وقفات مضيئة من سيرة عائشة رضي الله عنها

المحبة لدينها · 31 أكتوبر 2010

الحمد لله اللذي كان بعباده خبيرا بصيرا ، وهو اللذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا ، والصلاة والسلام على من جاء بالحق والهدى بشيرا ونذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .. أما بعد

رأينا وسمعنا في الأيام الماضية مايندى له الجبين ويحزن له القلب وتدمع له العين من ذلكم الإحتفال البغيض اللذي أقامته ثلة حاقدة .. وفرقة سخيفة .. من الرافضة الإثني عشرية في ذكرى وفاة أمنا عائشة رضي الله عنها ، وماكان في ذلك الإحتفال البغيض من الإسائة والشماتة بالصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وعن أبيها بافتراءات كاذبة وأراجيف ملفقة تولى كبرها ذلك الكافر الزنديق والفاجر البغيض المدعو ياسر الخبيث عليه من الله مايستحق .

وها لسنا في معرض تلكم الإفتراءات الكاذبة التي أصدرها ذلكم المعتوه ، ولسنا أيضا في معرض تلكم الشبه التي تلقف بها ذلكم السفيه ، فهي والله أوهى من بيت العنكبوت , إلا أنه كما أحزننا كل ذلك إلا أننا علمنا أنه من المحنة تولد المنحة ومن الطعن في عائشة ينجلي نور الخير على هذه البشرية وكما قال الله في شأن عائشة رضي الله عنها والخطاب للأمة جمعاء وليس لعائشة فحسب : ( لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ) فيألله كم في هذه الهجمة على عائشة من الخير العظيم والفضل العميم ولو لم يكن في ذلك إلا أن نجدد حبنا لها وأن نرسم بطولتها وعلمها لأبنائنا وبناتنا لكفى بذلك شرفا لها وخيرية .

أنتِ العفاف فداك الطهر أجمعه أنت الرضى والهدى يا غاية الشَّممِ

نفديك يا أمنا، في كل نازلةٍ من دون عِرْضِك عرضُ الناس كلهمِ

الحديث عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هو حديث عن الحب بكل صوره ، والمودة بكل أشكالها كيف لا يكون كذلك وهي ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجه بل لم يتزوج عليه الصلاة والسلام بكرا غيرها وهاهي عائشة رضي الله عنها تحكي ذلك لرسول الله عليه الصلاة والسلام فتقول : يا رسول الله أرأيت لو انك نزلت واديا فيه شجرة قد أكل منها ، ووجدت شجرة لم يؤكل منها فأيهما كنت ترتع بعيرك ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : (الشجرة التي لم يؤكل منها ) قالت : " فأنا هي " تعني أن رسول الله عليه الصلاة والسلام لم يتزوج بكرا غيرها . رواه البخاري

الحديث عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هو حديث عن السحر الحلال بكل فنونه ، والزواج السعيد بكل ترانيمه فهاهو عمرو بن العاص رضي الله عنه يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أحب إليك ؟ يا ترى ماذا قال عليه الصلاة والسلام ؟؟ هل ذكر له أسدا من أسود الصحابة المهاجرين أم ذكر له بطلا من أبطال الأنصار المؤثرين لا والله مع شرفهم وعلو مكانتهم جميعا وإنما قال لجميع الناس مهاجريهم وأنصارهم : " عائشة " . فأي شرف مثل ذاك !! وأي مكانة مثل تلك !!

الحديث عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هو حديث عن العلم والعلماء ، والفقه والفقهاء ، أليس أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام إذا أشكلت عليهم مسأله سألوا فيها عائشة رضي الله عنها فوجدوا عندها الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي فهاهو أبو موسى الاشعري رضي الله عنه يقول : "ماأشكل علينا أصحاب رسول الله حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما " وإلى عظيم مكانتها ومزيد فقهها يشير إلى ذلك عروة بن الزبير رضي الله عنه فيقول : " مارأيت أحدا أعلم بالقران ولا بفرائضه ولا بحلال ولا بحرام ولا بشعر ولا بحديث عرب ولا نسب من عائشة "

الحديث عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هو حديث عن الكرم والعطاء ، والجود والسخاء ، فقد كانت يدها مدرارة ، وإلى المحتاجين معطائة فقد بعث إليها ابن أختها عبدالله بن الزبير بمائة ألف فدعت بطبق فجعلت تقسمها بين الناس فلما أمست قالت : "هاتي ياجارية فطوري " وكانت صائمة فقالت : يأم المؤمنين أما استطعت ان تشتري لنا لحما بدرهم قالت : "لا تعنفينني لو أذكرتني لفعلت " يألله قد نسيت شرابها وطعامها وهي صائمة لكنها لم تنسى الفقراء والمساكين والمحتاجين أبدا فأي كرم مثل هذا !! وأي جود وإحسان مثل ذاك !!

الحديث عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هو حديث اتصال الأرض بالسماء ، فهاهي حادثة الإفك المشهورة حدثت في إحدى أسفاره عليه الصلاة والسلام وهاهي عائشة رضي الله عنها تخرج من هودجها لتقضي حاجتها وفي أثناء سيرها انقطع عقدها فحبسها التماسه والبحث عنه تقول عائشة رضي الله عنها " فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري وهم يحسبون أني فيه وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلهن اللحم فلم يستنكروا خفة المحمل حين رفعوه " هنا ..رجعت عائشة رضي الله عنها إلى منازل الجيش فلم تجدا أحدا فظلت في مكانها لعل أحدا يرجع إليها إن فقدها تقول عائشة رضي الله عنها " فإذ بصفوان من المعطل رضي الله عنه من وراء الجيش يمشي حتى أتاني فعرفني حين راني وكان يراني قبل الحجاب" قالت : " فخمرت وجهي بجلبابي والله ماكلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه " فانطلق بها صفوان حتى أتى الجيش قالت : "فأصبح الناس يتحدثون عني وكان اللذي تولى كبر هذا الإفك عبدالله بن أبي بن سلول " ولكلم أن تتصورو الحدث جليا .. شهر كلمل والناس يتحدثون في عرض رسول الله عليه الصلاة والسلام فكيف كان شعوره عليه الصلاة والسلام بل كيف كان حزن وألم عائشة رضي الله عنها وهي تسمع تلكم الإفتراءات الكاذبة والأباطيل المزعومة في حقها فماكان منها إلا ان قالت : والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا قول أبي يوسف ( فصبر جميل والله المستعان على ماتصفون ) فما بثت شكواها لله إلا والوحي ينزل على رسول الله ( إن اللذين جاءوا بالإفك عصبة منك لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم مااكتسب من الإثم واللذ تولى كبره منهم له عذاب عظيم)

بعد هذا كله نعلم أنه لا يضر عائشة رضي الله عنها ما قيل فيها فلا يضر السحاب نبح الكلاب

وهل يضر نباحُ الكلب شمسَ ضحى لا والذي ملأ الأكوان بالنعم

الله برَّأها والله طهرها والله شرفها بالدين والشِّيمِ

وماهم والله إلا شرذمة حاقدة ، وفرقة مقيتة ، هدمت عرى الإسلام بمعتقدها وأفكارها وأقوالها فالله نسأل أن يكفينا شرهم وأن يبطل كيدهم ويجعل بأسهم بينهم يارب العالمين والله نسأل أن يجمعنا بالصديقة بنت الصديق وبأبيها في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر .

بقلم الشيخ/محمد بن علي الشهري

إمام وخطيب جامع المتعب

بنت التحدي · 31 أكتوبر 2010

رد: وقفات مضيئة من سيرة عائشة رضي الله عنها

جزاااااااااااااااك الله خيراً
و
ميزاااااااااااان حسناتك
تقديري

ابو فيصل · 31 أكتوبر 2010

رد: وقفات مضيئة من سيرة عائشة رضي الله عنها

جزاك الله خير اختي وحشرك مع امك وامنا عائشه

رحمه ربي · 31 أكتوبر 2010