الآن إلى تلك الثقوب في السياج ، هذا السياج لن يكون كما كان أبداً ، وأضاف :

عندما تقول أشياء في حالة الغضب فإنها تترك آثاراً مثل هذه الثقوب في نفوس الآخرين .

تستطيع أن تطعن الإنسان وتُخرج السكين ولكن لا يهم كم مرة تقول : أنا آسف لأن الجرح سيظل هناك .

ِِ
 
نعل الملك


يحكى أنّ ملكاً كان يحكم دولة واسعة جدّاً . أراد هذا الملك يوماً القيام برحلة برية طويلة .

وخلال عودته وجد أنّ قدّميه قد تورما بسبب المشي في الطّرق الوعرة ، فأصدر مرسوماً يقضي بتغطية كل شوارع المملكة بالجلد ، ولكنّ أحد مستشاريه أشار عليه برأي أفضل وهو عمل قطعة جلد صغيرة تحت قدمي الملك فقط. فكانت هذه بداية نعل الأحذية .

فإذا أردت أن تعيش هانئاً في العالم فلا تحاول تغيير كلّ العالم بل ابدأ التّغيير من نفسك . ومن ثم حاول تغيير بيتك فحيّك فمدينتك ثمّ من العالم ما استطعت .
 
الإعلان والأعمى

جلس رجل أعمى على إحدى عتبات بناء واضعاً قبعته بين قدميه وبجانبه لوحة مكتوب عليها
" أنا أعمى أرجوكم ساعدوني ".

فمرّ رجل إعلانات بالأعمى ووقف ليرى أنّ قبّعته لا تحوي سوى قروش قليلة فوضع المزيد فيها . ودون أن يستأذن الأعمى أخذ لوحته وكتب عليها عبارة أخرى وأعادها مكانها ومضى في طريقه .

لاحظ الأعمى أن قبعته قد امتلأت بالقروش والأوراق النقدية ، فعرف أن شيئا قد تغير وأدرك أن ما سمعه من صوت الكتابة هو سرّ ذلك التغيير فسأل أحد المارة عما هو مكتوب عليها فكانت الآتي :
" نحن في فصل الربيع لكنّني لا أستطيع رؤية جماله" .

لا ندعوك للتسوّل بالطّبع من خلال هذه القصّة الرّمزيّة ولكن لنقول لك :
" غيّر وسائلك عندما لا تسير الأمور كما يجب "
 
* النسر اللّقيط *

يُحكى أن نسرا كان يعيش في إحدى الجبال ويضع عشه على قمة إحدى الأشجار ، وكان عش النسر يحتوي على 4 بيضات ، ثم حدث أن هز زلزال عنيف الأرض فسقطت بيضة من عش النسر وتدحرجت إلى أن استقرت في قن للدجاج ، وظنت الدجاجات بأن عليها أن تحمي وتعتني ببيضة النسر هذه ، وتطوعت دجاجة كبيرة في السن للعناية بالبيضة إلى أن تفقس .

وفي أحد الأيام فقست البيضة وخرج منها نسر صغير جميل ، ولكن هذا النسر بدأ يتربى على أنه دجاجة، وأصبح يعرف أنه ليس إلا دجاجة ، وفي أحد الأيام وفيما كان يلعب في ساحة قن الدجاج شاهد مجموعة من النسور تحلق عالياً في السماء ، تمنى هذا النسر لو يستطيع التحليق عالياً مثل هؤلاء النسور لكنه قوبل بضحكات الاستهزاء من الدجاج قائلين له : ما أنت سوى دجاجة ولن تستطيع التحليق عالياً مثل النسور ، وبعدها توقف النسر عن حلم التحليق في الأعالي ، وآلمه اليأس ولم يلبث أن مات بعد أن عاش حياة طويلة مثل الدجاج .

إنك إن ركنت إلى واقعك السلبي تصبح أسيراً وفقاً لما تؤمن به، فإذا كنت نسراً وتحلم لكي تحلق عالياً في سماء النجاح، فتابع أحلامك ولا تستمع لكلمات الخاذلين لطموحك ممن حولك ! حيث أن القدرة والطاقة على تحقيق ذلك متواجدتين لديك بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى . واعلم بأن نظرتك الشخصية لذاتك وطموحك هما اللذان يحددان نجاحك من فشلك !

لذا فاسع أن تصقل نفسك، وأن ترفع من احترامك ونظرتك لذاتك فهي السبيل لنجاحك ، ورافق من يقوي عزيمتك .
 

* القلم الرّصاص *


في البدء، تكلم صانع قلم الرصاص الى قلم الرصاص قائلا:

”هناك خمسة امور اريدك ان تعرفها قبل ان ارسلك الى العالم. تذكرها دائما وستكون افضل قلم رصاص ممكن.“

1) سوف تكون قادرا على عمل الكثير من الامور العظيمة ولكن فقط ان اصبحت في يد احدهم.
2) سوف تتعرض لبري مؤلم بين فترة واخرى، ولكن هذا ضروري لجعلك قلما افضل.
3) لديك القدرة على تصحيح اي اخطاء قد ترتكبها.
4) دائما سيكون الجزء الاهم فيك هو ما في داخلك.
5) مهما كانت ظروفك فيجب عليك ان تستمر بالكتابة. وعليك ان تترك دائما خطا واضحا وراءك مهما كانت قساوة الموقف.

فهم القلم ما قد طُلب منه، ودخل الى علبة الاقلام تمهيدا للذهاب الى العالم بعد ان ادرك تماما غرض صانعه عندما صنعه.والان بوضع نفسك محل هذا القلم فتذكر دائما ولا تنسى هذه الامور الخمسة وستصبح انت افضل انسان ممكن.

1) ستكون قادرا على صنع العديد من الامور العظيمة، ولكن فقط اذا ما تركت نفسك بين يدي الله. ودع باقي البشر يقصدوك لكثرة المواهب التي امتلكتها انت.
2) سوف تتعرض لبري مؤلم بين فترة واخرى، بواسطة المشاكل التي ستواجهها، ولكنك ستحتاج هذا البري كي تصبح انسانا اقوى.
3) ستكون قادرا على تصحيح الاخطاء والنمو عبرها.
4) الجزء الاهم منك سيكون دائما هو داخلك.
5) في اي طريق قد تمشي، فعليك ان تترك اثرك. وبغض النظر عن الموقف، فعليك دائما ان تخدم الله في كل شيء.

كل منا هو كقلم رصاص تم صنعه لغرض فريد وخاص. وبواسطة الفهم والتذكر، فلنواصل مشوار حياتنا في هذه الارض واضعين في قلوبنا هدفا ذا معنى وعلاقة يومية مع الله. لقد تم صنعك من أجل أهداف عظيمة.
 
* الحبّ الحقيقيّ *

قررت مدرسة روضة أطفال أن تجعل الأطفال يلعبون لعبة لمدة أسبوع واحد. فطلبت من كل طفل أن يجلب كيساً فيه عدد من البطاطا. وعليه إن يطلق على كل قطعة بطاطا اسماً للشخص الذي يكرهه. إذن كل طفل سيحمل معه كيس به بطاطا بعدد الأشخاص الذين يكرههم.

في اليوم الموعود أحضر كل طفل كيس وبطاطا مع اسم الشخص الذي يكرهه , فبعضهم حصل على 2 بطاطا و 3 بطاطا وآخر على 5 بطاطا وهكذا......

عندئذ أخبرتهم المدرسة بشروط اللعبة وهي أن يحمل كل طفل كيس البطاطا معه أينما يذهب لمدة أسبوع واحد فقط. بمرور الأيام أحس الأطفال برائحة كريهة نتنة تخرج من كيس البطاطا , وبذلك عليهم تحمل الرائحة و ثقل الكيس أيضا. وطبعا كلما كان عدد البطاطا أكثر فالرائحة تكون أكثر والكيس يكون أثقل.

بعد مرور أسبوع فرح الأطفال لأن اللعبة انتهت.

سألتهم المدرسة عن شعورهم وإحساسهم أثناء حمل كيس البطاطا لمدة أسبوع , فبدأ الأطفال يشكون الإحباط والمصاعب التي واجهتهم أثناء حمل الكيس الثقيل ذو الرائحة النتنة أينما يذهبون.

بعد ذلك بدأت المدرسة بدأت المدرسة تشرح لهم المغزى من هذه اللعبة.

قالت المدرسة: هذا الوضع هو بالضبط ما تحمله من كراهية لشخص ما في قلبك. فالكراهية ستلوث قلبك وتجعلك تحمل الكراهية معك أينما ذهبت. فإذا لم تستطيعوا تحمل رائحة البطاطا لمدة أسبوع فهل تتخيلون ما تحملونه في قلوبكم من كراهية طول عمركم.

الحب الحقيقي ليس أن تحب الشخص الكامل لأنّك لن تجده , ولكن الحبّ الحقيقيّ أن تحب الشخص غير الكامل بشكل صحيح وكامل ..وهذا ما سيجعله يبادلك نفس الحبّّ ، فكما تنتشر رائحة الكراهية تنتشر رائحة الحبّ
 
لعلّه خيراً​
كان لأحد الملوك وزير حكيم وكان الملك يقربه منه ويصطحبه معه في كل
مكان.
وكان كلما أصاب الملك ما يكدره قال له الوزير "لعله خيراً" فيهدأ الملك.
وفي إحدى المرات قُطع إصبع الملك فقال الوزير "لعله خيراً"
فغضب الملك غضباً شديداً وقال ما الخير في ذلك؟
وأمر بحبس الوزير.
فقال الوزير الحكيم "لعله خيراً"
ومكث الوزير فترة طويلة في السجن.
وفي يوم خرج الملك للصيد وابتعد عن الحراس ليتعقب فريسته, فمرّ على قوم يعبدون صنماً فقبضوا عليه ليقدّموه قرباناً للصنم ،ولكنهم تركوه بعد أن اكتشفوا أنّ قربانهم إصبعه مقطوع..
فانطـلق الملك فرحاً بعد أن أنقذه الله من الذبح تحت قدم تمثال لا ينفع ولا يضرّ وأول ما أمر به فور وصوله القصر أن أمر الحراس أن يأتوا بوزيره من السجن واعتذر له عما صنعه معه وقال أنه أدرك الآن الخير في قطع إصبعه, وحمد الله تعالى على ذلك.
ولكنه سأله عندما أمرت بسجنك قلت "لعله خيراً" فما الخير في ذلك؟
فأجابه الوزير أنه لو لم يسجنه.. لَصاحَبَهُ فى الصيد فكان سيُقدم قرباناً
بدلاً من الملك... فكان في صنع الله كل الخير
وكما قال رسول الله
salla-icon.gif
(لو اطّلعتم على الغيب لاخترتم الواقع ) .
 
الأمير والحطّاب


كان في خدمة أحد الأمراء رجل حطّاب وكان في أثناء عمله المُضني يلعن آدم وحواء، سبب شقائه وتعبه، وهو يقول: لو كنت أنا وامرأتي مكانهما لما خالفت وصية الله السهلة، لما كنت سبب شقاء الجنس البشري. فسمعه الأمير يوماً، فقال له: سأعاملك أنت وامرأتك كما أعامل الأمراء، فتسكنان قصري، وتنعُمان بهناء صاف. إلا أني قبل أن أثبتكما في سعادتكما، سأمتحنكما امتحاناً بسيطاً، فإن تغلّبتُما على التجربة عشتما في غِبطة ورغْدِ عيش طيلة حياتكما.
فَقبل الحطاب فرحاً وأتى بامرأته وسكنا القصر الفخم. راح الخدم يعتنون بهما كل العناية، فشعرا بسـعادة لا توصف. يوماً من الأيام قَدَّم لهما الخدم مآكل شهية وبينها طبق مغطى وضعوه على المائدة وقالوا لهما: يسمح لكما الأمير بأن تأكلا من جميع الأطعمة إلاّ مما في هذا الطبق. وإذا ما كشفتما عنه طردكما من قصره، وانطلقوا. بقي الزوجان يحدقان إليه. واشتدت الفضولية عند المرأة، فقالت لزوجها: ألا نرفع الغطاء لنرى ما فيه؟ وبعد إلحاح، قبل طلبها. ورفعت المرأة الغطاء فطار منه عصفور صغير وصرخت بأعلى صوتها لشدّة اندهاشها وفزعها.
وإذا الأمير يُقبِل وينزع عنهما زينتهما ويطردهما من قصره.
 
* حكاية قلمين *

بقلم : ميسون قصّاص / كتبت عام : 1998

يحكى أن قلمين كانا صديقين ...ولأنهما لم يُبريا كان لهما نفس الطول ... إلا أن أحدهما مل حياة الصمت والسلبية فتقدّم من المبراة وطلب أن تبريه أما الآخر فأحجم خوفاً من الألم وحفاظاً على مظهره ... وغاب صديقه عنه مدة من الزمن ، عاد بعدها قصيراً .. ولكنه أصبح حكيماً ... رآه صديقه الصامت الطويل الرشيق فلم يعرفه ... ولم يستطع أن يتحدث إليه فبادره صديقه المبري بالتعريف عن نفسه ... تعجب الطويل وبدت عليه علامات السخرية من قصر صديقه ... لم يأبه القلم القصير بسخرية صديقه الطويل ومضى يحدثه عما تعلّم فترة غيابه وهو يكتب ويخط كثيراً من الكلمات ويتعلم كثيرا من الحكم والمعارف والفنون ..
انهمرت دموع الندم من عيني صديقه القلم الطويل وما كان منه إلا أن تقدم من المبراة لتبريه وليكسر حاجز صمته وسلبيته .. بعد أن علم أن من أراد أن يتعلّم لا بدّّ أن يتألم ...
 

قميص السّعادة
يُحكى أنّ أميراً هندياً غنياً جداً كان يحيا في الترف، و مع ذلك لم يكن سعيداً. فجمع حكماء إمارته واستشارهم عن سرّ السّعادة.
وبعد صمت وتفكير، تجرأ شيخ منهم وقال: "يا صاحب السمو، لا وجود للسعادة على وجه الأرض. ومع ذلك ابحث عن رجل سعيد، وإذا وجدته خذ منه قميصه والبسْه فتصبح سعيداً. ركب الأمير جواده وذهب سأل الناس ليعرف مَن السّعيد بينهم.
البعض منهم تظاهر بالسعادة، فقال أحدهم: أنا سـعيد ولكن على خلاف مع زوجتي. وقال آخر: أنا مريض. وآخر أنا فقير ...
تحت وطأةِ الكآبة توجّه الأمير إلى الغابة، علّه يموّه عن نفسه، ولمّا دخلها سمع في البعيد صوتاً جميلاً يترنّم بأغنية حلوة. كلما اقترب من الصوت، تبيّن أنه يعبِّر عن سعادة عند صاحبه... ولمّا وصل إليه، رأى نفسه أمام رجل بسيط .. فقال الأمير: هل أنت سعيد كما يبدو لي ؟ أجابه: بدون شك أنا سعيد جداً. فقال الأمير: إذن أعطني قميصك لأصبح سعيداً مثلك! وبعد صمت طويل، حدّق فيه الزاهد بنظره الصافي العميق، وابتسم وقال: قميصي؟ كم يسعدني أن أعطيك إياه! ولكنّني استغنيت عنه منذ زمن بعيد لمن هو أحوج إليه منّي ، ولذلك أصبحت سعيداً !!
( ليست السّعادة في قميص تَلـبَسه ، بل في آخر تُلبِسه )
---------------

 
سرّ طبق السّمك !!!

جلست الزوجه تحدث زوجها عن زيارتها لصديقتها وأنها قدمت لها طبقاً من السمك المشوي لم تذق مثله من قبل , فطلب الزوج من زوجته أن تأخذ الطريقه ليذوق هذا الطبق الذي لا يقاوم . إتصلت الزوجه وبدأت تكتب الطريقه و صديقتها تحدثها فتقول " نظفي السمكه ثم أغسليها ، ضعي البهار ثم إقطعي الرأس والذيل ثم أحضري المقلاه .." هنا قاطعتها الزوجه: ولماذا قطعتي الرأس والذيل؟ فكرت الصديقه قليلا ثم أجابت: لقد رأيت والدتي تعمل ذلك! ولكن دعيني أسألها. إتصلت الصديقه بوالدتها وبعد السلام سألتها: عندما كنت تقدمين لنا السمك المشوي اللذيذ لماذا كنت تقطعين رأس السمكه وذيلها؟ أجابت الوالده : لقد رأيت جدتك تفعل ذلك ! ولكن دعيني أسألها. إتصلت الوالده بالجده وبعد الترحيب سألتها: أتذكرين طبق السمك المشوي الذي كان يحبه أبي ويثني عليك عندما تحضرينه ؟ فأجابت الجده : بالطبع ، فبادرتها بالسؤال قائلة: ولكن مالسر وراء قطع رأس السمكه وذيلها؟ فأجابت الجده بكل بساطة وهدوء : كانت حياتنا بسيطه وقدراتنا متواضعه ولم يكن لدي سوى مقلاة صغيرة لا تتسع لسمكه كامله !!

( ليس المضحك أن تكون قليل ذات اليد ما دمت حكيماً ... ولكن المضحك في أن تكون قليل الحيلة غافلاً عن حكمة ما يدور حولك )
 
* المزارع وولده *
عاش في إحدى المناطق السهلية مزارعٌ كبير يملك أراضيَ شاسعة. وكان يسكن مع امرأته وابنه الوحيد في قصر كبير تتواجد فيه كل مستلزمات الراحة والرفاهية.
وفي أحد الأيام، دعا المزارع ابنَه الوحيد وقال له أنه يريد أن يورثه كل ما يملك، قبل أن يموت، لكنّه طلب منه أن يسافر إلى المدينة ويعمل بعرق جبينه مدّة أسبوعين ليتعلّم معنى الجهد والتعب في كسب المال، وأن يعود إليه بعد أسبوعين ويقدّم له ما كسبه من تعب جبينه.
لم توافق الوالدة على هذا العرض، وحاولت إقناع زوجها بالعدول عن ذلك ولكن دون جدوى. فذهبت إلى ابنها وأعطته صرّة من النقود تكفيه للعيش في المدينة دون جهد.
انقضت المدّة فعاد الشاب إلى البيت ودخل إلى أبيه وأعطاه صرّة النقود وقال له :
- "لقد لبّيت طلبك وعملت في المدينة، وإليك ما جنيت".
فأخذ الوالد صرّة النقود وألقاها في نار الموقد ونظر إلى ابنه وقال: "أنت كاذب لأنك لم تعمل في المدينة".
حزن الولد وذهب ليشكي همّه إلى أمّه، فطمأنته أمّه وأعطته نقودًا أخرى وقالت له: "عد إلى المدينة، وعش كما تريد، ثم ارجع إلى أبيك بثياب رثّة وسخة ليقتنع أنك عملت". وهكذا كان.
عاد الولد بعد أسبوعين ودخل على أبيه بثياب وسخة وقال له: "إليك ثمرة تعب يديّ". فأخذ الوالد صرّة النقود ورماها في موقد النار وقال لابنه: "أنت كاذب، فأنت لم تعمل في المدينة".
عاد الولد إلى المدينة وصمّم على العمل. وبعد أسبوعين عاد إلى أبيه وقدّم له صرّة النقود التي كسبها. فأخذها الوالد ورماها في موقد النار. وقبل أن ينظر الوالد إلى ابنه أو يقول شيئا، انطلق الولد بسرعة إلى الموقد ومدّ يده في النار وانتشل الصرّة بما فيها وقال لأبيه: "أيّ مبذّر أنت؟ لقد عانيتُ الأمرّين كي أحصل على هذه النقود، وأنت ترميها في النار؟".
فنهض الوالد لتوّه وضمّ ابنه إلى صدره وترقرقت الدموع في عينيه وقال: "الآن أستطيع أن أورثك مطمئنّا، لأنّك أصبحت تعرف قيمة المال".
( كلّما أعطيت شيئاً من جهدك وقوّتك كلّما حرصت على أن لا تضيَّعه فيما لا ينفع ) .

 

* الفتاة اللّعوب *
يحكى أن فتى قال لأبيه أريد الزواج من فتاة رأيتها , وقد أعجبني جمالها و سحر عيونها , رد عليه أبوه وهو فرح مسرور وقال أين هذه الفتاة حتى أخطبها لك يابني . فلما ذهبا ورأى الأب هذه الفتاة أعجب بها وقال لابنه اسمع يا بني هذه الفتاة ليست من مستواك وأنت لاتصلح لها هذه يستأهلها رجل له خبرة في الحياة وتعتمد عليه مثلي , اندهش الولد من كلام أبيه وقال له كلا بل أنا سأتزوجها يا أبي وليس أنت وتخاصما فذهبا لمركز الشرطة ليحلوا لهم المشكلة وعندما قصّا للضابط قصّتهما قال لهم أحضروا الفتاة لكي نسألها من تريد الولد أم الأب ولما رآها الضابط انبهر من حسنها وفتنته فقال لهم هذه لاتصلح لكما بل تصلح لشخص مرموق في البلد مثلي وتخاصم الثلاثة وذهبوا إلى الوزير وعندما رآها الوزير قال هذه لا يتزوجها الإ الوزراء مثلي وأيضا تخاصموا عليها حتى وصل الأمر إلي أمير البلدة وعندما حضروا قال أنا سأحل لكم المشكلة أحضروا الفتاة فلما رآها الأمير قال بل هذه لا يتزوجها إلا أمير مثلي وتجادلوا جميعا , ثم قالت الفتاة أنا عندي الحل !! سوف اركض وأنتم تركضون خلفي والذي يمسكني أولا أكن من نصيبه ويتزوجني وفعلا ركضت وركض الخمسة خلفها الشاب والأب والضابط والوزير والأمير وفجأة وهم يركضون خلفها سقط الخمسة في حفرة عميقة , فنظرت إليهم الفتاة من أعلى وقالت :هل عرفتم من أنا؟
أنا الدنيا !!! أنا التي يجري خلفي جميع الناس ويتسابقون للحصول علي غافلين بي عن دينهم حتى يقعوا في القبر ولمّا يفوزوا بي.
هي الدنيا تقول بملء فيها ..... حذار حذار من بطشي وفتكي
 
* الخليفة المأمون والشّحّاذ *
كان للخليفة المأمون جواد أصيل مميّز، رغب رئيسُ قبيلة في شرائه ، فرفض المأمون بيعه. فقرّر ذاك الحصول عليه بالخداع .
وإذ علم أنّ المأمون معتاد أن يذهب إلى الغابة ممتطياً جواده، ذهب وتمدّد على الطريق، وتظاهر بأنه شحّاذ مريض، ولا قوّة له على المشي. فترجّل المأمون عن حصانه، وقد أخذته الشفقة، وعرض عليه أن ينقله على حصانه إلى مستوصف لتطبيبه، وساعده على ركوب الحصان. وما أن استقرّ صاحبنا على ظهر الجواد حتى لَمزَه برجله وأطلق له العنان. فشرع المأمون يركض وراءه ويصيح به ليتوقّف. ولمّا أصبح على بعد كاف ليكون في أمان، توقّف ونظر إلى الوراء، فبادره المأمون بهذا القول:
* لقد استوليت على جوادي، لابأس! إنّما أطلب منك معروفاً .....
ـ وماهو؟
* ألاّ تقول لأحد كيف حصلت على جوادي.
ـ ولماذا ؟
* لأنه قد يوجد يوماً إنسان مريض حقاً ملقى على قارعة الطريق ويطلب المساعدة. فإذا انتشر خبر خدعتك، سيمرّ الناس بالمريض ولن يسعفوه خوفاً من أن يقعوا ضحية خداع مثلي.

" ابذل النّصح حتّى لمن أساء لك فإنّّ النّصح أمانة وتركه خيانة ، وليكن حرصك على تبليغ الأمانة بصدق أكبر من حرصك على استرداد الحقّ "
-------------------------------
 
* امبراطور وامرأة فقيرة *

يُحكى أنّ امبراطوراً مغوليّاً كان يصطاد في غابة، ولمّا حان وقت الصلاة، جثا على سجادة وأخذ يصلي. وإذا بامرأة قروية شاردة العقل تركض باحثة عن زوجها، اصطدمت بالامبراطور بدون انتباه، ثمّ نهضت وتابعت ركضها من دون أن تعتذر.. استاء الامبراطور من هذا الإزعاج، ولكنه كان ورعاً، وتقيّد بشريعة الصلاة التي تحرّم التكلم مع أيّ كان سوى الله. وما أن انتهت الصلاة حتى عادت المرأة مصطحبة زوجها، وهي ترقص من الفرح. وفوجئت مذعورة برؤية الامبراطور وحاشيته. وقد استسلم الامبراطور لغضبه وصرخ فيها: اشرحي لي سلوكك المهين وإلاّ أمرت بتأديبك! فجأةً تحررت المرأة من عقدة الخوف.
وحدّقت إليه وقالت:"يا صاحب الجلالة، كنت مهمومة بفقدان زوجي إلى حدّ أني لم أرك هنا، حتى عندما اصطدمت بك. أما أنت في صلاتك فينبغي أن تكون مشغوفاً بمن هو أحب وأعظم بكثير من زوجي : فكيف انتبهت لي؟ خجل الامبراطور ولزم الصمت...
وجعل الامبراطور كلّما أقيمت صلاة يتحدّث في مجلسه أنّ امرأة أمّيّة فلّاحة علّمته معنى الصّلاة ويحكي قصّته معها ...
 
* ذكاء خادم *
حُكم على خادم الأمير بالإعدام بسبب إساءةاقترفها. وكان الأمير حاضراً تنفيذ الحكم. وكما هي العادة، سألوا المحكوم عليه ماهي رغبته الأخيرة. فقال: أعطوني كأس ماء. أتوه بالكأس، ولكن لشدّة اضطرابه، كادتالكأس تقع من يده. فشجّعه الأمير قائلاً:
إهدأ ! فإنّ حياتك بأمان حتى تنتهي من شربماء الكأس! أخذ الخادم كلام الأمير على محمل الجِدّ، كلام شرف، وسكب الماء علىالأرض ولم يعد بالاستطاعة إعادتها إلى الكأس. وهكذا خلّص حياته...
قد نمرّ بلحظات من الخوف تسيطر على جوارحنا فلنسع أن لا يتحوّل خوفنا إلى جزع يسيطر على عقولنا
وإذا كان جسدك أسير قيدك أيّا كان هذا القيد فلا تجعل عقلك أسير خوفك فتكون لليأس والهلاك أسهل صيد ...

 

* ثعلب ونمر *

صادف رجلٌ وهو يتنـزّه في الغابة، ثعلبًا فقد قوائمه الأربعة. فحدّث نفسه قائلاً: "كيف يمكن لهذا الثعلب أن يصطاد فريسة ليأكلها؟ وأي دهاء يستعمل كي يحصل على قوته اليومي؟"
وفيما هو يفكّر، رأى نمرًا يسير وفي فمه حَمَلٌ صغير. ووقف النّمر بجانب الثعلب والتهم فريسته حتى شبع، ثم راح في سبيله. فتدحرج الثّعلب على الأرض حتى وصل إلى بقايا الطعام، فأكل منها حتى شبع أيضا.
أُعجب الرجل بما رأى وفكّر قال: "لماذا أتعب وأشقى؟ إن الله يرعى خلائقه ولا ينساها. وما رأيته اليوم يُثبت ذلك".
وجلس الرجل في ظلّ شجرة ينتظر أن يرسل الله إليه طعامًا.
مرّت ثلاثة أيام، ولم ينل شيئا يسدّ به رمقه.
فمرّ به رجل حكيم فتعجّّب من حاله فسأله عن أمره فأخبره بما رأى وما ينتظر ... فقال الحكيم : "أيّ إنسان أنت؟!!!
أردت أن تكون كالثّعلب المصاب يأكل من فضل غيره ... ولم تشأ أن تسعى كالنّمر لرزقك وقد عافاك الله !!!
 
ما أروع أن نسعد الآخرين
قصة واقعية

[FONT=tahoma,arial,helvetica,sans-serif]في أحد المستشفيات كان هناك مريضان هرمين في غرفة واحدة. كلاهما معه مرض عضال. أحدهما كان مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميا بعد العصر. ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة. أما الآخر فكان عليه أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت
كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام، دون أن يرى أحدهما الآخر، لأن كلاً منهما كان مستلقياً على ظهره ناظراً إلى السقف. تحدثا عن أهليهما، وعن بيتيهما، وعن حياتهما، وعن كل شيء ..
[/FONT]
[FONT=tahoma,arial,helvetica,sans-serif]وفي كل يوم بعد العصر، كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب، وينظر في النافذة، ويصف لصاحبه العالم الخارجي. وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها الأول، لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج: ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط. والأولاد صنعوا زوارق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء. وهناك رجل يؤجِّر المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها في البحيرة. والجميع يتمشى حول حافة البحيرة. وهناك آخرون جلسوا في ظلال الأشجار أو بجانب الزهور ذات الألوان الجذابة. ومنظر السماء كان بديعاً يسر الناظرين ..[/FONT]
[FONT=tahoma,arial,helvetica,sans-serif]وفيما يقوم الأول بعملية الوصف هذه ينصت الآخر في ذهول لهذا الوصف الدقيق الرائع. ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور ذلك المنظر البديع للحياة خارج المستشفى. [/FONT]
[FONT=tahoma,arial,helvetica,sans-serif]وفي أحد الأيام وصف له عرضاً عسكرياً. ورغم أنه لم يسمع عزف الفرقة الموسيقية إلا أنه كان يراها بعيني عقله من خلال وصف صاحبه لها. [/FONT]
[FONT=tahoma,arial,helvetica,sans-serif]ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه. وفي أحد الأيام جاءت الممرضة صباحاً لخدمتهما كعادتها، فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال الليل. ولم يعلم الآخر بوفاته إلا من خلال حديث الممرضة عبر الهاتف وهي تطلب المساعدة لإخراجه من الغرفة. فحزن على صاحبه أشد الحزن. [/FONT]
[FONT=tahoma,arial,helvetica,sans-serif]وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلى جانب النافذة. ولما لم يكن هناك مانع فقد أجابت طلبه. ولما حانت ساعة بعد العصر وتذكر الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبه انتحب لفقده. ولكنه قرر أن يحاول الجلوس ليعوض ما فاته في هذه الساعة. وتحامل على نفسه وهو يتألم، ورفع رأسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه، ثم اتكأ على أحد مرفقيه وأدار وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر العالم الخا رجي. وهنا كانت المفاجأة!!. لم ير أمامه إلا جداراً أصم من جدران المستشفى، فقد كانت النافذة على ساحة داخلية. [/FONT]
[FONT=tahoma,arial,helvetica,sans-serif]نادى الممرضة وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من خلالها، فأجابت إنها هي!! فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة. ثم سألته عن سبب تعجبه، فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له. [/FONT]
[FONT=tahoma,arial,helvetica,sans-serif]كان تعجب الممرضة أكبر، إذ قالت له: ولكن المتوفى كان أعمى ، ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الأصم..!!! ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لا تُصاب باليأس فتتمنى الموت[/FONT]
 
زواج سعيد !!!
ظلا متزوجين ستين سنة كانا خلالها يتصارحان حول كل شيء، ويسعدان بقضاء كل الوقت في الكلام او خدمة أحدهما الآخر، ولم تكن بينهما أسرار، ولكن الزوجة العجوز كانت تحتفظ بصندوق فوق أحد الأرفف، وحذرت زوجها مرارا من فتحه او سؤالها عن محتواه ، ولأن الزوج كان يحترم رغبات زوجته فإنه لم يأبه بأمر الصندوق، الى ان كان يوم أنهك فيه المرض الزوجة وقال الطبيب ان أيامها باتت معدودة ، وبدأ الزوج الحزين يتأهب لمرحلة الترمل، ويضع حاجيات زوجته في حقائب ليحتفظ بها كتذكارات، ثم وقعت عينه على الصندوق فحمله وتوجه به الى السرير حيث ترقد زوجته المريضة،
التي ما ان رأت الصندوق حتى ابتسمت في حنو وقالت له: ‏لا بأس .. ‏بإمكانك فتح الصندوق ..
‏فتح الرجل الصندوق ووجد بداخله دميتين من القماش وإبر النسج المعروفة بالكروشيه، وتحت كل ذلك مبلغ 25 ‏ألف دولار، فسألها عن تلك الأشياء فقالت العجوز هامسة: ‏عندما تزوجتك أبلغتني جدتي ان سر الزواج الناجح يكمن في تفادي الجدل والنق )
ونصحتني بأنه كلما غضبت منك، أكتم غضبي وأقوم بصنع دمية من القماش مستخدمة الإبر،..‏هنا كاد الرجل ان يشرق بدموعه: ‏دميتان فقط ؟ يعني لم تغضبي مني طوال ستين سنة سوى مرتين؟
ورغم حزنه على كون زوجته في فراش الموت فقد أحس بالسعادة لأنه فهم انه لم يغضبها سوى مرتين ... ‏ثم سألها: ‏حسنا، عرفنا سر الدميتين ولكن ماذا عن الخمسة
والعشرين ألف دولار؟ أجابته زوجته: ‏هذا هو المبلغ الذي جمعته من بيع الدمــــــى ..
 

عودة
أعلى