تمكن الباحثون من مركز البحوث العلمية والطبية الذي يتولى معالجة حالات العقم في مدينة يزد الأيرانية من التوصل الى تقنية جديدة يمكن بواسطتها الأستفادة من اسنان العقل في ترميم الانسجة التالفة في الفم وانتاج وصناعة اسنان جديدة.
ويتم هذا العمل من خلال استخراج خلايا المنشأ من الأسنان وتحديداً من سن العقل عند الانسان.
والأستفادة من سن العقل للحصول على خلايا المنشأ يتم لاول مرة في ايران، وليس لهذا النوع من الاستخدام تاريخ طويل في العالم، ذلك ان الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الاوروبية فقط تقوم بمثل هذا النشاط العلمي في الوقت الحاضر.
يقول الدكتور علي رضا نواب اعظم مدير قسم جراحة الفك والوجة في كلية طب الاسنان في مدينة يزد عندما يسقط السن اللبني عند الطفل يلاحظ في نهاية جذر السن نسيج احمر اللون، هذا النسيج الحي يحتوي على عدد من خلايا المنشأ يتراوح ما بين 20و 30 خلية. وهذه الخلايا من حيث الخواص تشبه الى حد كبير الخلايا الاساسية او خلايا المنشأ الموجودة في الحبل السري وهي خلايا في طور النمود لها قدرة التأقلم مع انسجة الجسم المختلفة، ويمكن ان تتحول الى انواع من الخلايا تدخل في تركيب العظم وعاج السن والعصب، والنسيج الدهني، وحتى الاوعية الدموية في الجسم.
ويضيف الدكتور نواب اعظم هذه الأنواع من الانسجة توجد في كل الاسنان، وان قل عددها في الاسنان من نوع الطواحن. وبما ان كل خلايا المنشأ ذات قدرة على التحول الى خلايا اخرى فكل خلية من خلايا المنشأ يمكن ان تتحول الى ملايين من الخلايا الاخرى، ومن هنا جاء اهتمام الباحثين العلميين والطبيين خلال العقد الأخير بخلايا المنشأ وضرورة استخراجها من الاسنان.
وثمة مسألة اخرى يمكن التنوية اليها هنا وهي ان خلايا المنشأ المستخرجة من جذور الاسنان وبالاضافة الى خواصها، هي اسهل في الحصول عليها مقارنتا بخلايا نخاع العظم وخلايا الحبل السري.
وحول كيفية التقنية المستخدمة في استخراج خلايا المنشأ من الأسنان قال مدير مشروع انشطة خلايا المنشأ المأخوذة من نسيج الاسنان في مدينة يزد: بعد فصل النسيج الحي من السن يتم حله في مواد كيميائية خاصة ومن بعد ذلك يتم استخراج خلايا المنشأ منه، وفي المرحلة التالية وبعدما يتم الاستخراج، يتم استنساخ الخلايا وبالتالي تكثيرها وبعد ذلك يتم تصنيف كتل الخلايا الى انماط مختلفة بعضها مثلاً يدخل في صناعة العظام والبعض الآخر في صناعة الغضاريف ومنها ما يدخل في صناعة الأعصاب.
لا تستهينوا بسن العقل
مما لا ريب ولا شك فيه ان كل الاسنان عند الانسان تتكون من انسجة حية وهي مصدر لخلايا المنشأ، لكن الذي اثار اهتمام العلماء والباحثين من بين كل الأسنان، الأسنان اللبنية وسن العقل، وكما هو واضح فأن الأسنان اللبنية تظهر عند الانسان في مرحلة معينة من حياته هي مرحلة الطفولة ثم لا تلبث ان تسقط من بعد فترة هي آخر مرحلة الطفولة وبدايات مرحلة الصبا لتحل محلها الأسنان الدائمية والتي منها السن الذي يعرف بسن العقل الذي طالما يؤذي بألمه الشديد الأنسان مما يضطره الى مراجعة عيادة طبيب الأسنان لقلعه والتخلص منه والأستراحة من آلامه.
وفي السنة السابعة من عمر الانسان تسقط اسنانه اللبنية، وتأتي الاسنان الدائمية من الاضراس والطواحن وغيرها لتحل محلها، بيد ان الاسنان اللبنية هذه وكما ذكرنا هي مصدر لخلايا المنشأ التي يمكن ان تفيد الشخص صاحب الأسنان اللبنية الساقطة او غيره.
اما الذين تجاوزوا مرحلة الطفولة والصبا، والكبار فيمكن لهم ان يعقدوا الأمل على اسنان العقل عندهم بعدما فقدوا اسنانهم اللبنية.
وبهذا الخصوص يقول الدكتور نواب اعظم مدير قسم جراحة الفك والوجه في كلية طب الأسنان في مدينة يزد الايرانية، في الكثير من الحالات تكون اسنان العقل مخفية، وفي 90% من حالات هذه الأسنان المخفية لا يمكن فعل شيء وغاية ما يمكن القيام به هنا عملية جراحية بسيطة لاستخراج سن العقل من الفم.
وفي حالة عدم قلع سن العقل المصاب فأن الانسان يكون عرضة للصداع ولآلام شديدة في الرأس فضلاً عما يتركه سن العقل من اضرار على سائر الاسنان. على ان الاستفادة من سن العقل لأنتاج خلايا المنشأ هو في الحقيقة استخدام سليم واستخدام افضل لشيء قد يعد زائداً في الجسم.
ويرى الدكتور علي رضا نواب اعظم من كلية طب الاسنان في مدينة يزد ان الفترة اللازمة لهذا العمل، تتراوح ما بين 6 و 8 اسابيع. وثمة ما يقرب من 8 اسابيع من الوقت كذلك تلزم لاجراء جراحة استئصال السن واستخراج واستنساخ خلايا المنشأ فيه وبالتالي تصنيفها مختبرياً الى مجاميع مختلفة.
غضروف لمنطقة دوار الرأس في الأرانب المختبريه
ترميم الأنسجة التالفة في الفم، وعلاج الامراض التي تصيب جذور الاسنان، وترميم منطقة العاج في السن ومعالجة حالات التشوه في الفك والوجه وبالتالي انتاج اسنان كاملة، هي من الاهداف التي ينشدها الباحثون في مدينة يزد، تزامناً مع سائر العلماء والباحثين في ارجاء العالم المختلفة.
ويمكن ان تعتبر الولايات المتحدة الامريكية من بين دول العالم السابقة في هذا المجال من الابحاث العلمية والطبية كما ان دولاً اخرى هي فرنسا والمانيا واليابان لها نشاطات علمية في هذا المضمار.
ومع هذا كله لم تسفر البحوث المختلفة في هذه الدول حتى الان عن انتاج سن كامل وان المشكلة الاساسية تكمن في انتاج سن يناسب كل انسان.
وتوضيحاً لهذا الأمر يقول الدكتور علي رضا نواب اعظم مدير قسم جراحة الفك والوجه في كلية طب الاسنان في مدينة يزد، لكي نتمكن من انتاج سن كامل لا بد ان نتوصل الى انتاج مادة قابلة للأمتصاص في نسيج العظم.
واذا ما تم الحصول على هذه المادة فانه يمكن قولبتها بما يتلائم والسن المطلوب انتاجه، ومن بعد ذلك تنمية خلايا المنشأ عليه، وبعد صناعة السن المطلوب فإن المادة المستخدمة في قولبته يتم امتصاصها من قبل نسيج الأسنان في الفم.
ويستفاد من كلام الدكتور نواب اعظم من كلية طب الاسنان في مدينة يزد فإن المرحلة الأولى من المشروع العلمي والطبي في هذه المدينة، تتضمن انتاج غضروف منطقة الدوار في الرأس من خلايا المنشأ المستخلصة من سن العقل
يقول الدكتور نواب اعظم لقد قمنا باستخلاص هذا النوع من الخلايا، وقد اثبتت الاختبارات المعملية انها خلايا منشأ، وفي الوقت الحاضر تمّ تصنيف هذه الخلايا الى اصناف مختلفة، وانه في المرحلة الأولى يتم استخدام خلايا المنشأ التي تدخل في صناعة الغضاريف في صناعة غضروف يوجد في منطقة في الرأس تكون مسؤولة عن حالة الدوار والصداع.
والغضروف المصنع في مركز البحوث العلمية في مدينة يزد هو لأرنب من أرانب الأختبار هذا ومن الجدير ان نذكر هنا ان في نية الباحثين العلميين في مدينة يزد وفي مراحل البحث الآتية استخدام الفئران والخراف وبالتالي اخضاع هذه الحيوانات الى دراسات مختبرية.
علوم وتكنولوجيا
تعليق