الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدكتورة فوزية أخضر في حوار مع "لها أون لاين" حول هموم الطفل المعاق ومشكلاته

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    الدكتورة فوزية أخضر في حوار مع "لها أون لاين" حول هموم الطفل المعاق ومشكلاته



    يحتاج الطفل المعاق إلى اهتمام خاص من والديه والمجتمع؛ حتى يستطيع أن يتكيف مع إعاقته ويتفاعل مع مجتمعه ولا ينزوي بعيدا عن الناس، لكن لتوفير مثل هذا الاهتمام لا بد من تثقيف الوالدين أولا، والمجتمع ثانيا بثقافة التعامل مع الأطفال المعاقين، حول هموم الطفل المعاق ومشكلاته، كان لنا هذا اللقاء مع الدكتورة فوزية محمد أخضر، مدير عام التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم سابقا، وعضو مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين وعضو مجلس إدارة الجمعية الوطنية للمتقاعدين، وهذا نص الحوار:

    في البداية نود أن نتعرف على الدكتورة فوزية أخضر؟
    أنا من أسرة تنحدر من ينبع النخل، لكنني نشأت وترعرعت في الرياض، والدي كان آخر رئيس لبلدية الرياض التي تحولت بعد ذلك إلى أمانة الرياض كما كان أول رئيس لمؤسسة النقد العربي، حصلت على شهادة المرحلة الابتدائية من الرئاسة العامة لتعليم البنات، والكفاءة المتوسطة من مبرة الملك سعود، والتي كانت ترأسها ابنته صاحبة السمو الملكي الأميرة حصة بنت سعود بن عبد العزيز, ثم حصلت على شهادة المرحلة الثانوية من معهد كريمات الملك سعود التابع لمعهد العاصمة آنذاك, حيث لم تكن هناك مدارس تمنح شهادة المرحلة الثانوية للبنات غيره وتزوجت في العام نفسه، ثم انتسبت إلى جامعة الملك سعود لقسم الآداب تخصص تاريخ, حيث لم يكن هناك انتظام للبنات بهذه الجامعة أو غيرها آنذاك.

    لماذا اتجهت من دراسة التاريخ إلى الاهتمام بالتربية الخاصة؟
    أثناء الدراسة الجامعية رزقت بابني البكر إيهاب، وقد لاحظت أنه مختلف عن بقية الأطفال من حيث إنه لا يستجيب للأصوات, وينام وسط الضجيج بدون إزعاج ، فقد كان مصابا بالصمم الكلي منذ الولادة، وكنت كلما استفسر عن ذلك كان يقال لي إن ذلك طبيعي؛ لأنه الطفل الأول وقد يتأخر في الكلام و قد يكون لا يعرف اسمه؛ لذلك لا يتجاوب مع الأصوات إلى آخر هذه التفسيرات غير المنطقية, ثم اكتشفت الحقيقة وبدأت أعيش نفس المراحل التي تمر بها كل أسرة من صدمة وإنكار وعدم تصديق وإلقاء اللوم على الآخر، حتى بدأت أتعايش مع الأمر وأفكر في كيفية التكيف معه.
    وقد تباينت أراء الأطباء في ذلك الوقت بأنه من قد يكون انسداد بالشمع، و يمكن علاجه أو قد يكون التهاب حاد أو ثقب بالطبلة، وهكذا لم نجد الطبيب أو المختص الذي استطاع أن يشرح لي الحالة كأم, أو ينصحها بماذا يجب عليها أن تفعل؟، وكان جميع الأطباء يتحدثون عن الحالة بكلمات مقتضبة جداً وكأن الحالة لم يسمعوا عنها من قبل، وكان بعض الأطباء يعطوني الأمل بالشفاء, ويصورون الحالة أنها مجرد مرض طارئ وسيشفى منه الابن.
    و هكذا بقيت على هذا الأمل سنتين أو أكثر, ثم قررت أخذه للخارج لتشخيص الحالة وقد تعاطف معنا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز (يرحمه الله) معنا حيث أمر لنا بالسفر للعلاج على حساب سموه الخاص، وتمت موافقة سموه على منح زوجي أجازة لعلاج الابن وذهبت إلى لندن, وهناك عرفت ما لم أعرفه من قبل، فقد عرفت أن ابني مصاب بصمم حسِّي عصبي شديد, وبأن هذا النوع من الصمم لا يمكن علاجه جراحياً، ولا عن طريق الأدوية، وأنني يجب أن أكون على دراية تامة وخبرة بهذه الإعاقة وطرق التعامل معها، إلى آخر النصائح الضرورية والمهمة و التي أضاءت لي الطريق، وعرفتني الحقيقة كما عرفت بأن هذا النوع من الإعاقة قد تصاحبه إعاقة أخرى، هي إعاقة البكم إذا لم يتعلم الكلام مبكراَ, ولكن في حالة التدخل المبكر فقد تخفف من شدة آثار الإعاقة, وأن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الأم أولاَ وأخيراَ , وأن الأم هي المعلمة الأولى والوحيدة التي تستطيع جعل ابنها ينشأ شبه طبيعي ويعتمد على نفسه مثل الأطفال العاديين, فإذا هي تقبلته فسوف يتقبله المجتمع وإذا رفضته أو خجلت منه أو حاولت إخفاء هذه الحقيقة عن الناس والمجتمع, فهذا سينعكس سلباً عليه مباشرة وقد يصبح انطوائيا ليس لدية الثقة في نفسه أو في المجتمع، وقد يصبح معتمداً علينا كلياً في كل أموره، وهكذا غيرت مسيرة حياتي لخدمة هذه الإعاقة بسبب ابني حتى أوصلته إلى بر الأمان، وهو الآن متخرج وموظف في المكتب الخاص لرئيس المراسم الملكية ولديه 4 بنات وولد.
    ولم يقف العطاء عند حدود إعاقة الابن، بل من أجله عملت على خدمة جميع ذوي الإعاقة، وأصبحت مسؤولة عن هذه الفئات في جميع مناطق المملكة لمدة 38 عاما بعد أن تمكنت من الدراسة والحصول على الدراسات العليا ماجستير ودكتوراه من كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

    ما أبرز الجهود التي بذلتموها في هذا المجال؟
    حاولت أن أنشر ثقافة التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وقد تمكنت من تأليف عدد من المؤلفات في هذا الإطار منها:
    - دمج الطلاب الصم وضعاف السمع في المدارس العادية عام 1411هـ.
    - المدخل إلى تعليم ذوي الصعوبات التعليمية والموهوبين عام 1414هـ.
    - الفئات الحائرة عام 1417هـ.
    - تعليم المعاقين سمعياً في مفترق الطرق 1420هـ.
    - مراكز التشخيص والتدخل المبكر 1421هـ.
    كما شاركت في تأليف وتعديل بعض مناهج الصم في وزارة التربية والتعليم ، وقد دونت التجارب التي مرت بي في حياتي في كتاب "مسيرتي والتربية الخاصة لمدة 38 عام (معاناتي والتربية الخاصة) وكان إهداء الكتاب لصاحب السمو الملكي الأمير "سلطان بن عبد العزيز"، يرحمه الله، تعبيرا عن وقفات سموه الكريم معي في مسيرة حياتي وفيه تحدثت عن حياتي العملية والعلمية وتجربتي الشخصية.
    من المواقف التي لا أنساها أذكر أنني طلبت من صاحب السمو الملكي الأمير "سلطان بن عبد العزيز" افتتاح مركز لأبناء الضباط من ذوي الإعاقة، ولكن سموه تجاوب مع طلبي ولم ينش مركزا فقط، بل أنشأ مدينة متكاملة تخدم ذوي الإعاقة هي أكبر صرح تأهيلي طبي متخصص في الشرق الأوسط وهي مدينة سلطان للخدمات الإنسانية.

    برأيك ما معوقات العمل التطوعي في السعودية؟
    إن المفهوم العام للتطوع هو بذل الجهد أو المال أو الوقت أو الخبرة بدافع ذاتي, ودون مقابل مادي, وثقافة العمل الخيري موجودة لدى غالبية أفراد المجتمع دون تحديد، لأنها من مبادئ ديننا الإسلامي، لكن لا بد من تفعيلها بشكل أفضل وأوسع ومنظم ليؤتي ثمره على كافة المستويات. والمجتمع السعودي يتميز بحبه لعمل الخير والتكافل الاجتماعي بين أفراده، كما تدعو إلى ذلك تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وتقوم بلادنا بدور كبير في مجال العمل الخيري وإيجاد المؤسسات الخيرية في مختلف مناطق المملكة، وهي تحتاج إلى جهد إعلامي فعّال لاكتساب ثقة المواطنين. والمتعارف عليه أنّ أعمال الخير تشيع الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع، والمال وسيلة من وسائل الخير والنفع، ويجب أن نوظّفه في خدمة وطننا ومجتمعنا ليزدهر فيه الخير والبر والتعاون ونرسخ مفهوم الخروج من دائرة (الأنا) المطلقة إلى مفهوم (نحن)، وقد تكون معوقات العمل التطوعي في العالم العربي لعدد من الأسباب منها:
    1ـ التنشئة الأسرية التي أصبحت تهتم فقط بالتعليم دون زرع روح التطوع، و بث الانتماء والمواطنة و حب مساعدة الآخرين.
    2ـ كما أن مناهج و أنشطة المدارس و الجامعات تكاد تكون خالية من كل ما يشجع على العمل التطوعي الحقيقي.
    3ـ غياب التوعية الإعلامية.
    4ـ الضغوط الاقتصادية التي يعاني منها معظم الشباب من الأسباب التي تدفع البعض؛ للبحث عن عمل مساعد بأجر والانغماس فيه, و بالتالي عدم وجود والوقت الكافي للتطوع.
    5ـ معظم المؤسسات الأهلية والحكومية في العالم العربي ليس لديها المهارة لمخاطبة الشباب، و عمل برنامج منظم و مخصص للتطوع.
    7ـ سوء الظن بالمؤسسات أو القائمين عليها.
    8ـ الخجل والحياء والخوف الوهمي.
    9ـ تعظيم النفس و استصغار العمل التطوعي.
    10ـ عدم معرفة المتطوع بحقوقه وواجباته.
    11- غياب ثقافة العمل التطوعي لدى بعض المسؤولين في الجهات الحكومة.

    لماذا نرى هناك تقصير من البعض في مجال الاهتمام بمجال الإعاقة ولا نلمس منهم هذا الحماس الذي تتحدثين به؟
    المشكلة أني أمثل 3+1 أي أنا أم وأمثل الأسرة وفي الوقت نفسه متخصصة في المجال، وأيضا مسؤولة لذلك فرؤيتي من خلال ثلاث زوايا، بينما المجتمع الذي يخالفني لا ينظر إلا من خلال زاوية واحد فقط، أما أن تكون زاوية الأسرة غير المتخصصة وغير المسؤولة أو من زاوية المسؤول وصانع القرار الذي لا يهمه سوى الكرسي والتمسك به، ويعتمد على غيره وليس لديه خلفيه واضحة عن الإعاقة أو المعاقين، وهناك زاوية المجتمع غير المتخصص الذي لا يهمه ذوي الإعاقة، ولم يشعر بشعورهم وشعور أسرهم، أما أنا فأمثل كل هؤلاء بدون صناعة القرار، لذلك أنا أختلف معهم من هذا التوجه، فأنا أطالب بدمج التربية الشاملة، وأطالب بالاهتمام بالموهوبين من ذوي الإعاقة، وأطالب بتعليم الصم القراءة والكتابة لمعرفة دينهم، وأن تكون هي الطريقة الأساسية للتواصل دون الاعتماد الكلي على المترجمين، و أطالب بالتعليم العالي وافتتاح أبواب الجامعات أمامهم، ولم يكن يتم التفاعل بشكل كامل مع هذه المطالب. لكن الآن تم تدارك الأمر وبدأ الاهتمام بالمعاقين، لذلك كان لي مؤلف بعنوان "الفئات الحائرة" عام 1417هـ وأعني بهم الأطفال المتواجدين في المدارس العادية, ولديهم مشكلات تربوية وسلوكية واجتماعية وصحية, ويحتاجون إلى خدمات التربية الخاصة, ولكنها لم تقدم لهم وإن قدمت لبعضهم مؤخراَ، و لا يزال هناك العديد من الأطفال الذين لم يقبلوا في مدارس التعليم العام بسبب الإعاقات اليسيرة الموجودة لديهم، حيث إن شروط القبول لم تنطبق عليهم, وهم كذلك لم يقبلوا في مؤسسات ومعاهد التربية الخاصة؛ لأن إعاقاتهم يسيرة، ولم تتوفر لديهم شروط القبول في المعاهد. كما أن هناك فئات تم قبولهم بالخطأ، ولم يحصلوا على الخطط التربوية الملائمة لاحتياجاتهم مبكراَ بسب أخطاء التشخيص, والتي لم تراع بأن هناك إعاقات متداخلة وإعاقات غير مرئية, وتحتاج إلى تشخيص حديث ومقنن على البيئة السعودية ممَّا تسبب في ظهور هذه الفئات الحائرة والتي هي كالتالي:
    - ذوو الإعاقات النفسية والسلوكية والاجتماعية.
    - الأحداث والجانحون, والمدمنون, والإرهابيون وأطفال الشوارع، وذوو الظروف الخاصة.
    - ذوو النشاط والحركة المفرطة وتشتت الانتباه.
    - ذوو صعوبات التعلم وقدمت لها الخدمات مؤخراً.
    - الموهوبون من العاديين, أيضاُ تم تقديم الخدمات لهم.
    - والموهوبين من ذوي الإعاقات.
    - ذوو الإعاقات الإنمائية مثل التوحد وغيره.
    - مرضى الصرع، و ذوو الأزمات التنفسية والقلبية الماكثين في المستشفيات لفترة طويلة.
    - بطيئو التعلم.
    - المتأخرون والمتعثرون دراسياً والفاشلون والمتسربون.
    - كبار السن من المعاقين و خاصة الأميين منهم.

    وهذا يتطلب منًا العمل السريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، عن طريق نشر المدارس الشاملة التي تحد من ظهور هذه الفئات , لأن الفئات الحائرة إذا لم تجد الخدمات التربوية الملائمة لاحتياجاتها، قد يظهر المجرمون والمتسربون والمتسولون والجنوح والأحداث والإرهاب وغيرهم.
    وأنا كنت أشرت في كتابي في طبعته الأولى إلى 11 فئة، فقط فإني الآن بصدد إصدار الطبعة الثانية بعد أن أصبحوا ما يقارب الـ 30 فئة حائرة.
Loading...


يعمل...
X