القرضاوي:جهاد الجو هو أفضل الجهاد

فارس عمر

مشرف منتدى القصص والرواياترياضات وإبداعـات متحدي ا
28306.jpg

القرضاوي:جهاد الجو هو أفضل الجهاد!
غلاف الكتابالجهاد في دين الله لا تعدله منزلة؛ لأن الجهاد هو الذي يحمي الأمة في دينها ودنياها، ويحرسها من أعدائها المتربصين بها، وهو الذي يحمي دينها وعقيدتها وأرضها كما يحمي سلامة أراضيها واستقلالها وسيادتها. وفي هذا الجزء من كتاب الإمام يوسف القرضاوي "فقه
26.10.2009 16:02

"فقه الجهاد" يتناول الشيخ مكانة الجهاد العلمية، ويدفع عنه اتهامات المبطلين والمهزومين، ويضعه في إطاره الشرعي الصحيح.

كما يتحدث الشيخ عن أنواع الجهاد المعاصر برا وبحرا وجوا، موضحا مكانة كل منها في الفقه الإسلامي وفي السنة النبوية الشريفة، لافتا إلى أن الجهاد في الجو هو أفضل أنواع الجهاد في عصرنا، لأنه أشد خطرا، وأكثر توقعا للهلاك، ولأنه غدا أشد الأسلحة نكاية في الأعداء من غيره، ولهذا كانت خسارة طيار واحد مدرب تعدل خسارة أعداد من غيره.

المرابطون

يتحدث الشيخ في الفصل الثاني عن منزلة الرباط فيقول: ومن توابع الجهاد: الرباط، وهو الإقامة في الثغر لإعزاز الدين، ودفع خطر الأعداء عن المسلمين. والمراد بالثغر: مكان ليس وراءه إسلام.

فالمرابطون بمثابة الحراس لحدود البلاد الإسلامية من هجوم المشركين والأعداء المعتدين، وكلما كان الثغر أشد خوفا، واحتمال الخطر عليه من الأعداء أكبر، كانت المرابطة فيه أفضل وأعظم أجرا.

واشترط الإمام مالك: أن يكون الثغر المقام فيه غير وطنه -يعني بلده الذي نشأ فيه- وذلك؛ لأن إقامته ببلده جبرية لا فضل له فيها.

ولكن من العلماء من نظر في ذلك بأنه قد يكون وطنه، وينوي بالإقامة فيه دفع العدو، فينال بذلك أجر المرابطين؛ ومن ثم اختار كثير من السلف سكنى الثغور لهذا السبب.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يقيمون بالمدينة دون مكة، لمعان منها: أنهم كانوا مرابطين بالمدينة، فإن الرباط هو المقام بمكان يخيفه العدو، ويخيف العدو، فمن أقام فيه بنية دفع العدو فهو مرابط، والأعمال بالنيات)[1].

القرضاوي: هذا هو دستور جيش الجهاد
ثم يقول الشيخ: وأعتقد أن القدس أرض الإسراء والمعراج وأرض فلسطين كلها: داخلة في مسمى الشام، والمرابطة فيها -لاسيما في عصرنا- من أفضل القربات إلى الله؛ لأنهم يتعرضون لأخطار هائلة لا يتعرض لها غيرهم، من قتل للأنفس، واعتقال للشخصيات، وسوق إلى السجون والمعتقلات، وتدمير للمنازل، وتحريق للمزارع، واقتلاع للأشجار، وامتهان للمقدسات، ونزع للملكيات، وانتهاك للحرمات، وبناء للجدار العازل؛ فلا غرو أن يكون أجر المرابط فيها أكثر وأعظم من غيره.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم -إلا ما أصابهم من لأواء- حتى يأتي أمر الله، وهم كذلك". قالوا: وأين هم، يا رسول الله؟ قال: "ببيت المقدس، وأكناف بيت المقدس"[2].

ومما لا ريب فيه: أن فلسطين كلها من أكناف بيت المقدس، بل الشام كلها -الأردن وسوريا ولبنان- من أكناف بيت المقدس، بل أحسب أن مصر أيضا من أكناف بيت المقدس.[3]

الجهاد عنوان النهضة

وفي الفصل الثالث يتحدث عن خطر القعود عن الجهاد في سبيل الله فيقول: ومما يجب التنبيه عليه، ولفت الأنظار إليه، والتحذير منه: خطر القعود عن الجهاد الواجب، وفشو التقاعس عنه بين القادرين عليه، وانتشار الشح الهالع، والجبن الخالع، وفقدان روح الجهاد، ونية الجهاد في الأمة، وشيوع روح الميوعة والطراوة بين أبنائها وشبابها، وانتشار أخلاق الفردية والأنانية، وحب الدنيا، وحب الذات، وانكباب كل شخص على مصالحه وشئونه الخاصة، وإهمال شأن الأمة.

فهذا كله يجسد خطرا على الأمة: خطرا على أفرادها، وخطرا على مجموعها، حيث تثاقل إلى الأرض، ويغلب عليها الجبن والخور، والركون إلى الدنيا، وكراهية الموت، والحرص على الحياة، والرضا بحياة الذل والهوان.

وهذه الأخلاق هي التي ذم الله بها بني إسرائيل قديما حين قال: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} [البقرة:96]، وقال: {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ} [الحشر:14]، وقال: {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ * ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ} [آل عمران: 111 :112].

وفي السنة النبوية نجد أحاديث كثيرة تنعي على الأمة أفرادا وجماعات إذا هي أهملت أمر الجهاد، وتخلفت عنه، وعن الإعداد والاستعداد له ماديا ومعنويا، عسكريا واقتصاديا، اجتماعيا وثقافيا.

المهزومون

وأول ما ينبغي الاهتمام به: اصطحاب نية الجهاد عند الدعوة إليه، أو حضور أسبابه الموجبة له. وفي هذا جاء الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه، مات على شعبة من النفاق".

واعتبر علامة متأخري الشافعية ابن حجر الهيتمي في كتابه (الزواجر عن اقتراف الكبائر) ترك الجهاد عند تعينه مع القدرة عليه: كبيرة من الكبائر.

ومن الناس من يهون من أمر الجهاد -ولا سيما بعض المشتغلين بالتصوف غير الملتزم- بترويج حديث استندوا إليه، وعولوا عليه، وشهروه بين أتباعهم، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بعد رجوعه من إحدى الغزوات: "رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر: جهاد النفس"!

وهذا الحديث لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بإجماع أئمة هذا الشأن، ولا وجود لهذا الحديث في كتب السنة ودواوينها المعروفة من الصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم.. [4]

وفي الفصل الرابع: يتحدث الشيخ عن استمرار الجهاد ويرد على القاديانية التي أبطلت حكم الجهاد وجعلته خاصا بعهد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته فيقول: ومما يجب التنبه له، والحذر والتحذير منه: ما يحاوله أعداء أمتنا: من تضليلها عن وجهتها، وتثبيطها عن الجهاد، وإشاعة روح الهزيمة وروح القعود فيها، بوسائل مختلفة، وأساليب شتى، كلها تصب في تخذيلها، وإماتة روح الجهاد فيها، لتستسلم لهم، وتقعد عن مقاومتهم، وتطهير أرضها من رجسهم، وتحرير رقبتها من نيرهم. وأدهى من ذلك وأمر: أن يصدقها بعض أبنائها والمنتسبين إليها، ويسيروا في ركابها، ويعملوا جاهدين لتحقيق أهدافها، من حيث يشعرون أو لا يشعرون!

الجهاد.. والاستعمار

ومن أهم هذه الوسائل والأساليب: ما سموه سياسة (تجفيف المنابع)، ويعنون بها: مصادر التوجيه والتثقيف والتعليم للأمة، عن طريق مؤسسات التربية والتعليم، وعن طريق وسائل الثقافة والإعلام، بتفريغها من كل معاني (الجهاد)، وما يشير إليه من قريب أو بعيد، وما يؤدي إليه أو ما يتصل به بنسب من العقائد والأخلاق والآداب والأحكام، أو من التاريخ ووقائعه.

ومن أعظم ما لجأت إليه القوى الاستعمارية الصليبية المعادية للإسلام وأمته خلال القرن التاسع عشر: خلق (نحل زائفة) بين المسلمين، تشد أزرها، وتسند ظهرها، تشق صفوف المسلمين، وتثير الفتن بينهم، وتروج معتقدات باطلة، وخصوصا ما كان منها يرفض فريضة الجهاد، ويقاومه باسم الدين نفسه حين تزعم: أن الجهاد كان مشروعا من قبل، ثم نسخ بظهور (النحلة الجديدة) ونبيها الجديد المزعوم!!

وأبرز من يمثل ذلك: داعية (النحلة القاديانية) ومدعي (النبوة الجديدة)، المدعو (غلام أحمد) الذي كان أهم ما جاء به في نحلته وديانته المحدثة المبتدعة أمران أساسيان:

الطاعة للحكومة، ولو كانت أجنبية كافرة.

إبطال الجهاد، وإسقاط فرضيته.

وأعدوا..

ثم يتولى الشيخ الرد على هذه الشبهات ويبين بما لا يدع مجالا للشك أن الجهاد فريضة باقية، وسنة ماضية إلى يوم القيامة[5]

ثم يتحدث الشيخ في الفصل الخامس عن إعداد الأمة للجهاد في سبيل الله تعالى في شتى مجالات الحياة العسكري والاقتصادي والثقافي الفكري والأخلاقي وغير ذلك فيقول:

ومن أجل هذا كان واجبا على الأمة أن تقوم بالإعداد اللازم لامتلاك القوة في كل جوانبها. القوة العسكرية، والقوة الاقتصادية، والقوة البشرية: المادية والفكرية والإيمانية والأخلاقية. وإعداد الأمة للجهاد الواجب، حتى تكون على أتم الاستعداد لتلبية النداء، عندما يدعو الداعي: أن حي على الجهاد.

أولا: الإعداد العسكري: والإعداد العسكري يتطلب أمرين:

أ- إعداد المعدات والأسلحة:

وهو ما أمر به القرآن الأمة أمرا صريحا في قول الله تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال:60].

وهذا الأمر يشمل إعداد كل وسائل القوة العسكرية اللازمة لتحقيق الانتصار على العدو. ومنها: رباط الخيل، والمراد برباط الخيل: ربط خيول المجاهدين على الثغور ومنافذ البلاد التي يمكن أن يتسلل منها الأعداء.

ب- إعداد المقاتلين:

وإذا كان العنصر الأول في (الإعداد العسكري) للأمة، هو: إعداد الأجهزة والمعدات من كل نوع، فإن العنصر الثاني في الإعداد، هو: إعداد العنصر البشري المدرب على القتال، فمن المعروف أن الأسلحة -وإن بلغت من التطور والإتقان ما بلغت- لا تقاتل وحدها، إنما يعمل السلاح بيد الجندي الذي يحمله ويستعمله.

ثانيا: الإعداد الاقتصادي للجهاد:

ومن الإعداد المطلوب للجهاد: الإعداد الاقتصادي. وهذا يتطلب جملة أمور أساسية، منها:

- ألا تكتفي الأمة بالزراعة وحدها، مغفلة الجوانب الأخرى التي تتطلبها الأمة القوية، مثل الصناعات المختلفة، وفي مقدمتها صناعة الحديد.

- توفير المال اللازم للإنفاق على الجهاد ومتطلباته، ولهذا فرض الإسلام الجهاد بالمال إلى جوار الجهاد بالنفس، بل إنه يقدم الجهاد بالمال عادة على الجهاد بالنفس.

- توزيع الثروة توزيعا عادلا، بحيث يأخذ كل ذي حق حقه، فيعطى الأجير أجره قبل أن يجف عرقه، ويعطى العامل على قدر جهده وإتقانه.

ثالثا : الإعداد الفكري والثقافي:

ومن الإعداد المطلوب من الأمة للجهاد: الإعداد الفكري والثقافي، بمعنى إعداد عقول أبناء الأمة للجهاد، فلا تكون فكرة الجهاد غائبة عن وعي الأمة، بل يجب أن تكون هذه الفكرة حية وحاضرة لدى خاصة الأمة وعامتها، في المدن والقرى والحضر والبادية.

وأقرب طريق إلى ذلك، هو استحضار آيات القران الكريم والأحاديث النبوية الصحاح، التي تأمر بالجهاد في سبيل الله، وترغب فيه، وتبين فضله، وتحذر من إضاعته، أو التهاون في شأنه.

رابعا: الإعداد النفسي والخلقي للجهاد:

وهو من ثمرات الإعداد الفكري والثقافي، وذلك فيما يأتي:

- غرس الإيمان بسنة التدافع بين البشر، ودفع الله الناس بعضهم ببعض، حتى لا تتواكل الأمة، اعتمادا على حسن الظن بالحديث عن السلام، ولا تهيئ نفسها لاحتمالات الهجوم من الآخرين. قال تعالى: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة:251].

- غرس حب الجهاد في نفس كل مسلم، بحيث يتمنى كل مسلم أن يكون له حظ من الجهاد، فمن لم يجاهد بالفعل عاش الجهاد في نيته وخاطره. ولهذا جاء في الحديث الصحيح: "من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بغزو: مات على شعبة من النفاق". رواه مسلم.

- غرس الإيمان بأن الجهاد ليس وراءه إلا الخير، فإنما هي إحدى الحسنيين: إما النصر والغلبة على الكفار المعتدين، وإما الشهادة في سبيل الله: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ [التوبة:52].

- غرس الإيمان بعقيدة القدر، وأن ما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه {وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المنافقون:11].

- غرس اليقين بأن النصر من عند الله، وأن المؤمنين منصورون، وأن من نصر الله نصره الله، وأن من نصره الله فلن يغلب، ومن خذله فلن ينتصر. قال تعالى: {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [الأنفال:10].

- غرس العزة الإيمانية في نفس كل مسلم، هذه العزة، التي هي من أخلاق المؤمنين، كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ } [المنافقون:8]، {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} [فاطر:10].

- غرس معاني القوة في نفس كل مسلم، والمراد بالقوة: قوة النفس أولا، وإن كانت قوة الجسم مطلوبة أيضا، وهذه هي القوة التي نوه بها الحديث الشريف: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف". وهذه القوة تطرد العجز والوهن، ولهذا جاء في هذا الحديث نفسه: "واستعن بالله ولا تعجز"[6].

- ترغيب المسلم في الشهادة في سبيل الله؛ باعتبارها أغلى وأعلى ما يحرص عليه المسلم، ويطلبه من ربه عز وجل، حتى قال صلي الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لوددت أن أقتل في سبيل الله، ثم أحيا، ثم أقتل، ثم أحيا، ثم أقتل"[7].

خامسا: التحذير من الوهن النفسي:

من المعاني التي يجب الحذر منها: الوهن الذي يصيب الأنفس، فتتعلق بالدنيا ومتاعها، وتكره الموت أو تخافه، وهو ما حذر منه الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود، عن ثوبان مرفوعا: "يوشك أن تتداعى عليكم الأمم من كل أفق، كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها!". قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: "بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن!". قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: "حب الدنيا وكراهية الموت".

سادسا: التحذير من الجبن والشح:

ومن الأخلاق التي حذر منها الإسلام، لمنافاتها لروح الجهاد، وحياة الأمة المجاهدة والفرد المجاهد: الجبن والشح، وقد جاء في الحديث: "شر ما في الرجل: شح هالع، وجبن خالع"[8].

والشح الهالع: هو الذي يصحبه الهلع، وقد وصف القرآن الهلوع بقوله: {إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا } [المعارج: 20، 21]، والأصل في الشح أنه بخل مع حرص، فإذا كان هالعا كان من أشد أنواع الشح وأخبثها.

سابعا: التحذير من الميوعة والتخنث:

ومن الرذائل التي حذر منها الإسلام: الميوعة والطراوة والتخنث، وهي الرذائل التي إذا انتشرت في أمة، كانت كانتشار النار في الهشيم.

يحرص الإسلام أن يحفظ على أبناء الأمة رجولتهم وخشونتهم، ولهذا حرم على الرجال التحلي بالذهب، ولبس الحرير الطبيعي الخالص أو الغالب، كما نهى الرجل أن يلبس لبسة المرأة، والمرأة أن تلبس لبسة الرجل، ولعن المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال، وحمل بشدة على المخنثين من الرجال، الذي ترى أحدهم لا هو رجل، ولا هو امرأة، وربما كان -في حقيقته لا في صورته- أقرب إلى المرأة. [9]

وفي الفصل السادس والأخير من هذا الباب يتحدث عن ضرورة توفير الموارد المالية اللازمة للجهاد في سبيل الله فيقول:

ومما يتمم موضوع إعداد الأمة للجهاد: إعداد الموارد المالية اللازمة لنفقات الجهاد والمجاهدين، فمما لا ريب فيه، ولا خلاف عليه: أن الجهاد -بمعنى القتال- يتطلب نفقات هائلة، يعرفها الخبراء في هذا الفن، ولا سيما في عصرنا؛ من شراء الأسلحة بأنواعها وألوانها.

وفي ضوء الفقه الإسلامي: نجد مصادر عدة لتمويل جيش الجهاد، والقوات المسلحة، من جملة موارد مالية منها:

1- موارد الدولة وبيت المال.

2- الزكاة من مصرف (في سبيل الله)، فجمهور الفقهاء على أن المقصود به الجهاد.

3- الوقف الخيري.

4- مساهمات أهل الخير.

5- ضريبة الجهاد ترتب على الموسرين.

6- المكاسب الخبيثة أو التي فيها شبهة[10]

إسلام أون لاين
 
رد: القرضاوي:جهاد الجو هو أفضل الجهاد

استاذ فارس عمر شيء جميل أن تعطينا نبذه عن كتاب الشيخ القرضاوي وعن كل باب ماذا يحوي عموما عنوان الكتاب يشد الانتباه
وكم نحن بحاجة لهذا الكتاب وخاصة وأن مجموعة اشغالتهم الدنيا والمجموعة الاخرى يفسقون في الأرض تحت مسمى الجهاد
يعطيك العافية
دمت بخير
 
رد: القرضاوي:جهاد الجو هو أفضل الجهاد

[align=center]
السلآم عليكم ورحمة الله وبركآته ..


أسأل الله أن يرزقنآ الجهآد والأستشهآد في سبيله ..


بآرك الله فيك أخي الكريم / فآرس .. وجعله في موازين حسنآتك ..
[/align]
 
رد: القرضاوي:جهاد الجو هو أفضل الجهاد

استاذ فارس عمر شيء جميل أن تعطينا نبذه عن كتاب الشيخ القرضاوي وعن كل باب ماذا يحوي عموما عنوان الكتاب يشد الانتباه
وكم نحن بحاجة لهذا الكتاب وخاصة وأن مجموعة اشغالتهم الدنيا والمجموعة الاخرى يفسقون في الأرض تحت مسمى الجهاد
يعطيك العافية
دمت بخير
شكراً لكِ عمو
لمرورك الطيب
ورأيك المفيد
 

عودة
أعلى