التصفح للزوار محدود

كيف أتخلص من الكتمان في قلبي؟

القضية الأكثر أهمية هنا والتي أود أن تنتبهي لها هو أننا في

مرحلة الصمت وكتمان المشاعر بعد موقف مؤلم, إننا لسنا صامتون في

حقيقة الأمر. نحن في قمة الحوار.. لكن مع من؟ مع أنفسنا وبشكل لا

واعي! نتحدث ونتحدث دون توقف.. (لماذا قال كذا؟ من يظن نفسه؟ ثم

لم يكن هذا قصدي؟ لماذا لا يفهمني أحد في هذا العالم؟ كم حياتي سيئة؟

أوه ليتني أموت وأرتاح..) وهكذا سلسلة لا تنتهي من أحاديث النفس التي

تشعل الموقف وتزيد الأمر سوءاً. ما أريده منك هو تراقبي ذلك وتتدخلي

لتغيري حديثك مع نفسك فهو ما سيحدد مشاعرك والأثر السيئ لهذا

الموقف عليك ولاحظي الفرق عندما أقول لنفسي: (ليس له الحق أن يقول

ما قاله.. لقد أخطأ وقد أزعجني ما قاله.. لقد آلمني كلامه.. هو المخطئ

ولن أزعج نفسي بما يقول.. إن كان هو شخص سيئ فهذا خطأه وهذه

مشكلته هو.. فلمَ أوذي نفسي به؟؟ سأذهب لأخبره بذلك.). وقد يكون من

الصحيح أن تنظري إلى الأمر من وجهة نظر مختلفة : (ربما كان يقصد

شيئاً لم أفهمه.. أو ربما كان محقاً في كلامه.. على كل الأحوال سأصلح

ما يمكن إصلاحه, وستتضح الأمور أكثر فيما بعد..). ما قمت به الآن

في الحوارات السابقة هي عملية من عدة خطوات:

الأولى: تحديد مشاعري من الموقف.

والثاني: تغيير نظرتي للحدث بشكل إيجابي وإيقاف هذا السيل من

التطور بشكل سيء.

وأخيراً: تحرير نفسي من الشعور بالأذية والوصول إلى حل يرضيني

واحمي به نفسي.

أنا أعلم أن الأمر ليس بهذه السهولة ولكنها مهارة وتحتاج منا إلى

التطوير والممارسة فهي ليست مستحيلة.

ثانياً: من الوسائل المخففة أن تذهبي لمن آذاك وتخبريه بأنه قد آذاك

بكلامه وأن هذا ليس مقبولاً.. لنتذكر أن كثيرا من الناس لا يقصدون إ

يذائنا بكلامهم.. ولذا قد يعتذر إن عرف.. الكتابة واحدة من الوسائل

الرائعة في التخلص من هذا الكتمان.. وأن يكون لك صديقة مقربة

(تفضفضي) لها عن مشاعرك فهو أمر عظيم أيضاً.

ثالثاً: أحياناً لا يمكن أن نحدّث من آذانا بمشاعرنا ربما لأنه صاحب

سلطة ونفوذ (كمسؤول في العمل أو مديرا عاما كبيرا) أو أنه ليس

موجوداً (كشخص آذانا وهرب) وهنا تصبح القضية في يدنا نحن حيث

نوقف ذلك (الشلال) من الأحاديث داخل النفس ونحورها بشكل مختلف..

وهذا ما أحدث به نفسي في مثل تلك المواقف: (لن أجعل له السيطرة على

عقلي ونفسي.. هو أقل قدرا من أن أفكر به.. الحمد لله أنني لست مثله..

ليذهب بعيداً عني وسأبقى سعيداً..) وغير ذلك

رابعاً: قديماً كان العلماء يتحدثون عن إفراغ الغضب أو المشاعر في

شيء آخر كأن تمسك بوسادة وتضربها بعنف! ثبت بعد ذلك أنها ليست

وسيلة مفيدة بل ثبت أن المفيد هو أن تغيري من جلستك أو أن تخرجي

للمشي لبعض الوقت.. ومن البديع أن هذا ما نصح به حبيبي الرسول

الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرنا والآن يعود

النفسانيون إلى التأكيد عليه. والأهم من هذا – كما ذكرت- هو أن نغير

حديثنا مع أنفسنا على الشكل الذي ذكرته مسبقاً.

ختاماً: تذكري سيدتي أننا يجب ألا نتوقف للحظة عن تطوير أنفسنا

وتنميتها.. إنها مسؤولية وواجب لكن مع ممارسته ستذوقين حلاوته وما

أمتعه!
 
موضوع راااااااااااااائع:22::22:
يسلمووووووووو يامووووووووووو
احترامي
بنت التحدي
ينقل لقسم العام
 
التعديل الأخير:
يسلموو اختي ..

موضوع مميز واكثر من رائع ..

يعيك ربي العافيه ..







..............................
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
 

عودة
أعلى