فتحت المدرسة أبوابها وكنت وأمّي أسعد إنسانين في الوجود فالطّفلة المريضة استطاعت أن تمشي من جديد ... ربما لم تكن تمشي كباقي الأطفال ... لكنّها أصبحت قادرة على الذّهاب إلى المدرسة مثلهم ... وتلاشت مخاوف الأم المكلومة من عدم قدرة ابنتها على التّعلّم وتحقيق الآمال الكبيرة التي رسمتها في خيالها لمستقبل باهر لطفلة رأت أنّها متميّزة وتستحقّ أن يكون لها مكان في دنيا الطفولة ... في جدّها ولعبها ومرحها ونشاطها ...
كانت الأيام الأولى صعبة للغاية ... وكانت كلّ خطوة نحو مدرستي بصحبة ابنة عمّ لي تحكي سيرة تحدٍّ عجيب ...
لكن يبدو أنّ الصّغار بفطرتهم وخيالهم يحلمون بالهدف قبل الوصول إليه ... وهكذا كان حالي ... فهدفي في الوصول إلى المدرسة كان ينسيني صعوبة الطريق إليها والألم من رؤية دموع ابنة عمّي تنهمر على خدّيها أسفاً عليّ .. ولطالما دعوتها أن تكفّ عن البكاء حتّى اعتادت أن تحتفظ بثباتها أمامي على الأقلّ ...
وفي يوم عاصف مثلج استيقظت على دنيا بيضاء ... كانت سعادتي لا توصف ...
سأخرج إلى الثّلج وألعب مع الأطفال ... وأكثر من أي وقت مضى قمت بنشاط لارتداء ملابسي ... وقطع أحلامي رنين الهاتف ... فصحت قائلة : ماما .. إذا كانت المعلّمة تريد أن تمنعني من الذّهاب إلى المدرسة فقولي لها : سوف أذهب ولو تزحلقت ...
( وطبعاً جاء هاتف المعلّمة بالاتّفاق مع والدتي ) لكن باءت خطّتهما بالفشل ... فميسون الصغيرة لم تكن تحبّ الرّخص ولا الاستثناءات لأنّها كانت تشعرها بالانتقاص من قدراتها ...
وحين يئست والدتي من إقناعي لم تجد بدّاً من أخذي إلى المدرسة ...
طبعاً ما كنت أمشيه في 5 دقائق أصبحت أمشيه في
10 دقائق أو أكثر .... ولا أخفيكم كنت مبدعة في رياضة (التزحلق) لا التزلّج على الجليد ( خطوة قدّام
و2 ورا ) .. هههه .
المهم أخيراً وصلت بصحبة أمّي ... ولست أنسى ملامح معلّمتي حين رأتني أتيت المدرسة رغم محاولاتها وأمّي في إعفائي من مهمة رأوها شاقّة عليّ ...
ثمّ تقدّمت المعلّمة منّي وقالت وهي تضحك : يا عنيدة ... أتيت ؟ ثمّ قبّلتني وأخذت بيدي إلى الصّفّ وقالت بتهكّم محبّب : ادخلي ميسون خانم ..
ولم أدر حينها ما وراء كلمتها وتهكّمها ...
لكن ما إن دخلت حتى علمت وغرقتُ وإيّاها في الضحك ... هل تعلمون لماذا؟
لأنّ نصف الصّف كان غائباً بسبب الثلج ودونما رخصة من المعلمة ...
وللمواقف بقية ... كلّ على حدة ...
كانت الأيام الأولى صعبة للغاية ... وكانت كلّ خطوة نحو مدرستي بصحبة ابنة عمّ لي تحكي سيرة تحدٍّ عجيب ...
لكن يبدو أنّ الصّغار بفطرتهم وخيالهم يحلمون بالهدف قبل الوصول إليه ... وهكذا كان حالي ... فهدفي في الوصول إلى المدرسة كان ينسيني صعوبة الطريق إليها والألم من رؤية دموع ابنة عمّي تنهمر على خدّيها أسفاً عليّ .. ولطالما دعوتها أن تكفّ عن البكاء حتّى اعتادت أن تحتفظ بثباتها أمامي على الأقلّ ...
وفي يوم عاصف مثلج استيقظت على دنيا بيضاء ... كانت سعادتي لا توصف ...
سأخرج إلى الثّلج وألعب مع الأطفال ... وأكثر من أي وقت مضى قمت بنشاط لارتداء ملابسي ... وقطع أحلامي رنين الهاتف ... فصحت قائلة : ماما .. إذا كانت المعلّمة تريد أن تمنعني من الذّهاب إلى المدرسة فقولي لها : سوف أذهب ولو تزحلقت ...
( وطبعاً جاء هاتف المعلّمة بالاتّفاق مع والدتي ) لكن باءت خطّتهما بالفشل ... فميسون الصغيرة لم تكن تحبّ الرّخص ولا الاستثناءات لأنّها كانت تشعرها بالانتقاص من قدراتها ...
وحين يئست والدتي من إقناعي لم تجد بدّاً من أخذي إلى المدرسة ...
طبعاً ما كنت أمشيه في 5 دقائق أصبحت أمشيه في
10 دقائق أو أكثر .... ولا أخفيكم كنت مبدعة في رياضة (التزحلق) لا التزلّج على الجليد ( خطوة قدّام
و2 ورا ) .. هههه .
المهم أخيراً وصلت بصحبة أمّي ... ولست أنسى ملامح معلّمتي حين رأتني أتيت المدرسة رغم محاولاتها وأمّي في إعفائي من مهمة رأوها شاقّة عليّ ...
ثمّ تقدّمت المعلّمة منّي وقالت وهي تضحك : يا عنيدة ... أتيت ؟ ثمّ قبّلتني وأخذت بيدي إلى الصّفّ وقالت بتهكّم محبّب : ادخلي ميسون خانم ..
ولم أدر حينها ما وراء كلمتها وتهكّمها ...
لكن ما إن دخلت حتى علمت وغرقتُ وإيّاها في الضحك ... هل تعلمون لماذا؟
لأنّ نصف الصّف كان غائباً بسبب الثلج ودونما رخصة من المعلمة ...
وللمواقف بقية ... كلّ على حدة ...
تعليق