التصفح للزوار محدود

الإبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــداع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا بحثي متواضع حول الإبداع أتمني لكم الفائدة أن شاء الله تعالى .

المقدمة
يتفق عدد من العلماء على أن موضوع الإبداع من المواضيع المعقدة، وتوجد هناك صعوبة في تناول هذا الموضوع بطريقة سهله ومبسطة، عبر العصور القديمة وجد الإبداع بصور مختلفة اعتمدت على عدد من العلماء و النظريات و لكل منهم كانت نظريته الخاصة في هذا الجانب. (السرور، 2002).
إن الإبداع بات منذ القدم مسألة تؤرق العديد من المفكرين ، ولكن نستطيع أن ندرك بأن كل من أهتم بمسألة أو موضوع الإبداع كان ينصب اهتمامه على الارتقاء بالأفراد و الوصول إلى مستويات عالية جدا من عدد من المجالات المختلفة ، إلى جانب مواكبة جميع التطورات و دفعهم إلى التجديد الدائم والخروج عن المألوف ، و كسر عدد من الأمور التي باتت ثابتة وغير متجددة.
ففي كل أنحاء العالم وعلى مر العصور و الأزمنة وجد الإبداع، وكان لكل شخص أنطوى تحت صفة الإبداع الأثر الكبير والبالغ في المجتمع المحيط به. فسأتطرق في هذا البحث إلى عدد من المبدعين اللذين أثاروا قضية الإبداع و مفهوم الإبداع و أسسوا نظريات مختلفة عن الإبداع ، وتركوا أثرا واضحا في ذلك، واللذين ما زالت أسمائهم محط اهتمام لكل من أهتم بقضية الإبداع ومرجع نظري أساسي لهم.
و لكن يجب أن نثبت دائما أن مسمى الإبداع لا يتمركز حول الفن فقط و أنما الإبداع متفرع في كل مجال ،إن الإبداع قد يصعب تحديده ولكن هو موجود في جميع مجالات النشاط الإنساني، و من المهم أن نعي أن هناك عدد هائل من الناس لديهم قدرات إبداعية مختلفة.
فالإبداع باب واسع جدا، وكما ذكرنا قد أرق عدد من العلماء المهمتين به، فالعملية الإنتاجية هي أكثر ما يثبت أن هناك أبداع، فكلما كان هناك فكر متجدد ، و أمور ملموسة تدل على الإبداع استطعنا أن نبرهن أهمية الإبداع في كل مجتمع.
أن عملية توجيه العقول نحو الإبداع تحتاج إلى أسس و برامج متعددة، فاكتشاف و فتفجير الطاقة الإبداعية الكامنة لدى بعض الأفراد تتطلب جهد منذ الطفولة و العمل عليه بصورة متواصلة تتناسب مع جوانب الإبداع لدى الفرد، والسير نحو منهجية متخصصة في ذلك تتناسب مع المراحل العمرية.
العالم في تطور دائم ومستمر و مواكبة هذا التطور يتطلب جهود مثمرة من كل المهتمين في هذا الجانب، وهذا ما تم ملاحظته في السنوات الأخيرة ، حيث نجد عدد كبير من المؤلفات والدراسات و البحوث النظرية و الإجرائية التي تعمقت في هذا الجانب و ما زالت هذه البحوث و الدراسات والمؤلفات مستمرة.
§ كلمة الإبداع:
الإبداع لغة مشتقة من الفعل أبدع الشيء أي أخترعه. أبدعت الشيء و أبدعته استخرجه واستحدثه، ونقول فلان بدع في هذا الأمر، أي كان أول من فعله. (الهويدي،2007 ).
وقد أورد أبن منظور، تفسير الكلمة إبداع وهي بدع، وبدع الشيء، مبتدعة، و أبتدعه أي أنشأة وبدأه و أخترعه واستنبطه. و البدع الشيء الذي يكون أو لا يكون.(أبن منظور، 1300م –ص 604).
وردت كلمة الإبداع في القرآن الكريم في ثلاثة مواقع فقد قال سبحانه وتعالى: ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ). (البقرة ، الآية 117)
كما قال تعالى: ( وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ * بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ * لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الأنعام: 100-103).
وقوله تعالى : ( قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ ). (الأحقاف،9).
و أخيرا قال خالق الأكوان : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (26) ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَامَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ. (الحديد ،27).
§ تطور مفهوم الإبداع:
الإبداع و الاختراع و الخلق، كلها مفاهيم انطوت تحت معنى واحد وهو الوصول إلى شيء جديد و مبتكر لم يكن موجودا من قبل.
فمنذ أن بدت الخليقة فالله الخالق هو المبدع الأول الذي خلق هذا الكون وسواه ، فكل ما في الكون من قمر و شمس و أنهار و جبال وأراض شاسعة ، إن الإنسان ليصاب بالذهول لكل ما يراه من حوله من روعة صنع الله تعالى ، ويقف حائرة أمام إبداع الكون العظيم .
إن الإنسان من قديم الزمان مارس الإبداع عندما وجد نفسه أمام الطبيعة القاسية فأبتكر المعول لذلك في تحد واضح لكل ما يواجه. (عبد العزيز،2006).
ورغم ذلك كله أثارت كلمة الإبداع اهتمام البحاثتين والعلماء على مر العصور ، و قد اهتمت الأمم بالمبدعين منذ القدم (الهويدي،2007). وفي النفس ذاته أثارت مسألة الإبداع جدل العديد من العلماء حلو مفهومة وماهيته، وما هو الإبداع فلقد ارتبط مفهوم الإبداع بالأعمال الخارقة التي تتسم بالغموض و يصعب تفسيرها من قبل الأفراد الذين أتوا بها . (الجروان،1999).
يعرض الأدب التربوي ما يزيد عن (45) نظرية في الإبداع كل منها يتطرق للإبداع من جانب أو أكثر. (السرور.2003). و فيما يلي عرض لمجموعة من النظريات المتمثلة في النظريات الطبيعية، النظريات ذات علاقة بمكونات الإبداع، النظريات ذات علاقة بالبعد النفسي و التحليل النفسي، النظريات ذات الاتجاه الخاص، نظريات كمداخل بديلة.
§ النظريات الطبيعية :
§ نظرية الإلهام أفلاطون (Inspiration: Plato).
يتوصل أفلاطون إلى انه ليس هناك وجود إلى الإبداع الشخصي و إنما توجد هناك قوة خارجية سماوية تتحكم في الفرد وهو ما يدعوها بالإلهام و يستدل بذلك على : -
- فيبرهن على أن الفرد إذا لم يعرف كيف يحل مسألة رياضية على سيبل المثال فأنه أثناء نومه من الممكن أن يأتيه الحل وهو نائم ، و يعتقد بأن المسئول عن ذلك هي القوة الخارجية (الإلهام).
- ويستدل بأن الشاعر المبدع يبدع فقد في الشعر وذلك بسبب الإلهام و إنه لو كان بسبب قدرة عقلية لأبدع في مجالات أخرى.
ويربط أفلاطون بين كل من الإبداع و الإلهام، فالإبداع قوة إلهية تدفع الفرد ، و الإلهام في التفكير يأتي لحظة و ينتهي.
§ نظرية الإبداع كصنع (أرسطو) Aristotle: Creation as Making
أرسطو يرى أن الموهبة تأتي من الطبيعة أو الفن، فالطبيعة تنتج مواد، و هذه المواد تنتج أمور أخرى تسمى الصناعات وهذه الصناعات تساعد على إنتاج المهارات و الأفكار. و قد تأتي هذه المهارات بالصدفة. و قد قام بتقسيم العمليات و المنتجات إلى قسمين:
التفكير و التصنيع .
حيث أن التفكير يصدر من البداية و التصنيع من النهاية ، ويوضح أرسطو أنه لا يمكن أنتاج شيء إلا ونحن بحاجة له .
فالطبيعة تنتج صناعات و هذه الصناعات تأتي من خلال الأفكار و الاستعداد الطبيعي ، و بعضها يأتي بشكل تلقائي.
§ العبقرية تعطي القوانين (إيمانويل كانت). Immanuel Kant: Genius Gives the Rules
أما كانت فيقول أن العبقرية هي أساس العملية الإبداعية ، و يرى ان الطبيعية العفوية لها دور في ذلك. وتعد العبقرية عامل موجه للإبداع. ويرى أهمية تعلم علم الجمال الذي بعد مهما في الهندسة المعمارية.
يعزز كانت بقوله عن الموهبة بأنها إنتاج فطري بقولة:
- العبقرية موهبة ،و لا يمكن تعلمها من خلال التعليمات.
- الإنتاج أصيلا و ليس تقليدا.
- العبقرية لا تنتج من خلال التعلم ، و ما قام به نيوتن كان من خلال إتباع القوانين .
- العملية العبقرية لا تتم من خلال تعليمات معينه أو قوانين تحدها و إنما هي عمل حر بعيدا عن التقيد.
§ وراثة العبقرية (فرانسيس جالتون) Francis Galton Genius as Inherited
بحث جالتون بين العبقرية و الإبداع و الموهبة وهي من أشهر العلماء الذين برزوا في القرن التاسع عشر.
ويفترض جالتون بأن القدرة الطبيعية موروثة من جيل لآخر . و لكن رغم ذلك لا ينكر جالتون بأن البيئة تلعب دورا هاما في التأثر على شخصية الفرد . ولكي يثبت جالتون أن هناك بين العبقرية والوراثة قام بعمل دراسة تتبعيه درس من خلالها أسر حكام انجلترا البارزين خلال مائة عام، ودرس اسر أعلام الموسيقى والرسم والشعر والعلوم الذين تكلم عنهم التاريخ. وتبين له بعد جمع البيانات أن 40% من الشعراء لهم علاقات قرابة مع المبدعين، و أن 20% من الروائيين لهم أبناء مبدعين، أما البقية فقد وجد أن لديهم دلائل بسيطة عن قدرات موروثة. و أكد جالتون على أن القدرات الطبيعية للشخص تستمد من الوراثة، فلا يمكن النظر للفرد على أنه منفصل عن طبيعية والدية.
§ الكتاب المبدعين و أحلام اليقظة (سيجموند فرويد).
sigond Freud: Creative Writers and Day Dreaming
من وجهة نظر فرويد يرى أن المبدع يبدع عن طريق أحلامه و آماله ، و انه مثل الطفل الحالم . ويرى أن الكاتب يقوم بكتابة أحلامه و خيالاته في كتاباته ويوصل للأفراد ما يراه في للاشعور ويحوله إلى شكل يرضي الجمهور . و الكاتب المبدع له القدرة على إثارة عواطف الأفراد و ينجح في ذلك.
و بذلك نرى أن أفلاطون رأى أن القوى الإلية خلف الإبداع ، ووقفت نظرية كانت بين أفلاطون وأرسطو بأن الإبداع طبيعة الفرد الحرة التي خلق عليها . كما فسر جالتون على أن الإبداع اساسه بيولوجي ووراثي و لكن تفسيرة لا يكفي لتوضيح ظاهرة مثل الإبداع.
صحيح أن النظريات السابقة قامت على أساس منطقي ولكن لا يمكن أن نعتبر نظريات شاملة لأن المنطق لا ينسجم مع الإبداع. فنستطيع القول بأن نظرية أفلاطون وارسطو من النظريات الطبيعية، ونظرية جالتون بيولوجية ، وفرويد من نظريات التحليل النفسي.
§ نظريات ذات علاقة بمكونات الإبداع.
تتمثل هذه النظريات بوصفها لجوانب الإبداع على أساس العملية أو خصائص الشخصية.
1-نظرية الإبداع كحرفة لـ إدغار آلان بو: يرى بأن الجمال من أحد قوانين الفن وهو محور القصيدة الشعرية يحصل من خلاله التشويق و التأثير. وقد أشار إلى أهمية أمرين في كتابة القصيدة"
-"موضوع المدى: فعلى الكاتب أن يعمل على إيجاد تناسب ما بين الإيجار و التأثير مع الحفاظ على الترابط والوحدة الموضوعية
-موضوع التأثير: فقد ركز (بو) على أهمية الجمال في العمل الفني والذي يعده أحد قوانين الفن، حيث يمكن الحصول على التأثير والتشويق عن طريق (أي الجمال)، وهو يعد محور القصيدة الشعرية".
2-نظرية التخيل والتصور لـ صموئيل تايلر: "حيث يصف تايلر الشاعر بصورة مثالية كاملة، ويضع الروح الإنسانية بأكملها في الإبداع، مع تسلسل القدرات العقلية معا لأهميتها. وهذه القدرات من وجهة نظره تصنع التخيل الذي يقسمه إلى نوعين: التخيل الأولي،والذي يقصد به أحساس في إدراك الفرد للأمور، والتخيل الثانوي،وهو صدى للنوع الأول، يطابقه في التأثير ويختلف عنه في الدرجة و أسلوب العمل. أما عن التصور من وجهة نظره فهو الوضوح والثبات. وهما أسلوب للذاكرة المتحررة في الوقت والزمن". يضع تايلر الروح الإنسانية بأكملها مع تسلسل القدرات تبعا لأهميتها، وهذه القدرات تصنع التخيل، والخاص، الصورة والفكرة، ومع ذلك يبقى الفن ثانويا بالنسبة للطبيعة.
3-نظرية دور الحدس في التفكير العلمي لـ والتر كانون: تتناول هذه النظرية الناحية الفسيولوجية في التكيف البشري ، والكر والفر عن الحيوانات. و يأكد في نظريته على دور الحدس في العمليات الإبداعية، و اكتشاف المبدعين، وفي التوصل للنتائج العلمية. إلى جانب تأثير الظروف المفضلة و الغير مفضلة مثل الإرهاق الجسدي و العقلي، الانزعاج، الغضب، الخوف. أما المفضلة فهي الشعور بالمشكلة، الرغبة في حلها، توفر المعلومات، الارتياح ، الصفاء الذهني.
4-نظرية مراحل العملية لـ جراهام والاس: "حيث يذكر فيها مراحل متباينة للعملية الإبداعية، تتولد أثناءها الفكرة الجديدة وهي: مراحل الإعداد، الكمون، الإشراق والتحقيق".
5-نظرية التفكير الإبداعي لدى الفنانين لـ كاترين باتريك: قامت بدراسة التفكير الإبداعي لدى الفنانين ووجدت أن التفكير الإبداعي يمر في أربعة مراحل : الإعداد، الكمون، الإشراق والتحقيق. وترى أن الترتيب ليس شرطا.
6-نظرية العبقرية والجنون لـ سيزر لامبروسو : تقول هذه النظرة بأن العبقرية جزء من الجنون وهي من وجهة نظر النظريات البيولوجية للسلوك الإنساني . حيث اتضح أن عدد من التأثيرات العقلية و الجسدية هي نتيجة الانحلال الوراثي الذي ينتقل من جيل إلى آخر. وهذا الانحلال يظهر أكثر عند الرجال العباقرة.
7- نظرية الإبداع لدى الأفراد المحققين لذواتهم لـ أبراهام ماسلو: ويرى ماسلو أن الشخص المبدع المحقق لذاته يعيش في العالم الطبيعي الحقيقي ، أكثر من اللذين يعيشون في عالم المعتقدات والنظريات المجردة . ويذكر بأن الإنسان المبدع أكثر قدرة على التعبير عن نفسه من العاديين، و أكثر إمكانية في التعبير عن إمكانياتهم.

§ نظريات ذات علاقة بالبعد النفسي و التحليل النفسي:
يرى روزنبرغ أن جميع أصحاب النظريات التي سبقت هم من النفسانيين التحليليين، وجميع العلماء تناولوا الإبداع إما بطريقة مطلقة أو ضمنية. وتم إطلاق تعريفات محدد الإبداع ، وقدموا تفسيرات خاصة معظمها قائم على نهج الوراثة.
§ نظرية الغائية في العمل الإبداعي(براند بلانشارد) Brand Blanshard: The Teleology of the Creative Act
تقوم نظرية براد على أن العملية الإبداعية تتطور على أساس متطلبات النظام الغائي، حيث يعمل هذا النظام وفق نشاط عقلي واع و غير واع . و يتطلب من المبدع الوصول إلى نهاية تتطابق مع التركيبة الغائية للفكرة الإبداعية.
" يبدأ العمل الإبداعي نتيجة صدام بين نظام موجود في العقل و أجزا ء موجودة خارج العقل ، و يتطلب التفكير الإبداعي وجود عاملين هما الذكاء و الاستنباط ، ويتضح
 
رد: الإبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــداع

رد: الإبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــداع

دورهما عندما تحتاج المشكلة إلى حل، والمهم هنا ، هو كيفية الوصول إلى الظروف الجوهرية للمشكلة التي تحمل في مضمونها الحل.
ويذكر بلاندشارد أن التفكير المبدع في السير إلى الأمام وليس فقط تجميعا تجريبيا ، ومع ذلك لا يعد الاستنباط المفتاح الوحيد للاختراع ، و إنما هو عامل مساعد وفعال في عملية الإبداع، وفي حل المشكلة إذا كان لدينا خبرة و إطلاع سابق بمواقف متشابهة ، كما يعمل عامل الترتيب والتجريد دورا مهما في موضوع الاستنباط."
§ نظرية البصرية الإبداعية في الفن والشعر (جاك مارتن) Jacques Maritain: creative Intuition in Art and poetry.
تتمحور نظرية مارتن على القوة الإلهية، و أن ما يجب فعله هو الارتقاء في التأمل المثالي لروح الإنسان . و أن يصبح لدية حدس خلاق و إلهام مناسب، يقود إلى التفكير المتحد مع الخيال. بذلك يصبح الإلهام فوق التفكير المنطقي.
ويرى أن البصيرة الشعرية ولد في اللاشعور وهناك نوعان من اللاشعور هما:
- "اللاوعي الروحي – ما قبل الوعي للروح في نشاطاتها الحية .
- اللاوعي الاتوماتيكي – اللاوعي للحواس و الميول والذكريات والرغبات، بحيث تكون كلا مغلقا مستقلا ذاتيا. وتشير إلى وجود العقل المضىء (الذكاء) ، والنموذج المسخر في هيكل النشاط الذكائي الخاص بالفرد، حيث يلعب النشاط المفهومي للذكاء العقلي دورا جوهريا في تكوين الشعر و الإلهام الشعري، ويتم تحضيره، في أعلى الروح الإنسانية"
§ نظرية حقيقة الإبداع (آرثر كوستلر) Arthur Koestler: Bisocitataion in Creation.
" يتحدث كوستلر عن فكرة الارتباط المزدوج في الإبداع، وذلك للتمييز بين التفكير الروتيني في اتجاه واحد وبين الحدث الخلاق المبتكر، والذي يعمل فيه الإدراك على مستويين اثنين. ويذكر أن المعايير التي يتم بواسطتها تمييز الإبداع إزدواجي الارتباط، عن نظيرة الارتباط الروتيني، تتمثل في:
- الاستقلالية السابقة للمهارات العقلية أو طرق المعالجة البشرية للمواقف التي يتم تحويلها وتجميعها كحدث مبدع.
- الحدث الابتكاري الذي يتضمن مستويات متعددة في صيغ معالجة المشكلة.
ويذكر أهم خصائص الأفكار فردية الارتباط (العادية)،وخصائص الأفكار ازدواجية الارتباط (الإبداعية).
فردية الارتباط
ازدواجية الارتباط


1- توجه بإجراءات الإدراك المتزايد
1- توجه بإجراءات الإدراك الجزئي (المختص).

2- لها اتزان ديناميكي
2 – تنشط عمليات التحديد البيولوجي لعوامل كامنة.
3- تكرارية
3 – غير مألوفة
4- تتراوح ما بين الجمود والمرونة
4 – لديها مرونة جزئية (مختصة)
5- مرتبطة بمكونات تفكير محدودة
5 – مرتبطة بمكونات تفكير مستقلة.

§ نظرية الحياة و الإبداع (أوتورانك) Otto Rank: life and creation theory
يذكر رانك أن الفنان يكون بصورة مستمرة في حالة من الصراع مع المجتمع، ولكن في النهاية فإن نمطه العقلي هو الشيء المثالي والمناسب والذي يناضل الجميع من أجل الوصول إليه.
ويذكر أن التدريب الذاتي للفنان بالإضافة للمعرفة يعد أساسا للعمل المبدع،وبدونه لن يكون هناك اعتراف بذلك الابداع الفني، وفي محاولة الفنان للوصول الى الإبداع، فإنه يحاول تخليد حياته الفنية، ويرغب في تحويل نهايته الى حياة من العمل الخالد، فيحصل لديه نوع من الصراع.
إن الدافع للانتاجية وإدراك معنى الخلود يولد الخوف، ويشير رانك إلى نوعين من الخوف، هما الخوف من الحياة، و يهدف إلى تجنب الموت أو على الأقل الخوف من اقترابه، والنوع الثاني هو الخوف من الموت ويخفي بين أكتافه الرغبة في الخلود.
ويرى هنا أن الخوف من الحياة سيؤدي إلى الحرمان العصابي، بينما يؤدي الخوف من الموت يؤدي إلى الإنتاجية. وهذا يعني خلود ذلك العمل المنتج. أما الخوف من الحياة فهو يكيف مشكلة الخبرة في النمط الإنتاجي، فالنمط الفني يستفيد من حياة وخبرات الأشخاص الآخرين ويستفيد من الطبيعة.
ويتحدث رانك عن التكيف، فكلما كانت قدرة الفرد على التكيف عالية زاد الإبداع، وقدم رانك مثالا لتوضيح هذا المفهوم، وهو عدم اهتمام الاباء بأبنائهم، ومنحهم حرية الإكتشاف للكون وتركهم يصنعون قراراتهم بأنفسهم منذ الطفولة، ونتوقع في النهاية أطفالا مستقلين قادرين على تحمل المسؤولية دون توجيههم التوجيه السليم.
كذلك فإن الحرمان العاطفي للأطفال يربي جيلا يرفض الشعور بالمسؤولية، والممارسة عن طريق الخبرة.
ويؤكد رانك على أهمية تطور الشخصية وتطور الإبداع، فقد رأى بأن الفرد يشعر بالصراع نتيجة الخلاف مع الضمير ، و بالتالي يحاول البحث عن أنماط تكيفية مع الآخرين. وقد عرف الشخص المتكيف بأنه الفرد المتحد مع نفسه ومع المجتمع ويحقق إبداع عالي جدا.
§ علاقة التحليل النفسي بفن الشعر (كارل يونغ) . Carl G. Jung: On the relation of Analytic Psychology to Poetic Art.
يرى يونغ بأن الفن هو نمط مستمد من اللاشعور الجمعي، ويعرف اللاشعور الجمعي بأنه عبارة عن تخيلات موروثة عبر الأجيال ومختزنة في اللاشعور، ويتوراثها جميع أفراد بني البشر.
ويحاول يونغ أن يجد علاقة بين التحليل النفسي والفن، حيث يرى بأن العقدة الإبداعية تتطور بشكل لا واع في البداية وتستمر في التطور حتى لحظة معينة لتخرج إلى الوعي.
ويقول إن جزءا كبيرا من الصور والتخيلات الموجودة بالشعر مستمدة من التخيلات البدائية الموجودة اللاشعور الجمعي. و أن ما يميز الشخص المبدع هو أنه يستخدم التخيلات البدائية ويحاول الارتفاع بها فوق القدرات وإلى آفاق أسمى.
وكل الصور الفنية تحوي جزءا من نفسية الإنسان ومصيره وآثار معاناته وفرحة، والتي ظهرت في قصص الأسلاف، وهذا هو سر الفن المؤثر حيث إن العملية الإبداعية في إحياء للوعي القديم.
§ نظرية عمليات اللاوعي عن الفنان (هارلي لي). (Harry Lee): Unconscious Processes in the Artist.
يعد الوعي عند الفنان رد فعل من اللاوعي في اتجاه التنظيم العقلي، وبعد الفن طريقة لتنظيم عقلي في حياة البشر، و(هارلي لي) من أول المحللين النفسين الذي نادوا بمبدأ نظرية فرويد، ويرى أن الغريزة هي التي تشكل الفن، و أشار إلى أن الفنان يعاني من نوعين من الضغوط هما:
- خوفه من فقدان الحب في وعيه.
- خوفه من أن الطاقة الإنتاجية لديه ستنهار وتتهدم في اللاوعي.
و أن هذه الضغوط تزداد بشكل ظاهر بحيث تؤدي إلى أن يتصرف الفنان في اللاوعي، مثل العمل المتواصل وبجهد عالي، كمعاقبة لنفسه.
فعندما يتولد لدى الفنان شعور بأن قدراته الإبداعية قد وصلت إلى النشاطات الترفيهية التي اعتاد على ممارستها، وينتابه الشعور بعدم الراحة وبأنه مشوش عقليا وفكريا وبأنه غير قادر على الكلام و الحركة وبأن العالم من حول قد فقد بريقه، وكل هذه المشاعر تؤدي به إلى أن يصبح حزينا وغير قادر على تركيز انتباهه في موضوع معين ، ويحاول في هذا الجو من المشاعر التي يعيشها أن يستدعي بعض الحالة النفسية يصبح غير قادر على البدء بعمل جديد أو إكمال أعمال كان قد بدأها. فإن كان الفنان مضطرا للعمل وهو في هذه الحالة من الاكتئاب الشديد ولا يجد طريقة للتغلب على حزنه، يجد نفسه غير قادر على تركيز اهتمامه على المشروع الذي يقوم به ليحصل على رضا من جمهوره وفي هذه الأوقات يجد نفسه يشك ويصبح يصارع لاستعادتها، وحتى يتخلص من معاناته هذه يعمل على إحداث تغييرات في بيئته الجسمية أو العملية، بأن يشغل نفسه بإنجازاته أو ترتيب مشغله، أو يعمل على خلق لحظات بيئية من لحظات الإيحاء الماضي، أو ينقل مشغله إلى مكان آخر على أمل أن التغيير الخارجي سوف يعيد له القدرة على الإبداع والخلق، أو قد يلجأ إلى استخدام ألوان صافية ساطعة في الرسم، أو إحداث ضجة في تحدث الرخام حتى يصل إلى حالة من الانفعال الداخلي مشابه للشعور الذي كان يحس به في تجاربه الماضية من الحماس الإيحائي.
وتحدث القدماء عن الإيحاء كونه في الأصل يعني الأم المثالية في طفولة الفنان، والتي كانت الأولى في توجيه اهتماماته، والتي أشبعت حاجاته، وعلمته في الطفولة تحويل أصواته العشوائية إلى كلام منظم، وحركاته العشوائية إلى حركات منظمة (مشي ، لعب، .....الخ) وحصوله على حبها ورضاها من خلال عمله لهذه الأمور بشكل جيد. لذا فإن الفنان يملكها كممثله (للأمومة) في الضمير، وهذا النوع من التخيل يدعى الإلهام أو الإيحاء الذي يوجه أعماله ومدركاته وتفكيره.
بعد أن ينهي الفنان دورته في الاكتتاب، وذلك بعد أن يجد ما هو مهم لموقفه، ومن خلال الحب والاحترام، ومن خلال (الأنا) وضميره، وخلقة الملهم، وبتخيله كل هذا يعيد الإبداع الحر للفنان وتعود له عقليته الأولى، وهنا يسقط الفنان مشاعره في الرسم.
§ الإبداع و العصاب (لورنس كوبي). Lawrence Kubie: creation and Neurosis
إن أعمال طوبي حول العصاب وتداخله مع الإبداع مبنية على تعمقه بالتحليل النفسي وعلى خبرته الواسعة في العلاج السريري. ويقول إن هناك عمليتين ضرورتين لحدوث الإبداع هما:
- عملية ما قبل الوعي: و أن هذه العملية ضرورية لجميع النشاطات الإبداعية.
- عمليات الوعي الرمزية: وهي الأداة التي يستخدمها الفرد للربط بين معني و آخر ويجمع من خلالها أجزاء الخبرات في نموذج موحد حيث يتم ترتيب هذه الوحدات في مجموعات منطقيه.
بالنسبة لعمليات اللاوعي الرمزية فإننا لا نكون واعين لها إلا إذا توفرت تقنيات خاصة كالتحليل النفسي أو التنويم المغناطيسي، وتمتاز الرموز الموجودة في هذا المستوى بالثبات .
ويعرف كوبي الإبداع بأنه: القدرة على إيجاد وتطوير ارتباطات وعلاقات جديدة غير متوقعة وتطوير معان جديدة. كما يؤكد كوبي على أنه لا يوجد علاقة بين الإبداع والعصاب، فالعصاب يغير ويشوه الإبداع. أما اللاوعي فهو شي ثابت، وقد يعيق الإبداعية وبالتالي فهو شبيه بالعصاب.
§ نظرية التبصر اللاواعي والاختلافات في الإدراك الفني (أنتون ايرونزويج) Anton Ehrenzweig: Un conscious Seanning and defferentation in artis.
لقد أستخدم (ايرنزويج ) التحليل النفسي وأثرة على الفن والعملية الإبداعية، وقد ركز على اللاواعي في الفن . ويفترض مبدأ الصورة الذهنية المتكاملة في الوعي، و اختيار صورة ذهنية محددة، وهناك اهتمام بتعدد الأبعاد الذي يمكن أن يشتمل على الصورة والخلفية، بينما هناك اهتمام يشمل بعدا منفردا، ويرى أن الاهتمام الأفضل هو المتوسط أو المعتدل التعددية. وعلى المفكر المبدع أن يتخذ قرار حول مساره بدون امتلاك المعلومات اللازمة والكاملة التي يحتاجها، وهذه الحيرة تعود إلى جوهر الإبداعية. وعليه أن يقوم بالرؤيا الدقيقة والوصول الى الهيكل الكلي للجدل، بمعني آخر، أن تكون لدية نظرة شاملة مع أنها غير واضحة التفاصيل، حينها يمسك المفكر المبدع بوميض الوظيفة الكلية لعملة.
§ نظرية نمذجة الإدراك و الإبداع (إيرنست شاكتل) Ernest G. Shachtel: Perceptual Modes and creation.
إن نظرية إيرنست شاكتل تدور حول تقدم الفرد، ويعبر عنها عير السلسلة التالية : يبدأ الإدراك الذي هو نوع من التمركز الذاتي في الطفولة، ثم ينتقل إلى الانفتاحية على العالم في مراحل الرشد، وهذان شكلان الأساسيان (التمركز الذاتي والانفتاحي) يوجد بينهما فرق يتمثل في أن التمركز الذاتي لا يتسم بالموضوعية وإن وجدت تكون قليلة جدا، والمهم في هذا الشكل (التمركز الذاتي ) وهو كيف و بماذا يشعر الفرد؟ فهناك علاقة قوية جدا بين نوع الحس الذي يحس به الفرد ومشاعر السرور أو عدمه، والمدرك أيضا في هذا التمركز يستجيب بشكل أساسي لبعض الأشياء التي تمسه مسا وثيقا ." (السرور،2002).

§ تعريف الإبداع:
الإبداع مثله كمثل العديد من المواضيع التي أحتار المختصين و العلماء في تفسيره، و الذي جعلهم يحددون عدة تعريفات له .
ويرى موني أن هناك ثمانية عشر تعريفا على الأقل للإبداع ، ولربما تصل إلى خمسين تعريفا أو أكثر(جروان، 2002) ويعزى ذلك إلى اختلاف مناهج الباحثين واهتماماتهم العلمية ومدارسهم الفكرية، كما يعود إلى تعدد مجالات الظاهرة الإبداعية . (الهويدي، 2007) ،و كل هذه التعريفات تم تصنيفها ضمن أربعة اتجاهات رئيسية هي:
- تعريفات محورها المناخ الذي يقع فيه الإبداع، ويتبناها علماء الاجتماع وعلماء الإنسان.
- تعريفات محورها الإنسان المبدع بخصائصه الشخصية والتطورية والمعرفية ويتبناها علماء نفس الشخصية.
- تعريفات محورها العملية الإبداعية ومراحلها وارتباطها بحل المشكلات وأنماط التفكير ومعالجة المعلومات، ويتبناها علماء النفس المعرفيون.
- تعريفات محورها النواتج الإبداعية والحكم عليها على أساس الأصالة والملائمة، وهذه التعريفات هي الأكثر شيوعا لأنها تعكس الجانب المادي الملموس لعملية الإبداع، وهذا هو جوهر مفهوم الإبداع الكلاسيكي. (جروان، 2002).
ويعرف الجروان الإبداع على أنه مزيج من القدرات والاستعدادات والخصائص الشخصية التي إذا ما وجدت بيئة مناسبة يمكن أن ترقى بالعمليات العقلية لتؤدي إلى نتاجات أصيله ومفيدة سواء بالنسبة لخبرات الفرد السابقة أو خبرات المؤسسة أو المجتمع أو العالم إذا كانت النتاجات من مستوى الاختراقات الإبداعية في أحد ميادين الحياة الإنسانية.
و قد قام الرواد الأوائل في الإبداع بتعريف الإبداع كالآتي :
§ تعريف تورانس (Torrrance): يعرف تورانس الإبداع في المجال التربوي بأنة عملية تحسس الفجوات المفقودة و تكوين الفرضيات المتعلقة بها و التعبير عن النتائج وتعديل اختبار الفرضيات ، ويرى أن جوهرية العملية التربوية هو وجود مشكله تحتاج إلى حل، ويلاحظ أن تعريف تورانس للإبداع يركز على أنه خالة من التوتر عند المبدع تدفعه إلى القيام بعمل شيء لسد حالة النقص التي يراها، ويضل في حالة تساؤل وتجريب حتى يصل إلى اختبار صحة فروضة وحل مشكلاته والوصول إلى نتيجة مرضية له. (طاقات بلا حدود، 2008).
ولكن قبل تورانس كان جيلفورد الذي يعود إليه الفضل في الخروج عن النظرية التقليدية للذكاء ومساواته بالإبداع، و الذي قدم نظريته التكوين العقلي و التفريق بين التفكير المتقارب أو التجميعي الذي تقيسه اختبارات الذكاء. فقد عرف جيلفورد الإبداع على أنه تفكير مفتوح يتميز بإنتاج إجابات متنوعة ومن الصفات التي لها علاقة بهذا التعريف: الطلاقة والمعرفة والأصالة والقدرة على التفكير المنطقي وتوظيف المعرفة لتوليد أكفار جديدة.(الهويدي،2007).
§ تصنيف تعريفات الإبداع:
" يرى دونالد ترفنجر (Treffinger ,1996 ) أن الإبداع من المفاهيم المحيرة التي لا يوجد لها تعريف موحد ، يحظى بالقبول في مختلف الدوائر النفسية في العالم ، ويذكر أن هناك أكثر من مائة تعريف للإبداع أو التفكير الإبداعي ، يمكن توثيقها بسهولة من خلال مراجعة الأدب التربوي الذي كتب حول هذا الموضوع .
أما كالفن تايلور ( Taylor,1993 ) فيذكر أن جهوداً كبيرة قد بذلت لاستيعاب مفهوم الإبداع ، وان هناك أكثر من خمسين تعريفاً لهذا المفهوم ، تمكن من تصنيفها في ست مجموعات ، هي :
1. تعريفات الجشطلت أو الإدراك (Gestalt Or Perception Definitions ) تركز هذه التعريفات على إعادة تجميع الأفكار أو إعادة البناء الكلي ، ويمثل هذا الاتجاه فيرتيمر ( Wertheimer )، حيث يعرف الإبداع بأنه تدمير جشطلت قائم لبناء جشطلت أفضل .
 
رد: الإبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــداع

رد: الإبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــداع

. تعريفات الناتج النهائي Definitions End Product :ويمثل هذه الفئة من التعريفات شتاين ( Stein)، إذ يرى أن الإبداع عملية ينتج عنها عمل يتميز بالجدة ، تقبله جماعة في فترة زمنية معينة ، لقدرته على تلبية احتياجات هذه الجماعة .
3. تعريفات جمالية ( تعبيرية ) Aesthetic (Expressive) Definitions : ويكون التركيز في هذه التعريفات حول القدرة على التعبير عن الذات ، وتكمن الفكرة الرئيسية في حاجة الفرد للتعبير عن احتياجاته بطريقة فريدة ، ومن التعريفات التي تتضمنها هذه المجموعة تعريف ثيرستون ((Thurstone الذي يشير إلى أن الإبداع يمثل قدرة على تحسس المشكلات ، وتعريف جينرلين (Ghiselin ) الذي يرى أن الإبداع عملية تغيير في تنظيم الحياة الشخصية للفرد .
4. تعريفات التحليل النفسي Definitions Psycho - analytic : وينظر للإبداع في هذه المجموعة باعتباره محصلة لتفاعل ثلاثة متغيرات في شخصية الفرد هي : الهو (id) والأنا ( ego ) والأنا الأعلى (Super ego ) ، ويفترض بيلاك (Bellack , 1958 ) أن جميع أشكال الإبداع متغيرات تعمل بشكل دائم في شخصية الفرد ، وللوصول إلى حالة الإبداع لا بد من كبت الأنا ، كي تبرز على السطح محتويات الشعور وما قبل الشعور .
5. تعريفات عملية التفكير الإبداعي Creative Thinking Process Definitions : حيث يكون التركيز هنا على عملية التفكير نفسها ، وليس على حل المشكلة ، فيرى سبيرمان (Spearman,1931 ) على سبيل المثال أن الإبداع قدرة العقل على إدراك العلاقات بين شيئين بطريقة ينتج عنها ظهور شيء ثالث ، وكذلك تعريف جيلفورد (Guilford) الذي يرى ين الإبداع يتضمن عدداً من العناصر الذهنية أهمها الاكتشاف والتفكير التباعدي ( الافتراقي ) .
6. تعريفات أخرى Varia Definitions : وهي التعريفات التي لا يوجد طريقة سهلة لتصنيفها ، ومنها تعريف راند ( Rand,1952 ) الذي يشير إلى أن الإبداع إضافة جديدة إلى المعرفة المختزلة لدى الإنسان ، وتعريف لوينفلد ( Lowenfeld , 1957 ) الذي يرى أن الإبداع محصلة للعلاقة الشخصية بين الإنسان وبيئته ." (يسوف،2008).
§ وهناك تعريفات تطرح وجة نظر أصحابها ومنها ما يلي:
- يرى المنسي أن الإبداع أنتاج أشياء جديدة من عناصر قديمة . (الهويدي، 2007).
- ويتحدث Davis حول الإبداع ويقول : ((إن الإبداع نمط حياة، وسمة شخصية ، وطريقة لإدراك العالم، فالحياة الإبداعية: تطوير لمواهب الفرد واستخدام لقدراته فهذا يعني استنباط أفكار جديدة وتطوير حساسيته لمشاكل الآخرين)).(السرور،2003).
- تعريف آنون: الإبداع هو عملية ربط أفكار أو الأشياء بعلاقات لم تكن موجوده من قبل.
- تعريف شتاين : يرى أن الإبداع ينتج عنه عمل جديد يرضى جماعة معينه تقبله على انه جديد.
- تعريف سيمسون: الإبداع هو المبادرة التي يبديها الشخص بقدرته على الانشقاق من التسلسل العادي في التفكير مخالف كلية.
- تعريف غسان عبد الحي: الإبداع هو إيجاد حلول جديدة للأفكار والمشكلات والمناهج.
- تعريف ريبر: مفهوم يشير إلى العمليات التي تؤدي إلى حلول أو أفكار أو أشكال فنية أو نظريات أو نتاجات فردية أو جديدة.
- تعريف دافيز: الإبداع نمط حياة وسمة وطريق لإدارة العالم.
- روجرز : الإبداع هو قدرة الفرد على تحقيق ذاته.
- تعريف فروم : الإبداع هو العملية التي يجربها الفرد في أثناء خبراته والتي تؤدي الى تحسين وتنمية ذاته وتعبر عن فرديته كذلك . (عبد العزيز، 2006).
- الإبداع هو الدخول في حالة اللاوعي والانسجام مع عالم أكبر للحصول على كنز. (milliande).
- الإبداع نزعه لتوليد الأفكار و البدائل، أو الاحتمالات التي قد تكون مفيدة في حل المشكلات والتواصل مع الآخرين، والترفية عن أنفسنا و الآخرين. (Frake).
- الإبداع إنتاج مهارة عن طريق الخيال ، لإيجاد شيء جديد.(uwsp.edu).
- الإبداع هو الإتيان بشيء جديد إلى حيز الوجود، الإبداع يتطلب العاطفة والالتزام، الإبداع هو الإشارة إلى حياة جديدة(naiman,2007)
وممكن أيضا أن نرجع الإبداع تصنيفات التالية من خلال هذه التعاريف السابقة:
- الإبداع أسلوب حياة .
- الإبداع كنتاج محدد.
- الإبداع كعملية عقلية.
§ مكونات الإبداع وعناصره:
أولا: المناخ الذي يقع فيه الإبداعPress :
يرى أنصار هذا الاتجاه من علماء الاجتماع و الإنسان وبعض علماء النفس الاجتماعي، أن الإنسان يصف كونه مبدعا إذا ترك تأثيرا وضحا على المجتمع الذي يعيش فيه، فننظر للإبداع على انه نوع من أنواع القيادية بحيث يمارس الفرد فيها تأثيرا واضحا على الآخرين في المجتمع ويتبعونه. (الجروان،2008).
فإذا ما نظرنا للقادة اللذين تركوا أثرا واضحا على المجتمعات نرى في مقدمتهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان له الأثر الواضح في دخول العديد من الأمم في الإسلام، وفي نشر السلام، وفي بناء أمة ما زال التاريخ يتحدث عنها، وما زال العديد ينهل منها على مدى الأزمان في جميع مجالات الحياة. ونرى أيضا القائد الناصر صلاح الدين الأيوبي الذي خلده التاريخ ، فلقد أسس الدولة الأيوبية و أمتد سلطانه من مصر إلى اليمن وكان له الأثر الواضح على المجتمع وما زالت انجازاته تذكر .
والمهم أن يكون لهذا الشخص الأثر الإيجابي الواضح على المجتمع الذي هو فيه، وأن يتقبله المجتمع ويعترف بقيمة عملة و أن يخلد هذا العمل في سجل الحضارة الإنسانية. فمن هؤلاء أيضا الذين كان لهم الأثر الواضح غاندي الذي كان الزعيم الروحي خلال حركة الاستقلال للهند ، فهو يعرف في جميع إنحاء العالم بـ مهاتما غاندي والتي تعني "الروح العظيمة" . فقد تم تشريفه رسميا بأبو الأمة في الهند حيث أن عيد ميلاده 2 أكتوبر ،يتم الاحتفال به هناك كـ غاندي جايانتى، وهو عطلة وطنية ،وعالمياً وهو اليوم الدولي لا للعنف.
ومن الأشخاص الذين تركوا الأثر الواضح في مجالات متنوعة، ابن الهيثم المهندس البصري الذي توصل إلى نظريات جديدة غدت نواة علم البصريات الحديث. وابن سينا عرف باسم الشيخ الرئيس وسماه الغربيون بأمير الأطباء وأبو الطب الحديث. وقد ألّف 200 كتاب في مواضيع مختلفة، العديد منها يركّز على الفلسفة والطب. إن ابن سينا هو من أول من كتب عن الطبّ في العالم. أيضا إسحق نيوتن كان له الأثر الواضح في تاريخ البشرية فلقد كان نيوتن الأول في برهنة أن الحركة الأرضية وحركة الأجرام السماوية تحكم من قبل القوانين الطبيعية ويرتبط اسم العالم نيوتن بالثورة العلمية. يرجع الفضل له بتزويد القوانين الرياضية لإثبات نظريات كيبلر والمتعلقة بحركة الكواكب.
رينيه ديكارت وهو واحدا من أهم الفلاسفة الغربيين في القرون القليلة الماضية. وشكسبير الذي لا تزال مسرحياته تتمتع بشعبية كبيرة حتى اليوم وتتم بشكل مستمر دراستها، وأدائها إعادة تفسيرها في مختلف السياقات الثقافية والسياسية في جميع أنحاء العالم. وبتهوفن الذي بدأ يفقد سمعه في الثلاثينيات من عمره إلا أن ذلك لم يؤثر على إنتاجه الذي ازداد في تلك الفترة وتميز بالإبداع. و غيرهم العديد من الشخصيات التي تركت الأثر الواضح على المجتمعات المختلفة.
ثانيا: الشخص المبدعPerson:
إن شخصية الشخص المبدع وسماته تختلف تماما عن الأفراد العاديين. و يصنف الباحثين خصائص المبدعين في ثلاث فئات رئيسة، هي:
- خصائص معرفية
- خصائص الشخصية و الدافعية.
- خصائص تطورية.
1- الخصائص المعرفية :
تضمنت الخصائص المعرفية عدد من السمات و القدرات التي لخصها الدارسين في عدد من الأمور وهي :
- الأصالة
- الطلاقة اللغوية والبلاغية
- الذكاء المرتفع.
- الخيال الخصب .
- القدرة على التفكير المجازي .
- المرونة و المهارة في اتخاذ القرار .
- الاستقلالية في إصدار الأحكام.
- التكيف الجيد مع المستجدات والمثيرات غير المألوفة.
- القدرة على التفكير المنطقي .
- القدرة على تكوين أو أيجاد تصورات ذهنية.
- القدرة على تنظيم الأمور المختلطة واستيعاب المواقف المشوشة.
- التهرب من الأوضاع الجامدة والمقيدة بتفكير.
- بناء أنظمة جديدة بدل استخدام الأنظمة الموجودة.
- استخدام تصنيفات وتشبيهات وأفكار واسعة المدى.
- تفضيل وسائل الاتصال غير اللفظية.
- التساؤل حول المعايير والافتراضات والمسلمات الموجودة في مجال تخصصهم.
- التنبه واليقظة للمستجدات والثغرات في المعرفة.
- استخدام معارفهم الحالية كأساس لتوليد أفكار جديدة.
- الإبداع في مجال معين دون غيرة.
- القدرة على تحديد مشكلات جيدة للبحث و المتابعة. (الجروان،2008).

2- الخصائص الشخصية والدافعية:
ما هي الدافعية ؟ إن من أكثر التعاريف التي لاقت القبول حول تعريف الدافعية من قبل العلماء ، هو التعريف الذي اقترحه تايلور وزملاؤه منذ وقت طويل وهو" الدافعية: عملية، أو سلسلة من العمليات، تعمل على إثارة السلوك الوجه نحو هدف وصيانته والمحافظة عليه: و إيقافه في نهاية المطاف . (الريماوي و آخرون، 2008)
لقد توصل عدد من العلماء المختصين بالإبداع إلى الخصائص الشخصية و الدافعية ، بعد أنا قاموا بعدد من الدراسات أمثال جاردنر و كلارك وصفاتهم كما يلي:
- الميل للمخاطرة.
- المثابرة
- الفضول .
- الانهماك الزائد .
- عدم التشتت أثناء القيام بالمهام.
- الدافعية الذاتية المرتفعة.
- الميل للتحرر من القيود الاجتماعية.
- القدرة على التأثير بالآخرين.
- الانسحاب من كل شيء يائس منه.
- تحمل الغموض.
- تنوع الاهتمامات والميول.
- البحث عن الجديد.
- تقدير الأصالة و الإبداع.
- الشعور بالغربة.
- البحث عن الكمال.
- المعاناة بسبب حده الاندفاعات.
- تقدير الذات الإيجابي.
- الدافعية للإنجاز .
- الحاجة للدفع والثناء.
- الأمانة والشجاعة الأدبية.
- الحساسية لمشكلات الآخرين.
- الميل إلى عمل صداقات مع أمثالهم.
- الصعوبة في خلق صداقات مع الناس العاديين.
- التعبير الحر عن العواطف.
- القدرة على الاستحواذ على الجماهير. (عبد العزيز،2006).
ولكن ليس من الضرورة أن تجتمع كل هذه الصفات لدى شخص، فربما تتواجد لدى الفرد بعضا من هذه الصفات التي تعد قياسا على أنه مبدع.
3- الخصائص التطويرية (النمائيه):
يقصد بالخصائص التطورية خصائص النمو المختلفة من حيث الصفات الجسمية و العقلية و الاجتماعية والنفسية والانفعالية:
 
رد: الإبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــداع

رد: الإبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــداع

- غالبا ما يكون المولود للأسرة.
- غالبا ما يكون المبدع قد عانى من فقدان أحد الوالدين أو كليهما.
- الأجواء الأسرية للمبدعين مثيرة ومتنوعة وغنية بالخبرات.
- تفضيل صحبة الكتب على صحبة الناس في الصغر.
- التعرض لتجارب وخبرات متنوعة في سن مبكر .
- حب المدرسة والنجاح فيها.
- تطوير عادات عمل ممتازة و المحافظة عليها .
- لديهم هوايات كثيرة.
- يتعلمون كثيرا من الخبرات خارج المدرسة خلال معظم سنوات دراستهم.
- قارئون مكنبون على المطالعة.
- إقامة علاقات مميزة وحميمة مع مجموعات ضيقة ومغلقة.
- التأثر بدور القدوة أو الأستاذ .
- التوتر الناشئ عن الصراع بين الاندماج مع المجتمع والانعزال عنه.
- المحافظة على قوة الدفع وبذل الجهود في مجال العمل والاستمتاع باستمرارية الشهرة .
- تقديم مبادرات وإسهامات دالة على النبوغ والسبق.
- الكتابة و النشر في سن مبكرة والحصول على وظائف جيدة في المراحل الأولى من حياتهم.
- ضخامة إنتاجيتهم وتميزها. (جروان، 2002).
ثالثا: العملية الإبداعية Process:
"ما زال فهم عملية الإبداع ومراحلها من أكثر القضايا الخلافية بين التربويين وعلماء النفس وطرائق التدريس، ويذكر والاس وماركسبري Wallas & Marksberry أن عملية الإبداع عبارة عن مراحل متباينة تتولد أثناءها الفكرة الجديدة المبدعة، وتمر بمراحل أربع هي:
- مرحلة الإعداد أو التحضير Preparation :
في هذه المرحلة تُحدد المشكلة وتُفحص من جميع جوانبها، وتُجمع المعلومات حولها ويُربط بينها بصور مختلفة بطرق تحدد المشكلة. وتشير بعض البحوث إلى أن الطلاب الذين يخصصون جزءاً أكبر من الوقت لتحليل المشكلة وفهم عناصرها قبل البدء في حلها هم أكثر إبداعاً من أولئك الذين يتسرعون في حل لمشكلة
.
- مرحلة الاحتضان (الكمون أو الاختمار) Incubation:
مرحلة ترتيب يتحرر فيها العقل من كثير من الشوائب والأفكار التي لا صلة لها بالمشكلة، وهي تتضمن هضماً عقلياً شعورياً ولا شعورياً وامتصاصاً لكل المعلومات والخبرات المكتسبة الملائمة التي تتعلق بالمشكلة.
كما تتميز هذه المرحلة بالجهد الشديد الذي يبذله المتعلم المبدع في سبيل حل المشكلة. وترجع أهمية هذه المرحلة إلى أنها تعطي العقل فرصة للتخلص من الشوائب والأفكار الخطأ التي يمكن أن تعوق أو ربما تعطل الأجزاء الهامة فيها.
- مرحلة الإشراق (أو الإلهام) Illumination:
وتتضمن انبثاق شرارة الإبداع (Creative Flash) أي اللحظة التي تولد فيها الفكرة الجديدة التي تؤدي بدورها إلى حل المشكلة. ولهذا تعتبر مرحلة العمل الدقيق والحاسم للعقل في عملية الإبداع.
- مرحلة التحقيق (أو إعادة النظر) Verification:
في هذه المرحلة يتعين على المتعلم المبدع أن يختبر الفكرة المبدعة ويعيد النظر فيها ليرى هل هي فكرة مكتملة ومفيدة أو تتطلب شيئاً من التهذيب والصقل. وبعبارة أخرى هي مرحلة التجريب (الاختبار التجريبي) للفكرة الجديدة المبدعة.
ويلخص الألوسي (1981) مراحل عملية الإبداع في المراحل الخمس التالية:
- مرحلة الإحساس بالمشكلة.
-
مرحلة تحديد المشكلة.
- مرحلة الفرضيات.
-
مرحلة الولادة للإنتاج الأصيل.
-
مرحلة تقويم النتاج الإبداعي."(مجلة الابتسامة،2007).



رابعا : الناتج الإبداعي:
يرى العديد من العلماء أن الإبداع يعني الإنتاج، و يتميز هذا الإنتاج بخصائص تفرده على الإنتاجات الأخرى ، و تم تحديد سمات معينه لها وهي الواقعية، عدم التقليد، الاستمرارية، الرضا الاجتماعي، الأصالة.
ويعرف الإنتاج الإبداع هو عمل شيء جديد أو وجود حلول جديدة و مفيدة و أصيله. ويعد الإنتاج الإبداعي من أحد المعايير الرئيسية للإبداع والناجمة عن العلمية الإبداعية والشخصية الإبداعية والموقف الإبداعي المرتبط بالإنتاج. فأساس العملية الإبداعية مرتبطة بالإنتاج والفرد فبتالي هي محصلة العلاقة بين الأفراد و البيئة.
فمن الضروري أن يكون الناتج الإبداعي أمرا ملموسا وله أثر ملموس وضيف شيئا جديدا في مجال ما .
ويبين Sternberg أن الإنتاجية الإبداعية عند الأفراد المبدعين تعتمد على ستة معايير أساسية هي :
- الذكاء. (العمليات العقلية).
- الشخصية
- الدافعية.
- أساليب التفكير.
- المعرفة .
- البيئة.
وقد قام الباحثة كلارك تصنيفا لخصائص المبدعين والذي عرف ب 4 P's: Person, Process, Product & Press.. وقامت كلارك بتقديم نموذج تكاملي يوضح مفهوم الإبداع:



نموذج كلارك التكاملي للإبداع






إن من أهم الأساسيات في الدراسات الإبداعية هي تحليل الإنتاج الإبداعي وتحديد الخصائص التي تجعل منه عملا مميزا عن الإنتاجات الأخرى، و بتقييم الإنتاج فإن ذلك يساعد على إعادة بناء العملية الإبداعية للإنتاج. (الجروان ،2002- السرور، 2002).
§ مستويات الإبداع :
"هناك خمسة مستويات للقدرات الإبداعية توصَّل إليها الباحث (كالفن تايلور) الذي قادَ مؤتمرات جامعة يوتا لدراسة الإبداع، كما يقول الأستاذ المبدع زهير منصور المزيدي في كتابه "مقدمة في منهج الإبداع" و قد صنفها كما يلي: ....
الإبداع التعبيري.
الإبداع الإنتاجي.
الإبداع لاختراعي.
الإبداع التجديدي.
الإبداع الانبثاقي.


1 - الإبداع التعبيري:
ويبدو أن ما يميز النابغين في هذا المستوى من الإبداع هو صفة التلقائية و صفة الحرية أو المستوى المستقل، و غالباً ما يكون هذا المستوى أو النوع في مجال الأدب و الفن و الثقافة.

2- الإبداع الإنتاجي:
و هو ناتج لنمو المستوى التعبيري و المهارات. فيؤدي إلى إنتاج أعمالٍ كاملة بأساليب متطورة غير مكررة، و لا ينبغي أن يكون الإنتاج مستوحى من عمل الآخرين، و غالباً ما يكون هذا المستوى أو النوع من الإبداع في مجال تقديم منتجاتٍ كاملة على مختلف أنواعها و أشكالها.

3- الإبداع الاختراعي :
و هذا المستوى من الإبداع يتطلب مرونةً في إدراك علاقات جديدة غير مألوفة بينَ أجزاء منفصلة موجودة من قبل، و محاولة ربط أكثر من مجال للعلم مع بعض أو دمج معلومات قد تبدو غير مرتبطة حتى يمكن الحصول على شيءٍ جديد عن طريق هذا الدمج، و هذه العملية الذهنية تسمى " التركيب Synthesis " كما هو الحال في اختراع آلة أو أساليب تشغيلية جديدة، أو كمحاولة المدير ربط فكره الإداري مع الفكر الرياضي من اجل تقديم نموذج رياضي معيَّن يمكن أن يستخدم لرقابة الإنتاج أو تحسينه في أحد الأقسام.

4- الإبداع التجديدي:
و يتطلب هذا المستوى من الإبداع قدرةً قوية على التصوُّر التجريدي للأشياء مما ييسر للمبدع تحسينها و تعديلها.
و يقوم المبدع عند هذا المستوى بتقديم اختراعٍ جديد يتمثل في منتجٍ جديد أو نظرية جديدة. و يلاحظ أن معظم الاختراعات الجديدة الكبيرة تمثل اختلافاً جذرياً عن الأفكار و النظريات السائدة عند تقديم مثل هذه الاختراعات.
و تسمى هذه العملية " التجديد Innovation "
5 - الإبداع الانبثاقي أو الخيالي:
هو أرفعُ صورةٍ من صور الإبداع و يتضمن تصور مبدأ جديدٍ تماماً في أكثر المستويات و أعلاها تجريداً، من مثل إيجاد و إبداع آفاقٍ جديدة لم يسبق المبدع إليها أحد."(العدلوني،2008).
§ الإبداع وحل المشكلات:
لقد اهتم علماء النفس منذ القدم بموضوع حل المشكلات ، و قد بدءوا بذلك على الحيوانات في مطلع القرن العشرين، و عندما تحول علماء النفس المعرفيين لإجراء تجارهم المخبريه على الإنسان مباشرة أصبح الاهتمام موجها لكشف العمليات المعرفية التي تسهم في حل المشكلات بشكل عام.
في عام 1910 نشر جون ديوي كتابه "كيف نفكر؟" وعالج في كتابه، وعولجت فيهما قضايا كثيرة من بينها العلاقة بين الإبداع والحلول الأصلية للمشكلات و العمليات المعرفية التي تلعب دورا حاسما في التوصل إليها . وقدم ديوي نموذجا لحل المشكلة يتضمن خمس مراحل أو عمليات هي:
- إدراك وجود المشكلة بوضوح.
- تحديد المشكلة بوضوح.
- اقتراح الحلول الممكنة للمشكلة.
- دراسة المرتبات على هذه الحلول
- دراسة الحل الأمثل بما يترتب من قبول أو رفض.
تعريف المشكلة : "هي حالة أو موقف ينطوي على خلل أو أزمة بحاجة إلى معالجة من أجل تحقيق مطلوب أو مرغوب" . وأيضا المشكلة هي :
- عقبة ممكن تجازوها للوصول للنهاية المرغوبة.
- وضع لا تستطيع من خلاله تقرير شيء ما/ موقف لا تستطيع إيجاد حل له.
- شيء يجب أن يحل.
- أي معضلة تؤخر تقدمك للوصول إلى هدفك.
- شيء يجب أن تملك حله كأنك خارج منزلك ولا تملك مفتاحا للدخول.
- عندما يكون هناك شيء يسبب الضجر ولا تستطيع وقفة وتثبيته.
وللمشكلة أركان أساسية هي :
- المعطيات : وهي المعلومة أو الشروط أو الحقائق التي تصف الحالة أو الوضع عند الشروع في محاولة حل المشكلة .
- الأهداف : وتمثل الوضع المطلوب أو المرغوب تحقيقه.
- العقبات: وهي الصعوبات التي تعترض عملية الوصول إلى الحل أو الانتقال بالمشكلة من وضعها الراهن إلى الوضع المطلوب.
وحل المشكلات الإبداعي يعد عملية تفكير مركبة تتضمن استخدام معظم مهارات التفكير الإبداعي و التفكير الناقد وفق خطوات منطقية متعاقبة ومنهجية محدد بهدف التوصل إلى أفضل الحلول للخروج من مأزق أو وضع مقلق باتجاه هدف مطلوب أو مرغوب.
فعند التفكير بحل المشكلة الإبداعي هناك مرحلتين هامتين، المرحلة الأولى: هي مرحلة التباعد (التشعيبية) و التي تستطيع فيها أن تدع مخيلتك تمتلك رحلة حياتك، وفي هذه المرحلة لا يمكنك التحكم بأفكارك (ان التحكم على الفكرة بأنها جديدة أو شخصية أو جنونيه) حيث تتوسع لديك منظومة الاختيارات، وهذا هو التشعيب.
أما في المرحلة الثانية: وهي مرحلة التقريبية، فإنك تضيق من اختياراتك للوصول إلى أفضل الأفكار، فمن أجل ذلك لابد من استخدام التحكيم، وهذا ما يسمى بالمقارنة .
ومن الضروري المحافظة على المرحلتين الأساسيتين.
§ التفكير الإبداعي:
نذكر اسحق نيوتن الذي سقطت عليه التفاحة. لو أنه لم يفكّر تفكيراً إبداعياً، لما كان السباق في اكتشاف قانون الجاذبية. ذلك التفكير الإبداعي، ابتعد به عن التفكير العادي الذي قد يستخدمه أي شخص آخر، سقط عليه شيء ما من أعلى، واكتفى بالقراءة السطحية له دون أن يستنتج أفكاراً مبدعة تكون قد تولدت منه . أما نيوتن فقد تعمق في التفكير الناقد لما حصل، فراح يتساءل، ويحلل، ويُخمّن، ويتحقق… الخ. إلى أن وصل إلى اكتشافه الكبير الذي تعلمه جميع الطلبة في كل أنحاء العالم. واستخدمه الملايين حتى وقتنا الحالي، في مجالات الصناعة والبحث والتجارب العلمية المختلفة.
إذاً ، هو لم يكتفِ بـ "ماذا حدث"؟ ، وإنما راح يفكر بـ "لماذا حدث" ؟ "وكيف حدث"؟
في الحقيقة ، من الصعب تعريف " التفكير الإبداعي" بكلمات محدّدة. فكما لا نستطيع تعريف الشعر أو الجمال أو العبقرية إلى غير ذلك من المفاهيم العظيمة، يصعب كذلك تعريف الإبداع، أو التفكير الإبداعي.
ولكن ، ربما استطعنا من خلال النماذج والأمثلة أن نقترب من المعنى ولو قليلاً. يُعرّف التفكير الإبداعي بأنه الاستعداد والقدرة على إنتاج شيء جديد. أو أنه عمليّة يتحقق النتاج من خلالها . أو أنه حلّ جديد لمشكلة ما، أو أنه تحقيق إنتاج جديد وذي قيمة من أجل المجتمع.
ويعّرف كذلك بأنه التفكير الذي يؤدي إلى التغيير نحو الأفضل ، وينفي الأفكار الوضعيّة المقبولة مسبقاً. وبأنه يتضمنّ الدافعية والمثابرة والاستمرارية في العمل، والقدرة العالية على تحقيق أمر ما. وهو الذي يعمل على تكوين مشكلة ما تكويناً جديداً
أما جلفرويد فهو يعرف التفكير الإبداعي بأنه تفكير في نسق مفتوح، يتميز الإنتاج فيه بخاصية فريدة تتمثل في تنوّع الإجابات المنتجة، التي لا تحدّدها المعلومات المعطاة. في الوقت الذي رأى فيه لفين التفكير الإبداعي، بأنه القدرة على حلّ المشكلات في أي موقف يتعرّض له الفرد، بحيث يكون سلوكه دون تصنّع، وإنما متوقع منه . بينما يُعرّف جروان بأنه نشاط عقلي مركب وهادف، توجهه رغبة قويّة في البحث عن حلول، أو التوصل إلى نواتج أصيلة لم تكن معروفة أو مطروحة من قبل .أما سعادة وزميله ، فقد اقترحا تعريفاً للتفكير الإبداعي بأنه " عملية ذهنية يتفاعل فيها المتعلم مع الخبرات العديدة التي يواجهها، بهدف استيعاب عناصر الموقف من أجل الوصول إلى فهم جديد أو إنتاج جديد، يحقّق حلاً أصيلاً لمشكلته ، أو اكتشاف شيء جديد ذي قيمة بالنسبة له أو للمجتمع الذي يعيش فيه".(حبش،2006)

§ مهارات التفكير الإبداعي :
vالأصالة : وتعني التميز في التفكير والندرة والقدرة على النفاذ إلى ما وراء المباشر والمألوف من الأفكار .وتعني الجدة والتفرد في توليد الأفكار الجديدة وتعتبر محك للحكم على مستوى الإبداع، إنتاج ما هو غير مألوف.
 
رد: الإبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــداع

رد: الإبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــداع

v الطلاقة : وهي القدرة على إنتاج أفكار عديدة لفظية وأدائية لمشكلة نهايتها حرة ومفتوحة . .أو القدرة على توليد عدد كبير من البدائل أو المترادفات أو الأفكار أو المشكلات أو الاستعمالات عند الاستجابة لمثير معين مع السرعة والسهولة في توليدها.تتعلق بالكم وليس الكم .
ويمكن تلخيص الطلاقة في الأنواع التالية :
طلاقة الألفاظ : وتعني سرعة تفكير الفرد في إعطاء الكلمات وتوليدها في نسق جيد.
طلاقة التداعي : وهو إنتاج أكبر عدد ممكن من الكلمات ذات الدلالة الواحدة .
طلاقة الأفكار : وهي استدعاء عدد كبير من الأفكار في زمن محدد .
طلاقة الأشكال : وتعني تقديم بعض الإضافات إلى أشكال معينة لتكوين رسوم حقيقة
v المرونة : وهي تغيير الحالة الذهنية لدى الفرد بتغير الموقف .
أو القدرة على توليد أفكار متنوعة ليست من نوع الأفكار المتوقعة عادة وتوجيه أو تحويل مسار التفكير مع تغير المثير أو متطلبات الموقف، أو مقدرة الشخص على التغير أو التكيف حين يلزم ذلك، تتعلق بالكيف وليس الكم.
وللمرونة مظهران هما :
- المرونة التلقائية : وهو إعطاء عدد من الأفكار المتنوعة التي ترتبط بموقف محدد.
- المرونة التكيفية : وتعني التوصل إلى حل مشكلة ، أو موقف في ضوء التغذية الراجعة التي تأتي من ذلك الموقف .
v الحساسية للمشكلات : وهي قدرة الفرد على رؤية المشكلات في الأشياء والعادات ، أو النظم ، ورؤية جوانب النقص والعيب فيها . ويقصد بها : الوعي بوجود مشكلات أو حاجات أو عناصر ضعف البيئة أو الموقف ويعني ذلك أن بعض الأفراد أسرع من غيرهم في ملاحظة المشكلات والتحقق من وجودهم في الموقف.
v الإفاضة والتوسع: وتعني القدرة على إضافة تفاصيل جديدة ومتنوعة لفكرة أو حل لمشكلة.
v تفاصيل : وهي عبارة عن مساحة الخبرة ، والوصول إلى تمنيات جديدة مما يوجد لدى المتعلم من خبرات . (القاضي،2009)
§ عقبات التفكير الإبداعي
1- العقبات الشخصية :
- ضعف الثقة بالنفس. الميل للمجاراة.
- الحماس المفرط.
- التشبع.
- التفكير النمطي ( المقيد بالعادة ).
- عدم الحساسية أو الشعور بالعجز ( اليقظة والحساسية المرهفة للمشكلات ).
- التسرع وعدم احتمال الغموض.
- نقل العادة ( أنماط وأبنية ذهنية معينة ).

1- العقبات الظرفية ( المتعلقة بالموقف أو الاجتماعية أو الثقافية )
- مقاومة التغيير.
- عدم التوازن بين الجد والفكاهة ( الحدس والتأمل والتخيل والمرح ).
- عدم التوازن بين التنافس والتعاون.(الجنوب، 2009).

2- العقبات الأسرية:
- تدهور الحالة الاقتصادية.
- تدني مستوى تعليم الوالدين.
- العلاقات الأسرية المشحونة.
- كبر حجم الأسرة.
- ضعف العلاقات مع المدرسة.

3- عقبات المؤسسات التعليمية:
- محتوى المناهج وأساليب التعليم البنكي.
- قلة التقنيات الحديثة أو عدم فاعليتها.
- الفكر التربوي المختلف.
- انعدام القيم الديمقراطية.
- عدم فاعلية النوادي والجمعيات والنشاطات .
- ضعف المعلم وتدريبه.
- غياب معايير الأداء والمساواة .
- الانغلاق على المجتمع.
- ضعف خدمات الإرشاد والتوجيه.
- العلاقات المتوترة بين المؤسسات.

4- عقبات المجتمع:
- القيم والاتجاهات التقليدية.
- مخلفات الثقافة السلبية.
- تدهور الوضع الاقتصادي.
- انعدام الأمن والاستقرار.
- ارتفاع نسبة الأمية.
- جمود التشريعات والنظم.
- انحسار الحريات.
- سلبية وسائل الإعلام. (جروان،2002).

§ التفكير الإبداعي و التفكير الناقد :​
يجب التطرق إلى التفكير الناقد قبل معرفة الفرق بينهم

ـ التفكير الناقد :
يعد التفكير الناقد من أكثر أشكال التفكير المركب استحواذاً على اهتمام الباحثين والمفكرين التربويين ، وهو في عالم الواقع يستخدم للدلالة على مهام كثيرة منها :
الكشف عن العيوب والأخطاء ، والشك في كل شيء ، والتفكير التحليلي ، والتفكير التأملي ، ويشمل كل مهارات التفكير العليا في تصنيف بلوم .
تعريف التفكير الناقد عرفه بعضهم بأنه فحص وتقييم الحلول المعروضة .
وهو حل المشكلات ، أو التحقق من الشيء وتقييمه بالاستناد إلى معايير متفق عليها مسبقاً .
وهو تفكير تأملي ومعقول ، مركَّز على اتخاذ قرار بشأن ما نصدقه ونؤمن به أو ما نفعله .
والتفكير الناقد هو التفكير الذي يتطلب استخدام المستويات المعرفية العليا الثلاث في تصنيف بلوم ( التحليل ـ التركيب ـ التقويم ) .
مهارات التفكير الناقد :
لخص بعض الباحثين مهارات التفكير الناقد في الآتي :
1 ـ التمييز بين الحقائق التي يمكن إثباتها .
2 ـ التمييز بين المعلومات والادعاءات .
3 ـ تحديد مستوى دقة العبارة .
4 ـ تحديد مصداقية مصدر المعلومات .
5 ـ التعرف على الادعاءات والحجج .
6 ـ التعرف على الافتراضات غير المصرح بها .
7 ـ تحديد قوة البرهان .
8 ـ التنبؤ بمترتبات القرار أو الحل .


معايير التفكير الناقد :
يقصد بمعايير التفكير الناقد تلك المواصفات العامة المتفق عليها لدى الباحثين في مجال التفكير ، والتي تتخذ أساساً في الحكم على نوعية التفكير الاستدلالي أو التقويمي الذي يمارسه الفرد في معالجة الموضوع ويمكن تلخيص هذه المعايير في التالي :
1 ـ الوضوح : وهو من أهم معايير التفكير الناقد باعتباره المدخل الرئيس لباقي المعايير الأخرى ، فإذا لم تكن العبارة واضحة فلن نستطيع فهمها ، ولن نستطيع معرفة مقاصد المتكلم ، وعليه فلن يكون بمقدورنا الحكم عليه .
2 ـ الصحة : وهو أن تكون العبارة صحيحة وموثقة ، وقد تكون العبارة واضحة ولكنها ليست صحيحة .
3 ـ الدقة : الدقة في التفكير تعني استيفاء الموضوع صفة من المعالجة ، والتعبير عنه بلا زيادة أو نقصان .
4 ـ الربط : ويقصد به مدى العلاقة بين السؤال أو المداخلة بموضوع النقاش .
5 ـ العمق : ويقصد به ألا تكون المعالجة الفكرية للموضوع أو المشكلة في كثير من الأحوال مفتقرة إلى العمق المطلوب الذي يتناسب مع تعقيدات المشكلة ، وألا يلجأ في حلها إلى السطحية .
6 ـ الاتساع : ويعني الأخذ بجميع جوانب الموضوع .
7 ـ المنطق : ويعني أن يكون الاستدلال على حل المشكلة منطقياً ، لأنه المعيار الذي استند إليه الحكم على نوعية التفكير ، والتفكير المنطقي هو تنظيم الأفكار وتسلسلها وترابطها بطريقة تؤدي إلى معنى واضح ، أو نتيجة مترتبة على حجج معقولة . (زياد،2009)
التفكير الناقد
التفكير الإبداعي
تفكير متقارب .
تفكير متشعب
يعمل على تقييم مصداقية أمور موجودة
يتصف بالأصالة
يقبل المبادئ الموجودة ولا يعمل على تغييرها
عادة ما ينتهك مبادئ موجودة ومقبولة
يتحدد بالقواعد المنطقية ويمكن التنبؤ بنتائجه
لا يتحدد بالقواعد المنطقية ، ولا يمكن التنبؤ بنتائجه
و الآن مقارنة بين التفكير الناقد و التفكير الإبداعي لكي تتضح الصورة و الفرق بينهم :

§ دور الصدفة في الأعمال الإبداعية.​
يرى عدد من العلماء و أصحاب النظريات بأن الصدفة لعبت دورا كبيرا في حياة المبدعين، فقد تم مواجهة الصدفة و استغلوا الفرصة استغلال جيدا مثل العالم نيوتن عندما سقت التفاحة على رأسه قام باستغلال هذه الصدفة .
وهناك عدد من العلماء الذين قاموا باستغلال الصدف المختلفة ومن الأسماء التي ذكرت في هذا الجانب أديسون ، و كير شوف، ونوبل، وباستور ، وروينتنحن، وكولمبوس و غيرهم.
"ويرى العلماء أن الإنسان مخير في أمور ومسير في أمور أخرى. أما الأمور التي يكون فيها مخيرا فهي تلك التي تدخل ضمن مجال استطاعته وقدرته كطلب العلم، والسعي وراء الرزق، والجد والاجتهاد من أجل النجاح والتفوق وغيرها. أما ما يتعلق بمولدة ونشأته صبيا فلا دخل له فيها. وبهذا المعنى فإن الإنسان مخير في استثمار وتوظيف طاقاته التي وهبها الله له في أعمال تدخل ضمن دائرة استطاعته ومن بينها التبحر في البحث والعلم والاكتشاف . أما القول بأن كل أفعال الإنسان مقدرة عليه قبل أن يخلق فمعناه أن الله لديه على الأشياء كلها بما في ذلك ما كان منها وما سيكون، و لا يتنافى علم الخالق هذا مع حقيقة أن الله وهب الإنسان عقلا يمكنه من التدبر في ما حوله من موجدات ويتوصل إلى علم ما لا يعلم. " (جروان،2002).
§ الإبداع و الذكاء.​
مع بداية القرن العشرين، كان الاعتقاد سائدا بأن الذكاء المحدد عبر اختبارات الذكاء لا يختلف عن الإبداع في شيء، ولكن دراسات "تيرمان" في عشرينات العقد الماضي فتحت الباب أمام عدد من الدراسات الأخرى التي أدت إلى التفريق بين كل من المبدعين والأشخاص الذين يوصفون فقط بأنهم أذكياء، إذ ثبت أن الإبداع لا يشترط ذكاء تزيد درجته في اختبارات الذكاء على 130 درجة (والتي تعني نتيجة ضرب حاصل قسمة العمر العقلي على العمر الحقيقي في مئة)، بل إن زيادة درجة الذكاء عن هذا الحد قد تؤدي إلى قلة المرونة في تقبل الآراء المخالفة، والتمسك بالقناعات الخاصة، وهذا يتنافى بطبيعة الحال مع أهم شروط الإبداع، والذي يحتاج إلى قابلية كبيرة للتغيير والتبديل، والتفكير بحلول جديدة تتنافى مع ما هو مألوف حتى لو كان ذلك مناقضا أحيانا لقناعات المبدع نفسه ما دام الحل الناتج يعطي إجابة وافية.
ولعل من أهم الدراسات التي بحثت في الفارق بين الذكاء والإبداع، هي تلك التي قامت بها "كاترين كوكس" في عام 1926، والتي درست فيها السير الشخصية لـ 301 شخصية تاريخية من العباقرة الذين ولدوا منذ عام 1450، وعلى الرغم من أن نتائج دراستها قد أثبتت أن معظم أولئك العباقرة كانوا يتمتعون بدرجة ذكاء عالية، إذ كان متوسط الذكاء لهذه المجموعة يقترب من 165، إلا أن الكثير من العباقرة المتميزين الذين يفوقون الآخرين شهرة وإبداعا كانت درجات ذكائهم تتراوح بين (100 و 130)، الأمر الذي أكد فيما بعد مقولة التمييز بين ظاهرة الإبداع والذكاء المرتفع.(ذاياب،2009)













المراجع
الكتب:
1- الهويدي. زيد. (2007). الإبداع: ماهيته ،اكتشافه، تنميته. (ط.2).العين . دار الكتاب الجامعي للنشر.
2- السرور. ناديا هائل. (2003). مدخل إلى تربية المتميزين و الموهوبين. (ط.4). عمان. دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
3- جروان. فتحي عبد الرحمن. (2008). الموهبة و التفوق والإبداع. (ط. 3). عمان. دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع.
4- عبد العزيز. سعيد. (2006). الدخل إلى الإبداع. (ط.1). الأردن. دار الثقافة والنشر.
5- جروان. . فتحي عبد الرحمن. (2002). الإبداع. (ط.1). الأردن. دار الفكر للطباعة و النشر.
6- السرور. ناديا هائل. (2002). مقدمة في الإبداع. (ط.1). دار وائل للنشر.
المواقع:
1- منارة للتدريب و التعليم.
2- مجلة ابتسامة.
http://www.ibtesama.com/vb/showthread-t_11983.html
3- الرفيدي.
http://www.qahtan.net/vb/showthread.php?p=773839

4- حبش. زينب .(2005). التفكير الإبداعي.
http://www.zeinab-habash.ws/education/books/Creative_thinking.htm
5- زياد. محمد سعد. 2009
English references
1- California State University, Northridge
http://www.csun.edu/~vcpsy00h/creativity/define.htm
2- Kettering. Charles. Leslie Owen Wilson, 1997, updated 2005
http://www.uwsp.edu/Education/lwilson/creativ/define.htm
3- Naiman. Linda. Copyright 2006-07 Linda Naiman & Assoc. Inc.
http://www.creativityatwork.com/articlesContent/whatis.htm
4- Wikipedia, the free encyclopedia
http://en.wikipedia.org/wiki/Creativity
5- © TED Conferences, LLC.
http://www.ted.com/index.php/talks/elizabeth_gilbert_on_genius.html


 
رد: الإبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــداع

رد: الإبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــداع

الأخت الفاضلة : صالحة
شدني الموضوع كثيراً . فهو دراسة شاملة وموسعة , عن الإبداع .
ألقيت النظرة الأولى . تطرقت إلى العناوين والفقرات الرئيسية .
لي عودة متأنية , للتمعن بدراستكِ هذه , التي يبدو واضحاً بها , بذل جهد كبير , ومتابعات متعددة لمصادر متنوعة .
ألف شكر لي أختي الفاضلة . على طرحكِ لهذه الدراسة الموفقة في صفحات منتدانا . والتي تتناول قضية تهم الأهل والمربين , والجهات صاحبة القرار والمؤسسات المعنية .
لكِ تقديري
 
رد: الإبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــداع

رد: الإبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــداع

شكرا على الإطلاع أخي الكريم .....و اتمنى أن افيد غيري بالفعل من خلال ابحاثي المتواضعه .
 
رد: الإبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــداع

رد: الإبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــداع

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم بعدد حبات الرمال
 
رد: الإبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــداع

رد: الإبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــداع

يعطيك العافية وجزاك الله خير وبارك فيك اختي العزيزة
 

عودة
أعلى