التصفح للزوار محدود

جليس القمر

ابن النيل

Well-known member
سلام الله عليكم
عدت مجدداً الى دار الشعر .. فلعلى بهذه القصه اتمكن من استرجاع
مشاعركم ، وميولكم الى هذا المكان المهجور .. لعلكم بخير ، ودائماً
ــــــــــــــــــ


ذهب كعادته في أواخر الليل ليجالس القمر .. لم تكن جلسته المعتاده خاوية
هذه المرة ، فتراجع عنها حتى لايشتت شمل البجع الآمن في مرقده .. مشى


قليلاً على امتداد حافة النهر ، واختار لنفسه جلسة بديلة على أطلال ساقية
معدومـة .. وجلس يستمتع بهدوء الليل ، ويملأ رئتيه مـن نسيم الزرع .


عقارب الساعة تبسط له الوقت ، والخيط الأسود مازال حليماً ، فاتحاً لونه ،
لابـد وأنه أهدر كثيراً من صبغته ، أوربمـا القمر الساطع سقاه من نوره .


مد بصره إلى القمر ، وأذناه مشغولتان بصوت شخير يعلو وينخفض ، لم
تطل انشغالته ، ولم يبالي ، فربما شخير (خفيرٍ) نائمٍ في خفرته .. فرجع
من جديد يسلط أذنيه لتسترق وشوشة الهدير لليل .. أرسل نظره إلى


السماء مرة أخرى ، وراح يمارس لعبته مع القمر ، فاختار شكلاً من
الأشكال المطموسة التي تتحرك في ساحته ، وبـدأ يشكل عروسـاً
للنيل ، فلم يطاوعه التشكيل ، فبدت صورةٌ لأسدٍ عارضاً أنيابـه ،
فأعاد التشكيل فظهرت صورةٌ لشيطان ثـائر فخفق قلبه ، فصار
صوت الهدير يؤرقه ، شعر بالخيط الأسود يستجمع صبغته المفقوده
تلفت حواليه ، وصوت الشخير يعلو ويزدحم في أذنـه .. صوَّبَ
أُذنيه لتميزُ ذاك الصوت المخيف ، فميزت أصوات شخيرعدة وليس
بشخير خفير نائم ، وليس بشخير بشر .. قلبه يكاد يقفز من صدره
وخطواته تهرول وكأنها فى ثبات.. بينما هو فى الطريق - وقف مبتسماً
وسكن قلبه بعد هلع ، وعرف لأول مرة أن للبجع شخير اثناء نومه .



ابن النيل

 
التعديل الأخير:
رد: جليس القمر

وصف جميل...... معاني تختبيء بين طيات الحروف


أسلوب طيب
لك تقديري وإحترامي أخي الفاضل إبن النيل
 

عودة
أعلى