التصفح للزوار محدود

الغذاء و المشكلات السلوكية لدى الأطفال ذوي اضطراب الأوتيزم

محمدكمال

Active member
بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية اعتذر كثيرا لغيابي عن التفاعل والمشارمة في المنتدى الرائع نظرا لانشغالي ببعض المهام الجسيمة في عملي وفي اعدادي لبعض البحوث العلمية والدراسات التخصصية والمؤلفات والكتب
واحببت ان تكون اولى مشاركاتي بعد هذه الغيبة هي نبذة مختصرة عن بحث علمي سيعرض بمشيئة الله في مؤتمر جامعة عمان اللايام القادمة وهو بحث يختص بتحليل العلاقة بين ما يتناوله طفل الاوتيزم من اطعمه وبين مشكلاته السلوكية التي يعاني منها وبمشيئة الله تعالى ستكون مشاركاتي القادمة بشكل كبير تخص هذا الموضوع نظرا لاهتمامي الكبير به في ظل قناعتي العلمية ان التغير الحادث في الانظمة الغذائية التي اصبحنا نعتمد عليها سبب رئيسي من الاسباب التي احدثت هذه الاضطرابات النمائية وغيرها في الوقت الراهن وفي تزايد عدد المصابين بكثير من الامراض والاضطرابات واليكم نبذة مختصرة عن نتائج البحث والذي سأعرضه عليكم كاملا بمشية الله تعالى بعد انتهاء اعمال المؤتمر​
"ساره هي طفلة عمرها ثمان سنوات وتم تشخيصها على أنها طفلة مصابة باضطراب الأوتيزم، كانت سارة تعاني من مشكلات سلوكية حادة جداً وكانت في نفس الوقت لا تستطيع الكلام بشكل تلقائي كما أنها كانت عاجزة عن التواصل اللفظي بكل أنواعه، وكان لدى ساره مشكلات سلوكية خاصة أثناء الطعام حيث كانت تلقيه بعيداً حينما تراه كما كانت تغضب بشدة وتبكي وتعض نفسها، ولأن ساره كانت غير لفظية فإن أول شيء قام به أخصائي التخاطب هو تعليم ساره استخدام الألوان كطريقة للتعبير عن نفسها حيث أصبح لساره عدة ألوان وكان كل لون يعبر عن شعور ما، فعلى سبيل المثال كان اللون الأحمر بالنسبة لساره تعبيراً عن الجرح أو الألم أو الغضب، وبعد أن تعلمت سارة الألوان وتعبيراتها قام أخصائي التخاطب بتشجيعها على رسم الصور وحينما أخذت ساره قلم الألوان قامت برسم صورة لشخص ما ثم أخذت القلم الأحمر ورسمت كرة حمراء في منطقة المعدة لهذا الشخص الموجود في الرسم وخط احمر يتجه من الكره إلى أعلى مركز منطقة الصدر، حينها تعجب أخصائي التخاطب من تلك الرسمة وقام بعرضها على والديها ومن ثم قام والديها بأخذ الصورة وعرضها على طبيب ساره وكان متخصصاً في الأمراض الباطنة فتعجب هو الآخر وطلب منهم عدة فحوصات منها المنظار الفمي، وكانت المفاجأة حينما اكتشف الطبيب أن ساره تعاني من مرض ارتجاع المعدة والمريء مع وجود التهاب حاد ومزمن في المريء وأكد الطبيب أن هذه الالتهابات ليست وليدة اللحظة ولكنها تبدوا من الفحوصات ملازمة لها منذ سنوات، وبهذا لم تكن مشكلات سارة السلوكية خاصة أثناء الطعام هي مشكلات سببها الإصابة بالأوتيزم ولكن كانت تلك السلوكيات المضطربة طريقة ساره للتعبير عما تشعر به خاصة أنها طفلة غير لفظية ولكن للأسف كان الجميع يفسر تلك المشكلات السلوكية بأنها نتيجة للإصابة بالأوتيزم"
مما لا شك فيه أن عالم اليوم يعيش زيادة مخيفة ومضطردة في معدلات الأمراض والاضطرابات والإعاقات النمائية وغير النمائية والتي انتشرت بصورة كبيرة وملفتة للنظر، فعلاوة على أمراض كالربو والحساسية والبدانة وسرطان الأطفال ظهرت اضطرابات وإعاقات نمائية لا تقل خطورة عن تلك الأمراض التي نعلمها ونعلم مضاعفاتها تماماً. ومن هذه الاضطرابات ما يعرف باضطراب الأوتيزم واضطراب إسبرجر وكذلك اضطراب الانتباه المصحوب بنشاط حركي مفرطADHD بالإضافة إلى كثير من المشكلات الأخرى كصعوبات التعلم وغير ذلك من المشكلات التي بدأت تضرب الأطفال في معظم دول العالم .
ويكفي القول أن اضطراب الأوتيزم كان من خمسة وعشرين عاماً اضطراباً بسيطاً محدوداً وكانت نسبة الإصابة به بسيطة وكان جل الباحثين يصفونه بأنه اضطراب نادر Rare Disorder ، أما الآن فيعد هذا الاضطراب من أكثر الاضطرابات و الإعاقات النمائية انتشاراً وتطوراً، فطبقاً للتقرير الصادر عن مكتب المحاسبة الأمريكي ارتفعت نسبة الإصابة بالأوتيزم بين تلاميذ المدارس على مستوى العالم في الآونة الأخيرة بمعدل 500%(National Alliance for Autism Research,2008). كما أكدت بعض التقارير الصادرة حديثاً أن معدل انتشار الأوتيزم بين الأطفال والمراهقين قد ارتفع في الألفية الراهنة من 10٪ إلى 17٪ (Autism Society of America,2009). وتشير إحصائيات أخرى أن نسبة الإصابة بالأوتيزم زادت عن فترة التسعينيات من القرن الماضي بمقدار 172%
ولقد تمخض عن المحاولات البحثية المكثفة والمتعلقة بتحسين حالة الأطفال المصابين بالأوتيزم العديد من المدخلات والاستراتيجيات العلاجية منها ما يقوم على النظريات السلوكية ومنها ما يتضمن تدخلات طبية كيميائية، منها ما هو مباشر ومنها ما هو مرتبط بتغير البيئة المحيطة، وعلى الرغم من النجاحات التي حققتها البرامج والاستراتيجيات العلاجية / التعليمية / التأهيلية المختلفة كالعلاج بتحليل السلوك التطبيقي أو العلاج بالموسيقى والفن وعلاجات اضطربات النطق والكلام واللغة المختلفة والعلاجات الطبية البيولوجية إلا أنها تفتقر إلى نوع أخر من العلاج لم يحظ بنفس درجة الاهتمام التي حظيت بها العلاجات الأخرى وهو العلاج الغذائي أو العلاج بالتغذية
هذا ولقد لفت القرآن الكريم أنظار البشرية إلى أهمية الغذاء في حياة الأمم والشعوب، وذلك من خلال ربطه بالأمن والاستقرار السياسي، وقد تجلى ذلك المعنى في قوله تعالى {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ }. سورة قريش الآية 4.
ومنذ أن خلق الله عز وجل الإنسان وأعطاه القدرة على السعي والانتشار، وهو يعمل بدأب للحصول على الغذاء الذي يتمكن به من العيش والديمومة والإبقاء على ذاته، مما جعل السعي نحو إشباع رغبات الجسم وتلبية احتياجاته من الطعام أمرا فطريا وغريزيا، وهذا ما أكدته حادثة أبينا آدم عليه السلام وزوجه، إذ دفعتهما غريزة وشهوة الطعام إلى نسيان أمر الله والوقوع في المعصية، ولعل ارتباط الغذاء بأول حاثة في تاريخ البشرية يظهر بجلاء أهمية الغذاء في حياة الإنسان وفي التأثير على سلوكه
فالمخ البشري لكي ينمو ويعمل جيداً ويؤدي وظائفه على أكمل وجه فهو بحاجة ماسة لكثير من المعادن والفيتامينات والأحماض الأمينية والدهنية بالإضافة إلى كثير من السعرات الحرارية، ولك أن تتصور أن عدم حصول المخ على كفايته من هذه المتطلبات يؤدي بصورة حتمية إلى ضعف أداء النواقل العصبية الموجودة في المخ، كما أن حصول المخ البشري على كميات زائدة من السكريات من شأنها أن تسبب فشل في الوظائف المعرفية للمخ البشري وهو ما ينتج عنه صعوبات في التعلم(Strickland,2009,20).
ومن هنا فالعلاقة بين الغذاء والسلوك علاقة وطيدة متأصلة، خاصة حينما يكون الحديث عن أطفال الأوتيزم، فمن الجدير بالذكر أن المشكلات أو العادات الغذائية غير السوية كانت ضمن المعايير التشخيصية لاضطراب الأوتيزم في وقت مضى (Ritvo & Freeman, 1978,163) الا أن المعايير التشخيصية الحالية للأوتيزم تخلو من هذا المعيار أو المحك التشخيصي ومع ذلك تشير العديد من التقارير والدراسات الى وجود علاقة وطيدة بين الغذاء والمشكلات السلوكية لدى أطفال الأوتيزم (Ahearn et al. 2001, 505).
حيث تعد المشكلات السلوكية من أكثر المشكلات التي تواجه الأطفال ذوي اضطراب الأوتيزم، وتعد من أكثر التحديات التي تعصف بجهود ومحاولات الآباء والمعالجين والأخصائيين الرامية الى تحقيق برامج التعلم المناسبة لهؤلاء الأطفال. وتعد المشكلات المتمثلة في تدمير الممتلكات والعدوان الجسدي وإيذاء الذات و نوبات الغضب من أكثر المشكلات السلوكية الشائعة بين أطفال الأوتيزم والتي تسبب بدورها عائقاً أمام هؤلاء الأطفال لتحقيق الفعالية الاجتماعية المطلوبة كما أنها تعيق عملية التعلم لدى هؤلاء الأطفال (Horner et al., 2000; Riechle, 1990).
كما تسبب هذه المشكلات انعزال شبه تام لهؤلاء الأطفال عن المشاركة الفعالة في الأنشطة الأسرية والاجتماعية والتعليمية وكافة التفاعلات المجتمعية المتاحة للأطفال بجميع مراحلهم العمرية (Sprague and Rian,1993). وبالإضافة الى ذلك تعد هذه المشكلات عبئاً ثقيلاً على الأسر وتشكل مزيد من الضغوط الواقعة عليها خاصة في المرحلة السنية التي تسبق سن المدرسة وكذلك سن المدرسة. (Bristol et al., 1993,6).
ونظراً لأن الأوتيزم في طبيعته هو إعاقة يصاحبها عجز / نقص في القدرة على التعبير عن المشاعر والرغبات والاحتياجات أي الضعف النوعي في القدرة على التواصل مع الآخرين والتعبير عن الذات (أكدت العديد من التقارير والدراسات الحديثة أن معظم المشكلات السلوكية التي يظهرها أطفال الأوتيزم ماهي الا تعبيرات غير صريحة وغير مباشرة عن معاناتهم المستديمة من الكثير من المشكلات الهضمية المتعلقة بالغذاء خاصة في ظل عدم قدرة هؤلاء الأطفال على الكلام والإفصاح عن معاناتهعم من الآلام التي يعانون منها
وهذا يتفق مع نتائج العديد من الدراسات التي أكدت في طياتها أن الأطفال الذين يعانون من تأخرات في النمو وعلى رأسهم أطفال الأوتيزم يعانون مشكلات غذائية جمة مرتبطة بالهضم وبقدرة الأمعاء على الامتصاص وبالتالي يكون لتلك المشكلات الغذائية الهضمية انعكاسات على سلوكيات هؤلاء الأطفال فتصبح سلوكياتهم عنيفة عدوانية تميل الى التدمير وعدم الاستقرار
كما أسفرت نتائج العديد من الدراسات المتخصصة في هذا المجال أن المشكلات السلوكية المتمثلة في الغضب وإيذاء الذات وسهولة الاستثارة والحساسية المفرطة والعنف هي نواتج مشكلات غذائية يعاني منها أطفال الأوتيزم وبالتالي فإن التدخل الغذائي أو ما يسمى العلاج بالتغذية هو السبيل الأمثل في تحسين سلوكيات الأطفال المصابين بالأوتيزم (
إن العلاج الغذائي أو كما يمكن تسميته العلاج القائم على الغذاء من شأنه أن يؤثر على وظائف الدماغ ومراكز المخ كالذاكرة والتعلم والتركيز والتفكير والانتباه، كما أن الغذاء من شأنه أن يؤثر على الحالة المزاجية للفرد وكذلك المخرجات السلوكية له، علاوة على أن الغذاء الصحي السليم يساعد على النمو المثالي ويعزز من نظام المناعة ويزيد من القدرة العصبية والحركية للأطفال ويساعد على تنظيم عمليات الهضم والإخراج ويساعد على بناء الجسد بصورة صحية سليمة
هذا ولقد أكدت العديد من الدراسات والمحاولات البحثية التي اهتمت بدراسة واقع المشكلات السلوكية لدى أطفال الأوتيزم على وجود علاقة بين المشكلات الغذائية التي يعاني منها أطفال الأوتيزم وبين كثير من المشكلات السلوكية التي يظهرونها، فالمشكلات السلوكية المتمثلة في العنف والسلوك العدواني وكذلك الأنماط السلوكية التكرارية القهرية التي يمارسها أطفال الأوتيزم من أكثر الدلائل التي تشير الى معاناة هؤلاء الأطفال من مشكلات غذائية متنوعة يأتي في مقدمتها الحساسية من منتجات الجلوتين والكازين(Jachson,2009,27).
وفي الصدد نفسه أشارت كثير من نتائج الدراسات العلمية المتخصصة إلى أن أكثر من 30 % من الأطفال ذوي التأخرات النمائية ومن بينهم أطفال الأوتيزم يعانون من صعوبات غذائية تنعكس على سلوكياتهم وطرق تصرفاتهم في تعاملهم مع المحيطين من حولهم(Gouge & Ekvall, 1975 ; Palmer, et al., 1975) وأكدت نتائج الدراسات المسحية التي طبقت على أباء وأمهات أطفال الأوتيزم أن حوالي 90 % من أطفال الأوتيزم يعانون مشكلات غذائية / سلوكية تتجلى خاصة في أوقات تناول الطعام ( DeMeyer,M. 1979,171). فالعلاقة بين المشكلات السلوكية والمشكلات الغذائية لدى أطفال الأوتيزم هي علاقة تأثير وتأثر أي أنها علاقة تبادلية في الكثير من الأوجه، فالمشكلات السلوكية قد تؤدي الى مشكلات غذائية والعكس صحيح (Lukens, 2008 & Linscheid).
وتتضح تلك الإحالة المتبادلة من خلال خصائص أطفال الأوتيزم، حيث أشارت نتائج العديد من الدراسات الى أن هؤلاء الأطفال يعانون من عادات وسلوكيات غذائية غير عادية تتمثل في رفضهم للعديد من الأطعمة الهامة ((Cornish,1998,503 وذلك يرجع الى تمسكهم الشديد وميلهم المفرط للرتابة والنمطية. أي أن السلوك النمطي التكراري باعتباره مشكلة سلوكية تميز الكثير من أطفال الأوتيزم يفرض عليهم قيوداً غذائية تجعلهم يرفضون تناول الأطعمة والمواد الغذائية المختلفة مما يؤثر على كمية الفيتامينات والمعادن التي يتناولونها ( (Wing, 1987; Schopler,1995 وبالتالي فهم يعانون نقصاً في الكثير من المعادن اللازمة والضرورية للنمو السليم .
فكثير من أطفال الأوتيزم يعانون نقصاً حاداً في العناصر الغذائية الأساسية لدعم عملية النمو جراء رفضهم لتناول الأطعمة المختلفة تعبيراً عن ميلهم للنمطية والروتين اليومي وهذا ما أكدته العديد من الدراسات حينما أشارت نتائجها الى أن معظم أطفال الأوتيزم يعانون من نقص في كمية الكالسيوم calcium وكمية فيتامينB اللازم لدعم العمليات الأساسية للنمو السليم كما أنهم يعانون من انخفاض نسبة فيتامين A وفيتامين C في طعامهم علاوة على معاناتهم الشديدة من نقص نسبة الحديد في الدم وكذلك فيتامين D
ومن ناحية أخرى يعاني بعض أطفال الأوتيزم مما يعرف بالحساسية الغذائية Food Sensitivity تجاه بعض العناصر والمواد الغذائية وبالتالي فهم يعتمدون على مجموعة قليلة محدودة من العناصر الغذائية وبالتالي وكنتيجة لضعف قدرة هؤلاء الأطفال على التواصل والتعبير عن معاناتهم تكون المشكلات السلوكية خاصة في أوقات تقديم الطعام هي الوسيلة المثلى للتعبير عن رفضهم لتناول بعض المواد الغذائية خاصة سلوكيات العنف والعدوان وإيذاء الذات التي كثيراً ما تلاحظ في غرف الطعام أو أثناء الفترة التي يقدم فيها الطعام للطفل (
وهذه هي أكثر الاستجابات الشائعة أثناء وقت الطعام لأطفال الأوتيزم :
- بصرية : ربما يفضل طفل الأوتيزم أطعمة معينة لها ألوان معينة ويرفض الأطعمة التي بألوان أخرى وربما يغضب إذا لامس الطعام بعضه في طبق التقديم كما أن تقديم الأحجام الكبيرة جدا من الطعام ربما يربك الطفل بصرياً مما يجعله يرفض أكل أي شيء.
- اللمس : إذا كان لدى الطفل فرط في الحساسية فربما قد لا يرغب في لمس الأطعمة بيده وغالباً ما يرفض الأطعمة الجديدة وتحدث له نوبة انحشار الطعام في الزور أو قيء، الأمر الذي يعزز خوفه من أطعمة معينة.
- الرائحة : إذا كان الطفل لديه فرط في الحساسية من الشم والروائح فربما يصبح مرتبكاً من الروائح التي تنبعث من إعداد الأطعمة المختلفة أثناء عملية طهيها قبل وقت تناول الطعام وبالتالي قد تحدث هذه الروائح المنبعثة قيء للطفل عندما يتم تقديم الطعام له.
- التذوق : مما لاشك فيه أن النكهات القوية يمكن أن تحدث ارتجاعاً وقيء مفاجىء لدى الأطفال الذين لديهم حساسية مفرطة من التذوق وربما يكون لدى الطفل تفضيلات تذوق قوية جداً ويفضل نكهات معينة.
- السمع : وبالنسبة للأطفال الذين لديهم حساسية زائدة تجاه الصوت فإن تناول الأطعمة في حد ذاتها قد يسبب أصواتاً مزعجة ولهذا قد يفضل الطفل الأطعمة اللينة والسوائل تجنباً للأصوات التي تحدثها بعض أنواع الأطعمة الصلبة والمقرمشة كما أن حديث الأشخاص على منضدة الطعام أثناء فترات تناول الطعام مع الطفل ربما يشتت الطفل فيؤدي إلى إعاقته عن تناول الطعام.
وهنا تتجسد العلاقة الوثيقة بين المشكلات الغذائية والمشكلات السلوكية لدى أطفال الأوتيزم فقد أشارت نتائج العديد من الدراسات إلى أن أطفال الأوتيزم يظهرون سلوكيات العنف والعدوان والصراخ وإيذاء الذات حينما يتم تعريضهم للطعام خاصة الجديد منه أو غير المعتادين عليه
إن حساسية الأغذية لا تسبب الإصابة بالأوتيزم أو أي اضطرابات أخرى، ولكنها في حقيقة الأمر تؤثر على الأطفال المصابين بالأوتيزم أكثر من غيرهم من الأطفال ذوي النمو المثالي وذلك لأن أطفال الأوتيزم يميلون الى امتلاك درجة من خلل التآزر الحسي أي لديهم مشكلة في التجاوب بشكل مناسب مع المعلومات الحسية النابعة والصادرة من بيئتهم المحيطة بهم، فتجدهم أكثر حساسية وذهولاً، وربما يتفاعلون بشكل مفرط مع الإثارة السمعية أو البصرية أو التي تتم عن طريق اللمس.

توصيات RECOMMENDATIONS .
من خلال العرض السابق يمكن تقديم مجموعة من التوصيات كما يلي :
1) ضرورة عرض الأطفال المصابين بالأوتيزم على أخصائي باطنة لإجراء التحاليل الطبية اللازمة للوقوف على مدى معاناة هؤلاء الأطفال من أي حساسية غذائية أو اضطرابات معوية معينة، فالأمر لم يعد يقتصر على مجرد عرض هؤلاء الأطفال على أخصائي مخ وأعصاب فقط.
2) ينبغي أن يشارك في رعاية أطفال الأوتيزم بجوار الأخصائي المهني أو الأخصائي السلوكي أخصائي تغذية متخصص وملم بكافة الأنظمة الغذائية الحديثة التي أثبتت كفاءتها في تحسين حالة أطفال الأوتيزم.
3) ينبغي على والدي طفل الأوتيزم أو من يقوم برعايته عدم استقصاء المعلومات الغذائية الا من قبل متخصص معتمد في التغذية وألا تكون المعلومات المستقاة مجرد خبرات وتجارب شخصية سابقة لأسر مختلفة.
4) ينبغي أن تكون الخطوة الأولى في رعاية طفل الأوتيزم غذائياً هي العودة للغذاء الطبيعي العضوي والابتعاد عن كل ما هو مصدر شبهة حالياً سواء تلك الأغذية المعلبة المضاف عليها المواد المصنعة أو تلك التي تكون مجهولة المصدر.
5) ينبغي الا يكون اعتماد آباء أطفال الأوتيزم على الفيتامينات والمكملات الغذائية الصيدلانية في وجبات أطفالهم قائماً على نصائح الآخرين بل ينبغي أن يكون تحت إشراف طبي كامل فكل طفل أوتيزم حالة فريدة في حد ذاتها وما يعطي نتائج مع طفل معين قد لا يعطي نفس النتائج مع الطفل الآخر.
6) إن العمل الجاد مع أطفال الأوتيزم بهدف الوصول الى نتائج جيدة يقتضي إعداد فريق متكامل كل له دوره في الخطة الفردية المقدمة للطفل وهذا لن يتم الا من خلال توفير جهات معنية متخصصة تستطيع تقديم تلك الخدمة الإرشادية المتكاملة لأهالي أطفال الأوتيزم.



 
رد: الغذاء و المشكلات السلوكية لدى الأطفال ذوي اضطراب الأوتيزم

رد: الغذاء و المشكلات السلوكية لدى الأطفال ذوي اضطراب الأوتيزم

تسلم, ونحن بانتظار ان نقرأ البحث كاملا.
اليوم بالذات كتبت رأيي في موضعين ,احدهما بالترحيب باخصائية التغذية والاخر تعليق على مااذاعته bbcمن ان دراسة تؤكد ان المشروبات الغازية والحلوى لايسببان النشاط الزائد,وكتبت عن ايماني باهمية الغذاء.
وفقك الله
 
رد: الغذاء و المشكلات السلوكية لدى الأطفال ذوي اضطراب الأوتيزم

رد: الغذاء و المشكلات السلوكية لدى الأطفال ذوي اضطراب الأوتيزم

شكرا لك موضوع مهم ودراسة شامله
لفت نظري موضوع الارتجاع كنت قد قرات عن الموضوع سابقا ولكن لم اعره اهتمام وتذكرت ان ولدي يحب وبشده تناول حبوب التمس وهي عبارة عن حبوب لتهدئه حموضه المعده ... ربما ولدي لديه نسبة حموضه عاليه
من المشاكل التي اعاني منها حبه الشديد لما هو حار جدا ولليمون ... ربما على عرض ولدي على اخصائي باطني وفحص مستوى الحديد لديه
شكرا جزيلا
 
رد: الغذاء و المشكلات السلوكية لدى الأطفال ذوي اضطراب الأوتيزم

رد: الغذاء و المشكلات السلوكية لدى الأطفال ذوي اضطراب الأوتيزم

جزاك الله خيرا
موضو التوحد شائك جدا فهو خليط من الاضطرابات النمائية والتي قد تختلف من طفل لاخر
وفقك الله لما فيه مصلحة هؤلاء الاطفال الذين لا حول لهم ولا قوة
 
رد: الغذاء و المشكلات السلوكية لدى الأطفال ذوي اضطراب الأوتيزم

رد: الغذاء و المشكلات السلوكية لدى الأطفال ذوي اضطراب الأوتيزم

أشكرك أخي الفاضل محمد كمال:
أحمد الله أن الوعي بمشاكل الهضم لدى مرضى التوحد آخذ بالزيادة يوما بعد يوم....
ابني محمد كان من الواضح تماما أنه يعاني من مشاكل في الهضم منذ أن كان في حوالي الشهر الثالث من عمره... أي منذ أن بدأت في عملية فطامه....
وكان التدخل الغذائي في حياة ابني عندما كان في عمر الرابعة*بداية التحسن الكبير الذي طرأ عليه بفضل الله وتوفيقه....
طبعا في تلك الأيام كان ربط التوحد بمشاكل الهضم ضربا من الجنون!!!!!!!!!!!!!
لكن الحمد لله اليوم بدأ العالم يصدق شكاوى الأهالي لسنوات وسنوات!!
منذ حوالي العام بدأت استخدام نوع جديد من الانزيمات الهاضمة لابني...
بعدها مباشرة أصبح برازه طبيعي وبعد مدة بسيطة أصبح يحب الطعام.... بل وأصبح يطلب الطعام ويفضل أنواعا على أخرى...
فبعد أن كان طعامه أشبه بالشّر الذي لابد منه (بالنسبة له) أصبح متعة.....
وبعد أن كان كل الطعام عنده سيّان... الأرز مثل البطاطا مثل اللحم مثل الشوكولا...... كله شيء مقزز!!
أصبح يفضل بعض الأنواع ويطلبها...
"الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا أن نهتدي لولا أن هدانا الله"

أرجو التفصيل الكبير في هذا الموضوع الأكثر من هام...
بارك الله فيك اخي الفاضل
 
رد: الغذاء و المشكلات السلوكية لدى الأطفال ذوي اضطراب الأوتيزم

رد: الغذاء و المشكلات السلوكية لدى الأطفال ذوي اضطراب الأوتيزم

جزاك الله خيرا اهم مانعانيه مع اطفالنا هو اعتمادهم على انواع محددة ورفضهم لكل مفيد خاصة الخضار اما الفواكه فيمكن عملها عصير ولكن نكون قد خسرنا اليافها الله يعين ويسهل
 
رد: الغذاء و المشكلات السلوكية لدى الأطفال ذوي اضطراب الأوتيزم

رد: الغذاء و المشكلات السلوكية لدى الأطفال ذوي اضطراب الأوتيزم

جزاك الله كل خير وهداك فى بحثك الدائم عن الجديد,وفى انتظار نتائج البحث كاملا بعد المؤتمر بأذن الله.
 
رد: الغذاء و المشكلات السلوكية لدى الأطفال ذوي اضطراب الأوتيزم

رد: الغذاء و المشكلات السلوكية لدى الأطفال ذوي اضطراب الأوتيزم

جزاك الله خير واود ان اسالك هل هناك تحليل معين اذا اجريته لابني يثبت انه اوتيزم
مثلا التسمم بالمعدن هل نجزم بعدها انه اوتزم واذا كانت لايوجد مشكله بهذا التحليل هل معناه ليس اوتيزم
اما حساسيه الغذاء فالكل غالبا لديه حساسيه من انواع معينه من الغذاء
 
رد: الغذاء و المشكلات السلوكية لدى الأطفال ذوي اضطراب الأوتيزم

رد: الغذاء و المشكلات السلوكية لدى الأطفال ذوي اضطراب الأوتيزم

اخينا الفاضل ياليت تجيب عن تساؤلي اذا عندك فكره او اي احد يعرف يجاوب لو تكرمتوا

مالفرق بين مرض التوحد ومرض الفينايل كيتون يوريا (pku)

مع خالص شكري وتقديري لكل كتاباتك القيمه المفيده
 
التعديل الأخير:
رد: الغذاء و المشكلات السلوكية لدى الأطفال ذوي اضطراب الأوتيزم

رد: الغذاء و المشكلات السلوكية لدى الأطفال ذوي اضطراب الأوتيزم

يعطيك العافيه
بالفعل مرض التوحد شائك ومتشعب ماله حدوود
الله يعيننا على ابناءنا
 

عودة
أعلى