التصفح للزوار محدود

( معاقون ولكن أدباء...)

رد: ( معاقون ولكن أدباء...)

السلام عليكم
اخي الفاضل أسير التحدي
بارك الله فيك
موضوع راقِ وفكرة مميزة
نتابعكم بإهتمام
 
رد: ( معاقون ولكن أدباء...)

شكرا لكل من مر من هنا اخواني اعضاء المنتدى الكرام واعتذر عن غيابي الطويل عن المنتدى،وسوف نكمل وضع النماذج الادبية الراقية من ذوي الاعاقة كيما نثبت بان لا اعاقة مع الارادة............تحياتي للجميع ورمضان كريم
 
رد: ( معاقون ولكن أدباء...)

الأرجنتيني الكفيف لويس بورخيس... أبرز كتاب القرن العشرين

الجزء الأول







أن يفجع المرء بناظريه فيرتد ضريرا... بعد أن كان بصيرا، وأن يغلق عليه «العمى» سراديبه الموحشة... فهذا ابتلاء ينوء بفظاعته صناديد الرجال.
وإن كان هناك من يستشعر في نفسه براكين الغضب، ويشعر أن حياته صارت مؤجلة أو بلا قيمة... فهناك أيضا من لا يرفع الراية البيضاء، أو يعلن الاستسلام أو يخشى المواجهة، بل يرى أنه في حرب ضروس يجب أن يحسمها لنفسه في النهاية، حتى يخرج منها مظفرا منتصرا.
ولكن أين لمثل هذا الإنسان... الذي سُلب بصره... فلم يعد يرى إلا ظلاما. تلك القوة التي تصدُّ عنه رياح اليأس الهوجاء التي تعوي وتدوي وتصفّر، وتشن هجماتها الشرسة عليه، محاولة دك معاقل توازنه، وإلقاءه في الهوة السحيقة، هوة الضياع والقنوط وعدم الرضا عما كتبته له الأقدار؟
تلك القوة... سنلمسها عن قرب في 15 شخصية... ابتلاهم الله بالعمى، ولكنهم تغلبوا على محنتهم، وقهروها، وتألقوا وأبدعوا في مجالات مختلفة، وحققوا شهرة طاغية، أبقتهم في ذاكرة التاريخ، وستبقيهم عقودا وقرونا مُثلا عُليا في الإرادة والصمود والصبر وتجاوز أقصى العقبات وأعنفها.
من أجل ذلك... فإن مسلسل صحافي يتناول «عميان قهروا الظلام»... ليس للتسلية... بل قد يكون دروسا عملية في القوة والتحدي والإرادة وعدم الخضوع والخنوع والإقبال على الحياة، مهما اعترضتنا من رياح عاتية وعواصف عنيفة وبراكين غاضبة.
أبطال هذه الحلقات... أبطال حقيقيون... جديرون بالخلود والتقدير والثناء المستمر، لأنهم صنعوا ما يراه المبصرون إعجازا ومستحيلا.
فمن يتخيل أن يصير الكفيف مصورا بارعا، يقيم المعارض، ويحصد الجوائز، ويحاضر في كبريات الجامعات؟
وكيف للعقل أن يقتنع بأن كفيفا يغدو رساما مشهورا، تتفوق أعماله على أقرانه ممن لم يحرموا نعمة البصر؟
ولكن هناك بالفعل من فعلوا ذلك وأكثر... فحين يعزف المأسور حبيس الإعاقة على أوتار الروح الوثابة العصيّة على الاندحار تنسال ألحانه دررا من سحر الإيقاع، تنتشي لها النفوس الظمأى
ومن لوعة الحرمان وتباريح العاهة... ينبجس التصميم على المواجهة ومن حلكة الظلمات... يُشرق مهرجان الإبداع والتألق والتوهج.
هكذا فعل أبطال تلك الحلقات... أبوالعلاء المعري وهيلين كيلر ونزيه رزق وإسماعيل المسعودي... وغيرهم.
ولكن المحزن حقا... أن أعداد العميان على مستوى العالم في اطراد... ولم يتوصل العلم الحديث - حتى الآن - إلى الوسائل التي تمكنه من مواجهة العمى... حيث يعاني 37 مليون شخص من العمى و124 مليونا من ضعف البصر، وسيصبح عدد العميان في العالم بعد 12 عاما 75 مليونا... وهو ما يتطلب تضافر جميع الجهات المعنية، ومنها - منظمة الصحة العالمية - من أجل حشد المزيد من الجهود في سبيل الوقاية من العمى... وفي السطور التالية... حكايات إبداع وتألق... وانتصارات عبرت الانكسارات.


يعد الكاتب الأرجنتيني الكفيف خورخي لويس بورخيس... من أبرز كتاب القرن العشرين، كما كان ناقدا وشاعرا مسموعا، وعاش بين 24 أغسطس 1899 حتى 14 يونيو 1986، أي أنه مر على وفاته 22 عاما.
ويمكن القول: إن بورخيس... أثرى الفكر العالمي... بأعمال أدبية، رسخت كونيتها من خلال خصوصياتها المحلية، وتلاقحها مع الثقافة العالمية... الإسبانية والإنكليزية والعربية.
فـ «بورخيس» ومعه «جارسيا ماركيز»... يعتبران من رواد الواقعية السحرية في أميركا الجنوبية، ولولا هذان الكاتبان الكبيران... ما كنا لننعم بالأسفار القصصية والروائية المستلهمة من سراديب الذاكرة الشعبية الأرجنتينية والكولومبية، والجنوب - أميركية بشكل عام.
البداية
ولد بورخيس في مدينة بوينس آيرس في 24 أغسطس 1899، واسمه الحقيقي هو:«خورخي فرانسيسكو لويس بورخيس اسيفيدو»، وكان يعاني ضعفا شديدا في بصره.
بعد الحرب العالمية الأولى... استوطنت عائلته لمدة «3» أعوام بمدينة لوكانو، ثم جنيف، حيث تابع دراسته في المرحلة الثانوية، ثم بعد هذا في إسبانيا بمدن: برشلونة، «مايوركا»، أشبيلية ومدريد.
كان بورخيس... عضوا في حركة أدبية طليعية تدعى «ultraiste»... ونشر أول أشعاره في مجلة «كريسبيا»، وكان متأثرا بالشاعر و«الت وايتمان»، وكان عنوان قصيدته الأولى «نشيد البحر».
في العام 1921 ... عاد بورخيس مع أسرته إلى بويتس آيرس، محضرا معه الأفكار التطرفية الأدبية، وبدأ مشواره ككاتب، بنشر قصائد ومقالات في مجلات أدبية.
كانت أولى مجموعات بورخيس الشعرية تحت عنوان «حماس في بوينس آيرس» في العام 1923، وساهم بورخيس في مجلة مارتين نيرو لحركة «مواس المقدمة»، التي كانت تتبنى أسلوب «الفن لأجل الفن»، على النقيض من مجموعة «بيدو»، التي كانت تحمل أهدافا سياسية.
كما ساهم في إنشاء مجلات «برسما» «1921 - 1923»، و«بروا» «1922 - 1926» و«سور» التي أنشئت في العام 1931، والتي أصبحت - فيما بعد - أهم مجلة أدبية في الأرجنتين.
وفي العام 1933 ... عين بورخيس محررا في الملحق الثقافي في جريدة «كريتيكا» التي نشرت فيما بعد مقاطع من «تاريخ العار العالمي»، جاءت هذه المقاطع على شكل متوسط... بين التخيلية والواقعية، حيث استخدم أسلوب الكتابة التخيلي في سرد أحداث حقيقية، وفي السنوات اللاحقة عمل بورخيس مستشارا أدبيا لدار نشر «إمبس إديترز»، وكتب عمودا أسبوعيا في صحيفة «إل هوجار».
محنة وصدمة
في العام 1938 ... كان بورخيس على موعد مع صدمة قاسية، إذ توفي والده، فترك ذلك في نفسه ألما كبيرا، وبعدها بأيام قليلة... أصيب بجرح غائر في رأسه في حادث، وكاد أن يفارق خلال علاجه بسبب تقيح الدم، وجاءت قصته القصيرة «الجنوب» تعبيرا عن هذه الحادثة.
وأثناء تعافيه من الإصابة... بدأ الكتابة بأسلوب... أصبح مشهورا به، وظهرت أول مجموعة قصصية له في العام 1941 بعنوان «حدائق الممرات المتشعبة»، تضمنت المجموعة قصة «إل سور»، وهي قطعة حوت بعضا من عناصر السيرة الذاتية، بما في ذلك الحادث الذي تعرض له.
وعلى الرغم من تقبل الجمهور لهذه المجموعة... فإنها لم تنجح في حصد الجوائز الأدبية المتوقعة لها.
بعد ذلك بسنوات... فقد بورخيس بصره نهائيا، بعدما كان ضعيفا جدا، فأصبح غير قادر على إعالة نفسه ككاتب، فبدأ عملا جديدا كمحاضر عام، وبالرغم من وجود بعض الاضطهاد السياسي في عصره، إلا أنه تمكن من إثبات ذاته، وكان ناجحا إلى حد معقول، وأخذت شهرته تزداد بين الناس، حتى عين في منصب رئيس جمعية الكتاب الأرجنتين «1950 - 1953»، وأستاذا للإنكليزية والأدب الأميركي «1950 - 1955»، وتم إنتاج قصته القصيرة «إما زونز» في فيلم باسم «أيام الغضب» في العام 1954، وفي هذه الفترة... بدأ بورخيس في كتابة المسرحيات.
وفي العام 1955، بعد قيام مبادرة أوكامبو... عين بورخيس من قبل الحكومة العسكرية المناهضة للبارونية... رئيسا للمكتبة العامة.
وكان بورخيس يشبه نفسه بـ «بول جروساك» في محنة العمى، وعلق بورخيس على هذه المصادفة الساخرة في أحد أعماله قائلا:
لا أقلل بدمعي وعتبي
ما رأينا من إبداع ربي
في تناقض ما لمّ بي
يعطيني معا الظلام والكنب
نجومية... وجائزة

 
رد: ( معاقون ولكن أدباء...)

لأرجنتيني الكفيف لويس بورخيس... أبرز كتاب القرن العشرين

الجزء الثاني





وفي العام التالي... حصل بورخيس على الجائزة الوطنية للأدب، وعلى أول دكتوراه فخرية من جامعة كوبو، ثم عين أستاذا للأدب في جامعة بوينس آيرس، ومناصب أخرى موقتة في جامعات عدة.
ومع كونه غير قادر على القراءة والكتابة، بعدما صار كفيفا، خاصة أنه لم يتعلم طريقة برايل... كان بورخيس يعتمد على والدته في مطالعة الكتب والصحف.

بدأت شهرة بورخيس الحقيقية وبزوغ نجمه ككاتب لا يشق له غبار في مطلع ستينات القرن الماضي... ففي العام 1961 ... حصل على جائزة «فورمنتر» مناصفة مع صاموئيل بكيت، ولما كان الأخير أكثر شهرة من بورخيس في ذلك الوقت... أخذ الفضول يدور حول «بورخيس»، وأصبح اسمه يتردد بقوة، وصارت أعماله وكتبه مطلوبة، يقبل عليها الناس بنهم شديد... وبعد ذلك... منحته الحكومة الإيطالية لقب «قائد» تكريما له، كما عينته جامعة تكساس أستاذا لسنة واحدة، وقاد هذا الأمر إلى قيام «بورخيس» بجولة، لإلقاء المحاضرات في الولايات المتحدة الأميركية، ثم ظهرت أول ترجمة لأعماله بالإنكليزية في العام 1962 ، وتبعت ذلك جولات أوروبية وفي منطقة الأنديز في أميركا الجنوبية.
في العام 1995 ... منحته ملكة المملكة المتحدة إليزابيث الثانية... وسام الإمبراطورية البريطانية، كما حصل على عشرات الأوسمة والنياشين والتكريمات بعد ذلك... مثل: وسام جوقة الشرف الفرنسية وجائزة كيرفانتس في العام 1967 ... بدأ بورخيس تعاونا مع المترجم الأميركي نورمان توماس داجيوفاني، والذي يرجع له الفضل في شهرته بين متحدثي الإنكليزية، كما تابع نشر الكتب مثل:«البدايات الخيالية» و«الرمل»، وألقى مئات المحاضرات، والتي جمع بعضها في مجلدات مثل مجلد «سبع ليالي».

ولما عاد بيرون من منفاه، وأعيد انتخابه رئيسا للأرجنتين في العام 1973، استقال بورخيس من منصبه كمدير للمكتبة الوطنية.
وفي العام 1975 ... وبعد وفاة والدته... بدأ بورخيس سلسلة أسفار إلى بلدان مختلفة، وتابع سفره هذا... حتى وفاته.
أعماله... باقية

بالإضافة إلى قصصه القصيرة... التي نال شهرته منها... كتب بورخيس الشعر والمقالات والمسرحيات والنقد الأدبي والافتتاحيات والتعقيبات على الكتب، وعددا ضخما من المختارات الأدبية، كما كان مترجما للأدب من الإنكليزية والفرنسية ولغات أخرى... إلى اللغة الأرجنتينية، وتأثرت كتاباته بفقده البصر الذي ورثه عن والده، وكان من بين أكبر اهتماماته الفكرية... عناصر علم الأساطير والرياضيات وعلم اللاهوت والفلسفة.
ولما كانت معظم حياته في القرن العشرين... نشأ بورخيس في فترة الحداثة والتجديد في الثقافة والأدب، خصوصا في الرمزية، فقصص الخيال عنده كانت موجزة جدا، وكانت أعماله أكثر شفافية وطبيعية من أقرانه مثل: نابو كوف وجويس.
قدم بورخيس... العديد من الأعمال الواقعية التي تتضمن قراءات مميزة لكتب وأفلام وسير ذاتية، بالإضافة إلى تأملات فلسفية في موضوعات، تشمل: طبيعة الحوار واللغة والأفكار، كما تعرضت أعماله للواقعية، كما يظهر اهتمامه بالفانتازيا والفلسفة وفن الترجمة في كتابات عدة... وبالإضافة إلى أعماله النثرية... ألف بورخيس الشعر على مدى حياته الأدبية... فمع ذهاب بصره... تركز إنتاجه في الشعر، لأنه لم يستطع تذكر أعمال طويلة أثناء كتابتها، وتناولت أشعاره... نفس الاهتمامات الواسعة، التي تناولتها أعماله الخيالية، بالإضافة إلى موضوعات أخرى... برزت في أعماله النقدية والترجمات، وفي تأملاته الشخصية.

لم يكن بورخيس من اخترع أسلوب القراءة في الأعمال التخيلية... بالرغم من أنه أعظم من أشهر هذا النمط من الأدب، ومن المحتمل أنه تعرف على هذا الأسلوب الأدبي أثناء اطلاعه على عمل توماس كارليل سارتر، لاسيما وأنه أكد غير مرة انبهاره به وبأعماله وأساليبه الغنية.
قالوا عنه
الكاتبة اللبنانية زينب عساف تتحدث عن بورخيس وهي في حالة من الانبهار غير المحدود قائلة:«خورخي لويس بورخيس... نكتب الإسم ونحن نسمع إلى جرس الكلمات شبه الأسطوري، ثم تتخيل عجوزا أعمى في شقته في بيونس آيرس، بطقم رسمي ورابطة عنق صفراء، بعد ذلك تتردد، أي صفة نضع أولا: أحد كُتاب العالم، أم أحد كبار قرائه؟.
متسائلة في دهشة: كيف وهب الخالق هذا الرجل الكتب والظلام معه؟ مشبهة إياه: بالأديب العربي أبي العلاء المعري.
وتستطرد: «بورخيس... المولود في العام 1899 ... في منزل جده لأبيه في بيونس آيرس... ينحدر من عائلة عسكرية»، فقد مات جده الجنرال بورخيس في العام 1874 أثناء معركة ضد اليهود، بعدما قضى على قواته، وبقي وحده ممتطيا حصانه الأبيض، ومتقدما نحو العدو الذي أمطره بالرصاص، لذلك ربما آثر الكاتب الملحمة عما سواها من الأنواع الأدبية، وبالرغم من عدم إيمانه بفكرة النوع، معتبرا إياها أقدم أشكال الشعر، مرجعا الإنتاج الأدبي كله إلى مصادر ثلاثة: الإلياذة، ألف ليلة وليلة «النسخة العربية من الأوديسة»، و«الأناجيل الأربعة».
ويرى بورخيس - كما تقول الكاتبة - ان هذه القصص الثلاث... كانت كافية للبشرية طوال قرون عدة.
ويعدد بورخيس الفوارق بين الرواية والملحمة، إذ إن المهم في الملحمة هو البطل... الإنسان، بينما تستند معظم الروايات على إخفاق إنسان أو إلى انحطاطها الشخصية وترديها.
من أجل ذلك... كما تقول الكاتبة... ابتعد بورخيس في كل إنتاجه الأدبي من الرواية، عامدا إلى سرد القصص، لأن «البشر لا يملّون من سماع القصص وترديدها»، وإذ أشار في ملاحظة ذكية إلى عيش البشرية في حربين عالميتين، من دون أن تنبثق منهما ملحمة... وصف الأخيرة بالحاجة الملحة للبشر.

وتواصل عساف:«إذا كان بورخيس استند كرمز للمقاومة ضد بيروت، فقد عُرف أيضا بتسامحه مع الخصوم، معرف السياسة بالنشاط الإنساني الأشد حقارة، هذا لم يلتزم سياسيا، وإن كان انتقد بعض الناس لاحتفائهم إبان حكم العسكريين»، كما أخذ بورخيس على الشيوعية... دعوتها إلى سيطرة الدولة على الفرد، ووصف نفسه بـ «الكاتب المحافظ»، على الرغم من اعتباره فكرة الحدود والأمم... تافهة.
وتابعت عساف حديثها عن بورخيس قائلة: «بورخيس» الرافض للانغماس في وحول الحاضر... غاص في أعماق الكتب حتى الثمالة، إلى درجة تخيله الفردوس على هيئة مكتبة ضخمة... لكن حجم مكتبته الخاصة كان محبطا بعض الشيء، فقد احتلت الكتب بعض الزوايا الخجولة في شقته، وهذا عائد... إلى أن تلك الكتب احتوت زيدة قراءات بورخيس، الذي احتفظ في غرفة نومه بكتب الشعر، وإحدى أهم مجموعات الأدب الأنجلوسكسوني والأيسلندي، التي يمكن العثور عليها في أميركا اللاتينية كلها، كما واظب على شراء المعاجم المختلفة والنادرة، التي تعلق بها منذ طفولته.
مشددة... على أن مكتبته عكست سيرته الذاتية والصدفة وقوانين الفوضى، فقد كان قارئا... يتشرب ما يقرأه، ويحفظ مؤلفاته عن ظهر قلب.
وتكمل: «تميزت علاقة بورخيس بالكتب بخصوصية شديدة، إذ يكفي أن يمرر يديه على حوافها ليميز الكتب التي لم يسبق له فتحها».
وترى... أن «هذه العلاقة الفسيولوجية المستحيلة... ترجع إلى مفهوم الكتابة والقراءة الخاص به، فهو لم يعتبر نفسه يوما صديقا للكتاب الذين التقاهم، بقدر ما اعتبر نفسه قارئا لهم».
علاقة بورخيس باللغة لم تكن أقل شغفا من علاقته بالكتب - كما ترى الكاتبة - فهو المهتم بعلم السلالات، حين بحث في سلالات اللغة أيضا، وجدد فيها ونقل إلى الإسبانية... محاسن اللغات الأخرى التي أجادها، من حيث الصياغة والاختزال، التي لم يكرهها - كما أشيع عنه - وكرمته بجائزة ترفانتس للآداب... كما اعترف بفضله كبار كتابها مثل: «غبريال جارسيا وكارلوس فونيش».
لويس بورخيس
 

عودة
أعلى