حلم العلاج بات يلوح في الأفق

صمت الغروب

إختصاصية إجتماعية
اكتشاف عظيم، وحلم العلاج بات يلوح في الأفق

09-040109-Fa.png

فرانسواز باري-سينوسي مواطنة فرنسية أخصائية في علم الفيروسات ورئيسة وحدة مكافحة العدوى الناجمة عن الفيروسات القهقرية في معهد باستور بباريس. والتحقت فرانسواز بالمعهد في مطلع السبعينات واضطلعت، خلال الثمانينات، ببعض الأنشطة الأساسية التي أدّت إلى اكتشاف فيروس العوز المناعي البشري كسبب للإصابة بالأيدز، ونالت مقابل ذلك الاكتشاف، هي وزميلها لوك مونتانيي، جائزة نوبل للطب في تشرين الأوّل/أكتوبر 2008. وقد كرّست قسطاً كبيراً من عملها، في الآونة الأخيرة، لإقامة تعاون بين الخبراء والعاملين الصحيين الفرنسيين وبين المتعايشين مع فيروس الأيدز في البلدان المنخفضة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب شرق آسيا.

وتتحدّث فرانسواز باري-سينوسي إلى نشرة المنظمة عما تضطلع به من بحوث في مجال فيروس الأيدز وعن أملها في إحراز تقدم في معرفة ذلك الفيروس وعلاجه.
س: ما هي سلسلة الأحداث التي أدّت إلى اكتشاف فيروس الأيدز في مطلع الثمانينات؟ وماذا عن البيئة التي كانت سائدة في الفريق الذي كنت تعملين معه عندما أدركتم أنّكم اكتشفتم فيروساً جديداً؟
ج: إنّ الاكتشاف لم يتم في وقت محدّد، بل كان عملية تدريجية انطوت على تعاون وثيق مع زملائنا الأطباء، من حافة الأسرّة [التي يرقد عليها المرضى] إلى المقعد ورجوعاً إلى الأسرّة ثانية. وفي حزيران/يونيو 1981 بدأت تظهر، في الولايات المتحدة الأمريكية، تقارير عن حالات من الالتهاب الرئوي الناجم عن المتكيّسة الرئوية بين رجال كانوا أصحاء من قبل في مدينة لوس-أنجلس، وفي مدن أخرى بعد ذلك. وفي كانون الثاني/يناير بادر ويلي روزينبوم، وهو طبيب علم بأنّنا كنا نجري بحوثاً في مجال الفيروسات القهقرية، إلى الاتصال بنا لإخبارنا بأنّ أحد المرضى دخل في طور العوز المناعي وأنّ ذلك المريض أبدى موافقته على الخضوع لخزعة في العقدة اللمفية.
وظننا، آنذاك، أنّ الفيروس المسؤول قد يكون أحد أنماط فيروس اللمفومة وابيضاض الدم البشري، الذي اكتُشف في عام 1977)، ولذا اضطررنا إلى زرعه للتأكّد من علاقته بذلك الفيروس. ودأبنا على مراقبة الزراعة مرّة كل ثلاثة أيام إلى أربعة أيام وتمكّنا من الحفاظ على حيوية الخلايا الملوّثة بالفيروس طيلة ثلاثة أسابيع بإضافة لمفاويات تنتمي إلى متبرّعين. وتبيّن بعد ذلك أنّنا انتهجنا استراتيجية صحيحة. ذلك أنّ كل الخلايا كانت ستموت لو كنا تركنا الزراعة على حالها طيلة أشهر عديدة. وتمكّنا، في أيار/مايو 1983، من نشر مقال في مجلة ساينس (Science) صرّحنا فيه بأنّنا عزلنا فيروساً جديداً من المحتمل أن يكون هو المسبّب للمرض المعروف باسم الأيدز. وتم تأكيد ذلك بعد مضي بضعة أشهر. وأذكر أنّني اتصلت هاتفياً بأحد أصدقائي في الولايات المتحدة لإخطاره بأنّنا قد اكتشفنا شيئاً جديداً. وكان ذلك الصديق يمزح معي قائلاً بأنّه ينبغي لنا طرح كل شيء في القمامة بسبب تفاهة الأمر.
س: تشير التقديرات الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الأيدز في عام 2007 إلى وجود 33 مليون نسمة من المتعايشين مع فيروس الأيدز و7ر2 مليون إصابة جديدة بذلك الفيروس ومليوني حالة وفاة بسببه في جميع أنحاء العالم. ما هي التحديات التي لا تزال مطروحة في الكفاح ضد الأيدز والعدوى بفيروسه بعد مضي 25 سنة على الاكتشاف الذي توصلتم إليه؟
ج: لقد تم إحراز تقدم عظيم نحو إتاحة فرص الحصول على العلاج، غير أنّه مازال يتعيّن علينا تحقيق المزيد في هذا المجال. ومن مرامي الأمم المتحدة التمكّن، بحلول عام 2010، من إتاحة العلاج القائم على الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية لجميع المتعايشين مع فيروس الأيدز. ولا يُتاح العلاج، الآن، إلاّ لنحو 30% من أولئك الذين هم في أشدّ الحاجة إليه في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل. ولا بدّ لنا، على الرغم من الصعوبة البالغة التي ينطوي عليها توفير العلاج للجميع، من الدعوة إلى تحقيق هذا المرمى حتى تواصل الحكومات السعي من أجل بلوغه. وتوفير الرعاية للمتعايشين مع فيروس الأيدز من الالتزامات الدائمة التي تشمل مسألة معالجة الأمراض المزمنة ومسألة التصدي لمقاومة الفيروس للأدوية، وبطبيعة الحال، مسألة الوقاية. وقد حققنا نجاحاً جزئياً في توقي سراية المرض، ولاسيما من الأمّ إلى طفلها، بيد أنّ كثيراً من النساء لا يستفدن بعد من البرامج ذات الصلة. وهناك تقدم يُحرز في استحداث اللقاح المناسب وتطوير مبيدات المكروبات وتقنيات التوقية التي بجب اتباعها قبل التعرّض للفيروس وبعد ذلك. وبالرغم من القيود الاقتصادية القائمة، لا يزال هناك أمل في اكتشاف علاج ضدّ عدوى فيروس الأيدز.
س: لماذا يمثّل استحداث لقاح ضدّ فيروس الأيدز أمراً بالغ الصعوبة؟
ج: إنّ التنوّع الجيني لفيروس الأيدز يشكّل أحد العقبات، ومن العقبات الأخرى طريقة الفيروس في تخزين نفسه داخل "مستودع" مثل العقدات اللمفية الموجودة في الأمعاء. واستئصال الفيروس لن يكون أمراً سهلاً لأنّه يظلّ في تلك "المستودعات" دون أن يتأثّر بالاستجابة المناعية، حتى بعد مضي عشرة أيام من العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية. وعندما يتوقّف العلاج يستعيد الفيروس نشاطه ممّا يؤدي إلى عودة ظهور الأعراض المرضية لدى المرضى. وهناك الآن بيّنات على أنّ الاستجابة المناعية حيال فيروس الأيدز تحدث في مراحل أبكر جداً ممّا كنا نظنّه سابقاً. ومن المحتمل أنّ المشكلة كلّها تتحدّد في الساعات الأولى التي تعقب اكتساب العدوى. وعليه فإنّ التشخيص والعلاج في المراحل المبكّرة من الأمور الأساسية؛ وربّما أنّنا نعالج الناس الآن بعد فوات الأوان. وإذا تمكّنا من تحسين فهمنا لكيفية تطوّر الفيروس في الثويّ سنستطيع، عندئذ، العمل من أجل استحداث لقاحات علاجية. وينبغي أن يكون الغرض من اللقاح هو وقف سراية الفيروس بين الخلايا، ولكنّنا لا نعرف بعد كيف يمكن تحقيق ذلك. وأنا مقتنعة أنّنا سنتمكّن، إذا استطعنا أن نحرز تقدماً في وضع استراتيجيات لقاحية فيما يخص فيروس الأيدز، من إحراز تقدم في استحداث اللقاحات اللازمة لمكافحة أمراض أخرى أيضاً.
س: هناك أناس ممّن يسعون إلى حلّ مشكلات صحية أخرى يشعرون، أحياناً، أنّه يتم تخصيص مبالغ مالية هائلة لمكافحة الأيدز والعدوى بفيروسه.
ج: إنّني جدّ مندهشة لرؤية النزاع القائم مع أناس يضطلعون، مثلاً، ببحوث في مجال إنفلونزا الطيور أو مجال الملاريا بحجّة أنّ ثمة أموالاً طائلة تُخصّص لمكافحة فيروس الأيدز وأنّه لا يتم تخصيص ما يكفي من الأموال لمكافحة أمراض أخرى. ومن الخطأ أو الوهم إهمال الكفاح ضدّ فيروس الأيدز من أجل معالجة قضايا صحية أخرى. والتعاون هو أفضل استجابة لمقتضيات القضايا الصحية العالمية عموماً. وقد رأيت كيف استطاعت برامج الرعاية والوقاية والعلاج فيما يخص فيروس الأيدز التأثير في النُظم الصحية وتعزيزها. وكنت أوّد أن نتمكّن من تلافي الوضع الحالي المتمثّل في الظاهرة المنتشرة بين مرضى السل والمتمثّلة في مقاومة عصيات السل للأدوية المتعدّدة لو أنّ الأوساط التي تعمل في مجالي فيروس الأيدز والسل تعاونت بشكل أوثق منذ البداية. والرسالة التي أوجهها إلى الأوساط الصحية العالمية هي ضرورة مواصلة الجهود التي بدأناها، مع ضمان التزام قوي من قبل حكومات البلدان الصناعية. والمعروف أنّ توقي سراية هذا الفيروس من العمليات السهلة وأنّ الترويج لممارسات مثل استعمال العازل من الأمور الأساسية في هذا الصدد. ولا بدّ لنا من تعزيز اختبار تحرّي الفيروس للتمكين من تشخيص العدوى وعلاجها في المراحل المبكّرة.
س: هل من مثال على وضع يحدث فيه ذلك فعلاً؟
ج: لقد شهدت كمبوديا تحسّنا بشكل عام في نظامها الصحي نتيجة ما قامت به من عمل محدّد في مجال فيروس الأيدز. ففي عام 1995 لم يكن ذلك البلد يمتلك نظاماً صحياً يفي بالغرض. وأصبح، بحلول عام 2008، يمتلك 50 موقعاً لمعالجة المرضى المصابين بحالات عدوى انتهازية وتوفير العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، و26 موقعاً لتقديم خدمات الرعاية للأطفال المصابين بفيروس الأيدز، و4 مواقع لرصد أعداد خلايا CD4+. وهناك ، بفضل الدعم الذي يقدمه الصندوق العالمي لمكافحة الأيدز والسل والملاريا، 30000 مريض يستفيدون حالياً من العلاج في إطار برامج المعالجة العالية المفعول بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية. ونتوقع أنّ العلاج سيُتاح لكل من هو بحاجة إليه بحلول عام 2010. والأثر لا يتمثّل في تحسين صحة المصابين بفيروس الأيدز فحسب، بل كذلك في تحسين صحة المصابين بأمراض أخرى، مثل السل.
س: ما هي توقعاتكم بشأن الولدان الذين يحملون فيروس الأيدز الآن؟
ج: إنّني أفتقر، كباحثة، إلى القدرة على إبداء تفاؤل تام. ولكن إذا استطعنا علاج الناس في الوقت الراهن، فإنّنا سنبعث الأمل في نفوسهم لا محالة. وقد تتيح إطالة الأعمار فسحة من الوقت لاستحداث استراتيجيات جديدة للمستقبل. ولست متيقنة بأنّنا سنتمكّن من استئصال المرض، ولكنّني مقتنعة بأنّنا سنتمكّن من علاج حملة فيروس الأيدز حتى تنخفض نسبة الفيروس لديهم إلى مستويات لا يمكن الكشف عنها وحتى لا ينقلوه إلى غيرهم.
س: ما هو شعوركي بعد نيل جائزة نوبل؟
ج: أشعر بمسؤولية عظيمة. وأملي أن أتمكّن من توصيل رسالة قوية إلى السلطات والمنظمات السياسية وأوساط الشباب لإخبارها بأنّ الوقت قد حان لتقديم الحوافز إلى الباحثين الشباب من أجل تشجيعهم على العمل في مجال فيروس الأيدز. ذلك أنّّنا في أمسّ الحاجة إلى روح جديدة إذا أردنا استحداث استراتيجيات مستجدة ومبدعة فيما يخص اللقاح. ولا بدّ لنا من تشجيع العلماء الذين يعملون في مجالات أخرى، مثل علم المناعة، بل وحتى التكنولوجيا النانوية. أمّا أنا فأوّد الرجوع إلى المختبر! وقد تساءلت، في إحدى مراحل حياتي، عما إذا كنت اخترت الطريق الصحيح بتركيز عملي على هذا الفيروس بالذات. ولكن يكفيني أن أذهب إلى أفريقيا أو جنوب شرق آسيا وأتجاذب أطراف الحديث مع المتعايشين مع فيروس الأيدز. وما يحفّزني هو شعوري بأنّني قادرة فعلاً على مساعدة المصابين بهذا الفيروس.
 
بااااااااااااارك الله فيك
اللهم عاافينا وراحمنااااااااا
تقديري
بنت التحدي
 
جزاك الله خيرا اختي...

اللهم عافنا و المسلمين من الزنا و امراضه ومن كل الفواحش و الفتن...


اللهم آمين

بارك الله فيك أخي الكريم​
 
بااااااااااااارك الله فيك
اللهم عاافينا وراحمنااااااااا
تقديري
بنت التحدي




اللهم آمين

جزاكِ الله خيرا أختي بنت التحدي
 
مشكورة يالغالية

الله يعافي جميع مرضى المسلمين

دمتي كما تحبين
 
شكرا أختي صمت الغروب
الله يعافينا ويعافي جميع المسلمين والمسلمات


العفو أخي الصقر العماني

اللهم آمين

الله يعطيك الصحة والعافية
 

عودة
أعلى