التفكير بالتفكير!!

حياة الروح

تطوير الذات
التفكير بالتفكير





المقصود بالتفكير بالتفكير هو رصد أفكارنا والتفكير فيها أي التفكير بأفكار مرمزة بكلمات
( وفي الأساس التفكير يشبه التذكر ويعتمد عليه , فالتفكير هو شكل من التذكر مع حدوث استجابات فكرية متسلسلة في نفس الوقت ) ,
ولا يمكننا فعل ذلك إذا لم تمثل هذه الأفكار ببنيات فكرية ( أي أفكار ) يجري استدعاؤها من الذكرة والتفكير فيها
, فنحن نستطيع رصد أحاسيسنا أثناء حدوثها أو استدعاء صور لها من الذاكرة بعد حدوثها , أي نستطيع التفكير بها أكان أثناء حدوثها ,
أوعند استدعاء صور أو تسجيلات لها من الذاكرة .





نحن نستطيع تمثيل أي شيء بكلمة ترمز إليه , فنحن نستطيع بواسطة اللغة تمثيل أي شيء بكلمات حتى العواطف المفاهيم المعقدة مثل العدالة والأخلاق . . . الخ .
ونحن في تواصلنا وتعاملاتنا مع بعضنا نعتمد بشكل أساسي على الكلمات وهي رموزالأفكار أي نتعامل بالأفكار.
إن الكثير من الكائنات الحية تفكر بأحاسيسها بشكل متطور , فهي تعالج المدخلات الحسية وتقوم بالاستجابات المناسب لها ,
وكذلك تقيمها وتصنفها وتضعها في ذاكرتها , وتتعلم الكثير من الأمور , ولكنها لا تستطيع أن تعالج أفكار تمثل الأحاسيس أو الأشياء ,
فليس لديها لغة مثلنا يمثل فيها كل شيء , تمكنها من ذلك .




لقد راى البعض أن التفكير من دون لغة صعب أو غير ممكن , عندما أخذ طريقة تفكيرنا المتطورة فقط كمثال للتفكير .
يمكن اعتبار التفكير بالأحاسيس التي تستدعى من الذاكرة هو شكل أولي من التفكير بالتفكير ,
و بنشوء اللغة المحكية لدينا تطور التفكير بالأحاسيس ليصبح تفكير بكلمات ترمز للأشياء وغالبية الأمور حياتنا ,
وكان تأثيرالحياة الاجتماعية ونشوء اللغة المكتوبة ونشوء الثقافة وتطورها , هو الذي سمح لقدرتنا على التفكير بالأفكار وجعلها متطورة بهذا الشكل .




فالذي سمح لنا أن نفكر في تفكيرنا هو اللغة بالإضافة للحياة الاجتماعية التي أنشأت الثقافة ,
ولولا اللغة لما كنا نستطيع أن نفكر في تفكيرنا وتميزنا عن باقي الكائنات الحيّة في طريقة وأسلوب تفكيرنا .



إذاً أهم العوامل التي سمحت لنا التفكير بالأفكار هو امتلاكنا للغة محكية ومن ثم مكتوبة متطورة .



طبعا بالإضافة لوجود : الذاكرة اللغوية المتطورة -
وإمكانية نسخ الأفكار أو تذكرها -
والتراسل بين فصي الدماغ -
واستعمالنا التغذية العكسية أو جدل الأفكار -
فهم عوامل أساسية أيضاً .





إن استدعاء فكرة ( أو إحساس ) لإعادة معالجتها هو الذي يسمح بالتفكير بالأفكار .
وأيضاً رصد أفكار الآخرين والتفكير فيه هو بمثابة تفكير بتفكيرهم , وهذا ما أدي إلى تطور وتوسع قرات ومجالات التفكير بالتفكير .
فللغة دور أساسي وهام في نشوء قدرتنا على التفكير بالتفكير , ويمكن اعتبار تصور كيفية حدوثه هو بمثابة تفكير بالتفكير ,
وأن الجدل الفكري الذاتي هو تفكير بالتفكير .
والتفكير بالتفكير هو الذي وسع وعينا وميزنا عن باقي الكائنات الحية المتطور والتي تفكر بطريق جيدة ولكنها لا تملك لغة متطورة ,
لذلك لا تستطيع التفكير مثلنا .



سؤال : ما هو الفرق بين الأحاسيس المباشرة وتذكر هذه الأحاسيس ؟
أولاً تنظر إلى الشجرة وتحس تأثيراتها شكلها وأوانها ورائحتها . . الخ .
بعد أن تغادر الشجر تستعيد أو تتذكر تلك الشجرة وما أحدثت فيك من أحاسيس وتأثيرات .
ماهو الفرق بين هتين الحالتين , الإحساس المباشر من جهة , وتذكر هذا الإحساس بعد حدوثه من جهة أخرى ,
أي إعادة أضرام الشعور بالأحاسيس السابقة .



ما الفرق بين تناول الطعام وما يحدثة من أحاسيس , وتصور أو تذكر أو التفكير في تناول الطعام وما يحدثه من أحاسيس .
ممارسة الحب , وتصور أو التفكير في ممارسة الحب .


عيش المشكلة أو المصيبة , وتصور أو التفكير في المشكلة أوالمصيبة . عيش التفوق والنجاح, وتصور الفوز والنجاح .
عيش الآلام والأوجاع , تصور الآلام والأوجاع . ما الفرق بين زيارة بلد والسياحة فيها ,
وبين مشاهدة ذلك في السنما أو التلفزيون , أو تذكر زيارة سابقة وما جرى فيها .
ما الفرق بين سماع لحن أو أغنية , وبين تذكر أو تصور سماع لحن أو أغنية .
ما هي خصائص كل من هذين الوضعين , أيهما أشد تأثراً أو أشد قوة ؟ وأيهما أجمل وأحلى ؟
فأنا عندما أقرر الذهاب في رحلة , أمر بتصورات لأحاسيس وانفعالات كثيرة قبل حدوث الرحلة ,
وهذه تؤثر على أحاسيسي عند حدوث الرحلة فعلاً وتتفاعل معها .
هل الترقب والتوقع لأحاسيس معينة ثم حدوثها , هل يزيد أو ينقص من تأثيرها ؟ وهل يغير من تأثيراتها ؟ الظاهر نعم يغير .




فنحن البشر نتيجة اللغة والتواصل والعلاقات الاجتماعية والثقافة ,
أصبحت غالبية التأثيرات علينا تتأثر بما يخزن في ذاكرتنا من أحاسيس وأفكار وعواطف وانفعالات وإيحاءات وتوقع وترقب وآمال ,
وصارت تلك التأثيرات تفوق كثيراً تأثيرات الأحاسيس المباشرة . مع أن في بداية حياتنا تكون الأحاسيس المباشرة هي المؤثرة فقط ,
وبالتدريج يتم تسجيل القوي والهام في ذاكرتنا , وصبح مصدر تأثير إضافي عن حدوث وا يستدعي تذكره ودخوله ساحة شعورنا .



أن برمجة الاستجابات وبالتالي التصرفات , والتعلم نتيجة الحياة , هو ناتج ترابط الأحاسيس ( الممتعة ) أو ( المؤلمة ) في الذاكرة مع الأفكار .
ويجري تصنيف الأحاسيس إلى ممتعة – مؤلمة – محايدة , واعتماد هذا التصنيف بشكل أساسية في تقييم الحوادث والأوضاع ,
وتجرى تعديلات عليه عندما تستدعي الأمور ذلك .


فتأثير الأحاسيس الممتعة أو المؤلمة التي تسجل في الذاكرة . والتي نتجت عن الاستجابات والتصرفات المجدية بالنسبة للأحاسيس الممتعة ,
والتي هي بمثابة مكافأة .
والمؤلمة بالنسبة للتصرفات الفاشلة أو المعيقة لتحقيق دوافع وحاجات الكائن الحي , والتي هي بمثابة عقوبة .
هي التي توجه بشكل أساسي غالبية تصرفات الكائن الحي ,
وبالنسبة لنا تشكل أفكارنا , فهذا التربط هو أساس برمجة التصرفات والتعلم .
ثم يحدث ترسيخ لهذه التعلم نتيجة الممارسة المتكررة لهذه الاستجابات والتصرفات .
فالثقافة والأدب وكافة العلاقات البشرية تستخدم أو تعتمد بشكل أساسي على التفكير بالأفكار .


علاقة التفكير بالأفكار بظهور الوعي الراقي المتطور لدينا . عندما قال ديكارت : " أنا أفكر إذاً أنا موجود " فهو كان يفكر بالتفكير وبشكل متطور يعتمد على ثقافة متطورة ,
وهذا لا يستطيعة أي كائن حي غير الإنسان الذي يملك ثقافة متطورة , فهذا الإنسان يكون مدرك وواعي لأبعاد الوجود وأبعاد " أناه أو ذاته " .


إن " أنا أفكر " تتضمن التفكير في الفكير أو رصد التفكير , لأنّ الأنا التي هي ناتج تفكير يرصد التفكير وتفكر فيه , أي تفكر بالتفكير .


فنحن الوحيدين من بين الكائنات الحية الذين يمكننا أن نفكر في تفكيرنا ونرصده . لذلك مفهوم " الأنا " و إدراك الذات والوعي المميز والواضح لها ,
غير موجود لدى كافة الكائنات الحية , ربما ينشأ وعي بسيط لذاتها عندما يربها الأنسان فترة طويلة ويتعامل معها باللغة ,
فيعطيها أوامر ويتلقى منها أوامر , وتشكل رفقة وصداقة معه .






ملاحظة على نشوء الأفكار
تنشأ الأفكار نتيجة تيارات كهربائية ومجلالات كهرطيسية تجري في الدماغ .
وخصائص الأفكار وتأثيراتها وقواها , هي ناتجة عن خصائص التيارات الكهربائية والمجالات الكهرطيسية ,
وتأثير الأفكارعلى المادة وقواها الفيزيائية هي ناتجة عن هذه الخصائص , بالإضافة إلى الخصائص الأفكار الكثيرة التي ذكرنا أهمها ,
فقوى الفكر التي أدهشت الإنسان هي ناتجة عن استخدام خصائص الكهرباء , وهذه القوى يعتبرها الكثيرون قوى غير مادية ,
ولكن الآن ونتيجة تطور الفيزياء وباقي العلوم تعتبر المادة والكهرباء والمجالات الكهراطيسية
ذات أصول واحدة ويمكن أن تتحول إلى بعضها البعض الأخر .








حياة الروح..
 
رد: التفكير بالتفكير!!

كلام رائع جداااااااا...بارك الله فيكي ع المجهودات الطيبة .. موضوع يدعو لاعادة حسآآآبات كثيرة .. احترامي.
 
رد: التفكير بالتفكير!!

"حياة الروح"
انتقاء ثري بالإفاده
سلمتِ وجهودك
يعطيك العافيه

دمتِ بسلام
 

عودة
أعلى