التصفح للزوار محدود

اضطراب التوحد بين المعتقدات الخاطئة والحقائق العلمية

صبري بالله

Well-known member
جريدة الرأي الأردنية
عبد الرحمن محمود توفيق جرار - مستشار التربية الخاصة
ab _ Jarrar@yahoo.com

التوحد Autism هو اضطراب يتم التعرف عليه سلوكيا، والمظاهر الأساسية يجب أن تظهر قبل ان يبلغ الطفل 30 شهرا من عمره. ويتضمن التوحد خللا في سرعة أو تتابع النمو ، ومشكلات في الاستجابات الحسية للمثيرات، والكلام واللغة والسعة المعرفية ، وفي التعلق والانتماء للناس والأحداث والموضوعات . والتوحد قد يحدث بمفرده أو قد يصاحبه اضطراب آخر يؤثر على وظائف الدماغ، كالصرع، والإعاقة العقلية ، أو الالتهابات الفيروسية . والتوحد اضطراب مربك لأنه يعبر عن نفسه بشكل مختلف في كل حالة . فبعض الأطفال المصابين بالتوحد يعانون من ضعف عقلي شديد في حين أن أطفالا آخرين يظهرون قدرات متميزة في الحساب أو الذاكرة أو الفن ولكنهم يفتقرون إلى أية مهارات اجتماعية . وبعض الأطفال لا يتكلمون في حين أن بعضهم الآخر يتكلم وان كان كلامهم غير واضح للآخرين من حولهم. وينزعج معظم الأطفال التوحديين من التغيير في بيئتهم ، ويظهرون حركات من نفس النمط مثل هز الجسم أو اللعب بنفس الطريقة أو الانفصال عن البيئة والناس فيها.




ويظهر التوحد في جميع أنحاء العالم وعند جميع الجنسيات والطبقات الاجتماعية. ولم تجر حتى الآن أي دراسات تدل على مدى انتشار التوحد في العالم العربي. وتظهر حالات الإصابة بالتوحد بنسبة 1:4 بين الذكور والإناث بشكل عام أي أن نسبته أعلى في الذكور منها في الإناث. ولكن التوحد يظهر في الغالب بدرجات شديدة لدى الإناث، ويكون مصحوبا بتأخر عقلي شديد. وفي فئة التوحد الشديد، يوجد ذكران مقابل كل أنثى. 1:2. ويظهر التوحد بوضوح عادة قبل أن يبلغ الطفل السنة الثالثة من عمره ، وفي 70 -80 %من الحالات يظهر خلال السنة الأولى من العمر . أما بقية الأطفال فإنهم ينمون بشكل طبيعي أو قريب من الطبيعي ثم يتراجعون بين سن الثانية والثالثة ويفقدون بعض المهارات التي اكتسبوها ، مثل استخدامهم لبعض الكلمات ، واهتماماتهم الاجتماعية.
لا يوجد مجال من مجالات التربية الخاصة اعتراه جدل كبير ومغالطات من قبل الكثيرين كالذي حدث في مجال التوحد ، حيث كان وما زال من أكثر المجالات إثارة للجدل والنقاش المحتدم الذي لا ينتهي إلى نتيجة في أحيان كثيرة ، ومجال خصب لمن يريد أن يجري الدراسات والأبحاث أو يبحث عن التخصصية، ليبدأ بعدها بتعميم نتائج دراسته في المجلات والمراجع على الرغم من أن العديد من هذه الدراسات يكتنفها الشك في النتائج وفي انتقاء عينات البحث لأسباب يضيق المجال هنا لذكرها.
إن الأمل في الوصول إلى استنتاجات علمية دقيقة من جهة ، والدفاع ضد الأفكار والإجابات الخاطئة من جهة ثانية هو أن نقيِّم المعلومات التي تصل إلينا بشكل علمي ناقد ، اذ يصل إلينا وبشكل يومي تقريبا ، كم هائل من المعلومات حول التوحد عن طريق المجلات ، والصحف اليومية ، وأجهزة التلفاز . وأخيرا وبشكل كبير عن طريق شبكة الانترنت. والمشكلة الكبرى تكمن في نشر ما هو غير صحيح ودعم هذا النشر ماديا وإعلاميا. وفيما يلي عرض لبعض المعتقدات الخاطئة التي كان وما زال بعضها ينتشر ويتم تعميمه .

التوحد و نظرية الام الثلاجة
لقد ظهرت في العديد من الأبحاث فكرة أن أسباب التوحد تعود إلى عوامل نفسية وهو ما نادت به نظرية التحليل النفسي التي أرجعت التوحد إلى اضطراب نفسي لدى الوالدين ، خصوصا ما يعرف « بالأم الثلاجة» Refrigerator والتي تفشل في توفير الدفء والعطف لطفلها ، وهي أمور أساسية للنمو الانفعالي السليم. وهذا الاعتقاد أدى إلى لوم الآباء على أنهم السبب في اضطراب أبنائهم ، إضافة إلى أن الأبحاث نتيجة هذا التفسير الخاطئ أخذت تتجه اتجاها خاطئا ، ليس هذا وحسب بل أن هذا الاعتقاد أدى إلى إعاقة البحث عن الأساس البيولوجي لحدوث التوحد ، كما أعاق التوصل إلى أساليب علاجية فعالة . وهكذا أضعنا كثيرا من الوقت والجهد والمال ونحن نبحث في الاتجاه الخطأ.
وقد تم دحض التفسير النفسي السابق لحدوث التوحد من خلال أن النظرية النفسية في تفسير التوحد استندت الى قصص وحكايات فردية وعلى افتراض أن أباء الأطفال التوحديين يتصفون أو يعانون من اضطراب في الشخصية والسلوك، وليس على أساس دراسات علمية مقننة تستند إلى الضبط التجريبي. حيث تجدر الإشارة إلى أن الدراسات العلمية والتي اتبعت التجريب العلمي أثبتت انه لا توجد فروق بين آباء الأطفال التوحديين وغيرهم من الأطفال الطبيعيين أو المصابين بإعاقات أخرى فيما يتعلق بسمات الشخصية أو طريقة التعامل والتفاعل مع الأبناء. وهذا ما تم تأكيده في المجلة البريطانية للطب النفسي في عددها رقم 125 British journal of Psychiatry . إضافة لما سبق لنا أن نستنتج انه إذا كانت طريقة التفاعل الميكانيكية والتي تفتقر إلى المرونة والعاطفة سببا كافيا لحدوث التوحد، فلنا أن نتوقع ارتفاع معدلات الإصابة بالتوحد في بيئة المؤسسات والمعاهد ، لان تربية الأطفال تتسم في الأغلب بالروتين والتنظيم الشديدين إلا أن هذا لم تشير إليه أي من الدراسات. وإضافة للحقائق السابقة التي تدحض تفسير نظرية التحليل النفسي ، أشارت الدراسات أن معظم أشقاء الأطفال التوحديين طبيعيون وهذا يقودنا إلى تساؤل منطقي «لماذا هذا الطفل فقط الذي تم التعامل معه بنظرية الأم الثلاجة ليصاب بعدها بالتوحد دون اخوته الآخرين ؟»

التوحد ولقاح MMR
ومن المعتقدات الأخرى الخاطئة الأخرى أن البعض يرى ان هناك علاقة ارتباطية بين لقاح MMR (وهو تطعيم مضاد لإمراض الحصبة ، والحصبة الألمانية ، والنكاف) باعتباره سببا للتوحد ، وهذا اللقاح عبارة عن خليط مكون من لقاحات ثلاثة تعطى معا بإبرة واحدة . ويشار أن التأثير العام لهذا اللقاح واضح جدا؛ فقد سجلت العديد من الدول في العالم انخفاضا هائلا في معدلات الإصابة بتلك الأمراض الخطيرة. إلا أن بعض الأطباء ربطوا ما بين هذا اللقاح السابق الذكر وبين حدوث التوحد، وما دعم وجهة النظر تلك التقرير الذي أعده طبيب أمراض المعدة والأمعاء الانجليزي الدكتور آندرو ويكفيلد من مستشفى وكلية رويال فري في المملكة المتحدة. والذي نشر عام 1998 في مجلة The Lancet . فقد لاحظ ويكفيلد وزملاؤه خلال الأبحاث التي أجروها على أن لقاح MMR يؤدي إلى اضطرابات في الأمعاء والأعضاء الداخلية للجسم، وهذا بدوره يؤدي ليس فقط إلى عجز في وظائف الأمعاء، لكن أيضا في تدهور واضطراب نمائي لدى 12 طفلا ممن راجع ملفاتهم الطبية. ومن المتوقع أن تحدث تلك الآثار السلبية خلال 24 ساعة تمتد إلى أسابيع قليلة بعد أخذ لقاح MMR ، أما الاضطراب النمائي الذي حدث ولوحظ فقد كان غالبا هو التوحد. ونتيجة لذلك افترض ويكفيلد وزملاؤه وجود علاقة سببية بين هذا اللقاح واضطراب التوحد.
من الآثار السلبية لتقرير ويكفيلد انه أدى إلى انخفاض واضح في عدد الأطفال الذين يتلقون اللقاح السابق الذكر، مما أدى إلى انزعاج المسؤولين عن الصحة العامة، إذ تشكل الأوبئة خطورة على المجتمع في حال حدوثها، فهي امراض قاتلة، اما التوحد فعلى الرغم من انه مدمر فعلا ، فانه ليس مرضا قاتلا أو معديا.
إن معظم الأبحاث والدراسات لا تؤيد الربط بين لقاح MMR وبين التوحد . حيث أجرى مجلس البحث الطبي في المملكة المتحدة عام 2001 دراسة تقييمية شاملة بشأن ذلك الموضوع ، اذ روجعت وأُدرجت نتائج كثير من الدراسات ، بما فيها دراسة ويكفيلد ، ولم تجد الدراسة الشاملة للمجلس أي ارتباط بين التوحد واللقاح المذكور. وتطور آخر ومدهش يمكن ان يلقي الضوء على طبيعة الجدل في هذه القضية ، وهي أن ثلاثة عشر باحثا ممن اشتركوا مع ويكفيلد في دراسته الأصلية ، وسجلوا وجود ارتباط بين لقاح MMR والتوحد عادوا وسحبوا تقريرهم وأعادوا تنقيحه وصياغته ثم نشروه مرة أخرى. وقد تضمن تقريرهم الجديد بعد إعادة صياغته ما يشير إلى أن ويكفيلد تلقى مبالغ مالية من المحامين المكلفين من قبل أولياء أمور الأطفال التوحديين الذين ادعوا أن التطعيم أدى إلى إصابة أبنائهم بالتوحد، خصوصا أن بعض الأطفال الذين وردت أسماؤهم في القضايا كانوا ضمن عينة البحث في الدراسة. وهذا ما أكده التقرير المنشور في مجلة The Lancet عام 2004 في عددها رقم 363 .

التوحد والتسمم بالزئبق
هناك وجهة نظر ترى انه اذا تعرض الطفل قبل أو بعد الولادة الى معدل ثقيل من الزئبق ، فان هذا قد يؤدي إلى التوحد. ومن المعروف بشكل شبه مؤكد أن للزئبق تأثيرا مدمرا في الدماغ في مراحل تكوينه ونموه الأولى . وقد أوضح مؤيدو وجهة النظر التي تعتبر الزئبق سببا لعدد من حالات التوحد إلى التشابه الكبير بين إعراضه وأعراض الاضطراب الناتج عن التسمم بالزئبق. مثل العجز والانسحاب الاجتماعي ، والفشل في اكتساب القدرة على الكلام واكتساب اللغة والحركات النمطية مثل الاهتزاز والتصفيق باليدين.
وبشكل عام فان الأبحاث العلمية لم تؤيد حتى يومنا هذا أي ارتباط بين الزئبق والتوحد كما أشارت مجلة 2004 American journal of preventative Medicine وذلك للأسباب التالية: (1)لو كان الزئبق مرتبطا بالتوحد فمن المتوقع ان يكون مستواه مرتفعا عن الطبيعي في أجسام التوحديين ، ولكن لم تكن هناك أدلة دامغة على ذلك.(2) كما هي الحال مع لقاح MMR والتوحد ، لم يكن هناك ارتباط بين الزيادة الهائلة في عدد الأفراد الذين يُشخصون بالتوحد وبين الاستقرار النسبي في عدد الأفراد الذين يتلقون التطعيمات التي تحتوي على الزئبق.

التوحد والاضطرابات النمائية المشابهة
ومن المعتقدات الخاطئة أيضا عند البعض أنهم يرون أن الاضطرابات الأخرى التي تتشابه مع التوحد في الأعراض أنها أيضا «توحد» ، وهذا خطأ ، فالتوحد كاضطراب يعتبر مستقلا استقلالا كليا عن أي اضطراب آخر أو ما كان يُعرف بسمات التوحد أو اضطرابات التوحد. حيث أن التوحد يتميز بمجموعة من السمات السلوكية الخاصة به . ويرجع الوصول إلى اتفاق بشأن معايير تشخيص التوحد إلى اتفاق بين اثنين من أكثر النظم التشخيصية انتشارا وقبولا لدى المختصين ، وهذان النظامان التشخيصيان هما الطبعة الرابعة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM – IV) والطبعة العاشرة من التصنيف الدولي للأمراض الصادرة عن منظمة الصحة العالمية (ICD -10) فهذان النظامان يميزان بين التوحد Autism وغيره من الاضطرابات الأخرى التي تشترك معه في بعض الأعراض مثل اضطراب ريت Retts Disorder، واضطراب الطفولة التفككي Childhood Disintegrative Disorder CDD ، والاضطرابات النمائية الشاملة غير المحددة Pervasive Developmental disorder – Not Otherwise Specified ومتلازمة اسبيرجر Asperger Syndrome . بمعنى انه أصبح هناك تصنيف لكل الاضطرابات المذكورة سابقا مستقلا عن الآخر بما فيها اضطراب التوحد.

التوحد ومتلازمة اسبيرجر
بناء على ما ذكر سابقا، كان يرى البعض أيضا انه بالإمكان أن يصاب طفل ما باضطراب التوحد ومتلازمة اسبيرجر معا وعندها يقال أن الطفل يعاني من توحد – اسبيرجر . ولتصحيح هذا المعتقد نقول انه ليس بالإمكان حدوث ذلك لان التوحد له أعراض وزمن حدوث يميزه وكذلك الحال بالنسبة لمتلازمة اسبيرجر. إضافة إلى أن المصابين بمتلازمة اسبيرجر لا يعانون من إعاقة عقلية بل قد يتمتعون بقدرات عقلية طبيعية آو ما يفوق ذلك ، وهذا حسب ما تشير إليه الجمعية الأمريكية للطب النفسي ، في المقابل يعاني نحو75 – 77%من المصابين بالتوحد تأخرا عقليا ، إضافة إلى أن جميعهم ودون استثناء ، ومهما كانت قدراتهم الإدراكية ، يواجهون تأخرا ملحوظا في النمو اللغوي وهي مشكلة لا تواجه المصابين بالاسبيرجر حتى وان كان لديهم مشكلات في اللغة فهي تختلف من حيث النوع والتوقيت. فالطفل الذي لا يكتسب كلمات فردية قبل نهاية السنة الثانية من عمره ولا يستطيع تكوين جمل قبل نهاية السنة الثالثة لا يمكن تشخيصه باضطراب اسبيرجر. ومن الاختلافات الأخرى بين الاضطرابين ان النتائج المتوقع تحقيقها مع ذوي متلازمة اسبيرجر أكثر ايجابية مقارنة مع ذوي اضطراب التوحد ، وان الاضطرابات العصبية اقل شيوعا لدى المصابين بمتلازمة اسبيرجر مقارنة بالمصابين بالتوحد ، إضافة إلى أن صعوبات التواصل والتفاعل الاجتماعي أكثر شدة لدى المصابين بالتوحد مقارنة بما هو عليه الحال عند المصابين بمتلازمة اسبيرجر . وان أعراض متلازمة اسبيرجر تظهر في مرحلة متأخرة تقريبا بعد السنة الثالثة من العمر ، في حين ان أعراض اضطراب التوحد تظهر خلال السنوات الثلاث الأولى.

التوحد والإعاقة العقلية
يشير البعض أن التوحد هو عبارة عن إعاقة عقلية وان التوحديين لا يصلون إلى مراحل دراسية متقدمة. إلا أن الدراسات أشارت عكس ذلك تماما فالتوحديون ليسوا معاقين عقليا ، مع أن الإعاقة العقلية قد تصاحب حالات من التوحد إلا انه وبالأساس فان اضطراب التوحد يعتبر اضطرابا مستقلا عن الإعاقة العقلية. والتوحديون قد نجد منهم من يعاني من إعاقة عقلية شديدة أو متوسطة أو بسيطة وفي ذات الوقت نجد منهم من يتميز بقدرات عقلية خارقة لما هو طبيعي . وهذا ما يسمى بالتوحدي العبقري Autistic Savant وهو الشخص الذي يمتلك مهارات خاصة غير عادية، أو خارقة ، الأمر الذي لا يوجد حتى عند كل التوحديين، حيث تشير الدراسات إلى أن نسبة هؤلاء العباقرة تقدر ب 10% من التوحديين ، وتتجلى عبقرية هؤلاء الأشخاص في عدة مجالات مثل الحساب ، ودقة الذاكرة وسعتها، والرسم ، والموسيقى . لدرجة انك لو سألت احدهم ما هو اليوم في الأسبوع الذي يصادف 22 آذار من عام 1961 ؟ سيفاجئك خلال بضع ثوان بالإجابة ويقول لك (كان يوم الأحد) إضافة إلى أن لديهم قدرة على جمع وطرح وقسمة المسائل الحسابية ، وحساب الجذور التربيعية خلال ثواني ، ويستطيعون تذكر تواريخ ولادة رؤساء العالم ، وتواريخ وفاتهم.
ومن الفوارق الأخرى بين التوحد والإعاقة العقلية أن الكثير من الحركات النمطية عند التوحديين مثل رفرفة اليدين ، ووضع اليدين على الأذنين والبدء بهز الجسم ، وتحريك طبق بشكل دوراني لعدة ساعات ، والتأرجح بصورة متكررة ، والتصفيق باليدين ، والتحديق في اليدين ووضعهما امام العينين. هذه النمطيات وغيرها لا نلاحظها سلوكيا عند ذوي الإعاقة العقلية.

التوحد والإعاقات السمعية والبصرية
بما أن الأفراد التوحديين لا يتواصلون مع ما يحيط بهم من أشخاص وأحداث فالبعض يعتقد أنهم لا يسمعون أو لا يبصرون ، والحقيقة أن التوحديين معظمهم ليسوا فاقدي السمع او مكفوفين بل أنهم لا يتواصلون على اعتبار أن عدم التواصل هو من أهم خصائصهم الحسية وأشيعها.وإذا كان هناك شك فعلى المعنيين فحص المجالات الحسية عند الطفل للتأكد أن عدم التواصل لا يعود لإعاقة سمعية أو بصرية.

التوحد واضطرابات الكلام واللغة
هناك من لا يفرق أحيانا بين اضطرابات الكلام واللغة وبين عدم التواصل عند التوحديين. وما يدحض ذلك أن الأطفال ذوي الاضطرابات اللغوية الاستقبالية يحاولون التواصل بالإيماءات وبتعبيرات الوجه للتعويض عن مشكلة الكلام ، بينما لا يُظهِر الأطفال التوحديون تعبيرات انفعالية مناسبة أو رسائل لفظية مصاحبة. وقد تظهر المجموعتان إعادة الكلام ، ولكن الأطفال التوحديين يظهرون إعادة وتكرار للكلمات والجمل التي سبق أن سمعوها من الآخرين من دون إدراك معناها وهو ما يعرف بالمصاداة Echolalia. إضافة لذلك فالتوحديون يستخدمون لغة وألفاظا غريبة مستحدثة للتعبير عن أشياء معروفة ومحددة الاسم. ومثال ذلك الطفل الذي يشير إلى لعبته الميكانيكية قائلا «البقرة تقول» ، والواقع أن تلك اللعبة عند تشغيلها بطريقة معينة تخرج صوتا مسجلا يقول «البقرة تقول مووو» وهذه السلوكيات اللفظية لا نلاحظها عند ذوي الاضطرابات الكلامية واللغوية.

التوحد وعلاجه بالاحتضان
ترى وجهة النظر التي تنادي بعلاج التوحد بواسطة الاحتضان أن الأطفال التوحديين فشلوا في تكوين « الارتباط « بوالديهم، ونتج عن ذلك انسحاب هؤلاء الأطفال وتمركزهم في عالمهم التوحدي. ولتطبيق العلاج بالاحتضان يعمد الوالدان وعادة الأم إلى عناق الطفل وتطويقه بقوة حتى يتوقف عن المقاومة ويهدا ويبدأ بالتواصل عينا لعين. وتستمر جلسات العلاج بالاحتضان مدة تتراوح بين 20 و45 دقيقة ، ويعتمد ذلك على سلوك الطفل . فكلما وصل الطفل إلى حالة من الهدوء والمرونة بصورة أسرع كانت الجلسة اقصر.
ان فاعلية «العلاج بالاحتضان» مع الأطفال التوحديين لم تثبت فاعليتها. ففي الوقت الذي ذكر فيه مؤيدو هذا الاسلوب في تقاريرهم ان بعض الحالات قد حققت تحسنا ، فان تقاريرهم تلك قامت على القصص المحكية والملاحظات الفردية بدلا من البحث العلمي الدقيق. فلم تكن هناك دراسات علمية واضحة أثبتت فاعلية هذا المنهج في العلاج.
نستنتج مما سبق ان التوحد هو عبارة عن عالم مستقل ما زال يلفه الغموض من حيث الأسباب والعلاج ، وان البحث فيه يتطلب تحري الدقة والتخصصية قبل اطلاق التعميمات أو البدء بتصميم أي برنامج علاجي مع طفل شُخص بأنه توحدي ، فليس من الحكمة في شيء العمل مع أفراد هذه الفئة من فئات التربية الخاصة لمجرد أن الشخص تلقى دورة حول التوحد أو يحب أن يجرب العمل مع التوحديين ، فإذا كانت فئات التربية الخاصة الأخرى تحتاج إلى التعرف عليها والعمل معها عن كثب ، فميدان التوحد يحتاج الى عاملين يمتلكون الخبرة الطويلة والموجهة ، والى عمل دؤوب وشاق في أحيان كثيرة ، والانخراط في مجموعات التشخيص والتدريب ، والتعرف على برامج التواصل العالمية المشهورة التي تُطبق في معاهد ومؤسسات مرموقة ، وان يؤخذ بالاعتبار أن المعرفة العلمية القائمة على الملاحظات السلوكية والمستقاة من الواقع الميداني في العمل مع التوحديين ليس بالإمكان تجاهلها بتاتا

منقول عن جريدة الرأي الأردنية
 
رد: اضطراب التوحد بين المعتقدات الخاطئة والحقائق العلمية

0836444e66f1.jpg
 
رد: اضطراب التوحد بين المعتقدات الخاطئة والحقائق العلمية

شكرا لك على الموضوع المفيد جعله الله في ميزان حسناتك :m0dy_net-742:
 
رد: اضطراب التوحد بين المعتقدات الخاطئة والحقائق العلمية

مشكوره اختي صبري بالله على الموضوع .بحث يدعوا الئ التفائل اله كريم ........انا.فهمت ان الطفل التوحدي الذي لديه حركات نمطيه يكون خالي من الاعاقه العقليه والذي لايوجد لديه يكون عنده اعاقه عقليه ام ماذا لاني كنت اتوقع الي فيه نمطيات تكون حالته اصعب شوي اذا كنت غلطانه احد يصحح لي ؟
 
رد: اضطراب التوحد بين المعتقدات الخاطئة والحقائق العلمية

جزاك الله خيرا على مرورك أختي ريحانة الجنة ورادوبيس
أختي ام البراءة جزاك الله خيرا على مرورك , صحيح ما فهمتي
ولكن نسبة 75 - 77% أن يكون التوحد مصحوب بتأخر عقلي جعلتني خائفة وقلقة جدا , الله يسهل علينا يا رب
كما أنني لم أقتنع بما قاله عن علاقة المطعوم بالتوحد
 
رد: اضطراب التوحد بين المعتقدات الخاطئة والحقائق العلمية

التوحد والتسمم بالزئبق
هناك وجهة نظر ترى انه اذا تعرض الطفل قبل أو بعد الولادة الى معدل ثقيل من الزئبق ، فان هذا قد يؤدي إلى التوحد. ومن المعروف بشكل شبه مؤكد أن للزئبق تأثيرا مدمرا في الدماغ في مراحل تكوينه ونموه الأولى . وقد أوضح مؤيدو وجهة النظر التي تعتبر الزئبق سببا لعدد من حالات التوحد إلى التشابه الكبير بين إعراضه وأعراض الاضطراب الناتج عن التسمم بالزئبق. مثل العجز والانسحاب الاجتماعي ، والفشل في اكتساب القدرة على الكلام واكتساب اللغة والحركات النمطية مثل الاهتزاز والتصفيق باليدين.
وبشكل عام فان الأبحاث العلمية لم تؤيد حتى يومنا هذا أي ارتباط بين الزئبق والتوحد كما أشارت مجلة 2004 American journal of preventative Medicine وذلك للأسباب التالية: (1)لو كان الزئبق مرتبطا بالتوحد فمن المتوقع ان يكون مستواه مرتفعا عن الطبيعي في أجسام التوحديين ، ولكن لم تكن هناك أدلة دامغة على ذلك.(2) كما هي الحال مع لقاح MMR والتوحد ، لم يكن هناك ارتباط بين الزيادة الهائلة في عدد الأفراد الذين يُشخصون بالتوحد وبين الاستقرار النسبي في عدد الأفراد الذين يتلقون التطعيمات التي تحتوي على الزئبق.
الموضوع الأصلي: http://www.t7di.net/vb/showthread.php?t=65521#ixzz1pGgrbYPt


السلام عليكم



Journal of Toxicology and Environmental Health, Part A: Current Issues

Volume 70, Issue 12, 2007


Mercury, Lead, and Zinc in Baby Teeth of Children with Autism Versus Controls

هذه دراسة فى 2007 فى الولايات المتحدة
توضح الارتباط بين التسمم بالزئبق وبين التوحد
Abstract


This study determined the level of mercury, lead, and zinc in baby teeth of children with autism spectrum disorder (n = 15, age 6.1 ± 2.2 yr) and typically developing children (n  = 11, age = 7 ± 1.7 yr). Children with autism had significantly (2.1-fold) higher levels of mercury but similar levels of lead and similar levels of zinc. Children with autism also had significantly higher usage of oral antibiotics during their first 12 mo of life, and possibly higher usage of oral antibiotics during their first 36 mo of life. Baby teeth are a good measure of cumulative exposure to toxic metals during fetal development and early infancy, so this study suggests that children with autism had a higher body burden of mercury during fetal/infant development. Antibiotic use is known to almost completely inhibit excretion of mercury in rats due to alteration of gut flora. Thus, higher use of oral antiobiotics in the children with autism may have reduced their ability to excrete mercury, and hence may partially explain the higher level in baby teeth. Higher usage of oral antibiotics in infancy may also partially explain the high incidence of chronic gastrointestinal problems in individuals with autism.

ودراسة اخرى تمت فى استراليا 2008

An epidemiological analysis of the ‘autism as mercury poisoning’ hypothesis

JournalThe International Journal of Risk and Safety in Medicine PublisherIOS Press ISSN0924-6479 (Print)
1878-6847 (Online)
SubjectMedicine, Pharmacy and Medical Law and Ethics IssueVolume 20, Number 3 / 2008
Abstract

Where direct experimental research into a causal hypothesis of a disease is impossible due to ethical and practical considerations, epidemiological inference is the accepted route to establishing cause. Therefore, to examine the autism as mercury poisoning hypothesis, this paper reviews the existing scientific literature within the context of established epidemiological criteria and finds that the evidence for a causal relationship is compelling. Exposure to mercury (via vaccines and maternal dental amalgam) in utero and during infant years is confirmed; mercury poisoning is known to cause symptoms consistent with autism; animal modeling supports the link and, critically, mercury levels are higher in both the urine and blood of autistic children than in non-autistic peers. Analogous to epidemiological evidence of the smoking–lung cancer relationship, a mercury–autism relationship is confirmed. The precautionary principle demands that health professionals not take an action if there is suspicion that the action may cause severe or lifelong health effects: it does not require certainty. Therefore, given the severity, devastating lifelong impact and extremely high prevalence of autism, it would be negligent to continue to expose pregnant and nursing mothers and infant children to any amount of avoidable mercury.



















http://www.t7di.net/vb/showthread.php?t=65521#ixzz1pGgrbYPt
 
رد: اضطراب التوحد بين المعتقدات الخاطئة والحقائق العلمية

شكرا لك دكتور مصطفى أسعدني مرورك على الموضوع جدا
لكن نحن نتمنى دراسات عربية , دائما يجول ببالي أن التطعيمات موبوءة بالمعادن السامة خاصة الزئبق وشيء أخر مجهول
يسبب انهيار المناعة وبالتالي الاصابة بالتوحد لدى اطفالنا
ولكن لماذا لا يصيب كل الأطفال فهم جميعا يأخذون اللقاحات , فيخطر ببالي أن الشيء المجهول الذي يوضع في المطعوم يتم توزيعه بشكل عشوائي وكل طفل وحظه , لذلك اتمنى دراسة عربية محايدة وثقة لدراسة المطاعيم وحقيقتها وآثارها
 
رد: اضطراب التوحد بين المعتقدات الخاطئة والحقائق العلمية

شكرا لك دكتور مصطفى أسعدني مرورك على الموضوع جدا
لكن نحن نتمنى دراسات عربية , دائما يجول ببالي أن التطعيمات موبوءة بالمعادن السامة خاصة الزئبق وشيء أخر مجهول
يسبب انهيار المناعة وبالتالي الاصابة بالتوحد لدى اطفالنا
ولكن لماذا لا يصيب كل الأطفال فهم جميعا يأخذون اللقاحات , فيخطر ببالي أن الشيء المجهول الذي يوضع في المطعوم يتم توزيعه بشكل عشوائي وكل طفل وحظه , لذلك اتمنى دراسة عربية محايدة وثقة لدراسة المطاعيم وحقيقتها وآثارها

السلام عليكم اختى الفاضله
السبب بسيط وواضح
اننا نختلف عن بعضنا البعض
فهولاء الاطفال لديهم القدرة العالية على تخزين المعادن عموما السامة والنافعه فهند التطعيم يخزن الزئبق بسرعه عالية لديهم ولا يخرج عن طريق الكبد
او الكلى
لذلك هولاء الاطفال لو حافظنا عليهم من السموم سوف تيجديهم لديهم قدرات عاليه ولن تجدى اى نقص لديهم فى المعادن
لديهم طفرة جينه تجعل اجسامهم لا تخرج المعادن بصورة سريعه لذلك الدراسات السابقة على التطعيمات
كانت ناقصة لانهم دروسوها على الاطفال عموما فهناك الكثير من الاطفال ياخذون هذه التطعيمات ولا حدث لهم هذه المشكلة لان ليس لديهم طفرة وهناك ايضا بعض الكبار عند اخذهم تطعيم انفلونزا الخنازير اصبحت لديهم هذه المشكلة مثل الحادثة الشهيرة للفتاة الامريكية على هذا الربط

http://www.youtube.com/watch?v=URHhyP4lmQ4

برجاء ملاحظة ما فعله التطعيم بالفتاة جعلها مثل التوحدين او الاطفال الذين يعانون من الشلل
وايضا قال معظم الاطباء انه لا شفاء لهذه الحالة

وهى هذا الربط بداية الشفاء لها

http://www.youtube.com/watch?v=oRw5s_04lMw&feature=related
 

عودة
أعلى