التصفح للزوار محدود

لااااتـعـــذلـيـــــــه

مهتمة

التميز


لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ

قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ

جاوَزتِ فِي لَومهُ حَداًأَضَرَّبِهِ
مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ!




394966486.bmp
 
قبل أن أقدمها يـتيمة ابن زريق البغدادي


أقدم نـبذه ٌ مما قرأت عنه و حوله


ابن زريق البغدادي
420 هـ / 1029 م


أبو الحسن علي (أبوعبد الله) بن زريق الكاتب البغدادي.
انتقل إلى الأندلس وقيل إنه توفيفيها.
وقد عرف ابن زريق بقصيدته المشهورة
( لا تعذليه فإن العذل يولعه )

كان له ابنة عم أحبها حبًا عميقًا صادقًا
ولكن أصابته الفاقة وضيقالعيش
فأراد أن يغادر بغداد إلى الأندلس طلبًا للغنى
وذلك بمدح أمرائهاوعظمائها
ولكن صاحبته تشبثتْ به
ودعته إلى البقاء حبًا له وخوفًا عليه منالأخطار
فلم ينصت لها ونفَّذ ما عَزم عليه
وقصد الأمير أبا الخيبر عبد الرحمنالأندلسي في الأندلس
ومدحه بقصيدةٍ بليغة جدًا فأعطاه عطاءً قليلاً

فقالابن زريق- والحزن يحرقه-:
"إنا لله وإنا إليه راجعون سلكت القفار والبحار إلىهذا الرجل
فأعطاني هذا العطاء القليل؟!".

ثم تذكَّر ما اقترفه في حق بنتعمه من تركها
وما تحمَّله من مشاقٍ ومتاعب
مع لزوم الفقر, وضيقِ ذات اليدفاعتلَّ غمًّا ومات.

قال بعض مَن كتب عنه :
إنَّ عبد الرحمن الأندلسيأراد أن يختبره بهذا العطاء القليل
ليعرف هل هو من المتعففين أم الطامعينالجشعين
فلماتبيَّنت له الأولى سأل عنه ليجزل له العطاء
فتفقدوه في الخانالذي نزل به فوجدوه ميتًا
وعند رأسه رقعة مكتوب فيها هذه العينية.

فبكاهعبدالرحمن الاندلسي بكاءً حاراً.

 
لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ


جاوَزتِ فِي نصحه حَداً أَضَرَّبِهِ مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ النصح يَنفَعُهُ


فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ


قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ الدهرِ أَضلُعُهُ


يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ


ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ


كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ


إِذا الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً وَلَو إِلى السَندّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ


تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ


وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ


قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ


لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ


وَالحِرصُ في الرِزقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ


وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ


اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ


وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ


وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ


لا أَكُذبُ اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ


إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ بِالبينِ عِنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُهُ


رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ


وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ


اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ


كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ


أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ


إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفقُها بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ


بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهجَعُهُ


لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذا لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ


ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الدهرَ يَفجَعُنِي بِهِ وَلا أَنَّ بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ


حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ


قَد كُنتُ مِن رَيبِ دهرِي جازِعاً فَرِقاً فَلَم أَوقَّ الَّذي قَد كُنتُ أَجزَعُهُ


بِاللَهِ يا مَنزِلَ العَيشِ الَّذي دَرَست آثارُهُ وَعَفَت مُذ بِنتُ أَربُعُهُ


هَل الزَمانُ مَعِيدُ فِيكَ لَذَّتُنا أَم اللَيالِي الَّتي أَمضَتهُ تُرجِعُهُ


فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ


مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ كَما لَهُ عَهدُ صِدقٍ لا أُضَيِّعُهُ


وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ


لَأَصبِرَنَّ على دهر لا يُمَتِّعُنِي بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ


عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ


عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ


وَإِن تُغِلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ

 
رائع مشكورة اختي مهتمه
 
أحسنت أختنا الفاضلة : مهتمة .
بالتعريف . والقصة . والقصيدة الرائعة .
تذخر ذاكرتنا الأدبية .
بشعراء فطاحل . منسيون
شكراً لك
 
رعاك الرحمن
الحلوه الإطلاله أختي الواثقه بالله

ممتنه لتواجدك
 

ملهمين .. متفردين
جياشي الحس و العباره معاً
شعراء ذاك الزمن

صوره من صور

بارك الله فيك ولك القدير أستاذنا فارس
سعدت براقي تذوقك وتواجد
كل الشكر
 
التعديل الأخير:
حياكِ و طابت أيامك و طبتِ
المحبه لدينها

سعدت بتواجدك لك كل الشكر
 
الله يعافيك و يحييك
البازغه هنا نجمه الفرسان

ممتنه لطيب تواجدك و لك
صافي الود
 
رد: لااااتـعـــذلـيـــــــه

كما يُقال نَفِــرُّ من قدر الله إلى قدر الله
ما أروعهـــا و ما أوجعها من قصيدة
قصة قد تتعاود مرارا بأشكال مختلفة
وقد يضحي بعضهم يالنفيس في سبيل الزائل

مهتمة... وشـــذرات خالــدة
تأبى إلا أن تحفر في الذاكرة
كل الود
 
رد: لااااتـعـــذلـيـــــــه

كما يُقال
نَفِــرُّ من قدر الله إلى قدر الله




الله أسأل لكِ في هذا اللحظة
فتح ٌ و رفعة
و عافية لإحساسك و الحواس
غاليتي بحر الأمل

جميل ماعقبتي و أفتتحتي به

سلمتي
و سلمت ذائقتك الأنقى
 
رد: لااااتـعـــذلـيـــــــه

قصيدة رائــــعة ,,,, وكاتبـــة الموضوع أروع .

شكرا أختي مهتمــة .
 
رد: لااااتـعـــذلـيـــــــه

سلمت و طبتِ
عاد الأمل

اهلا بك و بعودك
لاحرمتك


 
رد: لااااتـعـــذلـيـــــــه


سلمت و طبت
أستاذ هتان

سعدت بمرورك و بتواجدك
هنا

كل الهناء
كل الشكر أخي
 

عودة
أعلى