التصفح للزوار محدود

فلسطين في موسوعة جينيتس

ميسون قصاص

Well-known member
فلسطين في موسوعة جينتس

على اعتبار أن موسوعة جينتس للأرقام القياسية تجمع الأحداث والغرائب التي حققت أرقام قياسية تم تسجيلها لمختلف المجالات في العالم أجمع ، وكون أن الكيان اليهودي له خصوصية قد انفرد بها عن العالم وخرج بها عن المألوف في الممارسات والإجراءات!! بوصفه " بدعة عالمية " غير مسبوقة في النظام العالمي والقوانين الدولية ، الذي تعدى وتجاوز القوانين والأعراف والمواثيق في تأسيسه وقيامه ، وفي ممارساته وتشريعاته ، وفي حقوقه وواجباته .

فإن موسوعة جينتس مدعوة للتوجه إلى فلسطين لتجمع عدداً خاصاً فيما انفرد به الاحتلال الصهيوني ... فالأرقام القياسية وافرة ؛ والغرائب والعجائب ليس لها مثيل على وجه الأرض !! حيث انفرد بداية بالآتي :

· الكيان الوحيد في العالم الذي اعترف به كعضو في الأمم المتحدة بشروط لم تتحق إلى الآن ، ولم ينفذ أي منها .
· والكيان الوحيد في العالم الذي ليس له حدود جغرافية دولية محددة مع من حوله من الدول ، فلا يوجد له إلى الآن حدود .
· والكيان الوحيد في العالم الذي لا يملك إلى الآن دستوراً متكاملاً ومكتوباً يحدد أهدافه وسياساته ، فهو كيان بلا دستور .
· والكيان الوحيد في العالم المفتوح لجميع اللاجئين من الجنس اليهودي ، على حساب طرد أهل فلسطين وسكانها ، وتوطين الغرباء من غير أهلها باعتبارها دولة للأفراد اليهود في جميع أنحاء العالم .
· والكيان الوحيد في العالم الذي يشرع فيه المحتلون قوانين تنظم عمليات القمع والإرهاب والتعذيب الموت أحياناً ضد الأسرى من الفلسطينيين وغيرهم .
· والكيان الوحيد في العالم الذي يبارك فيه قتل الأطفال والشيوخ والنساء العزل من المدنيين ، ويبرر له كل الممارسات الإجرامية ؛ وقادته في معزل ومأمن من العقاب على كل ممارساتهم ومذابحهم الجماعية .
· والكيان الوحيد في العالم الذي له حرية وحق تملك الأسلحة النووية من غير قيود ولا رقابة ، بل واستعمال الأسلحة المحرمة دوليا .
· والكيان الوحيد في العالم الذي يشرع القوانين لمصادرة أراضي الغير ، وتشريد السكان الأصليين المحتلة أرضهم وممتلكاتهم .
· والكيان الوحيد في العالم الذي لا يملك شعبا بل جيشا ، وفيه يتحول كل من فيه مقاتلاً خلال ساعات معدودة .
· والكيان الوحيد في العالم الذي يصف مغتصبوه أنفسهم بأنهم متميزون عن غيرهم ، وأنهم شعب مختار أرقى من بقية البشر ، فلهذا يحق لهم مالا يحق لغيرهم .
· والكيان الوحيد في العالم الذي تنتهك فيه المقدسات الإسلامية وتحول المساجد إلى زرائب للحيوانات ، وأوكار للخنا والفجور ، والعالم متفرج بلا حراك.

وحيث أن ممارسات اليهود تستحق وبكل جدارة أن تسجل في كتاب جينتس للأرقام القياسية ، هانحن نقدم وبالمجان عناوين مقترحة لفهرس موسوعة جينتس :

أقدم أسير في العالم :

بين قضبان سجون الاحتلال اليهودي يعيش الأسير الفلسطيني "سعيد العتبة" الذي بلغ عامه الواحد والثلاثين في الأسر ، فهو أقدم أسير في العالم ، ولم يسبق لأي أسير أو معتقل سياسي أن أمضى مثلهذهالفترة ، فحتى نلسون مانديلا لم يمضي سوى 26 عاماً ، وقاتل الرئيس الأمريكي جونكينيديأمضى 28 عاماً!!
ومع نهاية عام 2007م بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين الذين أمضوا أكثر من خمسة عشر عامًا 232 أسيرًا ، ومن أمضى منهم أكثر من عشرين عامًا وصل إلى 73 أسيرًا ، أما من أمضوا أكثر من ربع قرن فارتفع عددهم إلى 10 أسرى ... وهؤلاء جميعاً مرشحون لتسجيل أسمائهم بشكل فردياً وجماعياً في موسوعة جينيس العالمية !!

أضخم سجن في العالم :
في غزة والقطاعوبعد أن سُوِرَا بالجدار العازل أصبحا أكبر سجن في العالم مساحةً ، ويضم أكبر عدداً من السجناء في التاريخ المعاصر ؟!أسواره أطول بثلاثة أضعاف من جدار برلين ، وأعلى منه بمرتين ، ومصنوعة من خرسانة مسلحة بارتفاع 8 إلى 9 متر على امتداد 750 كيلو متر .


أكثر عدد من المساجين :

بين جدران الجدار العازل في فلسطين ما يقارب الثلاثة ملايين من البشر يتوزعون على عشرات المدن ومئات القرى التي أحاطتها أسوار عالية .

حكومة ونواب خلف القضبان:
عدد الوزراء في الحكومة الفلسطينية خلف القضبان بلغ 7 وزراء ، و40 نائباً من المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب في سجون الاحتلال .
أصغرطفلة تقتل:
طفلة قتلت بأيدي الصهاينة لا يتجاوز عمرهاعشرة أيام لتكون اصغر ضحية في العالم .
شعب يعتقل نصفه :
عدد المعتقلين الفلسطينيين تصل إلى 700 ألف حالة اعتقال إي أن منذ بداية الاحتلال اليهودي إلى الآن تم اعتقال واحد من كل أربعة فلسطينيين داخل فلسطين .وإذا أخذنا في الاعتبار أن معظم هؤلاء المعتقلين كانوا من الرجال البالغين فإن هذه النسبة تعني أن 42 % من الرجال في فلسطين قد دخلوا السجون أي تقريباً واحد من كل اثنين .

أصغر أسير في العالم :
تضم سجون الاحتلال أصغر أسير في العالم لطفل لا يتجاوز عمره الـ 13 عاماً .


أكثر عددا من الرصاصات في جسد طفلة :

30 رصاصة !!تخترق جسد فتاة صغيرة لا يتجاوز عمرها 13 عاما ، وذلك بعد أن أصابتها رصاصة قناص في رأسها وهي ذاهبة إلى مدرستها ، وبعد أن قتلت وتمدد جسدها الضعيف على الأرض وهي ممسكة بحقيبتها المدرسية ، نظر إليها الضابط اليهودي ليفرغ ما لديه من رصاصات في جسدها ... ثم يعترض عليه بعض جنوده ... ليحاكم محاكمة وهمية تبرئه من دمها ... كدم محمد الدرة الذي بث قتله بثاً مباشراً ليشاهد لقطات موته الملايين من أنحاء العالم .

أكثر مقدسات تدنس في العالم :
تم تدنس أكثر من 200 مسجد في المناطق التي احتلت في عام 1948م، وحولت إلى بارات وملاه ومساكن ومطاعم ومراقص وصور فيها أفلام خليعة.

المعتقلين من طلبة المدارس والجامعات :
في معتقلات الاحتلال 1175 طالباً وطالبة ، منهم 330 من الأطفال دون سن الثامنة عشر .

المدارس والجامعات المغلقة :

عدد المدارس والجامعات التي تم إغلاقها في عام 2006 بأوامر عسكرية، بلغ 12 مدرسة وجامعة، في حين تم تعطيل الدراسة جراء العدوان في 1125 مدرسة ومؤسسة تعليم عالي.

مؤسسات التربية والتعليم المقصوفة :

بلغ عدد مؤسسات التربية والتعليم التي تعرضت للقصف 359 مدرسة ومديرية ومكاتب تربية وتعليم وجامعة في عام واحد ( 2006م ) . وحولت 43 مدرسة إلى ثكنات عسكرية.

طلاب قتلوا برصاص الاحتلال :

وصل عدد الطلاب الذين استشهدوا برصاص جيش الاحتلال إلى 848 طالباً من طلبة المدارس والكليات. ووصل عدد الطلبة والطالبات والموظفين الذين أصيبوا برصاص الاحتلال إلى 4792 طالباً وطالبة وموظفاً.

الأشجار التي تم اقتلاعها:


بلغ عدد الأشجار التي تم اقتلاعها 13572896 شجرة، وهدم 784 مخزناً زراعياً، و788 مزرعة دواجن وحظائر حيوانات تم تدميرها بمعداتها، وقد نفق 14829 رأس ماعز وأغنام، وقتلت 12151 بقرة وحيوان داجن ، وتم إتلاف 16549 خلية نحل، وهدمت آبار كاملة بملحقاتها، بلغ عددها 425 بئراً، كما هدمت منازل للمزارعين بأثاثها بلغ عددها 207 منزلاً. وذلك في ( 2006م )


أعلى نسبة فقر في العالم :

نسبة الفقر في الأراضي الفلسطينية جراء الإغلاق والحصار بلغ 75% حسب نتائج مسح في العام 2007.

الحواجز والمداهمات :
نصبت قوات الاحتلال 5001 حاجزاً عسكرياً ونقطة تفتيش في الأراضي المحتلة وأكثرها متنقل ، ويبلغ الثابت منها حوالي 763 حاجز .

أكثر حواجز لسائقي التاكسي :
السائق الفلسطيني عليه أن يتخطي أكبر عدد ممكن من الطرق الالتفافية على اختلاف أنواعها، بالإضافة التهربمن الحواجز حتى يصل إلى وجهته الأخيرة .

الأولى في نظام الفصل العنصري :

فلسطين المحتلة أكثر بقعة يكرس فيها نظام الفصل العنصري حيث يسمح للفلسطيني باستخدام ما لا يزيد عن 50 متر مكعب من المياه سنوياً، بينما يسمح لليهودي المحتل باستخدام 2400 متر مكعب من المياه سنوياً من مياه الضفة الغربية، أي 42 ضعف الفلسطيني . ودخل الفرد اليهودي في الكيان العبري يصل إلى 30 ضعف دخل الفرد الفلسطيني ، ومع ذلك يجبر الفلسطينيون على شراء لبضائع بسعر السوق للكيان المحتل .
ولا تقتصر الأرقام القياسية على ذلك .. فقضية فلسطين أكثر قضية ألفت فيها الكتب ، وأكثر قضية صدر بها قرارات دولية ، وأكثر قضية حضوراً في وسائل الإعلام ونشرات الأخبار ، وأكثر قضية جعل على هامشها جلسات حوارية ومؤتمرات ومنتديات ومظاهرات وتنديدات وتهديدات ، واكبر قضية زيفت بها الحقائق وأثيرت حولها الشكوك والشائعات والأكاذيب ، وأكبر كثافة سكانية في قطاع غزة ، وأكثر منطقة في العالم تقتلع فيها الأشجار المثمرة ، وأكثر مناطق العالم منعا لحريات التنقل ، وأكثر مناطق العالم تعطل فيها الدراسة ، وأصعب تنقل لطلاب المدارس في العالم أجمع ، وأكثر حواجز عسكرية لمساحة من الأرض في العالم ، وأكثر جمعيات خيرية تغلق ففي عام 2007 أغلق الكيان اليهودي أكثر من 70 جمعية خيرية ، بعد أن جمدت وسرقة أرصدتها المالية .

لنسجل في جينتس وبدون منافس تلك العناوين : لأقدم سجين ، وأكبر سجن ، وأكثر مساجين ، وأظلم سجان ، وأكثف قرارات ، وأطول مؤتمرات ، وأسخف مواثيق ...وأكثر مقدسات لهواة التدنيس ... مع أعدل قضية !!

عيسى القدومي
 
حصار غزّة .. وغياب المعاني الإنسانية
بقلم / د /مصطفى مخدوم *
عندما تقع مجاعة عامة في دولة إفريقية تنطلق النداءات الإغاثية في أنحاء العالم .. وتتوالى المساعدات الإنسانية من كل حدب وصوب ، وتبرز الهيئات الدولية في الساحة بشكل يشعر الإنسان بأن الضمير الإنساني في عالمنا اليوم لا تزال فيه بقية حياة.
ولكني أعجب أشد العجب من الصمت العالمي عن الحصار الشامل الذي تمارسه إسرائيل ضد شعب غزّة !!.لم يقف الوضع عند حدّ الحصار السلبي ، بل تجاوز إلى العدوان الدموي ، كما المجزرة الإسرائيلية التي استشهد فيها ما يقارب الثلاثين من أبناء غزّة الأطهار بطريقة وحشية.
لا أدري أين ذهب الضمير الإنساني للهيئات الدولية !! ولماذا هذا الصمت عن ضحايا الحصار من النساء والأطفال !! وما هي الأسباب الحقيقية وراء ذلك ؟ هل هو الخلاف السياسي بين حماس وفتح ؟ أو هو الضغط على الشعب لينتفض على حكومته ؟ أو لأن المحَاصِر هو إسرائيل الدولة الوحيدة التي عجزت الأمم المتحدة عن إجبارها على تطبيق القرارات الدولية ؟
إن الخلاف السياسي لا يمكن أن يكون مبرراً لتعذيب شعب كامل والإضرار بالأبرياء منهم ، حتى الخلاف العقائدي لا يصلح أن يكون مبرراً للظلم والجبروت ، كما قال تعالى : " ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى " بل مدح القرآنُ الأمة التي ترأف للعدو الأسير ، فقال سبحانه : " ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً" .
إن أسلوب الحصار والمقاطعة العامة أسلوب استخدمه كفار قريش مع المسلمين قديماً ، فكتبوا كتاباً تعاقدوا فيه على حصار بني هاشم وبني المطلب في شعب أبي طالب ، وترك معاملتهم وترك نكاحهم .. حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلقوا الصحيفة على الكعبة ، واستمرت المقاطعة ثلاث سنوات تقريباً ، ولم يكن يأتيهم شيء من الأقوات إلاّ بطريقة سرّية ، حتى أكلوا جلود البعير ، وأوراق السمر والطلح ، ونحوها من الأشجار الشوكية ..
ومع هذا الجبروت والغياب للمعاني الإنسانية كان لا يزال في الناس أصحاب المروءات والضمائر الحية حتى من الكفار ، فقام بعضهم بالدخول مع بني هاشم وبني لمطلب في الشِّعب تضامناً معهم ، وقام آخرون منهم المطعم بن عدي وأبو البختري وهشام بن عمرو بكسر الحصار المفروض ، ونقض الصحيفة لاعتبارات إنسانية محضة.
وأيضاً أخذ المنافقون بأسلوب الحصار والمقاطعة ، فقالوا : " لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا " فعلّم اللهُ الأمةَ أن تقول : " ولله خزائن السموات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون "
فهل في عالمنا اليوم من يملك ضميراً حياً وقلباً ينبض بمعاني الرحمة بالإنسان فيعمل على كسر هذا الحصار وإنقاذ المرضى والأطفال والشيوخ من الآثار المأساوية لهذا الحصار الظالم !!.
وليكن لأهلنا في غزّة عزاء في النبي صلى الله عليه وسلم الذي حورب بمثل هذه الطريقة البشعة ، ولكنه قابل ذلك بالصبر والثبات وعدم الركوع للظالمين!!.
لقد كان المحاصرون مع النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين والكافرين يدركون الجلاد الحقيقي .. ولهذا لم يقولوا للنبي وأصحابه : أنتم سبب حصارنا وبلائنا فانفضوا عنّا .. لقد وقفوا مع المظلومين حمية ورجولة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* المشرف العام على موقع الوسط
 
حصار غزّة .. وغياب المعاني الإنسانية



بقلم / د /مصطفى مخدوم *


عندما تقع مجاعة عامة في دولة إفريقية تنطلق النداءات الإغاثية في أنحاء العالم .. وتتوالى المساعدات الإنسانية من كل حدب وصوب ، وتبرز الهيئات الدولية في الساحة بشكل يشعر الإنسان بأن الضمير الإنساني في عالمنا اليوم لا تزال فيه بقية حياة.
ولكني أعجب أشد العجب من الصمت العالمي عن الحصار الشامل الذي تمارسه إسرائيل ضد شعب غزّة !!.لم يقف الوضع عند حدّ الحصار السلبي ، بل تجاوز إلى العدوان الدموي ، كما المجزرة الإسرائيلية التي استشهد فيها ما يقارب الثلاثين من أبناء غزّة الأطهار بطريقة وحشية.
لا أدري أين ذهب الضمير الإنساني للهيئات الدولية !! ولماذا هذا الصمت عن ضحايا الحصار من النساء والأطفال !! وما هي الأسباب الحقيقية وراء ذلك ؟ هل هو الخلاف السياسي بين حماس وفتح ؟ أو هو الضغط على الشعب لينتفض على حكومته ؟ أو لأن المحَاصِر هو إسرائيل الدولة الوحيدة التي عجزت الأمم المتحدة عن إجبارها على تطبيق القرارات الدولية ؟
إن الخلاف السياسي لا يمكن أن يكون مبرراً لتعذيب شعب كامل والإضرار بالأبرياء منهم ، حتى الخلاف العقائدي لا يصلح أن يكون مبرراً للظلم والجبروت ، كما قال تعالى : " ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى " بل مدح القرآنُ الأمة التي ترأف للعدو الأسير ، فقال سبحانه : " ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً" .
إن أسلوب الحصار والمقاطعة العامة أسلوب استخدمه كفار قريش مع المسلمين قديماً ، فكتبوا كتاباً تعاقدوا فيه على حصار بني هاشم وبني المطلب في شعب أبي طالب ، وترك معاملتهم وترك نكاحهم .. حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلقوا الصحيفة على الكعبة ، واستمرت المقاطعة ثلاث سنوات تقريباً ، ولم يكن يأتيهم شيء من الأقوات إلاّ بطريقة سرّية ، حتى أكلوا جلود البعير ، وأوراق السمر والطلح ، ونحوها من الأشجار الشوكية ..
ومع هذا الجبروت والغياب للمعاني الإنسانية كان لا يزال في الناس أصحاب المروءات والضمائر الحية حتى من الكفار ، فقام بعضهم بالدخول مع بني هاشم وبني لمطلب في الشِّعب تضامناً معهم ، وقام آخرون منهم المطعم بن عدي وأبو البختري وهشام بن عمرو بكسر الحصار المفروض ، ونقض الصحيفة لاعتبارات إنسانية محضة.
وأيضاً أخذ المنافقون بأسلوب الحصار والمقاطعة ، فقالوا : " لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا " فعلّم اللهُ الأمةَ أن تقول : " ولله خزائن السموات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون "
فهل في عالمنا اليوم من يملك ضميراً حياً وقلباً ينبض بمعاني الرحمة بالإنسان فيعمل على كسر هذا الحصار وإنقاذ المرضى والأطفال والشيوخ من الآثار المأساوية لهذا الحصار الظالم !!.
وليكن لأهلنا في غزّة عزاء في النبي صلى الله عليه وسلم الذي حورب بمثل هذه الطريقة البشعة ، ولكنه قابل ذلك بالصبر والثبات وعدم الركوع للظالمين!!.
لقد كان المحاصرون مع النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين والكافرين يدركون الجلاد الحقيقي .. ولهذا لم يقولوا للنبي وأصحابه : أنتم سبب حصارنا وبلائنا فانفضوا عنّا .. لقد وقفوا مع المظلومين حمية ورجولة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* المشرف العام على موقع الوسط
 
ظلام غزة وظلم العرب

ظلام غزة وظلم العرب

ظلام غزة وظلم العرب
بقلم / خليل الصمادي

وأخيرا نفذ اليهود وعودهم بقطع امدادات النفط عن غزة الجريحة ، وعاشت غزة أمس في ظلام دامس ، وهذا ليس بعيدا عن دولة الكيان الصهيوني فهي تتلذذ في معاناة الآخرين بالرغم من ادعاء السامية والحضارة والإنسانية.

ولكن الغريب أن ترى ذوي القربى يشاهدون أحبابهم في غزة يقتلون قتلا بطيئا ولا مجيب ولا متحرك ، اللهمَّ إلا استنكارات خجولة هنا ، وهناك على شاشات المحطات الفضائية ، إنه ظلم وظلام ، وصدق فيهم قول الشاعر:


وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند


قد يقول قائل : ما الحيلة في فك حصار غزة ما دام حكامنا لا يحركون ساكنا؟

أقول : نعم الحكام مضغوط عليهم ولا يستطيعون تحريك ساكن، بفعل الظلم الجائر، وهذا الظلم منكر لا يرضى به الحاكم ولا المحكوم ، وكم يتمنى الكثير من الحكام وأصحاب القرار ، وأهل الحل والعقد من المسلمين أن يفك الحصار ، ولكن كما قيل " العين بصيرة واليد قصيرة" ، ولكن قد تستطيع الشعوب تغيير هذا المنكر بأضعف الإيمان ، وقد يجد الحاكم المبرر أمام قوى الاستكبار والتسلط إذا تحرك ونصر المستضعفين من خلال ما يؤمن به الغرب ، ويتبجح به ليل نهار.

إنَّ أضعف الإيمان أن يرى العالم الذي يؤمن بالديمقراطية والحرية وحق الشعوب في التظاهر غضبات مضرية وصرخات قوية من العرب والمسلمين منددين بهذا الحصار الجائر .

لا شك أن مثل هذه التظاهرات السلمية تفعل الشيء الكثير، إنها تشكل رأيا جماهيريا يعتد به في الدول التي تؤمن بالشعوب وحريتها ، لم أنس التظاهرات الإسلامية التي قامت من أجل الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم ، إذ هب المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها دفاعا عن نبي الله ، لقد أربكت هذه التظاهرات العالم كله ، وصار يحسب ألف حساب لمشاعر المسلمين ومقدساتهم ، وبالرغم من عدم اعتذار الدانمكارك علنا ؛ مكابرةً إلا أنها تلقت درسا لن تكرره ثانية ولا غيرها من الدول ..

ولو سكت المسلمون على الرسوم المسيئة لرأينا الآن الآلاف من الحاقدين يبثون رسوماتهم وأفكارهم وسخريتهم وضلالاتهم على المسلمين ، لقد عرف الغرب أن الشعوب صاحبة القرار والشرعية عبرت عن استيائها بغضب عارم أعقبه مقاطعة اقتصادية كانت ناجحة في بعض البلدان.

أصبحت شعوبنا واقعية وترضى بالقليل القليل ، لا أحد يصرخ اليوم : وامعتصماه ، بل يصرخون ، واطاقتاه، وافكَ حصاراه، وا فتحَ معبراه ، وا إرسالَ دواه ، وا إدخالَ حجاج وامعتمراه.

لا شك أن الغضبة لرسول الله لا تعدلها غضبة، ولكن دماء أطفال غزة تزهق ومرضى ينتظرون الموت لعدم توفر الأجهزة الكهربائية التي تعالجهم كأجهزة غسل الكلى ، وأجهزة تنفس الأكسجين ، وأجهزة العمليات وغيرها.

ألا يستحق أهل غزة وقفة مضرية ونزارية وعدنانية وقحطانية من أجل الدماء التي تزهق ليل نهار ، ولا سيما في الدماء التي ستسيل أمام أعيننا إذا بقي التيار الكهربائي مقطوعا ، إنه القتل المبرمج القتل اللا إنساني الحقير الذي يعجز اللسان عن وصفه .

ولا شك أن إزهاق دم مسلم أشد من هدم الكعبة

فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: " ما أطيبك وأطيب ريحك ! ما أعظمك وأعظم حرمتك ! والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ! ماله ودمه وأن نظن به إلا خيراً " رواه ابن ماجة وصححه العلامة الألباني في صحيح الترغيب.

وفي الحديث أيضاً: " لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون من قتل المسلم " وقد ذكره الشيخ العجلوني في كشف الخفاء.

وحتى زوال الدنيا أهون على الله من قتل مسلم ، فقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم " رواه الترمذي ، وهو حديث صحيح كما قال العلامة الألباني في صحيح سنن الترمذي.

كلي أمل أن تتحرك الشعوب العربية الإسلامية والصديقة وغير المنحازة من أجل نصرة الثكالى واليتامى والصابرين في غزة ، فيكفينا أننا نعيش في ظلام أخلاقي بالرغم من الأنوار والطاقة حولنا ، وإخوتنا في غزة يعيشون في ظلام الطاقة ؛ لأنهم يدفعون ضريبة النور والحرية ، ضريبة تمثيل الشعب حقيقة لا زورا وبهتانا .
 
الحرب على حماس



الحرب على حماس
بقلم / د / عبد الستار قاسم
ما إن فازت حركة حماس بالانتخابات التشريعية حتى بدأت نشاطات تعطيل الحياة العامة الفلسطينية ، وأعمال الإساءة والتضليل بهدف إفشال حركة حماس وإسقاطها وإعادة الأوضاع السياسية إلى ما كانت عليه قبل الانتخابات تقريبا، كانت هذه النشاطات يومية، وبتكاتف جهات متعددة خارجية وداخلية ، وتنوعت من إضراب عام إلى تفجير هنا أو هناك ، ومن قتل وسفك دماء إلى برامج تضليل إعلامية ، كانت هذه النشاطات مكثفة بحيث استهلكت جهود حكومة حماس ، وحالت بينها وبين تنفيذ أي برنامج عام.
منذ البدء كان من المتوقع أن تقوم عدة جهات بالتعاون من أجل إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وهي : القوى الداخلية الفلسطينية وإسرائيل والدول الغربية وعلى رأسها أمريكا والدول العربية الدائرة في فلك واشنطون. كان من المتوقع ضرب حصار مالي على الشعب الفلسطيني ، واستعمال آلام الناس واحتياجاتهم الغذائية واليومية للضغط على حماس ، وتوتير الأوضاع الداخلية بهدف جر حماس إلى الاقتتال الداخلي.
وكان من المتوقع أن يتم توظيف آليات إعلامية عالمية للتضليل وتحميل حماس مسؤولية تدهور الأوضاع الفلسطينية ، وقد لاحظت، كمتتبع للأوضاع بدقة، كيف تم استعمال وسائل الإعلام والفضائيات بالتحديد، للكذب على الجمهور الفلسطيني وتحريضه، ولاحظت أيضا مدى التثقيف الحاقد الذي تقوم به أجهزة السلطة الفلسطينية ضد حماس ، بخاصة في صفوف حركة فتح.
طبعا لم تخل مسيرة حماس من أخطاء ذاتية، وقد سبق أن كتبت شخصيا حول هذه الأخطاء ، والتي منها ربطة العنق الحمراء والاكتفاء بردود الفعل دون الأخذ بزمام المبادرة ، والتفرد بالمسؤولية واستثناء أصدقائها، والحرص على مشاركة مناوئيها.
لكن حماس كانت ستتعرض لمختلف الضغوط حتى لو كانت منزهة عن كل خطأ ؛ ذلك لأن برنامجها لا يتوافق مع البرنامج الإسرائيلي الأمريكي.
طرد الأجهزة الأمنية :
بذلت الأجهزة الأمنية في غزة جهودا كبيرة لزعزعة الأمن المدني للسكان وتحميل حركة حماس المسؤولية ، وذلك من أجل تأليب الناس على الحركة ، ودفعها إلى الاستكانة تحت وطأة الضغط الشعبي ، حماس كانت حذرة جدا في الانجرار وراء الاستفزازات ، لكن الغضب تملك العديد من عناصرها ، ومنهم من استسلم للرغبة بالثأر والانتقام.
تصاعدت الأعمال المخلة بالأمن المدني مع كل رد فعل عنيف من قبل عناصر حماس، ووصلت الأوضاع إلى حد الاقتتال الواسع ، وسفك دماء الفلسطينيين بالجملة بأيد فلسطينية أمام عدسات وكالات الأنباء العالمية والفضائيات ، لحق بالشعب الفلسطيني أذى كبير وعار مشين.
حصل ما كان متوقعا ، وهو إقدام حماس على السيطرة على الأجهزة الأمنية ، لم يكن من المتوقع أبدا أن تصمد الأجهزة الأمنية بوجه حماس، أو بوجه أي فئة فلسطينية مقاتلة مؤمنة بما تعمل ؛ ذلك لأن الأجهزة ليست مؤسسات حرب ، وإنما مؤسسات للتأثير سلبا على النسيجين الاجتماعي والأخلاقي للشعب الفلسطيني ، ولتمكين الأمريكيين والإسرائيليين من المضي في مشروعهم التفاوضي ؛ فضلا عن أن أغلب عناصر هذه الأجهزة ليسوا على استعداد للقتال من أجل قضية غير مقدسة، وهم هناك من أجل الراتب ، وليس من أجل الفتن والصراعات الداخلية.
أصيبت الدوائر الأمريكية بالذهول من سرعة سقوط الأجهزة الأمنية، على الرغم من أن إسرائيل لم تفاجأ وهي الأكثر معرفة بمستوى الانضباط والالتزام لدى كل من أفراد حماس وأفراد السلطة الفلسطينية.
قدّر الأمريكيون أن مشروعهم بما يخص فلسطين قد أصيب بهزيمة كبيرة مما يؤثر حتما على مشروعهم العام في المنطقة العربية الإسلامية ، ما كادوا يفيقون من صدمتهم بالجيش الإسرائيلي أمام حزب الله حتى صدمتهم أحداث غزة.
يقوم المشروع الأمريكي ومعه الإسرائيلي على ضرورة تحويل الشعب الفلسطيني إلى أفراد يبحثون عن لقمة الخبز في كيان فلسطيني يعمل وكيلا أمنيا لإسرائيل ، ولا شك بأن أي خلل في الموازين العسكرية الفلسطينية الداخلية سيؤثر بقوة على ما تم إنجازه ، وعلى ما يطمح الأمريكيون والإسرائيليون في إنجازه مستقبلا.
مشكلة دايتون :
لم يكن الإسرائيليون راضين عن أداء كيت دايتون المنسق الأمني الأمريكي بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، لقد وجدوا فيه شخصا متهاونا مع الفلسطينيين ، ويعطي السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية وقتا طويلا لتنفيذ المهام الأمنية الملقاة على عاتقها ، كان يفضل دايتون عدم الضغط أكثر من اللازم على السلطة وأجهزتها الأمنية ؛ حتى لا تقع بالإحراج أمام الشعب الفلسطيني وتخسر المزيد من شعبيتها، وكان يفضل تجريع الشعب الفلسطيني مسألة الدفاع عن الأمن الإسرائيلي تدريجيا وتحت ستار كثيف من الرشوات المالية.
لم تكن إسرائيل معجبة بمقاربة دايتون ، وكانت ترى أن على السلطة الفلسطينية أن تعمل وفق الاتفاقيات المعقودة بالعلن وبوضوح ، وأن مسألة التذرع بالإحراج يجب أن تسقط ، وأن على من يتمتع بالأموال الغربية أن يكون جريئا في تلبية المطالب الغربية ، طالبت إسرائيل بإزاحة دايتون ، لكن الولايات المتحدة فضلت التريث ، خاصة أنه ليس من هيبتها إقالة أحد كبار ضباطها بسبب ضعف أدائه.
أتت سيطرة حماس على مقار الأجهزة الأمنية لتعزز التحليل الإسرائيلي في ضرورة الضرب بشدة على من يُسمون أعداء السلام من الإرهابيين ومن يوفرون لهم الدعم المادي والمعنوي والأخلاقي ، بدأت إسرائيل وأمريكا بالتفكير في البحث عن وسيلة أخرى غير الأجهزة الأمنية، وعن أساليب جديدة للتجنيد في الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
لقد فشلت الأجهزة الأمنية بتركيبتها السابقة، ولا بد من البحث عن بدائل يمكن أن تصمد وتحافظ على السلاح الذي تقدمه إسرائيل أو دول عربية صديقة لإسرائيل.
ما هي هذه البدائل؟ أغلب ظني أنها تتركز على صناعة جهاز جديد من المرتزقة الذين يعبدون المال والمتع والشهوات لكي يحلوا تماما مكان القيادات والعناصر الفتحاوية ذات التوجهات أو الميول الوطنية.
ستكون هناك قيادات أمنية جديدة لا تعرف الله ولا تعرف الوطن ولا ولاء لها إلا لمصالحها، وتقود جيشا من الأغبياء والتيوس والمضللين الذين يظنون أنهم يحسنون صنعا ويدافعون عن الوطن.
رئيس وزراء جديد :
في الوقت الذي انشغل فيه رئيس السلطة الفلسطينية بوصف ما جرى في غزة على أنه انقلاب يجب أن تتراجع عنه حماس، كانت الدوائر الأمنية الإسرائيلية والأمريكية تفكر في إستراتيجية العمل القادمة ، رأت هذه الدوائر في رئيس وزراء جديد فرصة جديدة لامتطاء الشعب الفلسطيني بالمزيد ، ولتنفيذ ما تريدان تحت عنوان فلسطيني ، بخاصة أن سنوات الحصار المالي قد دفعت العديد من الفلسطينيين إلى التفكير بالراتب على حساب القيم الوطنية والدينية ، كان الهدف استقطاب الدعم المالي للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية كغطاء لحملات أمنية تحمل في طياتها شعارات وطنية.
انزوى رئيس السلطة الفلسطينية جانبا أمام الدعم الغربي المقدم لرئيس وزرائه ، واحتفظ لنفسه، أو سُمح له بالاحتفاظ بالوجود الإعلامي ، هذا لا يعني أن رئيس السلطة غير معني باتخاذ خطوات أمنية ، إنما قدّر الأمريكيون والإسرائيليون بأنه ضعيف وغير قادر على القيادة الفعالة، وأن عليهم أن يجربوا قيادة جديدة.
أتت الرواتب، وامتلك رئيس الوزراء بعض القوة بفضل هذا المال أمام الشعب الفلسطيني ليكون الواجهة الفلسطينية لدايتون ، ولما يمكن أن تقوم به إسرائيل من نشاطات أمنية وعسكرية.
الحرب :
وافقت إسرائيل على بقاء دايتون ، خاصة بعد أن تم تعزيزه بمنسق أمني أمريكي عام على مستوى المنطقة ، انبرى دايتون لنمط جديد من العمل من الناحية الأمنية ، وأصبح أكثر جرأة في الطواف على المدن الفلسطينية ، وأكثر حدية وجدية في التعامل مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية ، الآن هو يلقي الأوامر ويعطي التوجيهات، وتحاول وسائل الإعلام العالمية والمحلية أن تضلل الناس وتعزو الإجراءات الأمنية إلى رئيس الوزراء.
قرر دايتون أن يشن حربا على حماس وكل المقاومين الفلسطينيين من مختلف الفصائل الفلسطينية ، وتنقسم خطته، كما يبدو، إلى التالي:
1- تعزيز التنسيق الأمني بين إسرائيل والأجهزة الأمنية الفلسطينية والإصرار على علنيته ، وإلزام القيادة الفلسطينية به كعمل مشروع ومطلوب من أجل المصلحة الوطنية الفلسطينية ، التنسيق الأمني عبارة عن مادة واضحة للعيان وتمارس يوميا.
الآن تتبادل الأجهزة الأمنية وإسرائيل الأدوار في القيام بالمهام الأمنية ، ومن المحتمل جدا أن يكون النشاط الأمني مشتركا مستقبلا.
الآن تقوم السلطة مثلا باعتقال بعض أفراد حماس، وبعد ذلك تدخل إسرائيل لتعتقل أفرادا من فتح؛ أو تفرج السلطة عن معتقل فلسطيني لتقوم إسرائيل باعتقاله في اليوم التالي.
2- تنسيق الأدوار في غزة بهدف إسقاط حكومة حماس ، إما من خلال القوة أو من خلال التمرد الشعبي ، يقوم هذا على المحاور التالية:
أ‌- تشديد الحصار الاقتصادي والمالي على غزة إلى الدرجة التي لا يتهاوى فيها الناس جوعا وعريا ، هذا عبارة عن مجهود عالمي تشارك فيه الدول العربية والسلطة الفلسطينية وإسرائيل والدول الغربية.
ب‌- تهديد الاستقرار الداخلي في غزة من خلال اغتيالات وأعمال تفجير واصطناع الأحداث ، بحيث تبقى حماس مشغولة بهموم يومية متعلقة بالأمن الداخلي المدني للناس ، ويبقى الناس في حالة توتر قد تقودهم إلى التمرد على حماس. وقد قامت فئات بأعمال من هذا القبيل في غزة ، وتم مؤخرا القبض على أفراد حاولوا زرع عبوة في احتفال الحجاج ، وعلى شخص كان يحمل حزاما ناسفا.
ت‌- تكثيف الأعمال العسكرية الإسرائيلية لتطال كوادر وأفرادا وقيادات ومؤسسات ومراكز تابعة لحماس والجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية ، وذلك من أجل تكبيد الناس خسائر كبيرة تدفعها إلى التساؤل عن صلاحية حماس للقيادة والبقاء في الحكم.
هذا ما نشهده على مدى أشهر في غزة ، والذي زادت وتيرته في الآونة الأخيرة بخاصة بعد زيارة بوش للمنطقة.
من خلال محاور العمل هذه يأمل الإسرائيليون والأمريكيون وفلسطينيون أن يثور الناس في غزة ، أي أن أمريكا وإسرائيل تستعملان هموم الناس وآلامهم وأحزانهم من أجل تحقيق أغراض سياسية ، وهذا هو الإرهاب بعينه وفق تعريفهما هما للإرهاب.
3- ضرب حماس في الضفة الغربية من قبل إسرائيل والسلطة الفلسطينية ، وضرب المقاومين من حركة فتح من قبل إسرائيل ، تقوم السلطة الفلسطينية بحملة شعواء ضد حركة حماس في الضفة الغربية ، واعتقلت العديد من الأفراد ، وصادرت بعض قطع السلاح ، وتقوم إسرائيل باعتقال أفراد حماس والجهاد الإسلامي وشهداء الأقصى أو قتلهم.
بهذا تحاول إسرائيل وأمريكا إلغاء حماس وضرب بناها التحتية ، وتوفير الأجواء السياسية والاجتماعية المناسبة لقيادة فلسطينية جديدة تتمشى تماما مع المشروع الأمريكي الإسرائيلي.
لم يعد هناك فكر ديمقراطي متداول في الضفة الغربية، وإنما هناك الآن أدوات وأساليب للقمع وانتهاك الحريات وإسكات الناس، ويتم توظيف وسائل الإعلام المحلية لخدمة هذا الغرض.
من المهم الإشارة هنا أن وسائل الإعلام لا تعترض ولا يخرج منها صوت يصرخ دفاعا عن حرية الشعب الفلسطيني.
الفصائل الأخرى :
على الرغم من ضعف الفصائل الفلسطينية الأخرى التي تؤيد السلطة إلا أن المخطط حجز لقياداتها بعض المال لدفع الرواتب وتوفير السيارات ودفع أجور المكاتب.
قيادات فصائلية كثيرة تتنكر تماما لمبادئ الفصائل ولفكرة التحرير والمقاومة ، وتقف مدافعة عن المشروع الإسرائيلي الأمريكي عبر تبريرات وطنية واهية.
نابلس :
عانت نابلس كثيرا من الفلتان الأمني الذي صنعته السلطة الفلسطينية ، فإذا كانت السلطة حريصة على الأمن الفلسطيني فعليها أولا إسكات الفلتان الأمني ولو مؤقتا ، كمقدمة لتبرير خطوات التعاون الأمني مع إسرائيل ، قامت الأجهزة الأمنية بأوامر عليا بإسكات المنفلتين والمنفلشين، ولاحقت السيارات المسروقة ، وشعر المواطن النابلسي بالارتياح ، لا شك أن الناس في نابلس مسرورون لهذا التطور الداخلي.
تحاول السلطة الفلسطينية أن تستغل هذا التطور الآن للإقدام على خطوات أخرى تنسيقية مع إسرائيل معتمدة على صورة حسنة صنعتها لنفسها ، يشاهد الناس في نابلس هذه الأيام عمليات دخول الإسرائيليين للمدينة بشكل شبه ليلي أو يومي ، ويشاهدون جهود السلطة في اعتقال من يشتبه أنهم مقاومون فلسطينيون.
هل سينجحون؟ :
تقديري أن السلطة تمارس أعمالا تسيء لها وتخفض من شعبيتها ، يظن الأمريكيون والإسرائيليون أن عمليات القمع القائمة حاليا ستحقق لهم أهدافهم، وهم حقيقة لا يتعلمون من تجاربهم ، صحيح أن الناس يريدون الراتب، ويريدون إطعام أطفالهم ، لكن أكثرهم غير مستعد لمقايضة الوطن بالراتب ، سيمتدح بعض الناس الحكومة القائمة حاليا في الضفة الغربية وسيشكرونها على ما تقوم به من جمع للأموال، لكن ذلك لن يطول ما دامت السياسة العامة لا تصب في استعادة الحقوق الفلسطينية ، أي أنهم سينجحون جزئيا ومؤقتا.
الأعمال التي يقومون بها تولد الكراهية والبغضاء والأحقاد بين الناس، وتولد الرغبات بالثأر والانتقام ، إنهم ينجحون في بث كراهية شديدة بين أبناء فتح وأبناء حماس ؛ مما سيترتب عليه نتائج سيئة على المجتمع الفلسطيني ، شعب فلسطين يدفع الآن ثمنا باهظا في نزاعاته الداخلية، وسيدفع مزيدا من الثمن مستقبلا.
المقاومة :
من يظن أن طاولة المفاوضات الحالية ستؤدي على إقامة دولة فلسطينية لا يعرف بأسس ومقومات التفاوض، ولا يعرف بالعلاقات الجدلية التي يفرضها ميزان القوى، والتي يفرضها النظام الأخلاقي المستند على قوة جماهيرية.
لم يشتد عود الفلسطينيين لدرجة تقوده إلى طاولة مفاوضات حقيقية يسمع فيها العدو صوت الأوراق وهي تُضرب على الطاولة، ولا مجال أمام الشعب الفلسطيني إلا العودة إلى الذات وإعادة ترتيب أوضاعه الداخلية.
وبما أن المقاومة عبارة عن أسلوب أساسي في اكتساب القوة وإظهارها فإن على الشعب الفلسطيني أن يتمسك بكل مقاوم حتى لو اختلف معه عقائديا وسياسيا ، سواء كنت مسلما أو غير مسلم، قوميا أو وطنيا، متحزبا أو غير وتحزب، من واجبك عدم التفريط ب حماس والجهاد الإسلامي ومناضلي شهداء الأقصى ولجان المقاومة الشعبية.
بل من الواجب دعم المقاومين ومن والاهم، وإذا كان لنا معهم خصومات عقائدية وسياسية فإن يوم التسوية لا يأتي قبل التحرير.
المصدر : المركز الفلسطيني للإعلام 19/1/2008
 
لا حول ولا قوة الا بالله
 
لا موسوعة جينس ولا غيرها تغير أرض فلسطين وحدودها وأنها لشعبها وأهلها
فلسطين وكل ذرة تراااااااااب فيها المغموس بدم الشهداء ينادي ويقول فلسطين عربية
احترامي
بنت التحدي
 
حسبنا الله ونعم الوكيل
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي القدير
بارك الله فيكي اختي
تحيتي لكي
 
نريد منكم الدّعاء لأهلينا في فلسطين فالمجازر مستمرة في حقّ أسر بأكملها ...
وليكن ذكرنا الدائم كما قالت أختنا حنان : حسبنا الله ونعم الوكيل ... وهي ذكر لو علمنا قدره وأثره في ردّ كيد الأعداء عن مستضعفينا ما غفلنا عنه ...
وجزاكم الله خيراً ...
 

عودة
أعلى