التصفح للزوار محدود

الأبناء غداً يكبرون!!

الأم الحنونة

Well-known member
د.أنوار عبد الله أبو خالد
هي حقيقة يسلم بها الجميع، ولكننا ننسى أن المستقبل قريب، وأن ما تفعله لأطفالك هو نقش لا يمحى في سجل الذكريات، فإن كنت اليوم تضحك من لتغته أو تأتأته فغداً هو الفصيح وأنت العيي ولا تكاد تبين، وإن كنت تهزأ اليوم من ضعف عضلاته وتضاؤل قوته فعليك أن تعد عشراً من السنين مرورها كمرور البرق وتصبح عضلات ابنك أكبر وأجبر من عضلاتك، حتى عقلك وعلمك الذي تفخر بهما عليه وتعيب نقصهما عنده غداً يلحق بركب التطور والعلم والتقنية وينظر إليك بنظرة الازدراء والسخرية والتعالي التي تنظر أنت بها إلى جيل أبويك وعدم قدرتهم على التكيف مع تقنية العصر الحديث، وكما انك استلمت إرث أبيك من العلم والخبرات وزدت عليه بعلم اكتسبته وخبرة عرفتها فكذلك سيرث ابنك منك علم أبيك مع علمك، لتتراكم العلوم والخبرات جيلاً بعد جيل، فإن كنت ضاحكاً أو ساخراً فاضحك على يوم ترى هذا الطفل الذي أمامك لا يعلم شيئاً فإذا به يكبر ويتعلم ويغدو أعلم منك وأكثر تنوراً واطلاعاً وأكثر تحضراً، هل فكرت في هذا ولو لبرهة، هل فكرت أن ابنك ينسخ عنك كل مايعرفه عنك فيتعلم منك الكذبات والغدرات وبذاءة اللسان وغداً يكبر فيعاملك معاملة الند للند ويطبق عليك ما تعلمه منك في صغره، أما إن كنت قد ظلمته أو ضربته انتقاماً وتشفياً، فغدا ستكون قامته أطول من قامتك وسيريك عضلاته مفتولة ومدربة، عندها لا تطلب منه احتراماً أو عدلاً أو براً فإنك عاقل وتعلم أنه لا يُجنى من الشوك العنب..
نعم أطفالنا يكبرون سريعاً، فرَبِّ طفلك على مراقبة الله أولاً وآخراً، فان من عرف الله وراقبه، صلح حاله واستقامت أخلاقه وحسن بره وسهل قياده للخير، وحتى لو أخطأ أو غفل فإنه إذا ذُكّر بالحق تذكر، أما من رُبّي من صغره على اتباع إله الهوى وسخرت الدنيا كلها لإشباع رغباته وشهواته، فلا تلمه إن قدّس هواه وخالف الحق
 
رد: الأبناء غداً يكبرون!!

جميل ما نقلتيه الفاضلة الام الحنونه
شكرا لك ..
 

عودة
أعلى