2) من مواعظ ابن الجوزي: تتجافى جنوبهم عن المضاجع


تتجافى جنوبهم عن المضاجع
سفر الليل لا يطيقه إلى مضمر المجاعة
تجتمع جنود الكسل فتتشبث بذيل التواني
فتزين حب النوم، وتزخرف طيب الفراش، وتخوف برد الماء
فإذا ثارت شعلة من نار الحزم، أضاءت بها طريق القصد
فسمعت أذن اليقين هاتف: هل من سائل؟
فَقُمتُ أَفرِشُ خَدِّي في الطَريقِ لَهُ *** ذُلاً وَأَسحَبُ أَجفاني عَلى الأَثَرِ
نفس المحب في الليل على آخر نفس
سهر الليل هودج الأحباب، يوقظ نسيم الأسحار أعين ذوق الأخطار، فلو رأيتهم
وَقَد لاحَت الجوزاءُ وَأنحَدَرَ النَّسرُ
قد افترشوا بساط " قيس " وباتوا بليل " النابغة "
إن ناموا توسدوا أذرع الهمم، وإن قاموا فعلى أقدام القلق، كأن النوم حلف على جفاء أجفانهم
هَذا رِضاكَ نَفى نَومي فأَرَقَني *** فَكَيفَ يا أَمَلي إِن كُنتَ غَضبانا
مازالوا على مطايا الأقدام إلى أن نم النسيم بالسحر، وقام الصارخ ينعي الظلام
فلما تمخض الدجى بحمل السحر، تساندوا إلى رواحل الإستغفار.
شَكونا إِلى أَحبابِنا طَولَ لَيلَنا *** فَقالوا لَنا ما أَقصَرَ اللَيلَ عِندَنا
رياح الأسحار أقوات الأرواح، رقت، فراقت، فبردت حر الوجد، وبلغت رسائل الحب.
أَلا يا صِبا نَجِدُ مَتى هُجتَ مِن نَجدٍ *** لَقَد زادَني مَسراكَ وَجداً عَلى وَجدِ
من كتابه "اللطائف"

{وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)}

 
رد: 2) من مواعظ ابن الجوزي: تتجافى جنوبهم عن المضاجع

بارك الله فيك في ميزان حسناتك
ز\وكل الشكر لك ع الطرح الرائع
 
رد: 2) من مواعظ ابن الجوزي: تتجافى جنوبهم عن المضاجع

جزاك الله خيرا
ونفع بك
 
رد: 2) من مواعظ ابن الجوزي: تتجافى جنوبهم عن المضاجع

بارك الله فيك
و
في ميزان حسناتك
 

عودة
أعلى