التصفح للزوار محدود

فاقدة لنعمة البصر تشق طريقها بين المبصرين

استطاعت مأمورة المقسم سلوى الرواشدة ان تتجاوز فقدان نعمة البصر متحدية مختلف المعوقات والصعوبات التي قد تحول بينها وبين ان تتميز في عملها.

وقالت مأمورة المقسم في مديرية التنمية الاجتماعية في المزار الجنوبي «ولدت كفيفة، ومنذ اليوم الأول وأنا أصارع الظلام والخيالات المتهيئة لي والملامح والصور التي ارسمها بخيالي عن كل شيء يدور حولي، وعلى الرغم من ذلك لم استسلم للإعاقة التي قدرها الله سبحانه وتعالى لي، متوكلة على المولى عز وجل وبمساعدة الآخرين بأن احقق احلامي شاقة طريق الصعاب بكل عزم لمواصلة حياتي كعضو فاعل في المجتمع».

وتضيف الرواشدة التي تعيل نفسها ووالدتها متعففة عن السؤال او انتظار اي جهة تعيلهما بعد وفاة والدها في عمر مبكر: «وانا في العشرين من عمري بدأت البحث عن العمل لأجد ضالتي في بداية الأمر لدى مؤسسة الحسين لرعاية الأيتام في مجال تربية الأطفال وتقديم الرعاية اللازمة لهم في الليل والنهار على مدى ثلاثة أعوام، لأنتقل بعدها الى وظيفة مأمورة مقسم لدى «التنمية الاجتماعية» التي تتطلب حفظ مئات الأرقام الأرضية والخلوية غيبا».

وتوضح انها كنت تقوم بتدوين تلك الأرقام على بطاقات خاصة بنظام بريل للتعامل معها، ومن ثم اعادة كتابتها على سجل الهاتف بمساعدة زملائها لكي يتمكنوا من الاتصال مع الآخرين حال غيابها في إجازة، لافتة الى انها لا تواجه حاليا أية مشكلة في عملها لأنها تتعامل بشكل سريع مع المقسم الذي اصبح مألوفا لها بتفاصيله كافة.

ومأمورة المقسم الرواشدة التي تشعر بالرضا التام عن عملها رغم صعوبته ودقته، لا يقف طموحها عند هذا المقسم، بل إنها تطلع للعمل على الحاسوب والحصول على دورات متقدمة بعد ان أنهت الدورات التأسيسية اللازمة في هذا المجال.

ومن جهته يقول مدير التنمية الاجتماعية للواء المزار الجنوبي نواف البشابشة ان سلوى التي تمارس العمل على المقسم لأكثر من 12 عاما تمثل قصة نجاح متميزة لإمكانية تجاوز تحديات الإعاقة الجسدية ايا كانت وذلك من خلال الارادة والعزيمة القويتين، منوها إلى انها تقوم بعملها بكل دقة واتقان وبمختلف واجباتها كموظفة تعتز بأن يتم التعامل معها اسوة بزميلاتها المبصرات دون تمييز او محاباة

منقوله
سبحان الله وفقها الله
 

عودة
أعلى