التصفح للزوار محدود

دعوة للتشافي في شهر الخير..!!

الأم الحنونة

Well-known member
د.أنوار عبد الله أبو خالد​
لهذا الشهر الكريم ميزة عجيبة وتأثيراً قوياً على نفوس المرضى وسرعة شفائهم واسترداد عافيتهم، وأنا أشبّهه بالجرعة المركزة التي تصيب الداء وتغني عن الدواء!..
فالمسلم يتزود في هذا الشهر برحمات ونفحات من المولى عز وجل، فيرفع إيمانه ويقينه وثقته بالله ثم ثقته بنفسه وبمن حوله، وبهذا الاقتراب من الله يخالط بشاشة قلبه التسليم بقضاء الله وتصريفه الحكيم لأمور الكون، فيتخلى العبد عن ذلك الحرص والتشدد في المطالب كما يستغني عن القلق مما يخبىء المستقبل أو الحزن على مافات، وفي هذا الشهر تفرح الأرواح المحبوسة في أجسادنا الترابية باتصالها بالسماء من حيث أتت، بعد أن كادت أن تدنسها أوغال المادية والتسابق على هذه الفانية حتى حسد الأخ أخاه.
ولذلك فأنا أدعوكم للاستفادة من هذا العرض الكريم من الرب العظيم، لتعالجوا أنفسكم ووتستشفوا لامراضكم وأمزجتكم، ولتعادلوا ميزان تلك الانزيمات والهرمونات الداخلية، والتي تؤثر سلباً على توازن العقل والجسد فتسبب أمراض العصر النفسية من اكتئاب وقلق وتوتر عصبي وصداعات توترية وسوداويات ورهاب اجتماعي!
أدعوكم للتزود من هذا الشهر بتلك الأسلحة الإيمانية من صلاة وقراءة قرآن وصدقة وإحسان وصلة للأرحام والعفو عن ما حدث وكان، جرّب في هذا الشهر أن تتغافل عن الأخطاء التي تراها ممن حولك، وجرّب ألا تمارس دور المربي والمؤدب لكل ماتراه أمامك من أخطاء البشر، فالبشر مايزالون يخطئون ويعتدون ويتجاوزون، وسوف يبح صوتك وتمرض نفسك ولن يستمع إليك أحد، إلا ان استطعت أن تنصح بالحسنى وعلى انفراد!
جرب في هذا الشهر أن تعيش التوكل على الله بكل حواسك وجوارحك ونفسك، تذكر عندما كنت جنيناً لا حول لك ولا قوة، من حماك هناك ومن أطعمك وأسقاك ومن أنشأك بعد ذلك ورباك، أفتظن ان من رعاك وأنت ضعيف القوى سوف يتركك الآن دون رعاية أو حماية أو توفيق، قل لي بربك لماذا هذا هو ظننا بربنا، وهل حلّت علينا أمراض النفوس واضطراب الشخصيات وترددات العقول إلا بسبب انعدام الاتكال على الله وبعدم تسليم هموم المستقبل لله الذي لا يضيّع أحداً، وهل استطاع الشيطان أن يخوفنا ويبث الرعب في قلوبنا من عاديات الزمان وغوائل المستقبل إلا بسبب ضعف ثقتنا في الله،
راق لي هذا الصباح

 

عودة
أعلى