التصفح للزوار محدود

آفاق جديدة للصم البكم في المغرب

دار الأصم

احداث الصم
مدراس الصم البكم في المغرب قليلة جدا، وأبرزها وربما أهمها هي معهد الصم البكم "منى" بمدينة الدار البيضاء. أنشئ ذلك المعهد في العام 1976 بمبادرة الجمعية الخاصة بالصم البكم التي ترعاه، فالمدرسة ليست من القطاع العام بل مبادرة غير حكومية.

17381865


المشرفة على المشروع ماريولاين فلدمان، تتوسط الاطفال الصم البكم

يستقبل المعهد سنويا حوالي 120 طفلا أصم أبكم. تقدم المدرسة تعليما ابتدائيا لأطفال تتراوح أعمارهم بين السادسة والثانية عشرة، وبعد ذلك يواجه الأطفال أفقا مسدودا، إذ لا يوفَّر لهم تعليم أعلى من الابتدائي ولا تُفتح أمامهم أبواب سوق العمل بالرغم من محاولات تعليمهم مهنة الحلاقة مثلا وإمساك المقص والمشط. يعرف المغرب حسب إحصائيات حديثة 63.400 من الصم البكم، كل الافاق أمامهم مسدودة.
على المشروع ماريولاين فلدمان، تتوسط الاطفال الصم البكم
يستقبل المعهد سنويا حوالي 120 طفلا أصم أبكم. تقدم المدرسة تعليما ابتدائيا لأطفال تتراوح أعمارهم بين السادسة والثانية عشرة، وبعد ذلك يواجه الأطفال أفقا مسدودا، إذ لا يوفَّر لهم تعليم أعلى من الابتدائي ولا تُفتح أمامهم أبواب سوق العمل بالرغم من محاولات تعليمهم مهنة الحلاقة مثلا وإمساك المقص والمشط. يعرف المغرب حسب إحصائيات حديثة 63.400 من الصم البكم، كل الافاق أمامهم مسدودة.

انطلاقة
في هذا الإطار ولأجل فتح آفاق جديدة أمام الصم البكم في المغرب، كانت مؤخرا الانطلاقة الرسمية بتلك المدرسة لمشروع "ماترا" بمبادرة الهولندية.
"ماترا" اختصار للجملة الهولندية " التحول الاجتماعي". والمشروع مبادرة من مؤسسة صندوق المغرب الهولندي ومجموعة أورس الملكية الهولندية بتعاون مع مدرسة الصم البكم في الدار البيضاء. أما وزارة الشؤون الخارجية الهولندية فهي التي ستمول المشروع لمدة ثلاث سنين.
ماريولاين فيلدمان، المشرفة على المشروع، كانت ضيفة الشرف بالحفل، الى جانب ممثلين عن السفارة الهولندية والمنظمات غير الحكومية. استقبلت ماريولاين برقصة ما كانت لتخطر على البال ، تقول عنها لإذاعة هولندا العالمية: " كان الافتتاح رائعا، وماميزه للغاية رقصة التلاميذ الصم البكم، أمر لا يصدق، فكيف يتقن اصم ابكم رقصة تناسب ايقاع الموسيقى. درسوها وتدربوا عليها وبطريقة بدت كالمعجزة، أدوها على نغمات الموسيقى، كان الامر فريدا للغاية".
تفاصيل
أخبرتنا فيلدمان ببعض تفاصيل المبادرة قائلة: " سبق هذه المبادرة بحث أنجزناه العام الماضي عن أوضاع الصم البكم في المغرب. وتوصل البحث إلى خلاصة ضرورة تحسين الوضع التعليمي لهؤلاء ودعم المنظمات الذاتية التي تنشط بمجال الصم البكم".

17381875


جزء من الحضور اثناء الانطلاقة الرسمية لتنفيذ المشروع
تبدأ حكاية مشروع ماترا في العام 2005، حين أنشئت منظمة صندوق المغرب بمبادرة من مغاربة هولنديين بهدف المساهمة في تمويل مشاريع التننمية بالمغرب. حينها اتصلت مؤسسة أصدقاء أفاتار المؤسسة التي ترعى مصالح الصم البكم في هولندا، بصندوق المغرب واقترحت عملا مشتركا تولى فيه أهمية لوضعية الصم البكم في المغرب. في العام 2006، مّول الجانبان لقاء دوليا في مدينة فاس المغربية، حضرته منظمات مهتمة بالصم البكم من مختلف الدول العربية، ونتاقشوا حول وضعية هؤلاء، مشاكلهم الصحية ووضعهم الاجتماعي والتعليم. وكان النقاش بلغة الصم البكم.

في العام الماضي أجرى الجانبان أيضا بحثا عن وضعية الصم البكم في المغرب بمساعدة مجموعة أورس الملكية الهولندية ومنظمات غير حكومية، للتوصل الى معرفة ما يمكن الاستعجال بتحسينه. وكان التعليم هو الذي حظى بالاولوية. وعلى ضوء نتيجة البحث، قرر صندوق المغرب وجمعية افاتار أن يتقدما بطلب الحصول على دعم مالي من وزارة الشؤون الخارجية الهولندية انتفيذ المشروع الذي سمي بماترا.

نموذج تعليمي

يصبو مشروع "ماترا" إلى تطوير أساليب التعليم الخاص بالصم والبكم، وذلك بخلق نموذج تعليمي جديد حيث تقول ماريولاين: " المفروض أن يكون هذا النموذج التعليمي خاصا بفئة الصم البكم، فالتعليم الذي يتلقونه الان هو العادي فقط، لكن ولأجل تطورهم، هم في حاجة الى مواد تعليمية خاصة على مستوى علم التربية مثلا. طيلة السنين الثلاث المقبلة.
وبفضل مساعدة منظمة أورس الهولندية، سنحقق مشروع النموذج التعليمي، وأما مؤسسة صندوق المغرب فستتولى تدريب خمسة عشرة ممثلا عن المنظمات غير الحكومية المغربية ، تستضيفهم في هولندا حيث ستقدم لهم دورات تعليمية وتدريبية، يطلعون من خلالها على أحدث وسائل التعليم الخاصة للتلاميذ الصم والبكم، حتى يصبح هؤلاء في وضع يسمح لهم أنفسهم بتقديم تدريب لزملائهم ".

نظرة المجتمع

وتضيف مريولاين فيلدمان إنها وزملائها سيسهرون طيلة السنين الثلاث على تطوير تعليم الصم البكم في المغرب وفتح آفاق جديدة أمامهم، مثل إمكانية التعليم الأكاديمي واقتحام سوق العمل، قائلة: " بمدرسة الدار البيضاء للصم البكم قاعة صغيرة، تخصص للتلاميذ الذين انهوا تعليمهم الابتدئي ولم يعد لهم من أفق، وهم أطفال في السادسة عشرة أو السابعة عشرة، تقدم لهم في القاعة دروس في الحلاقة، او لتؤلهم لدخول للعمل بالمصانع، لكن تلك الامكانيات محدودة جدا، وبالتالي فاي رب عمل سيقبل تشغيل هؤلاء؟ لا يزال المجتمع المغربي ينظر الى الاصم الابكم كما لو كان معوقا، ولا أحد يصدق أن هؤلاء يستطيعونأحيانا أثر مما يستطيع غيرهم".

بعد العام الثاني من مدة المشروع لتحقيق النموذج التعليمي الخاص ، ستجرب المنهجية بالمؤسسات التعليمية الاخرى. ستتكون لجنة من مدرسين من مدرسة الدار البيضاء ومديرها، والمتدربين الممثلين عن المنظمات غير الحكومية وبتنسيق مع وزارة التعليم المغربية، وباشراف هولندي، للسهر على تحقيق المهمة

http://www.rnw.nl/hunaamsterdam/society/270309




 

عودة
أعلى