التواصل الكلي

العنقري

Well-known member
التواصل الكلي

مقدمة:
يعد ظهور طريقة التواصل الكلي كرد فعل للانتقادات الموجهة للحد للخلافات بين أنصار التواصل اليدوي(الهجاء الإصبعي, لغة الإشارة), وأنصار التواصل الشفهي(قراءة الشفاه,التدريب السمعي) وعدم مراعاة الفروق الفردية وقدرات وإمكانيات الصم.
أولاً:الخلفية,المفهوم,مبررات الاستخدام:
تعتبر طريقة التواصل الكلي من أكثر الطرق شيوعاً في الوقت الحاضر.
ينسب مصطلح التواصل الكلي إلى روي هولكومب وهو عنوان لفلسفة التواصل وليس طريقة, ويشمل التواصل الكلي(اليدوي, والشفهي, السمعي, الكتابي) اعتماداً على احتياجات الطفل.
تعريف التواصل الكلي من قبل مؤتمر مديري المدارس الأمريكية للصم عام(1976):
على أنة فلسفة تتطلب دمج الطرق السمعية والشفهية واليدوية من أجل ضمان تواصل أكثر فاعلية مع وبين المعاقين سمعياً, فضلاً عن أن تدريب الطلاب على فلسفة التواصل الكلي تضمن مسئولية تدريس الطلاب أكثر من مفردات لغة الإشارة.
وبالتالي, يعرف التواصل الكلي بأنة حق كل طفل أصم في أن يتعلم باستخدام جميع الطرق الممكنة للتواصل, حتى تتاح له الفرص الكاملة لتنمية مهارة اللغة وإكسابه مهارات التواصل والتعامل الإيجابي في سن مبكرة بقدر المستطاع.
ومما لا شك فيه لتنمية مهارات الطفل التواصلية, تتوقف إلى حد كبير على الاكتشاف المبكر والتشخيص والتدخل العلاجي والتعليمي في أثناء السنوات التكوينية الأولى من عمره, حيث يزيد هذا من فرص تكيف الطفل مع نفسه والآخرين, ومن دافيته لاكتساب العادات والمهارات التي تساعده على إنتاج الكلام تمكنه من التعبير عن أحاسيسه ومشاعره وأفكاره.
حرصاً على أن يكون التواصل الكلي حجر الزاوية والذي سوف يساعدنا على إعادة كتابة المعادلة القديمة:

1) الفشل الشفهي + الطريقة الموحدة = فشل تعليمي.

2) توصل الكلي = تواصل أفضل + موارد أكثر = نجاح تعليمي.


ثانياً: فرضيات فلسفة التواصل الكلي:


1) أن تطور اللغة هو نتاج التواصل, والتواصل نتاج التفاعل, واللغة ما هي إلا نتاج الحوار فضلاً عن التعليم.
2) هنالك تسلسل طبيعي في مستويات النمو اللغوي المعروف لكل الناس, وهذه لا يمكن إيقافها أو تبديلها بدون عواقب خطيرة.
3) الوقت الأمثل لتطوير ونمو اللغة هو خلال مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة, وبالتالي فالأسرة تتحمل مسئولية تطوير لغة الطفل.
4) أن الأفكار والمفاهيم تسبق الكلمات في الخبرة اللغوية للفرد, ويمكن تكامل المفاهيم الأساسية في خبرة الطفل اللغوية عندما تميل الرموز المستخدمة إلى وصف المفاهيم التي تقدمها.
5) أن القيام بالتواصل أكثر أهمية من كيفية التواصل الفرد.


ثالثاً: أهداف التواصل الكلي:


1) تسهيل عملية التواصل اللفظي, حيث يسهم في زيادة قدرة الطفل على استخدام القدرات النطقية بشكل جيد ووظيفي.
2) فتح قنوات تواصل رئيسة بالسرعة والفاعلية الممكنة, وذلك لاعتماده على أكثر من قناة تواصل سواء يدوي أو شفهي, بالإضافة إلى التواصل البصري وما لدية من بقايا سمعية في ضوء أسس وقواعد كل طريقة من طرق التواصل.
3) استثارة الدافعية وزيادة مستوى الانتباه.
4) زيادة مستوى التواصل الكلامي, وذلك باستخدام أجهزة النطق جنباً إلى جنب مع التواصل اليدوي.
5) استــغلال البقايا السمعية.


رابعاً: مميزات التواصل الكلي:


تحدث معظم عمليات التعلم عبر التفاعل مع الآخرين, ويكون هذا التعلم متاحاً عندما يكون الأفراد قادرين على التواصل مع الفهم, حيث إن جودة العلاقة بين الطفل ووالديه تعتمد على جودة التواصل الموجود بينهم, وبعد ذلك فإن اختيار طريقة أو أسلوب التواصل الذي أكثر فاعلية أو مفيداً للطفل في المنزل أو الفصل.


أكدت العديد من الدراسات أن للتواصل الكلي دوراً فعالاً في جميع الجوانب الشخصية للأصم, النفسي والاجتماعي واللغوي والأكاديمي, لانه يسمح للطفل من استخدام طريقه الأفضل بالنسبة له في أي موقف يقابله.



ترجع أهمية طريقة التواصل الكلي مع الأصم إلى ما توصل إليه ديسبل(1994) من أن هناك علاقة موجبة بين تقدير الذات وبين أساليب التواصل, فكلما كان الوالدين أكثر معرفه وإيقانا بطرق التواصل(قراءة الشفاه, لغة الإشارة , هجاء إصبعي) كان أطفالهم أكثر استمتاعاً بمستوى عال من تقدير الذات, يدفعهم إلى التغلب على الإعاقة والنظر إليها على أنها ضعف في إحدى الحواس يمكن التغلب عليها بوسائل معينة.



ومما يزيد من أهمية التواصل الكلي عدم الاكتفاء باستخدام الطرق اليدوية أو الشفهية فقط في تعليم التلاميذ الصم, وأن نتائج الدراسات أظهرت أن أقل درجات التواصل قد حصل عليها التلاميذ الصم الذين يستخدمون الطرق اليدوية فقط, أو الشفهية فقط, وأن أعلى الدرجات حصل عليها التلاميذ الصم الذين التحقوا بالفصول التي تستخدم التواصل الكلي, ونتيجة لذلك فإن معظم المدارس في الولايات المتحدة أصبحت تستخدمها باعتبارها أنها الطريقة المفضلة لدى كل من التلاميذ والمعلمين والأسر على السواء.



توصل إندين(1992) إلى أنه يوجد علاقة موجبة بين مهارات التواصل ومتغيرات التوافق, حيث أظهر الأطفال الصم ذوو مهارات التواصل الكلي مستوى توافق أفضل من أقرانهم ذوي التواصل الشفهي على متغيرات التوافق(الاجتماعي, والانفعالي, تصور الذات).



كذلك توصل كابي(1997) إلى أن إدراك الطلاب الصم ذوو التواصل الشفاهي للصم على أنه عجز أكثر من الطلاب ذوي التواصل الكلي.


خامساً: الانتقادات الموجهة لطريقة التواصل الكلي:



بالرغم من الفوائد التربوية لطريقة التواصل الكلي إلا أن هنالك بعض المشكلات المرتبطة باستخدام هذه الطريقة لخصها لارسن وميلر:


1/ ليس هنالك إجماع في الرأي حول كيفية تنفيذ الطريقة الكلية , هل نبدأ بالطريقة الشفهية أولاً ومن ننتقل إلى لغة الإشارة؟ أم هل نفعل العكس؟


2/ أن من الصعب عل الفرد أن يتابع ويفهم مثيرين بصريين يقدمان له في نفس الوقت ذاته.


3/ أن العمر المناسب للبدء باستخدام الطريقة الكلية ليس معروفاً بعد.


4/ أن التدريب السمعي لتنمية القدرات السمعية المتبقية لا يستخدم في معظم الأوقات.



وجهة نظر المؤلفان أ.د/ علي حنفي و أ/ عبدالوهاب السعدون:



فإن طبيعة إعاقة الطفل سمعياً, ودرجتها, والعمر الزمني الذي حدثت فيه الإعاقة, ومدى توافر الخدمات المختلفة كالتدريب على النطق أو التدريب السمعي, أو قواميس لغة الإشارة والوسائل السمعية المعينة, تعتبر عوامل مهمة في تحديد طريقة التواصل الأكثر فائدة, كما أن استخدام طريقة بعينها يجب ألا يقود إلى رفض مطلق للطرق الأخرى, إلا أنه يفضل استخدام الطريقة اللفظية في تعليم الأطفال الذين لديهم بقايا سمعية وظيفية وتتوفر لهم المعينات السمعية المناسبة بالإضافة إلى الخدمات المساندة اللازمة, وكذلك الحال بالنسبة لحالات الصمم ما بعد اللغة.


منقول من كتاب طرق التواصل للمعاقين سمعيا"دليل المعلمين والوالدين والمهتمين" تأليف أ.د/علي حنفي & أ/عبدالوهاب السعدون
 
رد: التواصل الكلي

شكرا لك اخي الكريم
 
رد: التواصل الكلي

شكرا لك يا زعيمنا العنقري بارك الله فيك
 
رد: التواصل الكلي

جداً أفدت فتح الله لك
نفع الله بما قدمت و عرضت

جداً أشكرك
 
رد: التواصل الكلي

بارك الله فيك يامهتمة, أهم شي الفائدة والحاجة الثانية استفساراتكم عن الموضوع كامل
للمساعدتكم على الفهم لكم ولجميع الزوار
وشكراً لكم جميعاً
 

عودة
أعلى