الله عزّ وجل .......

الصيفي

Well-known member
الله عزّ وجل




لا شيء أعظم من الله، ولا حديث أحسن من الحديث عنه، فذكره دواء، وكِتابهُ شفاء، وإتباع أمره نجاء..

الله العظيم المُتفرّد بالصفات العُلى والأسماء الحُسنى، كمُل فيها وعظُم، فما من صفة ٍعظيمة في مخلوق إلا وهي فيه أتم وأكمل ، قال الله تعالى ( ليس كمثله ِشيء وهو السميع البصير )

فلا يُداخله نقص، ولا تأخذه سنة ٍولانوم، ولم يتخذ صاحبةً ولا ولدا، وليس له شريكٌ في المُلك، وليس لهُ وليٌ من الذلّ، له الخلق والأمر .

تبارك وتعالى، عزّ وتكبّر، هيمن وتجبّر، فاطر السموات ِوالأرض، لا تدركهُ الأبصار وهو يُدرك الأبصار .

نور السموات ِوالأرض ومن فيهنّ، وهو قيومٌ ومَلَك، ورب وإله، وهو ُيطعِم ولا يُطعَم، وهو القاهرُ فوق عباده .

لا تخفى عليه خافية، يعلمُ ما في البرّ والبحر، وما تسقطُ من ورقة ٍإلا يعلمُها، ولا حبة ٍفي ظُلُمات ِالأرض ولا رطب ٍولا يابس إلا في كتابٌ مُبين .

السموات ِوالأرض في قبضته، والعباد تحت قدرته، يُحيي ويُميت، بيده الضر والنفع .

هو الذي خلق، وهو الذي ربَّى ورزق، وهو الذي يُهدي، وهو الذي يُشفي، وهو الذي يُميت ، وهو الذي يُحيي، وهو الذي يبعث، وهو الذي يُثيب، قال تعالى ( الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يُميتكم ثم يُحييكم هل من شُركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانهُ وتعالى عمّا يُشركون )

يجب على الناس أن يُتعبوا أنفسهم في ذكره، فذكره حياة القلوب، قال تعالى ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب )

فالله أجلّ وأعظم من كُلّ ِشيء، ينبغي أن يستعلي على كُل إهتماماتنا، وأن يستحوذ على قلوبنا وعقولنا، حتى لا نمشي إلا ونحن نذكره .

نذكرهُ في فرشنا، وفي طُرُقنا، وفي بيوتنا، وفي أعمالنا، وفي أسواقنا، وفي أفراحنا، وفي أتراحنا، في كل مكان، إلا مكانا نهانا الشارع أن نذكره فيه ( كالحمّام ) فذلك هو طريق السعادة وزوال الهموم والبلايا وأرتفاع المِحن والنِقم والفِتن .

فالمُعظّمون لله المُحبون له يفرحون بذكره ويشمئزون من ذِكر من هو دونه، والأشقياء هُمُ الذين يشمئزون إذا ذُكر، ويفرحون من ذكر من هو دونه، قال تعالى ( وإذا ذُكر الله وحده إشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذُكر الذين من دونه إذا هُم يستبشرون )

فإذا أردنا سعادة الدنيا فلنكن مع الله دائما وأبداً، نجعله نصب أعيُننا في كل كبيرة ٍوصغيرة، لا نُقدم ولا نؤخر إلا بأمره، ولا نتكلم إلا بما يُرضيه، ولا نقتحم إلا مراضيه، ولا نسأل إلا عمّا يُقربنا إليه، ونجتنب سخطه، ونترك الحيَل والأماني الكاذبة، فالله لن يخدعه أحد، ولن يكذب عليه أحد، ولن يفر منه أحد، قال تعالى ( يُخادعون اللهَ وهو خادعهم ) وقال تعالى ( يا معشر الجنّ ِوالإنس إن إستطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات ِوالأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان )

لا بُدّ من أن نُحبّه حبّاً يفوق كل شيء، فهو أهل المحبة، نحن نحب آباءنا لأنهم ربونا وسعوا لأجلنا وحفظونا، ولولا أن الله أعطاهُم القدرة والنِعم لما قدروا على ذلك، ولولا أن الله عطف قلوبهم علينا لما قدموا إلينا خيراً لذلك فالله أحق بالمحبة منهم .

ونحنُ نُحب أبناءنا وأزواجنا لأنهم أنسٌ ولذّة، وتفريجاً للهموم ،وسكناً ومودّة، والله تعالى هو الذي يُنجينا من الكرب، وهو الذي يُفرّح قلوبنا، وهو الذي يُنزّل السكينة في نفوسنا، وهو الذي جعل في أبنائنا تِلك المزايا، ولولا ذلك لكانوا عذاباً علينا، فهو المُنعم أولاً وآخراً ،فهو أحقُ بالمحبة .

ونحن نُحب العُلماء والعُظماء لكمالهم وقدرتهم، والله تعالى علمهُ لا يُحاط به، وكلماته لا تنفد ، قال تعالى ( ولو إنما في الأرض ِمن شجرة أقلام ٍوالبحر ِيمدّهُ من بعده ِسبعة أبحُر ما نفِدَت كلمات الله ) وهو كامل القدرة والعظمة .

فهو الأحق بالمحبة لو تفكّر الناس، لكنّ أكثر الناس ِلايتفكرون ،قال تعالى ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب ٍأقفالُها )

الله تعالى رحيمٌ بنا، رحمتهُ تتجلى في منعه كما تتجلى في عطائه، فكم من إنسان ٍمنعه الله المال لأنه يعلم أنه لو أعطي المال لكفر،قال تعالى ( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن يُنزّل بقدر ٍما يشاء إنهُ بعباده ِخبيرًٌ بصيرٌ )

وكم من إنسان ٍمنعه الصحة لأنه يعلم أنه لو أعطاه الصحة لطغى، فما يصيبُ الإنسان من مصائب لا يدلُّ على سخط الله عليه، بل ربما كانت رحمةً به .

الله أجل وأعظم مما نخاف ونحذر، فهو الذي بيدهُ الملك والأمر، فلا يجري في الكون شيءٌ إلا بأمره، فيجب علينا أن نتعلق به حباً وخوفاً ورجاءً .

ونعلم أن الأُمَّة لو إجتمعت على إيقاع الضر بإنسان والله أراد غير ذلك مضت إرادة الله وتعطّلت إرادة البشر ،ولو إجتمعت على إنزال النفع بإنسان والله لم يُرد ذلك مضت إرادته وتأخرت إرادة البشر، فإذا كان كذلك فمن العيبَ أن نخاف من مخلوق مهما كان ،قال تعالى ( أليس الله بكاف ٍعبده ويخوفونك بالذين من دونه ِومن يُضلل الله فما له من هاد، ومن يهد ِاللهُ فما له من مُضل أليس الله بعزيز ٍذي أنتقام، ولئن سألتهُم من خلق السموات ِوالأرض ِليقولُنّ الله قل أفرأيتُم ما تدعون من دون الله ِإن أرادنيَ الله بضُر ٍهل هِنّ كاشفاتُ ضرّه أو أرادني برحمة ٍهل هُنّ ممسكات رحمته قُل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون )

الله يملُك الرزق كلّه فمن الخطأ أن نتطلع إلى فضل أحد من خلقه، نبذل له ماء وجهنا من أجل دراهم، فهو لا يملُك، وإن بدأ كذلك، فالمالك هو الله ، له خزائن السموات ِوالأرض، لو شاء لقلب ما بأيدينا ذهباً وفضّة، ولو دعوناه بصدق متوكلين لرزقنا رزقاً لا نحتسبه، فإن أخّر عنا الرزق لم يؤخر عنا الرضى، فيغرسُ في قلوبنا الرضى والقناعة، وتلك أعظم الرزق قال تعالى ( إن الذين تعبدون من دون الله ِلا يملكون لكم رزقاً فابتغوا عند الله الرزق وأعبدوه وأشكروا له إليه ِتُرجَعون )

الله يعفو عن زلاتنا، فمهما ركبنا الخطايا، وتعدينا الحدود ثم ندمنا وصدقنا في التوبة قبِلَنَا ولم يردنا، بل يفرح بتوبتنا أشد من فرح المُضيّع راحلته في فلاة ٍعليها طعامهُ وشرابه فلما أيسَ منها، نام تحت ظل شجرة ينتظر الموت، ثم قام فإذا هي قائمةٌ عند رأسه .

الله !! إذا تقربنا إليه ِشبراً تقرّب منا ذراعاً ،وإذا تقربنا منهُ ذراعاً تقرّب منا باعاً ،وإذا أتيناهُ نمشي أتانا هروَلة، يتلقى عبده التائب من بعيد، وإذا أعرض ناداهُ من قريب، وإذا إستغفره غَفَرَ له، وإذا جاءهُ بِقراب الأرض ِخطايا ثم لقيهُ لا يُشرك به ِشيئاً جاءهُ بقرابها مغفرة، فقد غفَرَ لرجُل ٍقتل مائة نفس، وغفر لزانية لأنها سقت كلباً ،قال تعالى ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات )

أينما توجهنا فثمّ وجه الله، فالله معنا بعلمه ِوإحاطته، ونصرته لمن آمن به ، قال تعالى ( ألم ترَ أن الله يعلمُ ما في السموات ِوما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة ٍإلا هو رابعهم ولا خمسة ٍإلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ) ألا يعطينا ذلك شعورا بالأمان ؟؟

فالله معنا، ولن يتخلى عنّا، ولن يكِلُنا إلى عدوّنا ما دمنا مستمسكين بحبله ِالمتين، وما دمنا نحبّهُ ونخافه ونرجوه، فاللهُ مع أوليائه وأحبائه، يسكن قلوبهم ويدفع عنهم أذى الظالمين، ولما لحق فرعون بموسى ومن معهُ قال أصحاب موسى ( إنا لمُدرَكون ) قال موسى ( كلا إن معيَ ربي سيهدين )

قالها مقالة الواثق بوعد ربه، كما قالها محمد صلى الله عليه وسلم لأبي بكر لما خشي أن يستدل القوم على مكانهما ( إذ هُما في الغار ِإذ يقولُ لصاحبه لا تحّزن إن اللهَ معنا )

إن الشياطين لن تقدر على أذانا إذا كُنا مع الله نذكره ونشكره ونعبده ونلتمس رضاه، فإنها تفرُّ من الذاكرين لله المُتبعين لأمره، وكل من آذته الشياطين بسحر ٍأو عين ٍأو مس ٍأو نفس ٍأو كرب ٍأو هم ٍفلبعده عن ذكر الله عزّ وجل .

الله يرى ويسمع كل ما يحدُث في العالم، يرى من يعمل صالحاً، ومن يعمل سيئاً، يرى ويسمع من يدعو إلى سبيله ِويوقف وقته في نصرة دينه ، بل ويرى ويسمع أنّات المظلومين والمقهورين الذين ليس لهم ذنبٌ إلا أن يقولوا ربُنا الله .

يرى ويسمع إعتداء المجرمين الكافرين على حُرُمات المسلمين، يرى ويسمع تخاذُل كثيراً من المسلمين عن النصرة والذبّ عن إخوانِهِم المُستضعفين .

يرى ويسمع كُل شيء، وفي يوم ٍما سيرى وسيسمع كُل إنسان ما كان قدّمهُ من خير ٍأو شرّ رآهُ وسمِعه ربُّ العالمين .


قال إبن القيم : قال أعلم الخلق صلى الله عليه وسلم :" لا اُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك " وكيف نُحصي خصائص إسم ٍلمُسمّاه كُل كمال ٍعلى الإطلاق، وكُل مدح ٍوحمد، وكُل ثناء ٍوكُل مجد، وكُل جلال ٍوكُل كمال، وكُل عز وكُل جمال، وكُل خير وإحسان، وجود ٍوفضل ٍوبر، فلهُ ومنه، فما ذُكر هذا الاسم في قليل ٍإلا كثّره، ولا عند خوفاً إلا أزاله، ولا عند كرب ٍإلا كَشَفه، ولا عند همّ ٍوغمّ ٍإلا فرّجه، ولا عند ضيق ٍإلا وسّعه، ولا تعلق به ِضعيف ٍإلا أفادهُ القوّة، ولا ذليل ٍإلا أناله العزّ، ولا فقير ٍإلا صيّرهُ غنياً، ولا مستوحش ٍإلا آنسه، ولا مغلوباً إلا أيّده ونصره، ولا مُضطرّاً إلا كَشَف ضرّه، ولا شريداً إلا آواه، فهو الإسم الذي تُكشف به ِالكُرُبات، وتُستنزَل به ِالبركات، وتُجاب به ِالدعوات، وتُقالُ به ِالعثرات، وتُستدفع به ِالسيئات، وتُستجلب به ِالحسنات، وهو الإسم الذي قامت به ِالأرضَ والسموات، وبه ِاُنزلت الكُتُب، وبه ِاُرسلت الرُسُل، وبه ِشُرعت الشرائع، وبه ِقامت الحدود، وبه ِشُرِع الجهاد، وبه ِإنقسمت الخليقة إلى السُعداء والأشقياء .


إن الكلام عن الله تعالى يُشفي القلوب ويغسلُ النفوس من كُل بلايا الدُنيا ولعناتها، والإقبال عليه بكل القلب والنفس والبدن هو الحل الصحيح للخروج من كل المآزق والمشاكل التي تعترض طريقنا .





هذا وصلّ ِاللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله ِوصحبه وسلم تسليماً كثيراً .


منقول بتصرف
 
رد: الله عزّ وجل .......

الصيفي
القرب الى الله يشرح الصدر
اللهم لا تجعل الدينا اكبر همنا يارب العالمين
اللهم اجعل قلوبنا عامره بذكره عزوجل
جزاك الله خيراً
 
رد: الله عزّ وجل .......

جزاك الله خير الاخ صيفى على هذا الموضوع
 
رد: الله عزّ وجل .......

بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا
فالقرب من الله من أفضل النعم على العباد
فاللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل عملا يقربنا إلى حبك
اللهم إرضى عنا ولا تحرمنا من لذة النظر إلى وجهك الكريم
 
رد: الله عزّ وجل .......

بارك الله فيك
و
جعله فى ميزان حسناتك
 

عودة
أعلى