الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خطوة التحدّي الأولى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    خطوة التحدّي الأولى



    إخوتي ... أخواتي ... أستمحيكم عذراً ... ربما سأطيل عليكم ... وربما أحزنكم ... لكن كما قيل : قد تولد السعادة من الحزن ... ولن تكون هذه المشاركة كافية للموقف الّذي تجلّى الله فيه بأسماء كثيرة قد لا أحصيها لذلك سأتابع معكم في المشاركة القادمة بإذن الله لأنّ الحديث يطوووول وأنا حريصة على ذكر تفاصيل قد تفيدنا ليس في تقصّي آثار أسماء الله تعالى في حياتي وحسب بل في مواضيع أخرى قد تهمّ كثيرين ... وسبحان من أخّرني عن كتابة ( مواقف من حياتي ) حتى الآن لأجمع بين ذكرها وذكر آثار أسماء الله تعالى فيها في هذه الساحة .... ومعاً بسم الله نبدأ ...

    كنت في منتصف الثّالثة من العمر حين أصابتني حمّى الحصبة الألمانيّة ورغم محاولات والدتي في إطفاء حرارتها إلّا أنّ القدر لم يشأ أن تودّعني قبل أن تترك لي ذكرى في أوائل صفحات كتابي .. ذكرى لازمتني إلى هذه اللّحظة التي أكتب إليكم فيها مواقف من حياتي وآثار أسماء الله فيها ...

    مرّت أيّام قليلة بعد زيارة ( أم ملدم ) الحمى .. وبدأت تظهر على جسدي الصغير أعراض غريبة : اضطراب في مشيتي ، اختلال في توازني ، سقوط مفاجئ لأكثر من مرّة وكدمات طبعاً .

    فزعت والدتي وهي ترى حالتي تزداد سوءًا يوماً بعد يوم . أخبرت والدي بالأمر لكنّه في البداية طمأنها أنّه ليس هناك ما يقلق .. فكثير من الأطفال في مثل هذا السّنّ قد تضطرب خطواتهم ويتعثّرون .
    لكنّ الصورة كانت لا تبارح مخيّلتها ، صورتي وأنا في الشّهر التّاسع أخطو خطواتي الأولى نحوها ... ومع الصّورة تساؤل ملحّ ... كيف لطفلة تمشي في شهرها التّاسع وتسابق إخوتها في الرّكض في السّنة من عمرها ولا تتعثّر .. تتعثّرالآن في منتصف الثّالثة وتسقط .. ؟!!
    ولمحت الخوف في عيني أمّي .. وانتقلت مخاوفها وتساؤلاتها إليّ .. هل أنا مريضة؟
    هل سأظلّ أتعثّر وأسقط ؟ هل سيأتي يوم لن أمشي فيه ؟ حتى أقعدني الخوف أجل ... لقد كنت واعية إلى هذا الحدّ رغم صغر سنّي ، كما أنّني كنت شديدة الارتباط بأمّي وهي شديدة التّعلّق بي لدرجة كانت تجعلني وإيّاها في حالة من التّواصل الرّوحي العجيب .
    لم تكن حالة التّواصل والحب تلك وليدة مرضي .. فمنذ ولادتي غابت في حلم جميل يغشاه الدفء والحنان أنساها الدّنيا بما فيها.. وكأنّني مولودتها الأولى وليست الثّالثة بعد صبيّ وبنت رائعين... وما هي إلّا شهورستة حتّى بدأت الكلام ومن ثمّ المشي في شهري التّاسع ... وحين بلغت العام والنّصف بدأت أمسك القلم تتبعني آثاري حيثما أسير وأنا أدندن وأردد كل ما أسمع .. وكانت تزداد تعلّقاً بي يوماً بعد يوم ... وكانت إذا حملتني وتقول : غداً عندما تكبرين .. سأحرر بك فلسطين ... وطبعاً أصبحت الطّفلة المعجزة في البيت وبين الأهل والجيران والمعارف ... فحيثما حضرت أمّي يحضر ذكري وإن لم أكن معها .. اليوم فعلت كذا .. واليوم قالت : كذا.. واليوم غنّت كذا ... ولم تستفق المسكينة من حلمها الجميل الّذي غابت فيه عن الدّنيا لسنتين ونصف إلّا بكابوس عجزي التام عن المشي والذّي هزّها بعنف فما عادت بعده تعرف للنّوم طعماً ولا للرّاحة سبيلا .

    لم تدع طبيباً في دمشق لم تطرق بابه ، واتّفق جميع الأطبّاء كالعادة على أن لا يتّفقوا... وما كانوا يشخّصون بقدر ما كانوا يخمّنون . وازداد حالي بحال أمّي سوءًا حتّى جاء اليوم الّذي لا أستطيع الوقوف على قدميّ فيه .

    طار صواب أمّي وكاد الجزع يودي بي وبها وهي خارجة من عيادة طبيب أخبرها أننّي أعاني من مرض لا يمكن شفاؤه بل يزداد سوءًا وينتهي بالموت عند الشباب .. فغشّت الدّموع عيناها ولم تعد ترى سبيلها حتّى كاد باص ركّاب كبير يصدمنا ويودي بحياتي وحياتها نتيجة تششخيص خاطئ لطبيب ... ولو قال لا أعلم لكان عليماً ...

    سافرت ووالداي بي إلى بيروت وأرسل تقرير من هناك بحالتي إلى أمريكا كونها حالة غريبة بسبب عدم وجود أيّ آفة في الدماغ . فأتى رد بأنّ الحالة مختلفة عما لديهم من حالات عصبية لأطفال في مثل سني قد تكون أشدّ ولكن ليست مثلها ...

    عاد والداي بي بثياب جميلة وألعاب وكرات و( أكلات طيبة ) على حد قولي وقبل كل ذلك بدواء لعلاج العرض لعجز الأطباء عن معرفة المرض ...
    أذكر حينها أنني لم أعد أسعد بشيء من الثياب والألعاب والمأكولات ... لأنّ الثوب الجميل سيكون أجمل لو مشيت وأنا ألبسه ولن يكون كذلك وأنا أحبو به في سنّ الثالثة...
    وكذلك باتت فرحتي بكل شيء جميل ناقصة ... وكذلك كان حال والدتي وأسرتي ...

    لكن والدتي لم تيأس قطّ من قدوم يوم تراني أقف فيه على قدميّ من جديد ... فقد كانت رحمها الله إنسانة متميزة لذلك حاولت بشتّى الوسائل أن تبثّ الأمل في داخلي فإن جلبت لي من الطيبات تضعها تحت وسادتي وعندما أراها في الصباح تقول لي: لقد جاءت الملائكة بها إليك لتسعدني بذلك وتشعرني بأنّ كل من في الكون يحبني ... فلطالما كنت أحدّثها عن أطفال بيض ولهم أجنحة يطوفون حول سريري وكانت تعجب لذلك لكنها كانت تصدّقني وليس ذلك وحسب بل وتستفيد مما أحدثها به في إسعادي وإحياء الأمل والسرور في نفسي غير آبهة بحظّها من شكري لها كونها هي من يجلب لي تلك الأطايب ... وأنا إلى الآن أعجب وأتساءل هل من الممكن أن يكون الله الله تعالى قد فتح لي شيئاً من الغيب ليسليني برؤية عالم جميل لم أره من قبل ... أم تراه محض خيال .. ولو كان محض خيال فكيف رأيت الملائكة بصورتها الموصوفة في كتاب الله ( أولي أجنحة ) ... ولم يكن مثل هذه الأحاديث يدور في بيتنا أساساً ... فبيتنا بيت بعيد عن التديّن ... لكنّه كان بيت خير وكرم وحلال ... والحمد لله .
    ورغم كون أمي إنسانة غير متدينة إلا أنّ جذورها المتديّنة ونشأتها المحافظة صانتها عن الانغماس في الدنيا والغفلة عن الله ... وجاء مرضي ليزيدها مع السّعي توكّلاً على الله وصبراً على قضائه وصار ذكر الله والصلاة على النبي حاضراً دائماً في قلبها وعلى لسانها ...

    فما كان يمرّ عليها يوم إلا وأسمعها تناجي الله وتبكي وتقول : يا رب أعلم أنّ ما جرى لطفلتي ربما يكون بتقصيري فلا تأخذها بذنبي ... يا ربّ أنا لا أجرؤ أن أطلب أكثر من أن تريني إيّاها واقفة على قدميها ...

    وما كانت تزورني حمى بعد ذلك إلا وتقول بيتي الشاعر اللّذين حفظتهما منها في سنّ الثالثة وما زالا في ذاكرتي إلى اليوم :



    يا أم ملدم ( الحمى ) تملدمي ( اذهبي ) --- ولا تعودي فتندمــــي
    إنّ لحمي ودمـــــــــــي --- لصاحب الحوض ( النبيّ ) فاعلمي

    يتبع بإذن الله ....
    التعديل الأخير تم بواسطة ميسون قصاص; الساعة 05-06-2007, 10:42 PM.





  • Font Size
    #2

    لكن ورغم صغر سنّي كان يلحّ عليّ تساؤل غريب : هل من سيشفيني هو الله .. إذاً لما أمرضني ؟!!!
    وكنت حين أرى دموع أمي أتألم كثيراً ... وأسألها : لماذا تبكين ؟ هل تبكين لأجلي ؟ وبالطبع كانت تجيب بالنفي وتأتيني بالحجج التي لم تكن تقنعني يوماًً ... مما كان يجعلني أبكي معها ... وأتمنى أن يأتي اليوم الذي أمشي فيه لأراها تبتسم وتفرح فأعود وأدعو لنفسي بمثل دعواتها وأقول بلهجتي الطفولية : يا ربّ امثي ( امشي ) ...
    ومع أنّ حزن والدتي كان شديداً إلا أنّها لم تركن لليأس بل على العكس تماماً ..
    استفتت قلبها وفطرتها كأمّ وما اعتبره كثير من الأطبّاء أمراً ثانويّاً في علاجي اعتبرته هامّاً وأساسيّاً وبدأت بتنفيذه ...
    استدعت لي معالجة فيزيائيّة كانت تأتيني 3 مرات أسبوعيّاً لتحريك عضلاتي كي لا تضمر وخاصّة عضلات الأرجل ومع أنّني كنت أحرّكها بالحبو إلّا أنّها كانت لا تجد ذلك كافياً ولم تكن رحمها الله تحبّ أن تراني أحبو حيث يمشي الآخرون فتتّسخ ثيابي وربما تتأثّر نفسيّتي ... كانت تحاول بين حين وآخر أن تمسك بيديّ وتمشّيني وكان ذلك يتم بصعوبة بالغة بسبب الخوف الذي كان يعتريني من الوقوع كلما أوقفتني ونظرت إلى الأرض ... ولم تكن يداها حينذاك كافيتان لمنع خيالي الطفولي غير المنطقي من تصوّر نتائج أسوء من ما يمكن أن يحدث في الواقع بكثير ...
    بعد فترة تولّدت محبّة بيني وبين معالجتي وبدأت أتجاوب معها وأسلمها نفسي بعد أن كنت أخضع لتمارينها مرغمة .. فعند أول معرفتي بها كنت أخجل أن تراني أقوم بحركات غير صحيحة وبينما كانت تظنّ أنها هي من يفحصني كنت أنا التي أتفحّص وجهها ويؤلمنى أن أرى الأسى عليّ بادياً فيه .. ويؤلمني أكثر أن ترى فشلي في أداء الحركات التي تريد .. وبعدما أحببتها أصبح لديّ رغبة أن تراني أنجح فيما تطلب إليّ ... فأصبحت أدرّب نفسي قبل قدومها ... ليكون أدائي أمامها أفضل ... وأنال ما تعدني به ووالدتي من حوافز ...
    وإلى جانب الرّياضة كانت والدتي رحمها الله تعتني بنوعية غذائي عناية شديدة ... ولكن لم يكن الأمر سهلاً ...
    سافرنا بعدها إلى القاهرة في مهمة عمل لوالدي الذي كان يعمل مهندساً معمارياً وكونه خريج جامعة عين شمس في مصر فقد اختير لهذه المهمة ...
    وهناك عرضت على أكثر من طبيب وكانت انطباعات الأطباء جيّدة وآمالهم بشفائي أكبر وأكّدوا لوالدتي أنّ المسألة مسألة وقت وأنّي في الغالب سأشفى عند سنّ التكليف ... لكنّ أحداً لم يعدها بتحسّن واضح قريب ... إلّا أنّهم أثنوا كثيراً على جهودها ...
    وهناك في مصر استمررت في المعالجة الفيزيائية بتشجيع من الأطباء ولكنّي لم أتفاعل معها بسبب تغيّر وجه المعالجة الذي اعتدت عليه رغم أنّ ( الأبلة نادية وهي المعالجة ) كانت طيبة جداً ... لكن هكذا كان شأني مع الوجوه الجديدة التي كانت تقابلني بسبب الخوف من اطلاعهم على ضعفي ... وما زال يظهرلديّ شيء من الاضطراب عند لقاء بعض الأشخاص لأول مرة ولكن ما يلبث أن يزول تدريجياً ...
    عدنا من مصر وقد كبر الأمل في صدر والدتي ... وبقدر ما كان يزداد في صدرها يزداد في صدري ... لكنّ مشاعر الخوف كان تبدّد آمالي بين الحين والآخر ....
    وهنا جاء دور غرس الإيمانيات وقد بلغت من العمر 4 سنوات وأصبحت أكثر وعياً ... ولم تأل والدتي جهداً في زرع الثقة في نفسي من خلال إشعاري بمعيّة الله ومحبّته لي ...
    وتنبّهت ووالدي رحمها الله إلى موهبة الرسم لديّ فأصبحا يجلبان لي كل ما يمكن أن ينمي لي هذه الموهبة من ألوان ورسوم وألواح وتحولت غرفتي إلى صفّ صغير سيما وأنّ أمثالي من الصغار كانوا يذهبون إلى رياض الأطفال ولم أتمكّن بسبب ظرفي من دخول الروضة إلا ليوم واحد .. ورغم احتفاء المدير بي وإطعامي ( البومبون الملون ) إلا أنني لا زلت أذكر إحساسي بالمرارة حين دخلت الصّفّ لاختلافي عن من حولي من الأطفال وإحساسي بالغربة والوحدة بسبب سوء تصرّف المدرسة معي وحساسيتي تجاه ذلك حتى غدا ذلك اليوم وكأنّه أيام ... وظللت أظنّ ولسنوات بعد ذلك أنني دخلت الروضة عدة أشهر وما كان دخولي إليها إلا يوماً واحداً ...
    لكن كما قال شاعر النيل : الأمّ مدرسة .....
    فكانت أمّي مدرّستي الأولى ومدرستي ... وفعلاً تجاوزت أقراني الذين كانوا يذهبون إلى الروضة في اكتساب الخبرات والمهارات
    ومن أراد أن يرضي والدتي من أخوي ( أيمن وإيمان ) فإنّه يساعدني ويلعب معي ويقوم ببعض المهام التي يمكنني الاستغناء عنها بهما ...
    وأحياناً كانا يغاران لشدّة اهتمام والدتي بي وانشغالها عنهما فلا يلبيّانها ... لكنهما كانا سرعان ما يمتثلان لما يطلب إليهما حين يريان منها الحنان والعطف اللّذين لم يغيبا عنها تجاههما إلّا في ظاهر الحال .. ولكنهما كانا طفلين ويحتاجان ما أحتاج إليه من مظاهر الحب والأمومة ...
    وازداد شعور والدي بمسؤوليته تجاهنا وازداد اهتمامه بي وحرصه على التواجد قريباً منّي سيما بعد أن قلت لأمي : أنا أحبك أكثر من ذلك الرجل ؟ فتعجبت وقالت : من ذلك الرجل ؟ فأجبت : بابا .. فوبّختني وقالت لي : هذا بابا الّذي يحبّك ويجلب لك الهدايا ... فقلت لها : لكنّنا لا نراه كما نراك ...
    وبتلك الكلمات كنت سبباً في إعادة والدي لمواجهة الواقع بعد أن هرب من مواجهته لفرط حساسيته رحمه الله ...
    وبعدما كنت أحبو أصبحت أستند إلى كرسي حديدي وأجرّه أمامي وبقدر ما كان صوته يزعجني بقدر ما كان يشعرني بأهمّية ما أقوم به ويسعد والدتي ووالدي... لكن ما زال في القلوب غصّة ...
    فقد اقتربت من الخامسة ولمّا أمش بعد ... وبدأت تراود والدتي فكرة تعليمي في المنزل وترك التدريس والتفرغ لي في البيت ...
    ومع كلّ ساعة مرت فيما ذكرت لم يكن الدعاء وقولها : يا قادر يفارق لسان والدتي ...
    ومرّت أيّام ... وذات يوم وبينما كانت والدتي في المدرسة وكذلك إخوتي في المدرسة ووالدي في العمل كنت أجلس مع مساعدتنا في المطبخ ... بينما كانت جدّتي رحمها الله في غرفتها أثناء زيارة لها عندنا ... وفجأة شعرت بأنّ باباً موصداً قد فتحه الفتّاح أمامي وشعرت بأنّني أحتاج من يدفعني دفعة واحدة فقط لأقوم فأسير ... لكنّني لم أستطع أن أستجمع قواي .. فقلت للمساعدة : أشعر بأنّني سأمشي ولكن ....
    فأجابتني بشيء من الحدّة التي يشوبها الخوف : اجلسي .. ألا تعلمين أنك لا تستطيعين السير ... إياك ستقعين ...
    ولا يمكن لأحد أن يتصوّر أنّ تلك الرسالة السلبية التي أطلقتها تلك الفتاة ستطلق قدماي كالرّيح .. أجل .. لقد غلبت رغبتي في تحدّي كلمات الفتاة كلّ مخاوفي ورأيتني وبلا شعور أقف بثبات وأقول : بل سأمشي .. ومشيت حينها لا كما يمشي الأطفال بل كما يمشي الكبار ...
    كانت تلك أولى وأقوى خطوات التّحدّي ليس للقدر والعياذ بالله ولكن لكلمات تغاير تماماً ما غرسته والدتي في داخلي من ثقة بالله وأنّه قادر على كلّ شيء وكان عليّ أن أثبته لأنّه كلام أغلى الناس إلى قلبي رحمها الله ...
    ولكم أن تتخيّلوا كيف تلقّت الأسرة هذا الخبر الّذي غيّر مجرى حياتي وحياة عائلتي ...
    كان الخبر مبهجاً لكل من حولي وبالأخص والدتي التي أيقنت أن الله لم يخيّب دعاءها لدرجة أنها بمجرد ما أخبرتها زوجة عمي وجدتي ـ وكانتا تزوران عندنا ـ أن في البيت خبراً مفرحاً علمت أنني مشيت ... فمنذ أن مرضت وهي لا ترى أنّ شيئاً يمكن أن يفرحها كعودتي إلى المشي وقد أدرك كل من حولها ذلك ...
    وعندما تلقّت الخبر كانت في المدرسة التي تعمل فيها كموجهة تربوية ... أجهشت في بكائها وهي تقول : ميسون مشت .. ميسون مشت ... وباتت تجري بلا وعي ... حتى سارع إليها الجميع يهنئونها ويهدؤونها ويقولون لها : لا تقلقي ... لن تبقي لآخر الدوام ...سارعي إلى ميسون الآن ونحن نحلّ مكانك اليوم .... وسناتيك في المساء لنرى ميسون ...
    وحين رأتني أفتح لها الباب وأنا واقفة تجمدت للحظات وهي تنظر إليّ قبل أن تضمّني إليها تلك الضمة التي جعلتني أشعر بأن قلبي قد دخل في قلبها وهي تغسل وجهي بدموعها وتقول : الحمد لله يا ماما ... أرأيت يا ماما كم الله يحبّك وكم أنت بطلة ... لقد استجاب الله دعائي لك يا حبيبتي ... وخرّت ساجدة
    ولم تكن فرحة الوالد تقل أبداً .. بل على العكس ... ولعلّ هذا الحدث منحه قدراً من الإيمان بالله لم يكن لديه .. وبات لايشكّ أبداً بقدرة الله تعالى على كل شيء ...
    وتعدت الفرحة إطار الأسرة وفرح بي كل من كان يعرف مشكلتي الصحية من الأهل والأصدقاء ... ولا تتصورون كمّ الهدايا التي انهالت عليّ من كلّ حدب وصوب ...

    لكن هل تدرون من كانت صاحبة أوّل وأثمن هديّة ؟!!!...
    كانت هي مساعدتنا في المنزل ذكرها الله بخير .. تلك الإنسانة البسيطة صاحبة الرسالة السّلبيّة التي دفعتني للتّحدّي ونبذ الخوف وكانت رسالتها تلك بمثابة هديّة لا تقدّر بثمن قبل ما قدّمته لي من هدايا دفعت لقاءها كامل أجرها في ذلك اليوم !!!!!
    كم من الدروس يمكن أن نتعلّم معاً ممّا ذكرت .. وأنتم لبيبون ومن الإشارة تفهمون ....


    أستودعكم الله ... وإلى لقاء قريب مع موقف جديد بإذن الله ...
    التعديل الأخير تم بواسطة ميسون قصاص; الساعة 06-06-2007, 11:53 AM.




    تعليق


    • Font Size
      #3
      سبحان الله


      يالله قصة كتير مؤثرة

      الله يشفيكي يارب ويقويكي

      بصراحه مش قادر اقول الى بصدري ومش عارف شو ااحكى

      سبحانك يـــــــارب

      الله يشفيكي اختى ويوفقك


      تقبلى خالص تحياتى وتقديري
      ما اصعب ان تحب شخصا بجنون ...... و انت تعلم انك له لن تكون .
      ( `•.¸
      `•.¸ )
      ¸.•´
      ( `•.¸
      `•.¸ )
      ¸.• )´
      (.•´
      ×´¨) (¨`×
      ¸.•´¸.•´¨) (¨`•.¸`•.¸
      (¸.•´ ( * جـريح فلسطين * ) `•.¸)
      (¨`•.¸`•.¸ ¸.•´¸.•´¨)
      `•.¸)
      «®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•° ®»

      تعليق


      • Font Size
        #4
        غاليتي ميسون
        و الله قصتك مؤثره جدا و جعلتني أبكي بحرقه
        كل ما أقرأ لكِ يزداد حبي و اعجابي بك
        أختي
        اني و الله أحببتكِ في الله
        و أسأل الله عز وجل أن يشفيك و يكتب لكِ النوفيق دنيا و آخره
        تقبلي تحياتي وودي لكِ :
        أختكِ في الله / المحبة لدينها

        التعديل الأخير تم بواسطة المحبة لدينها; الساعة 06-06-2007, 06:21 AM.

        تعليق


        • Font Size
          #5
          ما شاء الله عليك اختي ميسون
          كلامك لانه نابع من القلب يصل الى القلب
          قصتك واسلوبك مؤثر جدا واحيي فيك هذه الروح
          نحن في شوق لمعرفة جميع تفاصيل قصتك وتحديك للاعاقه لنستمد منها القوه والعزيمه
          بارك الله فيك اختي الكريمه
          اللهم يارب مسني وأهلي الضر وأنت أرحم الراحمين

          تعليق


          • Font Size
            #6
            أختي الكريمة (المحبة لدينها) وأخي الكريم( جريح فلسطين ) وأخي الكريم (زايد الشكيلي ) ...
            أشكر لكم دعواتكم الطيبة الصادقة ... ولكم مثلها بإذن الله وزيادة ... وأقول لأختي المحبة لدينها أحبّك الّذي أحببتتني فيه ...
            كما وأشكر أخي الكريم ( زايد ) المدير العام على تنصيبي مشرفة على المنتدى الإسلامي وجعلني الله عند حسن ظنّ الجميع بي ...
            ودمتم خير إخوة وأخوات على درب البطولة وشعارنا فيه ( إيمان ـ إرادة ـ نجاح ) ..
            بإذن الله سأتابع معكم مزيداً من المواقف في رحلة حياتي ... وجزاكم الله كل خير ...
            التعديل الأخير تم بواسطة ميسون قصاص; الساعة 06-06-2007, 11:44 AM.




            تعليق


            • Font Size
              #7
              قمت بإضافة على المشاركة الثانية في هذا الموضوع ... فلمن يحبّ أن يستزيد فليرجع إلى المشاركة وجزاكم الله خيراً ...




              تعليق


              • Font Size
                #8
                لا أدري مادا سأقول لكي أختي ميسون

                قصتك مأثرة جدا لدرجة تعجز يداي على الكتابة و لكن قلبي يقول سبحان الله العظيم


                أعانك الله و عافاك و رحم والديك و أسكنكي فسيح جنانه و اياهم


                تعليق


                • Font Size
                  #9
                  تكفيني دعواتك لي ولوالدي أختي الحبيبة الزهرة الجميلة من المغرب ... وعلى فكرة أنا لي صديقات وأخوات كثيرات من المغرب نتواصل عبر النت وهنّ مثال للفتيات الصّالحات بارك الله بكنّ جميعاً .




                  تعليق


                  • Font Size
                    #10
                    الرد على المشاركة

                    اختى ميسون لااقدر ان اعبر عما بداخلى ولا اقدر اقول غير سبحان الله انا نفسى اتعرف عليكى ونكون اخوات ممكن لو عندك اميل ممكن ترسيلهويلى علشان نتعرف على بعض اكتر
                    .

                    تعليق


                    • Font Size
                      #11
                      ميسون الحبيبة
                      صدقيني تاهت حروفي
                      ولم أستطع أن أعبر عما بداخلي تجاه روعة ما كتبت
                      أختي الغالية كم نحن محظوظون بانضمامك إلى منتدى تحدي الإعاقة لنقرأ ونغرف من معينك الفياض
                      جزاك الله خيرا أختي وسدد على طريق الخير خطاك


                      يا حي يا قيوم
                      برحمتك أستغيث
                      أصلح لي شأني كله
                      ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين
                      اللهم آمين
                      ربِّ اشرح لي صدري
                      ويسر لي أمري
                      واحلل عقدة من لساني
                      يفقهوا قولي
                      اللهم آمين

                      اللهم اروي قلبي بالإيمان
                      من فضلك افتح الرابط واقرأ المحتوى:
                      http://www.7alm-3shg.com/M7AL/7c7/Index.htm

                      تعليق


                      • Font Size
                        #12



                        يالله يا رحمن يا رحيم ارحم عبادك المؤمنين الذين يؤمنون بك
                        وعليك متوكلين
                        قصتك كثير محزنه ومؤثرة
                        اختى الكريمه ميسون


                        الله يشفيكي ويعفيك ويعطيك الصبر وحسن الخلق

                        بصراحه اختى الغاليه تاثرت جدا من قصتك
                        اسال الله لك فيها الاجر والثواب العظيم في الدنيا والاخرة



                        الله يشفيكي اختى ميسون ويوفقك الى كل ما يحب ويرضى
                        عنك به الله رب العالمين


                        تقبلى خالص وفائق محبتى وتقديري لك
                        اختك التائبه لله

                        تعليق


                        • Font Size
                          #13
                          اقول مثل ما قال غيري لا ادري كيف اصف مشاعري تجاه ما قراته
                          وانا اقرا مقالتك انتابني احساس لا ادري ماهو
                          ولكنه احساس مريح ومطمئن وايماني
                          شرح الله صدرك ويسر امرك واقر الله بك عين امك
                          التعديل الأخير تم بواسطة طبيعي; الساعة 14-06-2007, 04:57 PM.

                          تعليق


                          • Font Size
                            #14
                            أخواتي الحبيبات : هبة ـ صمت الغروب ـ التائبة إلى الله .
                            أخي الكريم : طبيعي ...
                            الحمد لله أولاً وآخراً على ما آتانا من نعمة الصبر والإيمان ... لنكون آيات للناس وليس عبراً لمن لا يعتبر ... آيات تشرح صدور الناس وتذكرهم بالله وعظيم نعمه ...
                            وأشكر لكم دعواتكم الطيبة وكلماتكم الصادقة ....
                            وما أرجوه من ما كتبت أن يكون عوناً لمن يقرأه من أصحاء ومرضى على بذل الجهود في سبيل تحقيق أي هدف في الحياة وإن كان الطريق إليه وعراً ...
                            فلا تحزنوا إخوتي ... فأنا أحب أن تستبشروا وتتفاءلوا فما عند الله خير وأبقى للجميع .
                            وجزاكم الله كل خير ....




                            تعليق


                            • Font Size
                              #15
                              ميسون الله يزيدك ايمان

                              لا ادري ما اذا اكتب........ غير ان الله عزوجل يحبك لذلك ابتلاك
                              اتمنى ان يقويك الله بالايمان ويشفيك ويرحم والديك
                              استمري قويه

                              تعليق

                              Loading...


                              يعمل...
                              X