تويت
أصل الفانوس:
هناك العديد من القصص منها: أن الخليفة الفاطمى كان يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال
شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق. وكان كل طفل يحمل فانوسه ويقوم
الأطفال معاً بغناء بعض الأغانى الجميلة تعبيراً عن سعادتهم باستقبال شهر رمضان. وهناك قصة
أخرى عن أحد الخلفاء الفاطميين أنه أراد أن يضئ شوارع القاهرة طوال ليالى شهر رمضان،
فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس يتم إضاءتها عن طريق شموع توضع بداخلها.
وتروى قصة ثالثة أنه خلال العصر الفاطمى، لم يكن يُسمح للنساء بترك بيوتهن إلا فى شهر رمضان
وكان يسبقهن غلام يحمل فانوساً لتنبيه الرجال بوجود امرأة فى الطريق لكي يبتعدوا. بهذا الشكل كانت
النساء تستمتعن بالخروج وفى نفس الوقت لا يراهن الرجال. وبعد أن أصبح للنساء حرية الخروج
فى أى وقت، ظل الناس متمسكين بتقليد الفانوس حيث يحمل الأطفال الفوانيس ويمشون فى الشوارع
ويغنون. وهناك قصة رابعة تقول أن الفانوس تقليد قبطي مرتبط بوقت الكريسماس حيث كان الناس
يستخدمونه ويستخدمون الشموع الملونة فى الاحتفال بالكريسماس...
التطور:
تعتبر صناعة الفوانيس من الصناعة القديمة نسبيا، حيث استخدم في صدر الإسلام للإضاءه ليلاً،
ومع بداية العصر الفاطمي أخذت صناعة الفوانيس مساراً إبداعيا, حيث ظهرت طائفة من الحرفيين
في صناعة الفوانيس بأشكالها المتعددة وتزيينها وزخرفتها, ولم يتشكل الفانوس في صورته الحاليه
إلا في نهاية القرن التاسع عشر، وأصبح يستخدم إلى جانب لعب الأطفال في تزيين وإضائة الشوارع
ليلاً ، وقد ارتبطت صناعة الفانوس في القاهرة الفاطميه بأحياء الدرب الأحمر
وبركة الفيل حيث اشتهر من الحرفيين في صناعة الفوانيس بـ"السمكري البلدي" ..
وهناك أنواع عديده للفوانيس القديمة والحديث، ففي الماضي مثلا كانت وما زالت فوانيس الشمع
التي تتميز بألوانها الجذابه والمصنوعه من الزجاج و من الألومنيوم والنحاس وعليها رسومات
مزخرفه ويتم إضاءتها فتعكس ألوان الزجاج المزخرف ولكن يعاب عليها انها مضرة
بصحة الأطفال، ولذا تم استبدالها بأنواع حديثه، وظلت تتطور حتى أصبحت الأن تستخدم
التكنولوجيا الصوتيه والضوئيه واختلفت تماماً عما كانت عليه، ولكنها احتفظت
بإدخال البهجه والسعاده على الأطفال
وقد وصل الاهتمام بالفانوس لدرجة أن العديد من الدول غير الإسلامية صارت تنافسنا في صناعته
وتورده لنا بأسعار أرخص مما نصنعه بها وبأشكال مبتكرة وجذابة ومن تلك الدول
الصين وتايوان وهونج كونج...
رحلة الفانوس:
ويأتي الاهتمام بفانوس رمضان كأحد أهم العادات الموجودة في مصر والتي انتقلت إلى بعض
الدول العربية والخليجية مثل السعودية والبحرين والإمارات، حيث بدأت تنتشر في تلك الدول
فوانيس رمضان كمعلم من معالم الشهر الكريم ..ويرجع البعض انتقال الفانوس من مصر
للدول العربية إلي الجاليات المصرية في الدول العربية التي جلبت معها تلك العادة الموروثة
ومارستها بحرية كاملة وهو ما ساعد في النهاية على خلق بوتقة صهرت الشعوب العربية
ببعضها وجمعتهم تحت مظلة الإسلام وطقوس الشهر الكريم.
الكاتب : أسامة نور الدين
تعليق