أضواء ... ذوو الاحتياجات الخاصة
بقلم / شيخة المرزوقي
أصحاب العاهات سواء كانت بدنية أو نفسية هم أحوج الناس إلي المؤازرة والمعاونة للتهوين من أمر اصابتهم حتي لا يشعروا بالغربة بين بني جلدتهم فيطولهم الاحباط واليأس.. ومؤازرة هؤلاء المصابين إفشاء للمروءة بين الناس والتوسع في جانب الخير بين أرجاء المجتمع.. وقال صلي الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .. وكما قال أيضا تري المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي ..
وأهم هذه الفئات ذوو الاحتياجات الخاصة مكفوفو البصر، الصم، البكم، المعتوهون، العاجزون بسبب الشلل أو ضعف البنية أو أي عاهة في جسده تعوقه عن العمل أو الشيخوخة - أصحاب الأمراض المزمنة التي لا يرجي شفاؤها وهؤلاء النمط من العاجزين وأصحاب العاهات سواء كانوا كباراً أم صغاراً في رقاب المجتمع وذوي اليسار المادي حق عليهم..
أما كيف يمكن دمج المعاق في المجتمع واستيعاب المجتمع له..؟
دمج المعاقين في المجتمع واستيعابهم في جميع المراحل العمرية مسألة علي غاية من الأهمية.. لسنوات ساد الاعتقاد بأن عزلهم في مدارس خاصة بهم أفضل لهم.. ويؤهلهم أكثر لمواجهة المجتمع.. اتضح أن ذلك خطأً.. إذ أنهم واجهوا مشكلات حقيقية في التوافق معه..
لكن قبل أن تتم عملية الدمج يجب تهيئة الأسرة والمجتمع وتغيير النظرة السلبية تجاه المعاق.. نحن نعلم أن الأسرة قد تشعر بالحزن والصدمة لوجود معاق بين أفرادها.. ثم تبدأ في نسيان الموضوع بالتدريج وتقبله.. ومن حسن الحظ أن النواحي الدينية والايمانية تساعد الأسرة في مجتمعاتنا علي تقبل الأمر الواقع.. لكن ما يحدث هو أننا لا نتصدي للمشكلة.. وتبالغ بعض الأسر في حماية الطفل المعاق.. فلا تعلمه كيف يجب أن يعتني بنفسه.. وبعضها قد يخجل منه فيحرمه حتي الخروج من المنزل.
وإذا لمسنا مجتمع المدرسة.. فهناك الكثير من الأمثلة السلبية والنتائج العكسية لمحاولة الدمج هذه.. فالرفاق يشيرون إلي الطفل المعاق ساخرين أو مستهجنين.. وأهالي الأطفال لديهم تصورات خاطئة عن طبيعة سلوك المعاق تخيفهم منه.. ينظرون إليه كشخص مجنون أو ناقل لعدوي ما.. فيبدأون بسحب أبنائهم من المدرسة.. والمعلمون عاجزون عن اختيار الأسلوب المناسب في التعامل مع المعاق.. لذلك فالمطلوب البدء في تغيير هذه النظرة وتغيير اتجاه المجتمع.. وهذا يتم من خلال بث معلومات صحيحة ودقيقة عن المعاق بواسطة برامج شيقة جاذبة.. بعيدا عن الأسلوب الجاف.. وهذه مهارات يملكها الفنيون.. من شأن هذه البرامج ملامسة وجدان أفراد المجتمع.. وتشكيل موقف عقلي وعاطفي من القضية يكسب المعاقين تأييدهم.. الاعلام هو الأسهل والأقوي في تغيير اتجاهات الناس وفي تعديل السلوك.. وبعد ذلك يمكننا الحاق المعاقين بمدارس شاملة بحيث يتلقون تعليمهم بشكل منفصل ويشتركون مع بقية الأطفال في الأنشطة العامة لكن للأسف أن الأفلام والأعمال الدرامية المهمة والكبيرة قدمت صورا شديدة السلبية عن الاعاقات.. صورة الولد الأبلة.. وينبغي أن تمحي هذه الصورة وتحل محلها الصورة الحقيقية.
ونحن نعلم أن من هؤلاء المعاقين من يستطيع بالفعل ويبرز في تحقيق انجازات مهمة ومتنوعة ويحقق ما لم يحققه بعض الأصحاء وانتصر علي عاهته مثل طه حسين وأبي العلاء المعري وغيرهما من مكفوفي البصر.. كما برز العديد من المعاقين جسديا في بطولات رياضية ومسابقات علمية وثقافية وحققوا انتصارات رائعة.. وهذا كله يتطلب من المجتمع والدولة جهدا مضاعفاً للعناية بهم واكتشاف مواهبهم وقدراتهم والعمل علي تنميتها وإبرازها.. حتي يشعروا بأنهم جزء لا يتجزء من نسيج المجتمع وأنهم محل الرعاية والاهتمام الواجب بهم من حيث التعليم المناسب لهم وامدادهم بالوسائل السمعية واللمسية والايضاحية والرعاية الصحية والنفسية وتوفير الوظائف التي تتناسب مع اعاقتهم ليشعروا بأنهم ليسوا أقل من اخوانهم الأصحاء المعافين نفسياً وجسدياً.
وما أحوجنا إلي أن ننظر نظرة إنسانية إلي هؤلاء جميعا من ذوي الاحتياجات الخاصة.
بقلم / شيخة المرزوقي
أصحاب العاهات سواء كانت بدنية أو نفسية هم أحوج الناس إلي المؤازرة والمعاونة للتهوين من أمر اصابتهم حتي لا يشعروا بالغربة بين بني جلدتهم فيطولهم الاحباط واليأس.. ومؤازرة هؤلاء المصابين إفشاء للمروءة بين الناس والتوسع في جانب الخير بين أرجاء المجتمع.. وقال صلي الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .. وكما قال أيضا تري المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي ..
وأهم هذه الفئات ذوو الاحتياجات الخاصة مكفوفو البصر، الصم، البكم، المعتوهون، العاجزون بسبب الشلل أو ضعف البنية أو أي عاهة في جسده تعوقه عن العمل أو الشيخوخة - أصحاب الأمراض المزمنة التي لا يرجي شفاؤها وهؤلاء النمط من العاجزين وأصحاب العاهات سواء كانوا كباراً أم صغاراً في رقاب المجتمع وذوي اليسار المادي حق عليهم..
أما كيف يمكن دمج المعاق في المجتمع واستيعاب المجتمع له..؟
دمج المعاقين في المجتمع واستيعابهم في جميع المراحل العمرية مسألة علي غاية من الأهمية.. لسنوات ساد الاعتقاد بأن عزلهم في مدارس خاصة بهم أفضل لهم.. ويؤهلهم أكثر لمواجهة المجتمع.. اتضح أن ذلك خطأً.. إذ أنهم واجهوا مشكلات حقيقية في التوافق معه..
لكن قبل أن تتم عملية الدمج يجب تهيئة الأسرة والمجتمع وتغيير النظرة السلبية تجاه المعاق.. نحن نعلم أن الأسرة قد تشعر بالحزن والصدمة لوجود معاق بين أفرادها.. ثم تبدأ في نسيان الموضوع بالتدريج وتقبله.. ومن حسن الحظ أن النواحي الدينية والايمانية تساعد الأسرة في مجتمعاتنا علي تقبل الأمر الواقع.. لكن ما يحدث هو أننا لا نتصدي للمشكلة.. وتبالغ بعض الأسر في حماية الطفل المعاق.. فلا تعلمه كيف يجب أن يعتني بنفسه.. وبعضها قد يخجل منه فيحرمه حتي الخروج من المنزل.
وإذا لمسنا مجتمع المدرسة.. فهناك الكثير من الأمثلة السلبية والنتائج العكسية لمحاولة الدمج هذه.. فالرفاق يشيرون إلي الطفل المعاق ساخرين أو مستهجنين.. وأهالي الأطفال لديهم تصورات خاطئة عن طبيعة سلوك المعاق تخيفهم منه.. ينظرون إليه كشخص مجنون أو ناقل لعدوي ما.. فيبدأون بسحب أبنائهم من المدرسة.. والمعلمون عاجزون عن اختيار الأسلوب المناسب في التعامل مع المعاق.. لذلك فالمطلوب البدء في تغيير هذه النظرة وتغيير اتجاه المجتمع.. وهذا يتم من خلال بث معلومات صحيحة ودقيقة عن المعاق بواسطة برامج شيقة جاذبة.. بعيدا عن الأسلوب الجاف.. وهذه مهارات يملكها الفنيون.. من شأن هذه البرامج ملامسة وجدان أفراد المجتمع.. وتشكيل موقف عقلي وعاطفي من القضية يكسب المعاقين تأييدهم.. الاعلام هو الأسهل والأقوي في تغيير اتجاهات الناس وفي تعديل السلوك.. وبعد ذلك يمكننا الحاق المعاقين بمدارس شاملة بحيث يتلقون تعليمهم بشكل منفصل ويشتركون مع بقية الأطفال في الأنشطة العامة لكن للأسف أن الأفلام والأعمال الدرامية المهمة والكبيرة قدمت صورا شديدة السلبية عن الاعاقات.. صورة الولد الأبلة.. وينبغي أن تمحي هذه الصورة وتحل محلها الصورة الحقيقية.
ونحن نعلم أن من هؤلاء المعاقين من يستطيع بالفعل ويبرز في تحقيق انجازات مهمة ومتنوعة ويحقق ما لم يحققه بعض الأصحاء وانتصر علي عاهته مثل طه حسين وأبي العلاء المعري وغيرهما من مكفوفي البصر.. كما برز العديد من المعاقين جسديا في بطولات رياضية ومسابقات علمية وثقافية وحققوا انتصارات رائعة.. وهذا كله يتطلب من المجتمع والدولة جهدا مضاعفاً للعناية بهم واكتشاف مواهبهم وقدراتهم والعمل علي تنميتها وإبرازها.. حتي يشعروا بأنهم جزء لا يتجزء من نسيج المجتمع وأنهم محل الرعاية والاهتمام الواجب بهم من حيث التعليم المناسب لهم وامدادهم بالوسائل السمعية واللمسية والايضاحية والرعاية الصحية والنفسية وتوفير الوظائف التي تتناسب مع اعاقتهم ليشعروا بأنهم ليسوا أقل من اخوانهم الأصحاء المعافين نفسياً وجسدياً.
وما أحوجنا إلي أن ننظر نظرة إنسانية إلي هؤلاء جميعا من ذوي الاحتياجات الخاصة.
تعليق