التصفح للزوار محدود

حدثٌ لمرة واحدة . قصة واقعية غريبة بأحداثها

فارس عمر

مشرف منتدى القصص والرواياترياضات وإبداعـات متحدي ا
اسمها شيخة وتكنى بأم أحمد تنتمي لسكان الجبال، لم تتجاوز الأربعين من عمرها، بدأت سرد تجربتها بالقول: نشاهد العديد من القصص المجسدة على الشاشة لكننا لا نصدق أكثرها، لما فيها من مفارقات تفوق خيال مبدع بالتأليف أو رؤية مخرج سينمائي، أو تصور مُشاهد، لكن ما حدث معي هو شيء من ذلك الذي لا يصدق فيما لو تحدث به عمل فني.

كنت في مقتبل العمر حين أصبحت زوجة لرجل له زوجة قبلي، وكان فارق العمر بيني وبينه يمنحني حظ التدليل، لكن ذلك لم يدم لأكثر من عام واحد فقط لأجد نفسي في طريق العودة إلى بيت أهلي مجددا، وبعد أقل من عام على مغادرتي ذلك البيت الذي اختزنت فيه الدفء الأول.

لكني بعودتي لم أكن وحدي بل كنت أحمل على ذراعي وليدي البكر رضيعا، فبدأت معه الحياة وأنا له الأب والأم على الرغم من وجود أبيه لكنه وبسبب غضبه مني طبعا فقد تجاهل الولد وكامل حقوقه المادية والمعنوية، ولم أشاء أن أدخل في مهاترات وقضايا أهدر بها ماء وجهي ووجه طليقي، فاحتسبت أمري عند الله وتوليت رعاية ابني بمفردي، بينما الأب تمادى في نكران حق ابنه، ومع الأيام تناسى نفقته ورعايته تماما.

وما كاد الولد يمشي حتى وجدت الأهل يلمحون بضرورة ارتباطي برجل آخر فالمطلقة في عرف سكان القرى أولى بالزواج. وهكذا رضخت لرغبة الأهل وخضت تجربة الزواج ثانية، وكأن القدر قد حدد لي فترة البقاء مع رجل سلفا، وهكذا وجدتني في بيت الأهل بعد عام واحد فقط وعلى ذراعي وليد آخر رضيع، لينضم إلى أخيه غير الشقيق، ويكون حظه مثل حظ أخيه فقد تخلى الأب الثاني هو الآخر عن ولده، وأيضا رفضت المساءلة وأصبحت مجددا الأم والأب للوليد الثاني.

ومضت الأيام وكبر الولدان وكأنهما من بطن وظهر واحد، كشقيقين تماما، لكن لم يتعرف ولم يتواصل أي منهما بأبيه كما ينبغي، إلا مرة في كل عام وأحيانا تحول ظروف الوالدين فلا يتم التواصل.

ومضت أيام العمر وحان موعد تخرج الولدين من الجامعة وقد أصبحا رجلين يعتمدان على نفسيهما. أما أنا فقد اكتفيت بتجربتي زواج لم يكتب لأي منهما الاستمرار، وخرجت في كل منها بعد عام واحد لا أكثر. وإلى هنا لا توجد مفارقة، سوى مدة بقائي مع كل زوج في كل تجربة وإنجابي ولد من هذا وولد من ذاك، وإنما المفارقة تكمن فيما بعد، حيث تشاء الأقدار ذات سنة وذات شهر أن يقع طليقاي وقعة الموت في وقت واحد.

وأن تكمل دراما القدر مشاهدها حتى النهاية حيث يتوفاهما الله بعد ذلك معا، ويعاني ولداي اليتم في الوقت نفسه معا، ولكأنهما من أب واحد. هي الأقدار ترسم لنا دروبنا وحياتنا، وهي كذلك تأبى لهذين الولدين اللذين تقاسما كل شيء في الحياة معا منذ طفولتهما حتى بلوغهما مبلغ الرجال، إلا أن يذوقا اليتم معا أيضا.

ويتقاسماه في ذات الوقت سوية. في هذا الموقف فقط وجد ولداي نفسيهما وللمرة الأولى كل في بيت أبيه يتقبل التعازي في والده، وهو الحدث الذي فرقهما إلى حين فقط، لكنه أيضا أعادهما لبعض ليواسي كل منهما الآخر بمصابه. قد تحدث هذه التجربة في الحياة، لأشخاص مختلفين، وفي أوقات مختلفة لكن أن تحدث للشخص نفسه وفي ذات الوقت أعتقد من المفارقات النادرة وهي حدثت معي

منقول من صحيفة البيان الأماراتية
 
رد: حدثٌ لمرة واحدة . قصة واقعية غريبة بأحداثها

سبحاااااااااااااان الله
جعل لكل شيء حكمه
قصه غريبة وفيها العبره
يسلموووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
 
رد: حدثٌ لمرة واحدة . قصة واقعية غريبة بأحداثها

اهلين اختي : بنت التحدي
نوّرتِ متصفحي . ودائماً منوّرة بوجودك المتواصل .
لكِ تقديري
 
رد: حدثٌ لمرة واحدة . قصة واقعية غريبة بأحداثها

قصة رائعة تجسد جحود ولامبالة بعض الرجال
بس بالفعل قصة غريبة جدا سلمت الايادي اخي الكريم فارس
 

عودة
أعلى