باحث مصري: علاقة السياسة والتصوف الحالي في مصر

فارس عمر

مشرف منتدى القصص والرواياترياضات وإبداعـات متحدي ا
29214.jpg


باحث مصري: هناك علاقة وطيدة بين السياسة والتصوف الحالي في مصر
ينفي باحث مصري وجود خصومة أو تنافر بين السياسة والتصوف الحالي بشكله المؤسسي في مصر مشددا على أن بين الطرفين "علاقة وطيدة" اذ يشكل هذا النوع من التدين قيمة سياسية فضلا عن استخدام السلطة له كأداة في مواجهة التدين الحركي المتمثل في جماعات الاسلام السياسي
23.11.2009 09:27

(رويترز) .
ويقول عمار علي حسن ان الظاهرتين السياسية والدينية تشتركان في سمات منها الغموض والحركية والتنظيم وأن التدين لدى البعض يكون نوعا من الرفض الاجتماعي كسلوك "دفاعي ضد قهر السلطة والاحباط" وأن التدين في هذه الحالة نوع من التصوف الذي يمنح صاحبه شعورا بالامان.

ويضيف في كتابه (التنشئة السياسية للطرق الصوفية في مصر.. ثقافة الديمقراطية ومسار التحديث لدى تيار ديني تقليدي) أن العلاقة بين الطرفين اما أن تكون تفاهما لدرجة احتواء أحدهما للاخر واما أن تكون صراعا وتربصا لدرجة الافناء والاستئصال فالدين يؤثر في السياسة كما تسعى السلطة لجعله أداة للولاء.

وصدر الكتاب عن دار العين في القاهرة ويقع في 686 صفحة كبيرة القطع ويضم فصولا منها (تحولات الدين وتشكيل السلوك السياسي للفرد) و(الدين والثقافة السياسية المصرية) و(مكونات التنشئة السياسية للمتصوفين المصريين) و(الصوفية وثقافة الديمقراطية والتحديث).

ويقول حسن في كتابه ان تاريخ العلاقة بين المتصوفة والسلطة في مصر يثبت وجود "منفعة متبادلة" تمنح السلطة شرعية وتزيد الحكم استقرارا كما تكسب المتصوفة مصالح مادية ومكانة اجتماعية وحظوة لدى الحكام.

ويرى أن كل مرحلة تاريخية منذ عصر الفراعنة الى اليوم أنتجت طرقا لجذب الجماهير ودعم النظام السياسي وأن المتصوفة كانوا أسبق من غيرهم الى التعاون مع الحكام بعد دخول الاسلام.

ويضيف "فالاسلام كدين لم يكن طيعا في يد الحكام ليستخدموه في الاغراض السياسية لذا بحثوا عن الرجال الذين يطوعون لهم النصوص للتوافق مع مسلكهم في الحكم. وفي مصر لجأت الحكومات الى التنظيمات الدينية الرسمية لتعبئة الجماهير حول أهدافها السياسية والثقافية والاجتماعية."

ويقول حسن ان التصوف في مصر لم يقف عند حدود الزهاد والمتنسكين وانما اتخذ شكلا مؤسسيا له قادة بارزون وقاعدة جماهيرية وادارة مالية وعلاقات سياسية واجتماعية مختلفة.

ويسجل أن "النظام السياسي الحاكم في مصر أنشأ المؤسسة الصوفية وساعدها على الاستمرار والنمو حتى وصلت الى شكلها الراهن... من أجل تثبيت شرعيته السياسية متخذا التدين الصوفي أداة في مواجهة التدين الحركي الذي يعارض النظام" وفي مقدمة هذه الحركات جماعة الاخوان المسلمين.

ويرى أن الزهد هو الاب الشرعي للتصوف ولكنه يخلق قيما سياسية متعارضة بعضها سلبي كالزهد في السياسة باعتبارها ممارسة دنيوية وبعضها ايجابي باتجاه الانخراط والمشاركة ومقاومة التسلط والفساد والزهد في هذه الحالة "يعني عدم الخضوع للسلطة التي تقوم بتوزيع الموارد والمناصب وتملك أدوات تضييق أرزاق معارضيها خاصة في العالم الثالث... الزاهد أكثر قدرة على المقاومة والتمرد ضد الطغيان" لاستغنائه عما تغري به السلطة غيره من الناس.
ويتوقف أمام أبي الحسن البصري قائلا انه برر الاستسلام والخضوع للسلطة والانسحاب من ميدان المقاومة "فمع وصفه الحجاج بن يوسف الثقفي بأنه كان طاغية وسفاك دماء فانه يقول للناس.. أرى ألا تقاتلوه فانها ان تكن عقوبة من الله فما أنتم برادي عقوبة الله بسيوفكم وان يكن بلاء فاصبروا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين" ويرى ذلك تدعيما غير مباشر لسلطة الحجاج.

ويضيف أن أبا حامد الغزالي كان ضمن حاشية الوزير السلجوقي نظام الملك "وأصبح أحد أدواته القوية في حربه ضد الحركة الاسماعيلية" التي يراها بعض مفكري اليسار حركة ثورية تحررية تنشد العدالة الاجتماعية.

ويسجل حسن أن الكلفة رفعت بين المتصوفة والسلاطين في العصر المملوكي وبعد وصول محمد على الى حكم مصر عام 1805 بارك علماء الازهر ومنهم كبار المتصوفة.

ويضيف أن ثورة يوليو تموز 1952 التي أنهت حكم أسرة محمد علي استخدمت الصوفية لتثبيت شرعيتها "وتبرير سياستها فالدين استخدم لخلق الشرعية الاجتماعية والسياسية وتبرير المشروع الاشتراكي" الذي انتهجه الرئيس الاسبق جمال عبد الناصر.

ويصل المؤلف الى المرحلة الحالية قائلا ان نظام الحكم في عهد الرئيس السابق أنور السادات الذي قتل عام 1981 وخلفه الرئيس حسني مبارك (81 عاما) اعتمد في التعامل مع الطرق الصوفية "لصالح الحكومة لتصبح مؤسسة رسمية بحتة تأتمر بأمر السلطة وتنتهي بنهيها
 
رد: باحث مصري: علاقة السياسة والتصوف الحالي في مصر

اتفق مع كثير مما جاء بالتقرير فالحكومات تنمي التصوف وهذا ملاحظ
شكرا اخي فارس

إنهم أذكياء في تسخير كل شيء لصالحهم .
شكراً لاهتمامك ومتابعتك .
أخي الحبيب : ابو فيصل
 
رد: باحث مصري: علاقة السياسة والتصوف الحالي في مصر

مشكلة لوواحد يبيع دينه مقابل الدنيا .. يعني لو كان التصوف عن حب وقناعة نقدر نقبلها لكن ان يشترى وان يوظف الدين سياسيا فهذي مصيبة
 

عودة
أعلى