التصفح للزوار محدود

ثقافـــة الشكـــوى والتذمـــر

بحر الأمل

Well-known member
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة

ثقافة الشكوى والتذمر

إعداد: سندس عرباسي

اعتدنا منذ الصغر أن نشكي أن نبكي إذا أردنا حاجة ولم ننولها, لكن قد تصبح شكوانا بشكل مستمر مملة ولا تجدي نفعا
أهي معنا بالفطرة ؟
أم ان هناك ظروف خلقتها لتعيش معنا وتسكن في زوايا عقولنا وأفكارنا ونفوسنا؟
لعل ثقافة الشكوى والتذمر أصبحت من الثقافات السائدة في هذا العصر والتي تكاد أن تكون مخرجا من الأزمات أو أساسا للمشكلات
وسنعرض الآن أراء لشريحة من الناس حول هذه الثقافة.
"على قد لحافك مد رجليك" الحاج ابومحمد, هذا العجوز الذي اختبأت بين تجاعيد وجهه هموم وأحزان اثنان وسبعين عاما يقول:" كنت اشكي همي بعد الله لزوجتي, لكن عندما فارقت الحياة, أصبحت لا اشكي همي لأحد, وأنا عيش مع بقايا قناعة ورزق قليل ". ويضيف الحاج أبو محمد والذي يسكن في قرية قيره- سلفيت:" على قد لحافك مد رجليك ", فعلى الإنسان أن لا ينظر إلا على حظه ورزقه ولا يقلد الناس, وبهذا لا يكون بحاجه لان يشكى لأحد".

" الشكوى لغير الله مذلة" يقول الدكتور علاء مقبول من قسم الشريعة في جامعه النجاح الوطنية بخصوص قضية الشكوى:" أنا اعتقد أن الأصل فيها أن لا يشتكي الإنسان للآخرين والسبب لأنهم سيستخدمون شكواه في مأرب سلبية، وإذا أراد أن يشتكي, عليه الشكوى لأشخاص يحبهم ويستطيعوا مساعدته, والإنسان كثير الشكوى يترك انطباع لدى الناس انه غير قادر على حل مشكلاته بنفسه وانه سلبي, بالتالي ستكون نظره الناس له نظره دونيه." ويؤكد كلامه بعبارة: الشكوى لغير الله مذلة ".

وهناك أسباب عدة جعلت الناس يشكون هي كما قالها الدكتور علاء:" أن الناس بطبعهم الشكوى وتربو عليها, وعموم جلسات الناس ولقاءا تهم لا تكاد تخلو من الشكوى والتذمر حتى لو كانت أحوالهم جيدة, ولو كان وصهم المالي جيد تجدهم يشكون خوفا من الحسد أو من فك أزمة الآخر". "قد تكون طبيعية وتكون مؤشرا للهستيريا "
يقول الأخصائي النفسي محمد فتحي (27 عاما ) خريج جامعه النجاح عن الشكوى:" على كل شخص أن يجد في حياته شخصا يرتاح بالكلام معه وليحمل عنه همومه ويريح باله, لكن لا نشكي لعموم الناس لان الشكوى للناس عامة قد تشير إلى اضطراب نفسي محتمل بالوقت الحالي أو بالمستقبل ". وأعزى أسباب الاضطراب النفسي أو المرض النفسي إلى الكبت والذي هو تحفظ الشخص بهمومه ومشاكله داخله دون "تنفيسها " والشكوى ممكن أن تكون طبيعية وقد تكون مؤشرا للهستيريا وهنا فرق كبير بينهما, فالشخص الطبيعي الذي تكون شكواه ضمن الحدود الطبيعية تكون واقعية أكثر ويكون الهدف منها الراحة النفسية والتخفيف عن ما في القلب من هموم ومشاكل, أما الشكوى التي قد تصل للحالة المرضية " الهستيريا" يكون صاحبها دائما هو الضحية مع سيناريو مطول عن السيرة الحياتية ويريد التعاطف من الجميع لكن هذا يحدث أحيانا بطريقة لا شعورية ومع قصد متعمد لجذب الانتباه ".
المخيم أيضا.. سبب للشكوى تقول الطالبة ثائرة حشاش (20 عاما ) من قسم التاريخ في جامعه النجاح:"أنا أعيش في مخيم عسكر-نابلس واشكي من الناس, من المعاملة والأسلوب الذي قد يجرحك أحيانا بجرح لا يلتئم إلا مع طول الوقت, حياة المخيم - كما تعلمي – صعبه من كافة النواحي أولها المواصلات وثانيها البيوت التي تركب بعضها البعض " ذات البناء القديم ", وكأنك تعيشي في منزل "جيرانكم" وكثر القيل والقال, والإزعاج, كل هذه الأمور ستسبب الكبت ثم الانفجار وتنتهي بالشكوى ".
ويقول الطالب حكمت العاصي (20 عاما)من قسم الرياضة في جامعة النجاح الوطنية:" كانت العيشة في مخيم بلاطة زمان أحسن, أما الآن الأوضاع تعيسة والمالي بالتحديد "أتعس", وأنا كطالب جامعي اشكي من قلة القروض بالتالي سأضطر إلى تأجيل فصول وهذا حال طلاب كثر غيري." ويضيف حكمت أسبابا أخرى قد تجعله يشكى:" أنا ابن مخيم ولا اخجل من ذلك, لكن التمييز في الجامعات وفي كل مكان بين ابن المخيم وابن القرية وابن ألمدينه, أصبح يلازمنا في كل الأوقات,
وتقول الطالبة أسماء احمد (20 عاما) من قسم اللغة العربية والتي تعيش في مخيم نابلس:" بنشكي من الدنيا ومن الناس إلي ما بحبو إلا "البرم ", ومن الهموم والمشاكل, ومن الروتين اليومي القاتل ". وإذا أرادت أسماء أن تشكي "فتشكي لحد تحبه كثير " لصديقاتها المقربات, أما همومها اليومية, والمواقف التي تحدث معها تشكيها لأمها وتتجنب المواضيع العاطفية !!.
غلاء المهور... يؤخر الزواج هذا ما شكاه الطالب سعيد داوود(25 عاما) من قلقيلية فيقول:" السبب الرئيسي الذي يشتكي الناس منه هو الاحتلال الذي يعيش معنا ولا يفارقنا , وأنا أعيش في قلقيلية والتي أحاط بها جدار الفصل العنصري الذي شل حركتنا الاقتصادية , مما أدى إلى تأثرنا بغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار , بالتالي غلاء المهور وبعمر(30) أن شاء الله بنتزوج ". ويضيف:" أن هذه الهموم أن بقيت في داخلنا ستجعلنا في حاله صعبة, وان لم نجد من يسمع لنا حتما سوف نتحدث بها مع انفسنا "وننجن ".

رزقنا الله وإياكم السكينة​
 
رد: ثقافـــة الشكـــوى والتذمـــر

كلام جميــل فعلا ولكن الإنسان لا يشتكي لمجرد الشكوى فقــط بل للتنفيـس عن نفســه أو لتخفيف العبء الذي حدث له .

ولكن اتفق مع الدكتور في أننا تعودنا على الشكوى حتى لأدنى المشاكـل .


شكرا على النقل .
 
رد: ثقافـــة الشكـــوى والتذمـــر

بارك الله فيك
 
رد: ثقافـــة الشكـــوى والتذمـــر

كلام جميــل فعلا ولكن الإنسان لا يشتكي لمجرد الشكوى فقــط
بل للتنفيـس عن نفســه أو لتخفيف العبء الذي حدث له .

ولكن اتفق مع الدكتور في أننا تعودنا على الشكوى حتى لأدنى المشاكـل .


شكرا على النقل .
الشكوى والتذمر موروث ثقافي ككثير من الموروثات
يتطلب المراجعة حتى لا يُسهم في ترسيخ السلبية
أو في احداث خلل نفسي في الشخصية
المشكلة لا تكمن في الشكوى في حد ذاتها ولكنها تتلخص في
متى وكيف وإلى من نشكو...؟
فلا الكبت ولا المبالغة تجدي
وإنما اختيار الشخص المناسب والذي نرى فيه قدرة على المساعدة
ولا بأس من الفضفضة إن لم تصبح عادة
بارك الله فيك أخي الكريم على تواجدك وتعقيبك
شكرا لكَ
 
رد: ثقافـــة الشكـــوى والتذمـــر

الله يعطيك العافيه
 
رد: ثقافـــة الشكـــوى والتذمـــر

طرح بقمة الرووعة
سلمت اناملك على هذا الموضوع
تقبلي
ودى وعبير وردى .
 
رد: ثقافـــة الشكـــوى والتذمـــر

هـنـاك مـن إعـتـاد الـتـذمـر والـشـكـوى فـي حـيـاتـه فـأصـبـحـت عـاده لا تـكـاد تـفـارقـه أو بـالأصـح أصـبـح مـشـهوراً بـشـكـواه !!

ولاننسى أن هـنـاك ظـروف مـعـيـشـيـه ومـاديـه ونـفـسـيـه تـؤثـر كـثـيـراً ع حـيـاة الـبـشـر فـنـعـذرهـم ونـسـأل الله أن يـخـفـف عـنـا وعـنـهـم ..

بـارك الله فـيـكـم
 
رد: ثقافـــة الشكـــوى والتذمـــر

طرح بقمة الرووعة
سلمت اناملك على هذا الموضوع
تقبلي
ودى وعبير وردى .
الروعة في حضورك
بوركت أميرة بكلمتي على التواجد
المقال منقول عن معدته سندس عرباسي
سلم قلبك أخيتي
 
رد: ثقافـــة الشكـــوى والتذمـــر

هـنـاك مـن إعـتـاد الـتـذمـر والـشـكـوى فـي حـيـاتـه فـأصـبـحـت عـاده لا تـكـاد تـفـارقـه أو بـالأصـح أصـبـح مـشـهوراً بـشـكـواه !!


ولاننسى أن هـنـاك ظـروف مـعـيـشـيـه ومـاديـه ونـفـسـيـه تـؤثـر كـثـيـراً ع حـيـاة الـبـشـر فـنـعـذرهـم ونـسـأل الله أن يـخـفـف عـنـا وعـنـهـم ..


بـارك الله فـيـكـم
بوركت أخي الكريم على التعقيب المنطقي
ولقسوة الظروف يلجأ الإنسان إلى الشكوى التي تكون في شكل فضفضة
وقد يلجأ لها أحيانا بطرق خاطئة من حيث اختيار الشخص المناسب
والطريقة المناسبة والوقت المناسب فيتعودها دون أن تعود عليه بالنفع
وهو ما يحذر منه الأخصائيون النفسيون
غير أننا نعذر الناس وهذا واجبنا على أن لا نبخل بالنصح
لأن الشكوى والتذمر إذا بالغنا فيها أصبحت داءا حري بنا مداواته
نسأل الله أن يخفف عنا وعنكم وأن يفك كرب المكروبين
جوزيت خيرا على الرد الراقي والدعاء
 
رد: ثقافـــة الشكـــوى والتذمـــر

اتفق الرأي الذي يقول اننا نشتكي كي ننفس عن ما بداخلنا


ولكن السؤال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟






لمن نشكوا؟؟؟؟؟؟




انا ارى ان الشكوى لله رب العالمين في المقام الاول

فما اجمل ان يناجي الانسان ربه ويخبره بما فيه وهو سبحانه وتعالى اعلم وهو ارحم الراحمين



وفي المقام الثاني تأتي الشكوى او البوح عما داخلنا للناس



ولكن للناس القريبين منا ومن يمتلكون موهبة الاستماع او فن الانصات



ويساعدوننا بالتخفيف عنا وليس بزيادة همومنا وزيادة الشكوى




شكرا على الموضوع الجميل



بارك الله فيكي يا عزيزتي
 
التعديل الأخير:
رد: ثقافـــة الشكـــوى والتذمـــر

هي مواقف في حياتنا تجعلنا نغير نظرتنا في الشكوى

عنما تصم الاذان وتقطع الالسنة

تعرف ان لا جدوى

فوجه المشتكى الى العظبم القدير

جميل جدا مانقلته هنا

الله يعطيك العافية
 
رد: ثقافـــة الشكـــوى والتذمـــر



تكاد تكـــون عادة
حتى عابر الثرثرة
أمسى لا يخلو من البوح
بمضايقة أو المرور بضائقة

!!؟

بالفعل هي ثقافة

طرحك إستثنائي زاخر بحر
طرحك جداً قيم أمل

سلمت و سلمت بنانك
ممتنة لك

 
رد: ثقافـــة الشكـــوى والتذمـــر

اتفق الرأي الذي يقول اننا نشتكي كي ننفس عن ما بداخلنا
ولكن السؤال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لمن نشكوا؟؟؟؟؟؟
انا ارى ان الشكوى لله رب العالمين في المقام الاول
فما اجمل ان يناجي الانسان ربه ويخبره بما فيه وهو سبحانه وتعالى اعلم وهو ارحم الراحمين
وفي المقام الثاني تأتي الشكوى او البوح عما داخلنا للناس
ولكن للناس القريبين منا ومن يمتلكون موهبة الاستماع او فن الانصات
ويساعدوننا بالتخفيف عنا وليس بزيادة همومنا وزيادة الشكوى
شكرا على الموضوع الجميل
بارك الله فيكي يا عزيزتي
وفيك بارك الله أختي الكريمة
أشكرك على تعقيبك الرائع
وأتفق معك في ما جاء فيه
وأضيف أن الفضفضة قد تكون عامة
أما الشكوى فلا بد لها من آداب
نسأل الله أن يخفف عن الجمبع
جزاك الله خيرا
 
رد: ثقافـــة الشكـــوى والتذمـــر

هي مواقف في حياتنا تجعلنا نغير نظرتنا في الشكوى

عنما تصم الاذان وتقطع الالسنة

تعرف ان لا جدوى

فوجه المشتكى الى العظبم القدير

جميل جدا مانقلته هنا

الله يعطيك العافية
بوركت أيتها الريم على هذه الاضافة القيمة
فحين لا نجد للشكوى صدى
نعي جيدا أننا لم نوجهها إلى المستوعب المناسب

جزاك الله خيرا
 
رد: ثقافـــة الشكـــوى والتذمـــر

تكاد تكـــون عادة
حتى عابر الثرثرة
أمسى لا يخلو من البوح
بمضايقة أو المرور بضائقة

!!؟

بالفعل هي ثقافة

طرحك إستثنائي زاخر بحر
طرحك جداً قيم أمل

سلمت و سلمت بنانك
ممتنة لك
التنفيس حاجة
على أن لا يتحول إلى أهم الحاجات
بوركت مهتمة على إضافتك
تسعدني بصمتك دائما
جوزيت خيرا
 

عودة
أعلى