التصفح للزوار محدود

فلسطين: "أميرة" قطرة ندى فجرتها رصاصات الغدر

المحبة لدينها

مشرفه سابقه
imagee11419.jpg







غزة ـ محاسن أصرف: من عتمة رحم أمها نادية أبو عصر خرجت قبل أيام لم تتجاوز العشرين يوماً، لكنها ما لبثت أن عادت لتوارى في عتمة رحم الأرض أبداً.

أميرة أبو عصر، رضيعة أخرى استهدفها الجنود الصهاينة بالقتل والإبادة المباشرة لكن ليس قصفاً بالصواريخ هذه المرة كما فعلوا مع الطفل الرضيع الشهيد قبلها محمد البرعي أو أنس عطا الله الذي ما زال يواجه صراعاً مع الحياة في غرفة العناية المكثفة بمستشفى دار الشفاء، بل قنصاً بسلاح ليزر أخرجوا منه ثلاث طلقات اخترقت رأسها الغض فسقطت من بين يدي أمها مضرجة بحمرة دمها القاني على الأرض، بينما أصيبت إحدى يديّ أمها بتفتت في العظام إثر استقرار رصاصة بها، والتفاصيل نسوقها على لسان والديها بمزيد من أنين الفقد ومشاعر الحزن الدفين الذي اعتمل قلبيهما على فراق أميرتهما.


في مستشفى شهداء الأقصى بالمنطقة الوسطى كانت تعتلي سرير الشفاء بعد إصابتها برصاصة في إحدى يديها أدت إلى تهتك بل تفتيت عظمها، في ملامح وجهها لا ترى إلا شحوباً أصفر، عينيها غائرتين تلبدهما هالات سوداء، بينما لسانها لا يقوى إلا على الحديث ببعض شهقات الموت الذي احتضنته بين ذراعيها بجسد رضيعتها "أميرة"، همست حملتها في أحشائها تسعة أشهر وبين ذراعي عشرون يوماً، لكني ما زلت أرنو إلى احتضانها أكثر وبحب وعطف أكبر.. تصمت تبلل عينيها الدموع تنسدل في أخاديد وجهها التي حفرها قهر فراقها، لكنهم استعجلوا رحيلها، رجوتهم أن يبقوها حية لكنهم صوبوا رصاصهم تجاه رأسها فرحلت وأصبت برصاصة في يدي فتت عظمها، تنادي بصوت حزين ما زلت أحلم أن تكبر أمامي أن أزفها أميرة لشريك حياتها لكن الموت غيبها وتركني أعاني ألم افتقاد مؤانستها لي حينما تنغمس في حضني لتغرق في نومٍ هادئ على أنغام ترانيم أنسجها بصوتي لها.

صلة رحم انتهت بمأساة حقيقية دارت مشاهدها بين عائلتي أبو سميري التي فقدتها يوسف شهيداً، وعائلة أبو عصر التي فقدت رضيعتها أميرة شهيدة أيضاً بالإضافة إلى إصابة أمها في يدها وأبيها في عينه نتيجة الضربات التي تلقها من جنود الاحتلال أثناء اعتقاله والتحقيق معه إثر قتل طفلته أمام مرأى عينه.


يروي خالد أبو عصر بعض مشاهد القتل المباشر الذي عمد إليه جنود الاحتلال أثناء استهدافهم لمنزل الشهيد يوسف أبو سميري واصفاً بشاعة الاستهداف يقول فقط عشرون دقيقة فصل بين الحياة والموت، بين المناغاة الصادرة من فيه طفلتي أميرة وإخراسها أبداً، بين الابتسامة التي استقبلنا بها أهل الشهيد والدمعة التي خَلُدَت في عيونهم إثر استشهاده.


ويتابع:"كانت والدته متوعكة صحياً فهي مصابة بمرض الفشل الكلوي وأشارت عليَّ بزوجتي بضرورة زيارتها فهي تغلو على قلبها، لكننا لم نعلم أبداً أن تلك الزيارة ستنتهي بالمأساة التي شهدنا تفاصيلها واقعاً ملموساً "، يغيبه الصمت قليلاً ليس لاستذكار تفاصيل الحادثة فقد نقشت ف عقله كالنقش على الحجر وأدمت نبضات قلبه لكن فقط ليتمالك نفسه ويخفف أنينه على ابنته أميرة، يتابع:"بينما كنا نتهادى السلام ونتبادل سماع أخبار بعضنا البعض حتى سمعت صوتاً بالخارج كنت أظنه صوت شاحنات مرت بالقرب من المنزل لكنها كانت دبابات وبين لحظة وضحاها جاء الأطفال من كل حدب وصوب مفزوعين من هدير الدبابة وأصوات الجنود حاولنا الاختباء في مكان بعيد ولم نعرف أن المنزل الذي نتواجد فيه المستهدف إلا بعدما أمرنا الجنود بالخروج فرداً فرداً، لم نتأخر في إجابة ردهم فتحايلت أم يوسف على مرضها وحاولت استقامت جسدها الواهن لتمشي بخطوات متعثرة خارج المنزل كما أمر الجنود وفعل الجميع فعلها خرج الأطفال والنساء جميعهم وأمروهم بالانبطاح أرضاً، كانوا يريدون إعدامهم، لافتاً كانوا يطلقون الرصاص بكثافة جنونية فأصيب جميع من بالمنزل "


تبرق في عينيه دمعة يحبسها في مقلتيه فلا يجعلها تغادرهما يقول:"بينما خرجت زوجتي تستعطف الجنود بعدم قتل الأطفال الأبرياء فلا ذنب لهم حتى عاجلوها برد قاس سلاح من الليزر صوبوه تجاه رأس طفلتي أميرة فأصابوها بثلاث رصاصات منه أودت ببراءتها إلى موت محقق وأغرقت حضن أمها بدمها بينما نالت رصاصة أخرى من يد زوجتي ففتت عظمها، لافتاً أن الجنود لم يسمحوا لأحد بإسعاف الطفلة وزوجته وبقيت تنزف ثلاث ساعات حتى تأكدوا من صعود روح أميرة إلى بارئها وغابت زوجتي عن الوعي فظنوا ميتة أيضاً"


ويستمر في سرد تفاصيل الحكاية قائلاً :" حاولت أن أستعطفهم بلغتهم بألا يؤذوا الأطفال لكنهم انهالوا عليَّ بالضرب بأعقاب بنادقهم "، مشيراً إلى عينه المفقوءة بفعل الضرب ويضيف:"بعدها نقلوني إلى أحد الجيبات العسكرية للتحقيق معي، رحت أسألهم ما ذنب أميرة ليقتلوها أحملت بين كفيها الصغيرين صاروخاً أو قذيفة دبابة أو حتى مسدساً لا يتعدى سنتيمترات قليلة ليتناسب مع حجم كفيها حديثي الولادة، لكنهم زادوا في ضربي وشتمي وهددوني بقتل جميع أطفال".


مشهد جديد من مشاهد الموت الصهيوني اقترف تفاصيله جنود الاحتلال دون أن تأخذهم رحمة أو شفقة بمن استهدفوها قبل أن تتم يوم عمرها العشرين، يضاف إلى زمرة المشاهد الأربعين التي اختطفوا فيها أرواح أربعين طفلاً ورضيعاً منذ بداية عمليتهم العسكرية في القطاع يوم الأربعاء السابع والعشرين من فبراية الماضي


منقول
 
حسبناا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل


بوركتي
 
حسبناا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل

بارك الله فيك
احترامي
بنت التحدي
 
الله يرحمها ويصبر اهلها يارب
 
لا حول ولا قوة إلا بالله ..
جعلها الله وكل الأطفال شفعاء
لوالديهـــــــم ..
:23::23::23:
 

عودة
أعلى