تويت
عام 2001 افقت لاجد نفسي ولاول مره ممدا على سرير ابيض وهناك انبوب يخرج من انفي وانبوب آخر من فمي
ادركت اني في المستشفي وتذكرت اني عملت حادث في الطريق العام ولا اعلم اية تفاصيل عن الحادث
حاولت تحريك اطرافي فعجزت ولكني لم يخطر ببالي اني صرت مشلول
تلفت حولي لاجد زوجتي الغاليه تقف بجوار السرير وتقول الحمد لله على السلامه ان شاء الله ايام وتصير بخير
حاولت الكلام ولكني لم استطيع بسبب انبوب التنفس الذي يخرج من فمي فأومأت برأسي لزوجتي متسائلا ماذا حدث؟
قالت وقع لك حادث سير وانت في طريقك للعمل وانت الآن في العنايه المركزه في مستشفي خوله بعد ان غبت عن الوعي لعدة ايام وتوقف قلبك عدة مرات والحمد لله حالتك الى الاحسن بإذن الله
حمدت الله وتوقعت اسواء الاحتمالات (الشلل)
وبالفعل بعد ايام ابلغوني اني ساعيش بقية حياتي مشلول فقلت الحمد لله على كل حال
الفترة التي قضيتها في العنايه المركزه كانت عباره عن سجن داخل سجن حيث اني ضللت في العنايه مدة 45 يوما اولا سجين اعاقتي وعدم قدرتي على تحريك اي جزء من جسمي وسجين تلك الغرفة الكئيبه التي لا ترى فيها سوى الممرضين والاطباء ولا تسمع فيها سوى الانين والصراخ
اليوم يمر بطيئا جدا ونفس الاشياء والاحداث تتكرر امامي او بالاحرى على مسامعي لاني في اغلب الوقت لا ارى سوى سقف الغرفه ولا يزين يومي ويفرج همي سوى موعد الزياره الذي ارى فيه احبابي مثل زوجتي واهلى واصدقائي
زوجتي التي كانت كل يوم تأتي من مسافة 200 كلم لتزورني ساعه واحده تم تعود نفس المسافه ولمدة 45 يوم
تلك الساعه هي اللحظات الوحيده التي انسى فيها همي وينشرح صدرى وان تأخرت عن موعد الزياره يضيق وابداء بالقلق عليها من مخاطر الطريق وانا لا حول لي ولا قوه ولا استطيع الاتصال بها
هناك سجن آخر داخل السجنين الذين ذكرتهما قبل قليل وهو غرفة العزل وهي غرفة بسرير واحد ينقل بها المريض في حال اصابته بمرض معدي فيتم وضعه في تلك الغرفه لوحده ويمنع عنه حتى الزياره وحتى يتم علاجه من ذاك المرض وانا دخلت هذه الغرفه عدة مرات لاصابتي المتكرره بامراض معديه نتيجة طول اقامتي في العنايه المركزه فهذه العدوى تنتقل لي من المرضى الموجودين معي في الغرفه وبصراحه فترة وجودي في تلك الغرفه هي اصعب اللحظات لانه حتى الساعه التي كنت افرج فيها عن همي صارت ممنوعه عني وصرت لا ارى احبابي الا من خلال النافذه اما ابنتي التي تبلغ من العمر سنتان فلم ارها منذ ان دخلت العنايه المركزه ولكني احفظ بصورتها بجنب السرير
في كثير من الاحيان اضعف وابكي على حالى فيأتي ممرض او ممرضه ليخفف عني ويواسيني وكل ممرض يذكر لي اسم نوف وكثيرا ما سمعت هذا الاسم يتردد في العنايه المركزه وكل واحد يقول لي خليك قوي مثل نوف خليك صبور مثل نوف
فسألت احد الممرضات (طبعا بالإيماء بالرأس) من هذه نوف؟؟
قالت ان نوف طفله صغيره من صور وقع حادث سير لاهلها وهي صغيره اصيبت في ذلك الحادث بشلل كان عمرها تقريبا سنتان نوف كانت لا تحرك اطرافها نهائيا ولا تقوى على التنفس الا بمساعدة جهاز التنفس ولا يمكن ان تستغني عنه ابدا
قضت نوف في العنايه المركزه 9 سنوات استطاعت ان تتأقلم مع وضعها وكانت مثل الزهره في ذلك القسم كانت باسمه كثيرة المرح دائما تطلب ان يكون وجهها مقابل الباب لترى ما يحدث في الخارج
رغم حالتها تلك ووجودها في ذلك المكان الذي لم اطيق البقاء فيه 45 يوما استطاعت نوف ان تتكيف مع الوضع كما استطاعت ان تتعلم الكلام باللغه الانجليزيه والهنديه والسواحليه وذلك من خلال سماعها للدكاتره والممرضين
بصراحه شدني وحمسني ما سمعت فسألت الممرضه واين هي نوف الآن؟
فقالت تم نقلها الى مستشفى صور لتقيم في غرفه خاصه هناك بقرب اخوتها واهلها
من تلك اللحظه صورة نوف وقصتها لم تفارق خيالي وقلت في بالي ان شاء الله في يوم من الايام سوف التقيها ان شاء الله
وبالفعل في عام 2002 طلبت من احد اصدقائي ان نذهب الى صور لزيارة نوف فانطلقنا في الصباح الباكر لان الطريق الى صور طويل بعض الشيء المهم اننا وصلنا عند الظهر فسألنا في الاستقبال عن نوف فأخبرونا بمكان غرفتها حيث كان الشيخ بهوان جزاه الله خيرا متكفل بمصاريفها منذ ان وقع لها الحادث وفي صور متوفر لها غرفه خاصه داخل المستشفى مع ممرضتين خاصتين لها تتناوبان على العنايه بها
دخلنا الغرفه لنجد طفله عمرها حوالي 14 سنه وانبوب التنفس يخرج من حنجرتها وقد كانت في ذلك الوقت نائمه فقلنا للمرضه اننا سننتظر بالخارج حتى تصحو
ولما صحت نوف دخلنا وسلمنا عليها وتكلمنا معها بعض الوقت وكانت طفله مرحه جدا
شدني في غرفة نوف وجود كمبيوتر في الغرفه
فقلت لها لمن هذا الكمبيوتر ؟
قالت بكل برأه هذا كمبيوترى
بصراحه دهشت لان نوف لا تحرك اي طرف من اطرافها
قلت لها كيف تستخدمين الكمبيوتر
فردت اضغ قلم في فمي واضغط به على الكيبورد
هنا دمعت عيني واعجبني اصرار نوف رغم انها طفله صغيره لم تذهب لاي مدرسه
بعد ذلك ارتنا صور عائلتها وقالت انها تذهب للبيت في الناسبات وطبعا يكون جهاز التنفس برفقتها
عندما حظر الغداء قررنا الذهاب لنترك نوف تتغدى فسلمنا عليها وودعناه لنختم زياره جميله حافله بالمعاني والعبر ووعدنا نوف بزياره اخرى ولكن للاسف لم نستطع ان نفي بوعدنا لانه وبعد فتره من زيارتنا لنوف بلغني نباء وفاتها الذي احزنني كثيرا واتمنى ان نلتقيها جميعا في الجنه ان شاء الله
واني لاجزم ان هناك بيننا الكثير ممن سمع عن نوف او التقى بها في مستشفي خوله او مستشفي صور
وادعو الجميع ان يأخذ من نوف مثال حي في تحدي الاعاقه
ادركت اني في المستشفي وتذكرت اني عملت حادث في الطريق العام ولا اعلم اية تفاصيل عن الحادث
حاولت تحريك اطرافي فعجزت ولكني لم يخطر ببالي اني صرت مشلول
تلفت حولي لاجد زوجتي الغاليه تقف بجوار السرير وتقول الحمد لله على السلامه ان شاء الله ايام وتصير بخير
حاولت الكلام ولكني لم استطيع بسبب انبوب التنفس الذي يخرج من فمي فأومأت برأسي لزوجتي متسائلا ماذا حدث؟
قالت وقع لك حادث سير وانت في طريقك للعمل وانت الآن في العنايه المركزه في مستشفي خوله بعد ان غبت عن الوعي لعدة ايام وتوقف قلبك عدة مرات والحمد لله حالتك الى الاحسن بإذن الله
حمدت الله وتوقعت اسواء الاحتمالات (الشلل)
وبالفعل بعد ايام ابلغوني اني ساعيش بقية حياتي مشلول فقلت الحمد لله على كل حال
الفترة التي قضيتها في العنايه المركزه كانت عباره عن سجن داخل سجن حيث اني ضللت في العنايه مدة 45 يوما اولا سجين اعاقتي وعدم قدرتي على تحريك اي جزء من جسمي وسجين تلك الغرفة الكئيبه التي لا ترى فيها سوى الممرضين والاطباء ولا تسمع فيها سوى الانين والصراخ
اليوم يمر بطيئا جدا ونفس الاشياء والاحداث تتكرر امامي او بالاحرى على مسامعي لاني في اغلب الوقت لا ارى سوى سقف الغرفه ولا يزين يومي ويفرج همي سوى موعد الزياره الذي ارى فيه احبابي مثل زوجتي واهلى واصدقائي
زوجتي التي كانت كل يوم تأتي من مسافة 200 كلم لتزورني ساعه واحده تم تعود نفس المسافه ولمدة 45 يوم
تلك الساعه هي اللحظات الوحيده التي انسى فيها همي وينشرح صدرى وان تأخرت عن موعد الزياره يضيق وابداء بالقلق عليها من مخاطر الطريق وانا لا حول لي ولا قوه ولا استطيع الاتصال بها
هناك سجن آخر داخل السجنين الذين ذكرتهما قبل قليل وهو غرفة العزل وهي غرفة بسرير واحد ينقل بها المريض في حال اصابته بمرض معدي فيتم وضعه في تلك الغرفه لوحده ويمنع عنه حتى الزياره وحتى يتم علاجه من ذاك المرض وانا دخلت هذه الغرفه عدة مرات لاصابتي المتكرره بامراض معديه نتيجة طول اقامتي في العنايه المركزه فهذه العدوى تنتقل لي من المرضى الموجودين معي في الغرفه وبصراحه فترة وجودي في تلك الغرفه هي اصعب اللحظات لانه حتى الساعه التي كنت افرج فيها عن همي صارت ممنوعه عني وصرت لا ارى احبابي الا من خلال النافذه اما ابنتي التي تبلغ من العمر سنتان فلم ارها منذ ان دخلت العنايه المركزه ولكني احفظ بصورتها بجنب السرير
في كثير من الاحيان اضعف وابكي على حالى فيأتي ممرض او ممرضه ليخفف عني ويواسيني وكل ممرض يذكر لي اسم نوف وكثيرا ما سمعت هذا الاسم يتردد في العنايه المركزه وكل واحد يقول لي خليك قوي مثل نوف خليك صبور مثل نوف
فسألت احد الممرضات (طبعا بالإيماء بالرأس) من هذه نوف؟؟
قالت ان نوف طفله صغيره من صور وقع حادث سير لاهلها وهي صغيره اصيبت في ذلك الحادث بشلل كان عمرها تقريبا سنتان نوف كانت لا تحرك اطرافها نهائيا ولا تقوى على التنفس الا بمساعدة جهاز التنفس ولا يمكن ان تستغني عنه ابدا
قضت نوف في العنايه المركزه 9 سنوات استطاعت ان تتأقلم مع وضعها وكانت مثل الزهره في ذلك القسم كانت باسمه كثيرة المرح دائما تطلب ان يكون وجهها مقابل الباب لترى ما يحدث في الخارج
رغم حالتها تلك ووجودها في ذلك المكان الذي لم اطيق البقاء فيه 45 يوما استطاعت نوف ان تتكيف مع الوضع كما استطاعت ان تتعلم الكلام باللغه الانجليزيه والهنديه والسواحليه وذلك من خلال سماعها للدكاتره والممرضين
بصراحه شدني وحمسني ما سمعت فسألت الممرضه واين هي نوف الآن؟
فقالت تم نقلها الى مستشفى صور لتقيم في غرفه خاصه هناك بقرب اخوتها واهلها
من تلك اللحظه صورة نوف وقصتها لم تفارق خيالي وقلت في بالي ان شاء الله في يوم من الايام سوف التقيها ان شاء الله
وبالفعل في عام 2002 طلبت من احد اصدقائي ان نذهب الى صور لزيارة نوف فانطلقنا في الصباح الباكر لان الطريق الى صور طويل بعض الشيء المهم اننا وصلنا عند الظهر فسألنا في الاستقبال عن نوف فأخبرونا بمكان غرفتها حيث كان الشيخ بهوان جزاه الله خيرا متكفل بمصاريفها منذ ان وقع لها الحادث وفي صور متوفر لها غرفه خاصه داخل المستشفى مع ممرضتين خاصتين لها تتناوبان على العنايه بها
دخلنا الغرفه لنجد طفله عمرها حوالي 14 سنه وانبوب التنفس يخرج من حنجرتها وقد كانت في ذلك الوقت نائمه فقلنا للمرضه اننا سننتظر بالخارج حتى تصحو
ولما صحت نوف دخلنا وسلمنا عليها وتكلمنا معها بعض الوقت وكانت طفله مرحه جدا
شدني في غرفة نوف وجود كمبيوتر في الغرفه
فقلت لها لمن هذا الكمبيوتر ؟
قالت بكل برأه هذا كمبيوترى
بصراحه دهشت لان نوف لا تحرك اي طرف من اطرافها
قلت لها كيف تستخدمين الكمبيوتر
فردت اضغ قلم في فمي واضغط به على الكيبورد
هنا دمعت عيني واعجبني اصرار نوف رغم انها طفله صغيره لم تذهب لاي مدرسه
بعد ذلك ارتنا صور عائلتها وقالت انها تذهب للبيت في الناسبات وطبعا يكون جهاز التنفس برفقتها
عندما حظر الغداء قررنا الذهاب لنترك نوف تتغدى فسلمنا عليها وودعناه لنختم زياره جميله حافله بالمعاني والعبر ووعدنا نوف بزياره اخرى ولكن للاسف لم نستطع ان نفي بوعدنا لانه وبعد فتره من زيارتنا لنوف بلغني نباء وفاتها الذي احزنني كثيرا واتمنى ان نلتقيها جميعا في الجنه ان شاء الله
واني لاجزم ان هناك بيننا الكثير ممن سمع عن نوف او التقى بها في مستشفي خوله او مستشفي صور
وادعو الجميع ان يأخذ من نوف مثال حي في تحدي الاعاقه
تعليق