التصفح للزوار محدود

حكم النطق بالنية في العبادات

عزتى فى نقابى

Well-known member

بسم الله الرحمن الرحيم
====
====


حكم النطق بالنية في العبادات


سؤال:
هل يتلفظ المسلم بالنية عند قيامه بالعبادات فيقول مثلاً نويت أن أتوضأ ، نويت أن أصل ، نويت أن أصوم ، وهكذا ...


الجواب:


الحمد لله
سُئِلَ شيخ الإسلام ابن تيمية :
عن النية في الدخول في العبادات من الصلاة وغيرها ، هل تفتقر إلى نطق اللسان ؟ مثل قول القائل : نويت أصلي ، ونويت أصوم ؟
فأجاب رحمهُ الله :
الحمد لله ، نية الطهارة من وضوء ، أو غسل أو تيمم ،
والصلاة والصيام ، والزكاة والكفارات ، وغير ذلك من العبادات ؛
لا تفتقر إلى نطق اللسان باتفاق أئمة الإسلام ، بل النية محلها القلب باتفاقهم ،
فلو لفظ بلسانه غلطا خلاف ما في قلبه فالاعتبار بما ينوي لا بما لفظ .
ولم يذكر أحد في ذلك خلافا ،


إلا أن بعض متأخري أصحاب الشافعي خرج وجها في ذلك ، وغلطه فيه أئمة أصحابه ،
ولكن تنازع العلماء هل يستحب اللفظ بالنية ؟


على قولين : فقال طائفة من أصحاب أبي حنيفة ، والشافعي ، وأحمد : يستحب التلفظ بها لكونه أوكد .
وقالت طائفة من أصحاب مالك ، وأحمد ، وغيرهما : لا يستحب التلفظ بها ؛ لأن ذلك بدعة لم ينقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ولا أمر النبي صلى الله عليه وسلم أحدا من أمته أن يلفظ بالنية ولا علم ذلك أحدا من المسلمين ، ولو كان هذا مشروعا لم يهمله النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، مع أن الأمة مبتلاة به كل يوم وليلة .
وهذا القول أصح ،
بل التلفظ بالنية نقص في العقل والدين : أما في الدين فلأنه بدعة ،
وأما في العقل فلأن هذا بمنزلة من يريد أكل الطعام فقال : أنوي بوضع يدي في هذا الإناء أني آخذ منه لقمة ، فأضعها في فمي فأمضغها ، ثم أبلعها لأشبع فهذا حمق وجهل .



وذلك أن النية تتبع العلم ، فمتى علم العبد ما يفعل كان قد نواه ضرورة ،


[size=+0]فلا يتصور مع وجود العلم به أن لا تحصل نية ، [/size]
وقد اتفق الأئمة على أن الجهر بالنية وتكريرها ليس بمشروع ، بل من اعتاده فإنه ينبغي له أن يؤدب تأديبا يمنعه عن التعبد بالبدع ، وإيذاء الناس برفع صوته ، والله أعلم .

س5‏:‏ هل النية باللفظ ممكنة أم سراً أفضل‏؟‏


ج5‏:‏ النية عبادة من العبادات والعبادات مبنية على التوقيف، ومحلها القلب والتلفظ بها بدعة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتلفظ بها وكذلك خلفاؤه وأصحابه من بعده فقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أنه صلى الله عليه وسلم قال للأعرابى المسيء في صلاته‏:‏ ‏"‏إذا قمت إلى الصلاة فكبرثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن‏"‏ ‏[‏رواه أحمد 2/437، والبخاري1/182 كتاب الأذان باب وجوب القراءة للإمام والمأموم، ومسلم 1/298 كتاب الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، وأبوداود1/226 كتاب الصلاة باب صلاة من لايقيم صلبه في الركوع والسجود، والترمذي2/100كتاب الصلاة باب ما جاء في وصف الصلاة، والنسائي2/124 كتاب افتتاح الصلاة باب فرض التكبيرة الأولى‏]‏ وفي السنن عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبيروتحليلها التسليم‏"‏ ‏[‏أخرجه أحمد1/123، 129، وأبو داود1/49، 411رقم ‏(‏61،618‏)‏، والترمذي1/9، 2/3برقم ‏(‏3،238‏)‏، وابن ماجه 1/101برقم ‏(‏275،276‏)‏، والدارمي1/175، والطحاوي في شرح معاني الآثار1/273، وأبو يعلى في المسند 1/456، 2/336، 366 برقم ‏(‏616،1077/1125‏)‏‏]‏، وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفتتح الصلاة بالتكبير، والقراءة بالحمد لله رب العالمين ‏[‏أخرجه أحمد6/31، 171، ومسلم 1/357 كتاب الصلاة باب ما يجمع صفة الصلاة، وأبو داود1/208 كتاب الصلاة باب من لم ير الجهر بـ‏:‏ ‏(‏بسم الله الرحمن الرحيم‏)‏، وابن ماجه 1/267 كتاب إقامة الصلاة باب افتتاح القراءة‏]‏، وقد ثبت بالنقل المتواتر وإجماع المسلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم كانوا يفتتحون الصلاة بالتكبير، ولم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم أنه تلفظ بالنية، وهكذا أصحابه رضي الله عنهم، ومن ادعى جواز التلفظ بها فقوله مردود عليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد‏"‏ متفق على صحته، وفي رواية لمسلم رحمه الله من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهورد‏"‏ ‏[‏صحيح مسلم، كتاب الأقضية باب نقض الأحكام الباطلة ‏(‏12/16 نووي‏)‏‏]‏ ‏.‏
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس‏:‏ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز


نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبدالرزاق عفيفي
عضو‏:‏ عبدالله بن غديان
 
جزاكى ربى الجنة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك
لك مني أجمل تحية .
 
جزاك الله خير وبارك الله فيك
 

مواضيع مشابهة

عودة
أعلى