التصفح للزوار محدود

افاق التنمية البشرية في الوطن العربي وتطويرها

افاق التنمية البشرية في المجتمع العربي وتطويرها


بقلم : سندس محمد رشدي


ان التنمية البشرية مفهوم قديم في مجتمعنا استحدثه الغرب و طوره أكثر و هو علميؤكد على أن الإنسان هو أداة وغايةالتنمية فالتنمية البشرية هي عملية تنمية وتوسيع للخيارات المتاحة أمام الإنسانباعتباره جوهر عملية التنمية ذاتها أي أنها تنمية الناسبالناس وللناس.
أن التنمية البشرية تسمح للشخص بالتميزو كذا معرفة قدراته و يكشف عن مهاراته إضافة الى انه يحسن التواصل الفعال معالآخرين.ومن جهة أخرى يمكن علم التنمية البشرية من وضع الرجل المناسب فيالمكان المناسب حيث أن كل إنسان مبرمج وفق بيئته و دينه و معتقداته بالإيجابيات والسلبيات وهنا يظهر دور علم التنمية البشرية على الفرد حيث يعمل المدربون على إزالة البرمجة السلبية و تطويرالبرمجة الايجابية ليكون متميزا في كل مراحل حياته وعلى كلالمستويات الشخصية ،الأسرية و الوظيفية.

يعتبر موضوع التنمية البشرية من المواضيع الهامة التي تشغل اهتمام الكثير من المفكرين والباحثين والقادة السياسيين في مختلف دول العالم,خاصة الدول النامية منها,وذلك لاهمية هذه العملية في احداث التطور وتحقيق الانتقال النوعي والكمي للمجتمع من حالة غيرمرغوبة فيهاالى حالة مرغوبة.
وهوعلم كان ظهوره عندنا منذ عصور مضت إلا أناستغلاله بطريقة شاملة و ايجابية في الدول العربية لم يرتق الى المستوى المطلوبمقارنة بالدول الأوروبية و أمريكا التي أصبحت تعتمد على هذا العلم في جميعالميادين.
لكن وبالرغم من توفر كافة العناصر البشرية في الوطن العربي و التي تستطيع النهوض بها من وضع نامية إلى متوسطة - في أسوأ الحالات -؟؟
وبالرغم من التوجه الملحوظ لبعض القطاعات الخاصة فيتنمية االكوادر البشرية
إلا ان ذلك محصور في عالم الأعمال وإدارتها ،
وهناك الكثير من الاستثمارات في مشاريع عدة ، لكننا لا نجد الاستثمار الحقيقي للحضارة التيتنهض بكل المشاريع ؟؟وإن وجد فهو خاص بقطاع الاعمال والتجارة ..على العموم.

وهذا يجعلنا نتساءل ,إلى أين يسير الاسثمار البشري في الوطن العربي إذا كان يعملجهوده في إطار الربح والتجارة والأعمال ؟؟؟
وماهو سعر البشر في ذلك القطاع؟؟؟

أن الاستثمار الحقيقي لكل أمر يبدأ في البشر .قال تعالى :"إنالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ".
ومن هنا يبدأ الطريق ....
إلىالحضارة ...
فالمجتمع العربي بحاجة الى تغيير في نمط تفكيره واعادة التوازن والوسطية والنظرة الشمولية لفكره و سلوكياته ونظرته للامور 00 تلك الوسطية وتلك الشمولية التي كانت وتكون سببا لخيريته وتجعلها هي التي تامربالمعروف وليست تؤمر كما هي حالها الان.

قال تعالى :(وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس00) (سورة البقرة :الاية 143 )

وقال ايضا:(كنتم خير امة للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر00) (ال عمران الاية: 110 )



إن تبني مفهوم الشمولية أصبح في الوقت الراهن هدفاً رئيساً يسعى إلى تحقيقه الفكر العلمي.

كما ان الميزان والوسطية يجعل كل نشاط أو فعل يقوم بهما الإنسان للتعامل مع بعضهم البعض او مع البيئة موزونين ليتلاءما مع بعضهم البعض.

فهو ذلك الوضع الوسط الذي يسود بين مكونات الكون والذي بفضله تعمل وتتفاعل هذه المكونات وتقوم بينها علاقات متوازنة.
إن هذه التغيير يعتبر تحدياً في حد ذاتها لأنه قبل أن يكون تغييرا على مستوى الممارسات والتصرفات، فهي أولاً وقبل كل شيء تغييرعلى مستوى الفكر والمواقف والقيم.
إن العالم العربي مطالب بأن يرفع هذا التحدي لأن الأمر يتعلق بإعادة النظر في نظام القيم الذي بنت عليه العديد من المجتمعات نمط تنميتها وإنتاجها واستهلاكها وعيشها. وبعبارة أخرى إن الأمر يتعلق بإصلاح النظام الاجتماعي والثقافي بأكمله، حيث أن هذا الإصلاح لا يمكن أن يتحقق إلا إذا بادر الإنسان المسلم بإعادة النظر في العلاقات التي يقيمها مع بعضها البعض ومع البيئة. فالبيئة في العالم العربي اصبحت ضحية للتصرف المحتوم للجماعات البشرية المحلية وكذلك ضحية لتنمية غير مراقبة تبنتها الدول الغنية المتعطشة للموارد الأولية التي تنتجها الدول النامية دون غيرها بما فيها دول العالم العربي.
ان العلاقة بين الانسان والبيئة والتنمية يجب أن تكون متبادلة من أجل الحفاظ على الانسان والبيئة وضمان استمرار الاخرى(التنمية)وذلك للتوفيق بين أهداف التنمية وضرورة حياة طيبة للانسان وايضا حماية البيئة. قال تعالى:{ كُلُـوا واشـرَبوا مـن رزق اللـه و لا تَعْثَوا في الأرض مُفسِدين } (سورة البقرة : الآية 60).
وهذا يعني أن على الإنسان أن يعيد النظر في أنماط التنمية التي سار عليها إلى حد الآن، والتي لا تنس. فاالعلاقات المتوازنة بين افراد المجتمع والعلاقة المتوازنة مع النظام البيئي هو الذي تسود بين افراده ومكوناته علاقات متبادلة متناسقة ومتكافئة تتجدد باستمرار وتؤدي في نهاية المطاف إلى استمرار الحياة وبقائها.
جميع الكائنات الحية لها حق الانتفاع من خيرات الأرض. الا أن هذا الحق لن يكون ممكناً إلا إذا أدى الإنسان الأمانة المتمثلة في عنقه وهي الخلافة في الارض اي التعامل مع موجودات الارض وفق السنن والقوانين التي وضعها الله تعالى للتعامل معها والتي تضمن حياة طيبة لاهلها و تضمن انتقال الانتفاع عبر العصور والأجيال، الشيء الذي يعني أن على هذا الإنسان بذل المزيد من الجهود لحماية الانسان والتعامل الامثل معه وتوفير اجواء الحياة الطيبة له باعتباره هدف التنمية البشرية وكذلك حماية وصيانة مصادر الانتفاع.

فحينما يكون النظام الاجتماعي والبيئي متوازناً، فإن كل كائن حياً كان أم غير حي يقوم بعمل لصالحه ولكنه في نفس الوقت يكون عنصراً أو حلقة في سلسلة الأعمال التي تقوم بها الكائنات الأخرى.
إن هذه الثورة الفكرية والأخلاقية والسلوكية ليست عزيزة على دول العالم العربي مادامت هذه البلدان لها من المؤهلات والمبادئ ما يجعلها قادرة على القيام بهذه المهمة.
فهي بضاعتنا ردت إلينا فنحن وجدنا التنمية البشرية منذ عصور و الغرب أخذها ووضعها في إطار خاص وعلينا اليوم العودة الى أساس حضارتنا لان التنمية البشرية الصحيحة هي أساسالحضارة الإسلامية.

المصادر:


1- دراسة عن التنمية المستدامة من منظور القيم الإسلامية وخصوصيات العالم الإسلامي - منظمة الإيسيسكو

2- تقرير تنمية الانسان العربي - ازمات ياعرب
3- مقالات متنوعة من الشبكة العنكبوتية
 
التعديل الأخير:
رد: افاق التنمية البشرية في الوطن العربي وتطويرها

يسلموووو على الموضوع المهم
تحياتى
 

عودة
أعلى