التصفح للزوار محدود

جلودنا واللمس !

فاطمة سعد

Well-known member
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في الحرب العالمية الثانية خصصت عنابر ليتامى الحرب من الأطفال، ولوحظ في حينها أن عنبرا منها كان أطفاله أكثر هدوءا وسكينة، وأقل نسبة وفيات من غيره، وكانوا طيعين أكثر لممرضاتهم، يستمعون لكلامهن وينفذون أوامرهن وطلباتهن، وكانت كل هذه الملاحظات دافعا قويا لأحد الأطباء لطرح سؤال مهم على نفسه: لماذا أطفال هذا العنبر بالذات يتصفون بهذه الصفات؟
وبدأ يقارن بين هذا العنبر وغيره فوجد أن طعام العنابر كلها متشابه، والعناية الطبية فيها متشابهة، ولم يميز ذلك العنبر عن غيره إلا أمر واحد فقط أن امرأة عجوزا تسكن بالقرب منهم تزورهم كل يوم تمسح على رؤوسهم وتحتضنهم، وكانت المفاجأة الكبرى أن نسبة الوفيات والمرض وكذلك التخلف العقلي عند الذين حرموا من اللمس أعلى ممن كانوا يلمسون.
كانت ملاحظة ذلك الطبيب إيذانا بتجارب كثيرة أجريت على القرود والفئران التي حرمت من اللمس مقارنة بغيرها ممن منحت لمس الأم أو غيرها، وأهمية الجلد واضحة عند مربي المواشي والخيول الذين يكثرون من لمسها والتربيت عليها، والفلاحون يعرفون جيدا أن لحس أنثى البقر أو الغنم أو الماعز لوليدها مهم جدا لاستمرار حياته، وقد تبين فيما بعد أن الكثير من أمهات الثديات تقوم بلحس صغارها عند ولادتها لتحفيز أجهزة معينة للعمل، وحين حرمت الفئران من هذه العملية ماتت.

قصة أطفال العنبر تؤكد أن لمس جلد البشر لا يقل أهمية عن لمسه عند باقي الكائنات الحية، إن وزن الجلد عند الإنسان البالغ يصل إلى حوالي 5.5 كيلو جرامات، وفي كل سنتمتر مربع منه حوالي 3 ملايين خلية بين عرقية وعصبية ودهنية وشعرية دموية، ويقول العلماء أن في الجلد ما يعادل خمسة ملايين خلية عصبية، تحتاج إلى لمسها للمحافظة على حيويتها وحياتها، وإذا كنا متفقين على أن الماء والهواء والغذاء عناصر مهمة جدا لاستمرار كل منا، فإننا بحاجة أيضا إلى لمس جلودنا حتى نحافظ على حياتنا، فكثيرون هم الذين يشعرون أن شيئا ما قد مات فيهم حين يفقدون لمس جلودهم، ولا أعتقد أن حرص المصطفى عليه الصلاة والسلام على لمس رأس اليتيم كان عابثا، فقد روي عن أبي هريرة: أن رجلا شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه؛ فقال: «إن أردت أن يلين، فامسح رأس اليتيم، وأطعم المسكين»، وفي حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام: «من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات»، وذلك لسبب وجيه أن اللمس رسالة متعددة المعاني ففيها الحب والمشاركة والرحمة والطمأنينة والدعم والتشجيع.

ما لا يعرفه الكثيرون أن اللمس به كل ذلك وبه أيضا حياة للجلد نفسه، وحين لا يلمس الجلد يمرض، وفي الجلد نهايات عصبية خاصة باللمس والحس بالنعومة والخشونة والبرودة والحرارة، لذا سماه البعض العين الثالثة، والمخ الثاني فهو وسيلتنا لإدراك ما يدور حولنا، وقد وجد بعض الباحثين الذين رصدوا بكاميرات خاصة دقيقة مجموعة من الأشخاص في مكان ضيق أن جلودهم تقلصت وأخرجت روائح دفاعية كريهة تشبه ما تصدره الحيوانات المطاردة، كما وجد هؤلاء الباحثون أن جلدنا حين نكون مع من نحب يتمدد، ويصبح رطبا، ويصدر روائح طيبة، ويتدفق الدم فيه، فالجلد مصدر الإحساس الرئيسي في أجسادنا..

سبحان الله
مقال للدكتور ميسره طاهر
 
رد: جلودنا واللمس !

احسنتي الانتقاء من المقالات
فعلا رائعه هذة التسلسل في تعريفنا ان بالاحضان والملامسه لاطفالنا نهيء لهم جو صجي نفسي رائع
واستشهادك بملامسه الرسول لليتيم فعلا السنه والدين فيهم ما يشبعنا تربويا في خدمه اطفالنا
هيا دعوه للملامسه لاطفالنا بالاحضان والمداعبه وتمرير ايدينا في شعورهم صغارا وكبار فلذات اكبادنا بدل ما يضيعوا منا نتركهم يلهون امام تلفاز مع مربيه طول نهار جيم وتنطيط وفقط نكون اباء وامهات

بارك الله فيكي اختي فاطمه علي موضوعك المميز
 
رد: جلودنا واللمس !

فاطمة سعد... أيتها الأم الرائعة
هذه دعوة للتراحم نسأل الله أن تصل لكل أم
بل لكل راعٍ أودعه الله رعية
ويسأله عنها يوم الدين
رسالة رائعة تنبع من شريعتنا ويؤكدها العلم
بارك الله فيك أختي الكريمة على حسن الاختيار
 
رد: جلودنا واللمس !

رفيقة الامل شكرا لك

ام محمود شكرا لك مرورك غالي وكلماتك اسعدتني بارك الله فيك

بحر الامل شكرا على الكلمات الطيبه جزاك الله كل خير
 
رد: جلودنا واللمس !

موضوع جميل .......بارك الله فيك ,,,أيتها الأم الرائعة
 
رد: جلودنا واللمس !

سبحان الله عدد خلقه وزنة عرشه ورضا نفسه ومداد كلماته

أشكرك
 

عودة
أعلى