اكتشاف


نواف خلف السنجاري - العراق
في غرفة فقيرة كانت تتلوى بين يدي القابلة، دخل زوجها كعفريت غاضب صائحاً:
- إذا أنجبتِ هذه المرة بنتاً أقسم أني سأطلّقكِ وأتزوج بأخرى..
امتزجت دموعها مع قطرات العرق المتصبب من جبينها، رفعت رأسها متضرعة إلى السماء وأغمي عليها...
بعد أكثر من عشر سنوات وبينما هي جالسة تحلب بقرتها، اقترب منها بحنان هامساً في أذنها:
- حمداً للرب لأنكِ أنجبتِ البنات أولاً، وإلاّ لأصبح أبناؤنا الأربعة وقوداً لهذه الحرب القذرة!!
قانون القبيلة
من بين الجموع الهائجة سُمِعَ صوتها وهي تستجدي: «ارحموني أطلقوا علي الرصاص».. لكنهم استمروا في ضربها بالعصي والهراوات وأعقاب البنادق.. مزّقوا ملابسها.. سحلوها من شعرها الطويل ورجموها بالحجارة، انقضوا عليها كما تنقض الوحوش على فريستها.. فقد ذكرتهم بخطاياهم وعهرهم وعقدهم وكبتهم المقيت.. نظرت إلى والدها المنزوي ووجهه يختلج بعنف من شدة الذهول.. أغمضت عينيها لتتحوّل في لحظة إلى طفلةٍ صغيرة تركض بفرح وراء الكرة الملّونة التي اشتراها لها والدها ذات يوم ليس ببعيد.
أرباع
كان مولعاً (بالأرباع).. يشرب (ربع قنينة)، يأكل (ربع خروف)، يستيقظ في (العاشرة والربع)، يحمل في جيبه دائماً (ربع دينار) كتعويذة! ضاجع (ربع) نساء القرية! وعندما بلغ من العمر (ربع) قرن تربّع على العرش لأربعة عقود و(ربع)!!
 

عودة
أعلى