تناولت «القبس» على مدى خمس حلقات آلام الظهر والعمود الفقري وكيفية التعامل معها وتقنيات العلاج واساليب الدعايات الخادعة
الا ان الألم لا يقتصر على الظهر والعمود الفقري، فهو متنوع ويصيب اي عضو من اعضاء الجسم وله اكثر من شكل ومظهر وعرض، واهماله او التهاون في علاجه يحوله الى حالة مزمنة، فغالبا ما يشكو المريض من ألم يصعب عليه تحديده كما يصعب معرفة اسبابه، ولا يتطرق تفكيره الى انه قد يكون عرضا لمرض خطير، ويكتفي كحل سريع باللجوء الى المسكنات.
ولأن للألم والمسكنات على حد سواء تأثيرات سلبية مباشرة وغير مباشرة، استحدث تخصص طبي يعرف بعلاج الألم.
فما هو هذا التخصص وكيف نشأ ولماذا، وما الذي يقدمه للمرضى، وكيف يُقيّم تعاطي المسكنات وغير ذلك مما يرتبط بالشعور بالألم ؟ تحدث عن هذا كله الدكتور محمد عمر توفيق، رئيس وحدة علاج الألم في جامعة القاهرة، عضو مجلس ادارة الاتحاد العالمي لدراسة الألم - واشنطن - الذي استضافته شركة فايز لإلقاء الضوء على هذا التخصص الجديد في علاج الألم.
عرَّف الدكتورعمر توفيق الالم بأنه شعور كريه.. احساس ينطوي على تجربة حسية ونفسية كريهة ناتجة عن دمار او خطورة على انسجة في الجسم، وقد اوجد الله هذا الاحساس حتى يُجبر المريض على ان يتخلص منه عن طريق التطبيب وازالة السبب الذي يدمر خلايا جسمه، ويضيف موضحا كيف استحدث هذا التخصص فقال:
كان الاساس في البداية هو مساعدة مرضى السرطان، حيث كانوا يعانون من آلام مبرحة، ثم بدأت تظهر بعض المشاكل لجرحى الحرب العالمية الثانية الذين تعرضوا لاصابات في الجهاز العصبي او الطرفي او المركزي، ويعانون آلاما عصبية قوية، فجرى تجميع هؤلاء في مجموعة واحدة وبدأ اجراء الابحاث عليهم، واتضح انهم بحاجة الى متخصصين لمساعدتهم وعلاجهم، من هنا بدأ الاتجاه لعمل عيادات للألم، وتدريب الاطباء على هذا التخصص.
ومع الوقت، وتطور الابحاث اصبح التخصص واضحا وله اساسيات، وهي ان الالم يشير الى المرض ويساعد على تشخيصه، ويختفي عند شفاء المريض.
الألم مرض قائم بذاته
ولكن. وفي واقع الامر، ان بعض المرضى لا يزالون يشعرون بالألم حتى بعد الشفاء، حيث اكتشف ان الاصابة الاساسية التي عولجت قد احدثت خللا في الجهاز العصبي الحسي. وقد يتساءل البعض، هل التأثير يشمل الجهاز العصبي ككل؟
هذه حقيقة، حيث ان استقبال الالم في المخ يأتي من خلال عشر ممرات على الاقل، ويجب ان يكون هناك اتزان وظيفي بين هذه الممرات جميعا، وما يحدث هو خلل في هذا الاتزان يسبب الألم المزمن.. وتلك كانت هي الدراسة المتخصصة في هذا المجال حول الوظائف واختلالها كأي مرض آخر، حيث يعتبر الألم المزمن الآن مرضاً قائما بذاته يصيب الجهاز العصبي.
وان كان الألم ينشأ عن خلل في الاتزان الوظيفي للممرات العصبية التي تصل الى المخ، فما الاسباب التي تؤدي الى هذا الخلل، وما الامراض المرتبطة بالالم المزمن؟ يقول د. عمر:
قد تكون الآلام المزمنة في الجهاز الحركي، وهنا تنتشر آلام الظهر والمفاصل والعضلات فيما يعرف بامراض الروماتيزم.
اما الظهر، حيث لكل انسان 24 فقرة في ظهره تتضمن منطقة الرقبة والخصر ومرتبطة جميعها بالعضلات والاربطة والاعصاب التي تعمل كمساعد للظهر ودرع يحمي العظام من الصدمات الخارجية، وأي خلع بالاربطة او اجهاد للعضلاات اوتمزيق للاعصاب يؤدي الى ألم الظهر.
وتبدأ آلام الظهر العابرة غالبا بشكل توتر في عضلات الظهر، وتعبر عن نفسها صراحة من خلال حركات معينة، ويمكن للعضلات التي تتشنج بشكل دائم ان تسلط ضغطا على الاعصاب والعمود الفقري، وبالتالي تؤدي الى آلام اشد واكثر تكراراً، اما الآلام الناتجة عن امراض اخرى فهي غالبا آلام قد تكون عرضا لامراض تصيب العظام والمفاصل والاعصاب او العضلات مثل عرق النسا والتهاب اطراف الاعصاب وتصلب الجهاز العصبي وغير ذلك من الامراض، ومنها اصابة الاطراف وتأثر الاعصاب في مرضى السكر، وكذلك اصابة النخاع الشوكي والفقرات، وهذه كلها تسبب آلاماً عصبية بالاضافة الى ألم في الاحشاء مثل القولون العصبي، او التهاب المعدة والتهاب المثانة العصبي، فهذه كلها امراض سببها اختلال وظيفي في نقل الاحساس من هذه المنطقة الى المخ، فبالتحليل لا يوجد شيء، ولكن وظيفة العضو قد اضطربت، وفي النهاية تأتي آلام السرطان غير القابلة للشفاء.
نمط حياتنا
وبعيدا عن تعدد اسباب الالم المرضية، هل توجد اسباب اخرى، ومتى يقول الشخص بثقة انه يعاني من الالم في الظهر؟ يقول د. عمر:
عندما يتكرر الشعور بالالم او يعترى الاصحاء فجأة، فان اول ما يجب ان يفكر فيه الفرد هو نمط حياته، فلا بد من ان هناك خطأ ما، لان هذه الآلام في الغالب عصبية نتيجة ضعف العضلات مع تقدم السن وزيادة الوزن والراحة غير الصحية.
ومن الاسباب الاخرى الناتجة عن نمط الحياة وطريقة معيشتنا:
1 - النوم على فراش رخو جدا أو هابط من الوسط فيؤدي الى انحناء العمود الفقري خلال النوم، ويشتبه في هذا السبب عندما يطرأ الم الظهر عند الاستيقاظ.
2 - الوضع المستهجن، فينشأ الم الظهر بسبب تموج العمود الفقري عن منحناه الطبيعي، وعلى الشخص الذي يعاني ألما في الظهر ان يجتهد في تحسين وضعه اثناء وقفه ومشيه وعمله.
3 - حمل الاثقال او رفعها، وهو سبب شائع جدا حيث تقاسي عضلات الظهر والاربطة وطأة الشد، كما ان عدم الاحتراس عند رفع الاشياء الثقيلة يهبّط من طاقة العضلات.
4- الجلوس الطويل لساعات.. وقد اصبح هذا عادة شائعة بين الناس سواء بالجلوس في العمل او امام الكمبيوتر او شاشة التلفزيون مما يسبب اجهادا على الظهر قد يؤدي الى توتر في العضلات ومن ثم الما في الظهر.
ولتجنب ذلك يفضل ان ينهض الفرد واقفا وان يتحرك فيما حوله من فترة لأخرى. مع مراعاة ان يكون الكرسي الذي يجلس عليه من النوع الصلب وظهره مستقيما.
5- الحمل: تتعرض الحامل الى الشعور بألم في الظهر احيانا، وكذلك يصاحب الدورة الشهرية ألما في الظهر لدى معظم السيدات والآنسات.
ويضيف د. عمر: كثير من المرضى يمكن تحديد سبب شعورهم بالألم بمجرد النظر اليهم، حيث لا توجد لديهم مشكلة واضحة تؤكد غير هذا. وبمجرد تغيير هذه الامور يتحسن الشخص ويشفى تماما.
المشي ثم المشي
وفي نمط الحياة ايضا.. هل تلعب الرياضة دورا في علاج الألم، كيف؟ يوضح د. عمر:
هناك الم مزمن وظيفي ناتج عن نقص كيماويات في المخ، وهذه الكيماويات تتكون اثناء النوم واثناء المشي الذي هو رياضة بسيطة لكنها مستمرة ويسهل ممارستها. ويبدأ ظهور هذه المواد في الدم بعد 40 دقيقة من ممارسة الرياضة، ويظل تركيزها مرتفع لمدة 24 ساعة على الاقل.
وكثير من الامراض الحديثة ثبت انها نتيجة نقص هذه الكيماويات (سيروتونين وانكفالين) حيث تنظم هذه المواد وظائف خلايا الجسم كله، حتى اننا نعتبر العضلة غدة صماء وبتشغيلها تفرز هذه المواد. وكثير من الامراض ينتج عن حرمان الجسم منها، مثل الصداع المزمن، فاذا لم يمشي المريض لن يشفي، والمشي اساس العلاج مهما تناولنا من ادوية.
واود ان اضيف هنا ان هذه المواد هي نفسها التي تزداد بعمل جلسة ابر صينية، فالمشي 35 دقيقة يعادل جلسة ابر صينية. وهذا يحسن التهاب العضلات والصداع النصفي واضطراب القولون وخلل السكر وضغط الدم.. وبالامكان ملاحظة انتشار مرض السكر والذبحات الصدرية وضغط الدم لكثرة استخدام الكمبيوتر والفيديو والجلوس امام التلفزيون وعدم ممارسة الرياضة.
المسكنات.. ما لها وما عليها
وحيث يلجأ كثيرون الى استخدام المسكنات للتخلص من الالم في حين انها تعالج العرض ولا تعالج السبب، يؤكد د. عمر:
ان الاعتماد على المسكن كعلاج لفترة طويلة - شهر مثلا - امر مضر لأنه يؤثر في انسجة كثيرة في الجسم منها المعدة والكلى، ولكن.. لا بد ان نعرف ان الألم نفسه له تأثير ضار في الجسم، فلا ينبغي ان نتجاهل الالم ونهمله، لأن وجوده يدمر مناعة الجسم، وعليه فضرر الادوية المسكنة اقل، ومن المسكنات ما يعالج او يساهم في العلاج ايضا، فلا يسكن الالم فقط. ومنها نيورونتن NEURONTIN الذي يعد العلاج رقم 1 في العالم لالتهاب الاعصاب، حيث ثبت انه يزيل الخلل العصبي الناتج عن التهاب الاعصاب ويشفي المريض شفاء حقيقيا وليس مجرد تسكين الالم. كذلك فإنه لا يتعارض مع الادوية الاخرى
التي يتناولها المريض، حيث ان ادوية الاعصاب تؤثر في جملة الادوية الأخرى اذا ما كان المريض يتناولها، وهذه نقطة مهمة جدا خاصة عند مرضى السكر الذين لديهم التهاب في الاعصاب حيث تتعارض مع ادوية السكر، بينما لا يتعارض نيورونتن معها.
هذا عدا انه اكثر امانا لكبار السن حيث قد تسبب بعض الادوية هبوطا في وظائف الكبد او الكلى عندهم، فعادة ما يتناول كبار السن ادوية للضغط والقلب والسكر.
اما عن تأثيراته الاخرى او ما يعرف بالاعراض الجانبية فهو يؤدي للميل الى النعاس بما نسبته 10% عند المرضى، وكثير من مرضى الاعصاب مشكلتهم الاساسية عدم النوم لان آلامها تظهر عادة في الليل، وقد يكون هذا الميل الى النعاس مطلوبا.
وفيما عدا المسكنات يوضح د. عمر ان هناك وسائل علاجية اخرى فيقول:
نتعامل احيانا بحقن الاعصاب نفسها، او حقن النخاع الشوكي بالادوية، او تركيب مضخات لضخ الدواء في النخاع الشوكي وذلك لمرضى الحالات الصعبة او المستعصية، ويمكن ازالة بعض الاعصاب باذابتها بالحقن تحت الاشعة بمواد خاصة. وهذا بالنسبة لامراض السرطان المتقدم.
اما الحديث في علاج الالم فهو زرع منبهات للاعصاب، حيث يكون احيانا سبب الخلل الذي يؤدي الى الالم، هو هبوط في وظائف المخ والنخاع الشوكي، فيمكن زرع الكترود كهربائي (اقطاب كهربائية) في النخاع الشوكي والمخ لتنشيطهما في بعض الحالات. وهي امراض التهاب الاعصاب المزمن.
نصيحة متخصص
1 - لا تتخلوا عن الرياضة البدنية واهمها المشي.
من يمشي 35 دقيقة كل يوم لن يحتاج الى الذهاب للطبيب.
2 - انتبهوا لزيادة الوزن.. ولكن حتى لو كان الوزن زائدا فالمواد التي تفرز بالمشي سوف تؤدي الى حرق الدهون الزائدة.
3 - اختاروا الكرسي الذي تجلسون عليه والأسرّة وفراشها التي تنامون عليها.
4 - الاعشاب والابر الصينية يمكن ان تؤدي الى راحة مؤقتة ولكن يجب عمل نوع من التأهيل للمناطق الضعيفة التي تسبب الألم، فهناك فرق بين ان نريح المريض او ان نشفيه.
الألم المزمن
من يدخل في حلقة مفرغة من الألم ثم التعافي ثم الألـــم وهكذا.. قد يتحول الى ألم مزمــن، ولا تساعد الحياة فيما بعد على ان يبقى من دون ألم من دون مساعدة الطبيب.
عموما يشكل كل ألم ناتج عن مرض نسبة من مجمل الآلام الناتجة عن الامراض المختلفة كالتالي:
1 - امراض الروماتيزم (الجهاز الحركي) يشكل كل مرض منها 1%.
2 - آلام الظهر المزمنة 12% وتشمل جميع الاعمار.
3 - قد تصل نسبة آلام الظهر الى 50 - 60% بعد سن الخمسين.
3 - يشكل التهاب الاعصاب الناتج عن السكر واحدا في الألف.
متى تستبدل الفراش؟
فراش سرير النوم من اشهر واكثر الاسباب لحدوث ألم الظهر حيث لا ينتبه كثيرون الى نوعية الفراش (المرتبة).
وما يحدث انه إذا كان لينا فانه يجعل عضلات ظهرك تعمل حتى اثناء النوم، وذلك كي يبقى العمود الفقري في وضع سليم.
اما كيف يمكنك تحديد ان كان هذا الفراش صحيا ام لا؟ فذلك يتضح عند تقلبك على المرتبة اثناء النوم، فإذا سندت بيدك حتى يمكنك ان تتقلب، فهذا يعني انها لينة، أما إذا لم تكن المرتبة ثابتة تحت اليد التي تسند بها بصورة واضحة، فهذا يعني انه لا بد من تغييرها حتى ولو لم تشتك لانك سوف تشتكي بالتأكيد
http://www.alqabas.com .kw/magazine_detail s.php?id=24965
منقول
الا ان الألم لا يقتصر على الظهر والعمود الفقري، فهو متنوع ويصيب اي عضو من اعضاء الجسم وله اكثر من شكل ومظهر وعرض، واهماله او التهاون في علاجه يحوله الى حالة مزمنة، فغالبا ما يشكو المريض من ألم يصعب عليه تحديده كما يصعب معرفة اسبابه، ولا يتطرق تفكيره الى انه قد يكون عرضا لمرض خطير، ويكتفي كحل سريع باللجوء الى المسكنات.
ولأن للألم والمسكنات على حد سواء تأثيرات سلبية مباشرة وغير مباشرة، استحدث تخصص طبي يعرف بعلاج الألم.
فما هو هذا التخصص وكيف نشأ ولماذا، وما الذي يقدمه للمرضى، وكيف يُقيّم تعاطي المسكنات وغير ذلك مما يرتبط بالشعور بالألم ؟ تحدث عن هذا كله الدكتور محمد عمر توفيق، رئيس وحدة علاج الألم في جامعة القاهرة، عضو مجلس ادارة الاتحاد العالمي لدراسة الألم - واشنطن - الذي استضافته شركة فايز لإلقاء الضوء على هذا التخصص الجديد في علاج الألم.
عرَّف الدكتورعمر توفيق الالم بأنه شعور كريه.. احساس ينطوي على تجربة حسية ونفسية كريهة ناتجة عن دمار او خطورة على انسجة في الجسم، وقد اوجد الله هذا الاحساس حتى يُجبر المريض على ان يتخلص منه عن طريق التطبيب وازالة السبب الذي يدمر خلايا جسمه، ويضيف موضحا كيف استحدث هذا التخصص فقال:
كان الاساس في البداية هو مساعدة مرضى السرطان، حيث كانوا يعانون من آلام مبرحة، ثم بدأت تظهر بعض المشاكل لجرحى الحرب العالمية الثانية الذين تعرضوا لاصابات في الجهاز العصبي او الطرفي او المركزي، ويعانون آلاما عصبية قوية، فجرى تجميع هؤلاء في مجموعة واحدة وبدأ اجراء الابحاث عليهم، واتضح انهم بحاجة الى متخصصين لمساعدتهم وعلاجهم، من هنا بدأ الاتجاه لعمل عيادات للألم، وتدريب الاطباء على هذا التخصص.
ومع الوقت، وتطور الابحاث اصبح التخصص واضحا وله اساسيات، وهي ان الالم يشير الى المرض ويساعد على تشخيصه، ويختفي عند شفاء المريض.
الألم مرض قائم بذاته
ولكن. وفي واقع الامر، ان بعض المرضى لا يزالون يشعرون بالألم حتى بعد الشفاء، حيث اكتشف ان الاصابة الاساسية التي عولجت قد احدثت خللا في الجهاز العصبي الحسي. وقد يتساءل البعض، هل التأثير يشمل الجهاز العصبي ككل؟
هذه حقيقة، حيث ان استقبال الالم في المخ يأتي من خلال عشر ممرات على الاقل، ويجب ان يكون هناك اتزان وظيفي بين هذه الممرات جميعا، وما يحدث هو خلل في هذا الاتزان يسبب الألم المزمن.. وتلك كانت هي الدراسة المتخصصة في هذا المجال حول الوظائف واختلالها كأي مرض آخر، حيث يعتبر الألم المزمن الآن مرضاً قائما بذاته يصيب الجهاز العصبي.
وان كان الألم ينشأ عن خلل في الاتزان الوظيفي للممرات العصبية التي تصل الى المخ، فما الاسباب التي تؤدي الى هذا الخلل، وما الامراض المرتبطة بالالم المزمن؟ يقول د. عمر:
قد تكون الآلام المزمنة في الجهاز الحركي، وهنا تنتشر آلام الظهر والمفاصل والعضلات فيما يعرف بامراض الروماتيزم.
اما الظهر، حيث لكل انسان 24 فقرة في ظهره تتضمن منطقة الرقبة والخصر ومرتبطة جميعها بالعضلات والاربطة والاعصاب التي تعمل كمساعد للظهر ودرع يحمي العظام من الصدمات الخارجية، وأي خلع بالاربطة او اجهاد للعضلاات اوتمزيق للاعصاب يؤدي الى ألم الظهر.
وتبدأ آلام الظهر العابرة غالبا بشكل توتر في عضلات الظهر، وتعبر عن نفسها صراحة من خلال حركات معينة، ويمكن للعضلات التي تتشنج بشكل دائم ان تسلط ضغطا على الاعصاب والعمود الفقري، وبالتالي تؤدي الى آلام اشد واكثر تكراراً، اما الآلام الناتجة عن امراض اخرى فهي غالبا آلام قد تكون عرضا لامراض تصيب العظام والمفاصل والاعصاب او العضلات مثل عرق النسا والتهاب اطراف الاعصاب وتصلب الجهاز العصبي وغير ذلك من الامراض، ومنها اصابة الاطراف وتأثر الاعصاب في مرضى السكر، وكذلك اصابة النخاع الشوكي والفقرات، وهذه كلها تسبب آلاماً عصبية بالاضافة الى ألم في الاحشاء مثل القولون العصبي، او التهاب المعدة والتهاب المثانة العصبي، فهذه كلها امراض سببها اختلال وظيفي في نقل الاحساس من هذه المنطقة الى المخ، فبالتحليل لا يوجد شيء، ولكن وظيفة العضو قد اضطربت، وفي النهاية تأتي آلام السرطان غير القابلة للشفاء.
نمط حياتنا
وبعيدا عن تعدد اسباب الالم المرضية، هل توجد اسباب اخرى، ومتى يقول الشخص بثقة انه يعاني من الالم في الظهر؟ يقول د. عمر:
عندما يتكرر الشعور بالالم او يعترى الاصحاء فجأة، فان اول ما يجب ان يفكر فيه الفرد هو نمط حياته، فلا بد من ان هناك خطأ ما، لان هذه الآلام في الغالب عصبية نتيجة ضعف العضلات مع تقدم السن وزيادة الوزن والراحة غير الصحية.
ومن الاسباب الاخرى الناتجة عن نمط الحياة وطريقة معيشتنا:
1 - النوم على فراش رخو جدا أو هابط من الوسط فيؤدي الى انحناء العمود الفقري خلال النوم، ويشتبه في هذا السبب عندما يطرأ الم الظهر عند الاستيقاظ.
2 - الوضع المستهجن، فينشأ الم الظهر بسبب تموج العمود الفقري عن منحناه الطبيعي، وعلى الشخص الذي يعاني ألما في الظهر ان يجتهد في تحسين وضعه اثناء وقفه ومشيه وعمله.
3 - حمل الاثقال او رفعها، وهو سبب شائع جدا حيث تقاسي عضلات الظهر والاربطة وطأة الشد، كما ان عدم الاحتراس عند رفع الاشياء الثقيلة يهبّط من طاقة العضلات.
4- الجلوس الطويل لساعات.. وقد اصبح هذا عادة شائعة بين الناس سواء بالجلوس في العمل او امام الكمبيوتر او شاشة التلفزيون مما يسبب اجهادا على الظهر قد يؤدي الى توتر في العضلات ومن ثم الما في الظهر.
ولتجنب ذلك يفضل ان ينهض الفرد واقفا وان يتحرك فيما حوله من فترة لأخرى. مع مراعاة ان يكون الكرسي الذي يجلس عليه من النوع الصلب وظهره مستقيما.
5- الحمل: تتعرض الحامل الى الشعور بألم في الظهر احيانا، وكذلك يصاحب الدورة الشهرية ألما في الظهر لدى معظم السيدات والآنسات.
ويضيف د. عمر: كثير من المرضى يمكن تحديد سبب شعورهم بالألم بمجرد النظر اليهم، حيث لا توجد لديهم مشكلة واضحة تؤكد غير هذا. وبمجرد تغيير هذه الامور يتحسن الشخص ويشفى تماما.
المشي ثم المشي
وفي نمط الحياة ايضا.. هل تلعب الرياضة دورا في علاج الألم، كيف؟ يوضح د. عمر:
هناك الم مزمن وظيفي ناتج عن نقص كيماويات في المخ، وهذه الكيماويات تتكون اثناء النوم واثناء المشي الذي هو رياضة بسيطة لكنها مستمرة ويسهل ممارستها. ويبدأ ظهور هذه المواد في الدم بعد 40 دقيقة من ممارسة الرياضة، ويظل تركيزها مرتفع لمدة 24 ساعة على الاقل.
وكثير من الامراض الحديثة ثبت انها نتيجة نقص هذه الكيماويات (سيروتونين وانكفالين) حيث تنظم هذه المواد وظائف خلايا الجسم كله، حتى اننا نعتبر العضلة غدة صماء وبتشغيلها تفرز هذه المواد. وكثير من الامراض ينتج عن حرمان الجسم منها، مثل الصداع المزمن، فاذا لم يمشي المريض لن يشفي، والمشي اساس العلاج مهما تناولنا من ادوية.
واود ان اضيف هنا ان هذه المواد هي نفسها التي تزداد بعمل جلسة ابر صينية، فالمشي 35 دقيقة يعادل جلسة ابر صينية. وهذا يحسن التهاب العضلات والصداع النصفي واضطراب القولون وخلل السكر وضغط الدم.. وبالامكان ملاحظة انتشار مرض السكر والذبحات الصدرية وضغط الدم لكثرة استخدام الكمبيوتر والفيديو والجلوس امام التلفزيون وعدم ممارسة الرياضة.
المسكنات.. ما لها وما عليها
وحيث يلجأ كثيرون الى استخدام المسكنات للتخلص من الالم في حين انها تعالج العرض ولا تعالج السبب، يؤكد د. عمر:
ان الاعتماد على المسكن كعلاج لفترة طويلة - شهر مثلا - امر مضر لأنه يؤثر في انسجة كثيرة في الجسم منها المعدة والكلى، ولكن.. لا بد ان نعرف ان الألم نفسه له تأثير ضار في الجسم، فلا ينبغي ان نتجاهل الالم ونهمله، لأن وجوده يدمر مناعة الجسم، وعليه فضرر الادوية المسكنة اقل، ومن المسكنات ما يعالج او يساهم في العلاج ايضا، فلا يسكن الالم فقط. ومنها نيورونتن NEURONTIN الذي يعد العلاج رقم 1 في العالم لالتهاب الاعصاب، حيث ثبت انه يزيل الخلل العصبي الناتج عن التهاب الاعصاب ويشفي المريض شفاء حقيقيا وليس مجرد تسكين الالم. كذلك فإنه لا يتعارض مع الادوية الاخرى
التي يتناولها المريض، حيث ان ادوية الاعصاب تؤثر في جملة الادوية الأخرى اذا ما كان المريض يتناولها، وهذه نقطة مهمة جدا خاصة عند مرضى السكر الذين لديهم التهاب في الاعصاب حيث تتعارض مع ادوية السكر، بينما لا يتعارض نيورونتن معها.
هذا عدا انه اكثر امانا لكبار السن حيث قد تسبب بعض الادوية هبوطا في وظائف الكبد او الكلى عندهم، فعادة ما يتناول كبار السن ادوية للضغط والقلب والسكر.
اما عن تأثيراته الاخرى او ما يعرف بالاعراض الجانبية فهو يؤدي للميل الى النعاس بما نسبته 10% عند المرضى، وكثير من مرضى الاعصاب مشكلتهم الاساسية عدم النوم لان آلامها تظهر عادة في الليل، وقد يكون هذا الميل الى النعاس مطلوبا.
وفيما عدا المسكنات يوضح د. عمر ان هناك وسائل علاجية اخرى فيقول:
نتعامل احيانا بحقن الاعصاب نفسها، او حقن النخاع الشوكي بالادوية، او تركيب مضخات لضخ الدواء في النخاع الشوكي وذلك لمرضى الحالات الصعبة او المستعصية، ويمكن ازالة بعض الاعصاب باذابتها بالحقن تحت الاشعة بمواد خاصة. وهذا بالنسبة لامراض السرطان المتقدم.
اما الحديث في علاج الالم فهو زرع منبهات للاعصاب، حيث يكون احيانا سبب الخلل الذي يؤدي الى الالم، هو هبوط في وظائف المخ والنخاع الشوكي، فيمكن زرع الكترود كهربائي (اقطاب كهربائية) في النخاع الشوكي والمخ لتنشيطهما في بعض الحالات. وهي امراض التهاب الاعصاب المزمن.
نصيحة متخصص
1 - لا تتخلوا عن الرياضة البدنية واهمها المشي.
من يمشي 35 دقيقة كل يوم لن يحتاج الى الذهاب للطبيب.
2 - انتبهوا لزيادة الوزن.. ولكن حتى لو كان الوزن زائدا فالمواد التي تفرز بالمشي سوف تؤدي الى حرق الدهون الزائدة.
3 - اختاروا الكرسي الذي تجلسون عليه والأسرّة وفراشها التي تنامون عليها.
4 - الاعشاب والابر الصينية يمكن ان تؤدي الى راحة مؤقتة ولكن يجب عمل نوع من التأهيل للمناطق الضعيفة التي تسبب الألم، فهناك فرق بين ان نريح المريض او ان نشفيه.
الألم المزمن
من يدخل في حلقة مفرغة من الألم ثم التعافي ثم الألـــم وهكذا.. قد يتحول الى ألم مزمــن، ولا تساعد الحياة فيما بعد على ان يبقى من دون ألم من دون مساعدة الطبيب.
عموما يشكل كل ألم ناتج عن مرض نسبة من مجمل الآلام الناتجة عن الامراض المختلفة كالتالي:
1 - امراض الروماتيزم (الجهاز الحركي) يشكل كل مرض منها 1%.
2 - آلام الظهر المزمنة 12% وتشمل جميع الاعمار.
3 - قد تصل نسبة آلام الظهر الى 50 - 60% بعد سن الخمسين.
3 - يشكل التهاب الاعصاب الناتج عن السكر واحدا في الألف.
متى تستبدل الفراش؟
فراش سرير النوم من اشهر واكثر الاسباب لحدوث ألم الظهر حيث لا ينتبه كثيرون الى نوعية الفراش (المرتبة).
وما يحدث انه إذا كان لينا فانه يجعل عضلات ظهرك تعمل حتى اثناء النوم، وذلك كي يبقى العمود الفقري في وضع سليم.
اما كيف يمكنك تحديد ان كان هذا الفراش صحيا ام لا؟ فذلك يتضح عند تقلبك على المرتبة اثناء النوم، فإذا سندت بيدك حتى يمكنك ان تتقلب، فهذا يعني انها لينة، أما إذا لم تكن المرتبة ثابتة تحت اليد التي تسند بها بصورة واضحة، فهذا يعني انه لا بد من تغييرها حتى ولو لم تشتك لانك سوف تشتكي بالتأكيد
http://www.alqabas.com .kw/magazine_detail s.php?id=24965
منقول
تعليق