التصفح للزوار محدود

الاكراد ايتام العالم......جزء الاول

البوتاني

التميز






الأكراد أمة يتيمة مزقتها أنياب الجغرافيا وطيّرت تاريخها العريق أشلاء للرياح التي ‏مازالت عاصفة بهم منذ أن سقطت الدولة العثمانية، الإمبراطورية الإسلامية العظيمة، ‏وتناهبتها الدول الأوروبية فتوزعت كردستان بلاد الأكراد وموطنهم على ست دول، ‏وكل جزء من هذه الأجزاء الستة صار لعبة سياسية تلوح بها الدولة الأم كلما عنت لها ‏الحاجة وفرض عليها المقتضى فكان الأكراد يتبعون سراب «الوعد» بوطن موحد ‏حتى آخره، وعندما تنتهي مغازي هذه الدول يرمون إلى النسيان والإهمال وكردستان ‏البلد المقطع تلقى مثل هذه الوعود من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا ‏لكنه باء بخذلانها وإخلافها، ولم يشفع أربعون مليون كردي مهجر وموزع لأن يتحقق ‏حلم الوطن الواحد حتى الحركات الثورية الداخلية كانت تدك في مهدها دكًا وتهلك قبل ‏أن تكبر.
هذا التوزع نال أيضًا من «شخصية» الإنسان الكردي وجعلها متناقضة مع طبيعة ‏بلاده الخلابة، وإمكانات كردستان الطبيعية وثرواتها، فصار موزعًا هو الآخر بين ‏الشفافية والقسوة، بين الغنى والفقر، وهذا التمزق أضر بلغتهم وتقاليدهم الأصيلة ‏وحتى بأزيائهم الخاصة، ولا يجمعهم على ذلك غير عيد «النيروز».. إنها حكاية ‏شعب يئن تحت وطأة التحلل الدولي من مسؤولياته، وأرهقته الوعود الكاذبة التي ‏ظهرت في تاريخه الطويل لمجرد الاستعمال السياسي. إنها حكاية ابن له ست أمهات ‏وهو في حقيقة نفسه يريد أمًا واحدة.. إنها حكاية أطول من ذلك بكثير.. وأوجع من ‏ذلك بكثير.


‏---------------------------

الأكراد بين التاريخ والسياسة
علي العبد الله

عبر الأكراد في جميع أنحاء العالم عبر النشاطات الثقافية والسياسية عن مشاعرهم ‏الوطنية، ومطالبهم للعيش بحرية وكرامة أسوة بغيرهم من كل شعوب الأرض ‏وأممها. وطالبوا بالاعتراف بهم كأمة متميزة عن بقية الأمم التي يعيشون معها في ‏كيانات سياسية، أمة لها الحقوق والواجبات نفسها التي أقرتها القوانين المحلية ‏والدولية.
لقد فتحت هذه النشاطات ملف القضية الكردية ووضعته على جدول أعمال المجتمع ‏الدولي رسميًا وشعبيًا، مبرزة الأوضاع التعسة التي يعيش فيها الأكراد في ظل دول لا ‏تعترف لهم بهوية قومية، ولا بخصوصية ثقافية، وتقسرهم على الامتثال لإرادتها ‏السياسية. تحدد لهم الأسماء المسموحة واللغة التي يجب أن يتحدثوا بها، حتى الغناء ‏الذي يجب أن يطربوا له.
من هم الأكراد؟
الأكراد شعب آري من مجموعة الشعوب الهندوأوروبية، من العائلة الأوروبية التي ‏تضم الفارسية والأوردية والبلوشية والبشتونية. له لغة خاصة ويعيش على رقعة ‏جغرافية واحدة ومتصلة: كردستانين الفارسية والتركية. إننا نريد أن نحكم أنفسنا ‏بأنفسنا
الحركة القومية الكردية بين الحربين:
انهارت الدولة العثمانية بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، وانفصلت عنها أغلب ‏الشعوب والقوميات التي كانت خاضعة لها كالعرب والألبان والبلغار واليونان ‏والأرمن إلا الأكراد، لم يثوروا ولم يحصلوا على حقوقهم القومية كأمة، حيث أدى ‏وجودهم، ولعقود طويلة، في قلب الصراع العثماني الصفوي الروسي ومشاركتهم ‏الكبيرة في الدفاع عن أرض السلطنة- دورًا مركزيًا في حضور السلطنة المكثف في ‏مناطقهم، وهذا جعل علاقتهم بالمركز قوية وألغى احتمال انشقاقهم أو انفصالهم عن ‏السلطنة.
انفرط عقد الدولة المشتركة، دولة المسلمين، وقسمت أراضيها بين الدول الاستعمارية ‏الأوروبية التي رعت تشكيل كيانات سياسية جديدة وخرائط جديدة حصلت بموجبها ‏كل الشعوب التي كانت تحت سيادتها على دول خاصة باستثناء الأكراد.
فقد تضمنت معاهدة سيفر 1920م إعطاء الأكراد في تركيا حق تقرير المصير، وكان ‏ذلك أول اعتراف دولي بوجود شعب كردي وبحق هذا الشعب في تقرير المصير، ‏وعلى ضوء ذلك نشأت «لجنة الاستقلال الكردي» عام 1923م وبدأ الشيخ سعيد ‏بتحريض الأكراد على الوحدة والاستقلال، ومواجهة الأعداء الذين يمنعونهم من ‏الاستقلال، ولكن اتاتورك عاملهم بوحشية وسحق حركتهم بمساعدة فرنسية عام ‏‏1925م. ولكن ثورات أخرى قامت، في آرارات عام 1930م وفي درسيم 1936م ‏ولكنها سحقت هي الأخرى.
وفي إيران استطاع إسماعيل آغا (سيمكو) أن يقود حركة سياسية كردية بين 1923م-‏‏1925م وأن يسيطر على كل المنطقة الكردية غرب بحيرة أروميا، ونسق مع الشيخ ‏محمود البرزنجي في السليمانية (كردستان العراق) وحققا نجاحات كبيرة أخافت ‏الإنكليز الذين تحركوا ونجحوا في سحق الثورة.
وقد اندلعت ثورة أخرى في عام 1930م بقيادة جعفر سلطان، ولكنها ظلت محدودة ‏الأثر والمدة.
وفي عام 1944م تشكلت المنظمة الكردية «جمعية الإحياء الكردي»، والتي مهدت ‏لقيام الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران، الذي استطاع إقامة جمهورية ‏‏«مهاباد» (جمهورية كردستان الديمقراطية) عام 1946م (دولة حكم ذاتي داخل ‏إيران). لكن السلطات الإيرانية رفضت الاعتراف بالجمهورية والتفاوض معها، ‏وتمكنت من استعادة «مهاباد» وبسط سيادتها عليها، بعد تخلي السوفييت عنها في ‏اتفاقية يالطة.
أما في العراق فقد جابه الأكراد بقيادة الشيخ محمود البرزنجي القوات البريطانية ‏الزاحفة على منطقة الموصل عام 1918م، ولكن القوات البريطانية سحقت القوات ‏الكردية البسيطة التسلح، واعتقلت الشيخ البرزنجي ونفته إلى خارج البلاد، إلا أن ‏التطور في ساحات الحرب العالمية الأولى أجبر البريطانيين على إعادة الشيخ ‏البرزنجي والتفاهم معه على أن يحكم السليمانية، ووعدته بدولة مستقلة للأكراد بعد ‏انتهاء الحرب.
غير أن بريطانيا نكثت بالوعد وأتت بالملك فيصل بن الشريف حسين لحكم العراق بعد ‏أن ضمت السليمانية والموصل (منطقة الأكراد) إلى بغداد والبصرة وكونت منها ‏مملكة جديدة بحكم عربي وراثي.
ثار الأكراد مجددًا بقيادة الشيخ محمود البرزنجي في عام 1923م، ولكن بريطانيا ‏استخدمت الطائرات في قصف المدن والقرى الكردية، وانتهت الثورة عام 1924م.
وفي عام 1930م تجمع الاكراد أمام سرايا الحكومة في السليمانية احتجاجًا على ما ‏آلت إليه الأمور، وتحول التجمع إلى حركة شعبية شاملة، ضمت المثقفين والطلبة ‏والحرفيين والفلاحين ورجال الدين ورؤساء العشائر.
مع انقلاب بكر صدقي (الكردي) عام 1937م عاد الشعور القومي الكردي إلى ‏التصاعد، فتشكل حزب «الأمل» عام1939م وهدفه المطالبة بالحكم الذاتي في إطار ‏الدولة العراقية. بقي هذا الحزب متماسكًا حتى عام 1943م حيث اختلف قادته على ‏التحالف الخارجي مع الاتحاد السوفييتي أم مع بريطانيا فانقسم عام1945م ونشأ عن ‏التيار السوفييتي حزب «الخلاص» الذي تحول فيما بعد إلى الحزب الديمقراطي ‏الكردستاني بقيادة الملا مصطفى البرزاني عام1946م.
لم تسمح الظروف الدولية والإقليمية من جهة، ولا وحشية القوات البريطانية والفرنسية ‏والتركية من جهة ثانية، ولا ضعف الحركة الكردية من جهة ثالثة للأكراد بالتقاط ‏فرصة الاعتراف الدولي بهم والذي تضمنته معاهدة سيفر 1920م وتجسيده في كيان ‏سياسي خاص.
الحركة القومية الكردية بعد الحرب العالمية الثانية:
تغير المشهد الدولي، وكرست الاتفاقيات والقوانين الدولية نظامًا دوليًا لا يعترف إلا ‏بالكيانات السياسية، وحصلت الدول القائمة على شرعية دولية وتركت الأكراد في ‏وضع لا يحسدون عليه.
لم يقف الأمر عند هذا الحد من السوء بل تعرض الأكراد إلى أ نواع من الظلم ‏والاضطهاد على أيدي السلطات الحاكمة في الدول التي ألحقوا بها.
ففي تركيا لم يحرموا من الاعتراف بهويتهم الكردية فحسب، بل تعرضوا لعمليات ‏محو الهوية عن طريق منعهم من استخدام اللغة الكردية، وإجبارهم على تغيير أسماء ‏العائلات والقرى (تم تغيير أسماء 23 ألف قرية)، كما تعرضوا إلى عمليات تهجير ‏قسرية.
وهذا أدى إلى تجذر النزعة الانفصالية بين الأكراد، حيث نشأ عام1960م الحزب ‏الديمقراطي الكردي معتمدًا خطًا سياسيًا متشددًا: الانفصال عن تركيا. لكن النظام قابل ‏هذا بقسوة ووحشية: إعلان الأحكام العرفية في منطقة شرق تركيا، وتهجير آلاف ‏الأسر إلى غرب تركيا لتخفيض كثافة الأكراد في الشرق.
لم تهدأ المجابهة، حيث عمل بعض الأكراد، لخدمة قضيتهم، عبر الأحزاب والمنظمات ‏التركية، ودخلوا البرلمان والوزارة، لكنهم فصلوا وأدخلوا السجن عندما ألمحوا إلى ‏أصولهم الكردية وإلى وجود قضية كردية في تركيا.
تجددت المجابهة عام 1984م بعد إعلان حزب العمال الكردستاني بقيادة عبد الله ‏أوجلان (تأسس عام 1979) بدء الكفاح المسلح ضد النظام التركي الذي لا يعترف ‏بالوجود الكردي المتميز داخل تركيا (كلفت الحرب 30ألف قتيل و130 مليار دولار، ‏ناهيك عن هدم 3000 قرية). ومازالت القضية عالقة رغم التحسينات التي حصلت ‏في أوضاع الأكراد (السماح بتعلم لغة كردية، فترة بث محدودة في التلفزيون الرسمي ‏التركي) بضغط أوروبي على خلفية تحسين سجل تركيا في مجال حقوق الإنسان من ‏أجل قبولها في عضوية الاتحاد الأوروبي.
وفي إيران لم يحصلوا على اعتراف بهويتهم القومية وتعرضوا في فترات 1946م ‏و1980م إلى هجوم دمر قراهم ومدنهم، واستخدمت عام 1980م الطائرات في ‏قصف المدن والقرى.
حيث وقعت المجابهة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وقوات الجيش وحراس ‏الثورة الإيرانيين داخل إيران وفي الأراضي العراقية حيث لجأ كوادر هذا الحزب، ‏بعد أن رفضت إيران التفاهم وحل القضية سلميًا، واغتالت قادة الحزب د.عبد الرحمن ‏قاسملو وآخرين بعد أن فشل اجتماع بينهم في فيينا بحضور الوسيط د.فاضل رسول ‏‏(قتل الوفد الكردي والوسيط بحضور الوفد الإيراني داخل الغرفة نفسها عام1989م). ‏‏
وفي العراق تعرضوا لمذابح جماعية واستخدمت ضدهم الأسلحة الكيماوية (حلبجة ‏‏16/3/1988م حيث قتل 5000 شخص في لحظات). كما أجبروا على النزوح من ‏قراهم إلى جنوب العراق وإلى مناطق الحدود الدولية والجبال العالية، وإلى ‏تدمير(4000 ) قرية لمنع السكان من العودة إليها.
استمرت المجابهات العنيفة في الفترة ما بين 1961م و1991م، تخللتها فترات هدوء ‏ووقف إطلاق نار، حيث حصل تفاهم بين الأكراد وعبد الكريم قاسم إثر اعتراف ‏دستور 1958م بالأكراد وتعريفه للدولة العراقية كدولة ثنائية القومية. لكن تخلي ‏عبدالكريم قاسم عن الديمقراطية والدستور أعاد إلى المجابهة حرارتها فبدأ القتال من ‏جديد عام1961م، واستمر متقطعًا إلى عام 1970م حيث توقف بعد عقد اتفاق الحكم ‏الذاتي، لكنه لم يدخل حيز التنفيذ فتجدد القتال.
انهارت الحركة الكردية عام1975م إثر اتفاق الجزائر بين العراق وإيران، فانقسم ‏الحزب الديمقراطي الكردستاني بخروج جلال طالباني وتشكيله للحزب الوطني ‏الكردستاني، كما نشأت حركات ماركسية تجمعت في الحركة الاشتراكية الكردية، ‏وأخرى إسلامية كردية بقيادة الشيخ عثمان وشقيقه علي ومشاركة إدريس بن الملا ‏مصطفى البرزاني.
وقد قاد فرض منطقة حظر الطيران شمال خط العرض 33، بعد حرب تحرير ‏الكويت عام 1991م إلى تكريس كيان كردي مستقل في شمال العراق، وزاد الاحتلال ‏الأمريكي للعراق عام 2003م فرص الأكراد في الحصول على مكاسب كبيرة في ‏العراق الجديد.
وفي سورية تعرضوا إلى أنواع من الظلم، وإن لم تأخذ شكل مواجهة مسلحة: إبقاء ‏قطاع واسع منهم (70 ألف نسمة) دون جنسية في إحصاء 5 1962/10/م (أصبحوا ‏بعد أربعة عقود أكثر من 200 ألف نسمة )، وتطبيق فكرة الحزام العربي ‏عام1966م بتهجير آلاف الأسر الكردية من أرضها وتوزيعها على أسر عربية نقلت ‏إليها من المنطقة التي غمرتها بحيرة سد الفرات.
القضية الكردية: الواقع والآفاق:
تعقد الوضع وبلغ حدًا خطيرًا بسبب عدة أمور:
‏* الصراعات الكردية -الكردية.
‏* التحالفات الكردية مع الدول الإقليمية.
‏* استغلال القوى الخارجية للقضية الكردية للتدخل في شؤون دول الإقليم خدمة ‏لمصالحها.
‏* موقف دول الإقليم السلبي من طموحات الشعب الكردي وحقوقه الوطنية المشروعة.
فالخريطة السياسية التي نشأت عن مخططات القوى النافذة في الوضع الدولي في ‏عشرينيات القرن الماضي خلقت وضعًا حرجًا. كل القوى الإقليمية ضد هذه الخريطة، ‏كلٌّ لاعتباراته، مع عدم المساس بها في الوقت نفسه. فالعرب ضد هذه الخريطة لأنها ‏قسمتهم وأفقدتهم أجزاء من أرضهم:
فلسطين، ولواء الإسكندرون، وعربستان. وضد المساس بها خوفًا من خسارة ما. ‏والأتراك ضد الخريطة لأنها انتزعت منهم ولاية الموصل الغنية بالبترول، وضد ‏المساس بها لأن المساس بها قد يفقدهم مساحات لصالح الأكراد والعرب. والإيرانيون ‏ضد الخريطة لأنها أفقدتهم مساحات في شط العرب وضد المساس بها لأن المساس ‏بها قد يفقدهم أراضي لصالح العرب والأكراد.
الأكراد وحدهم ضد الخريطة ومع إعادة النظر فيها كي يأخذوا حقوقهم في أرض ‏ودولة. ولكن إنشاء وطن قومي للأكراد سيكون على حساب دول قائمة، وهذا وحّد هذه ‏الدول لمنع الأكراد من الوصول إلى أهدافهم.
لقد جرت بين هذه الدول اتصالات وعقدت اجتماعات على أعلى المستويات للحيلولة ‏دون التعاون بين الفئات الكردية الفاعلة سياسيًا وعسكريًا وللحيلولة دون إنشاء دولة ‏كردية مستقلة.
وهذا أدخل القضية الكردية في عنق زجاجة، فلا الجماعات الكردية وحدت صفوفها ‏وتوحدت حول قضيتها، ولاهي نجحت في عقد تحالفات تخدم أهدافها، حيث كانت ‏نتيجة كل تحالفاتها في صالح القوى الأخرى الإقليمية والدولية وكانت قذيفة في مدفع ‏الآخرين.
ولا الدول التي تسيطر على أرض كردستان استطاعت إقناع الأكراد، عبر المعاملة ‏الدستورية والقانونية العادلة، أنها دولهم، وأنهم جزء من شعوبها، لهم كامل الحقوق ‏مثل كل المواطنين مع احترام خصوصيتهم القومية والثقافية وإعطائهم حق التعبير ‏عنها في الممارسة اليومية. ولا القوى الإقليمية والدولية النافذة نظرت إلى القضية ‏الكردية من زاوية المصلحة الكردية وحل النزاعات الإقليمية بتحقيق طموحات شعوب ‏المنطقة في حياة آمنة مستقرة.
لقد غدا الأكراد أسرى التوازنات الإقليمية والدولية، التي تفرض عليهم شروطها، ‏وأصبحوا، في أحيان كثيرة «مخلب قط» وأداة استنزاف للقوى المحلية. فقد وعدوا ‏بدولة من قبل فرنسا (1921م) وبريطانيا(1922م) والولايات المتحدة ( 1944م، ‏روزفلت - 1973م كيسنجر) ولكن كل ذلك لم يحصل.
وغدت دول المنطقة التي بها أقليات كردية كبيرة أسيرة القضية الكردية، تفجرها ‏القوى الخارجية عندما يكون لها مصلحة في تفجيرها، وتتجاهلها بعد أن تحصل من ‏هذه الدول على تنازلات سياسية واقتصادية.
انقسم الباحثون حول توصيف الوضع الكردي: هل يشكل الأكراد أمة أم جماعة اثنية؟
الذين يعتبرون الأكراد أمة، يرون فيهم رابع أكبر أمة في المنطقة، وأكبر أمة في ‏العالم لم تحصل على دولة خاصة بها، ويطالبون بتأييد حقهم في الحصول على دولة ‏خاصة بهم.
والذين يعتبرون الأكراد مجرد جماعة اثنية ولا يشكلون في رأيهم أمة بالمعنى ‏الحديث، وبالتالي لا يمكن إعطاؤهم دولة خاصة بهم، يرون أنهم حصدوا ما يستحقون. ‏‏
ينظر الأكراد إلى أنفسهم على أنهم أمة مكتملة التكوين وأن من حقهم، أسوة بكل أمم ‏الأرض، تحقيق طموحاتهم القومية.ويختلفون فيما بينهم حول تجسيد هذه الطموحات ‏حيث تبنى بعضهم إقامة دولة (حزب العمال الكردستاني التركي) وتبنى آخرون خيار ‏الفيدرالية القومية (الحزب الديمقراطي الكردستاني والحزب الوطني الكردستاني). ‏بينما طرح آخرون مطالبهم بالتوازي مع حالة ميزان القوى الإقليمي والمحلي ‏والموقف الدولي من هذه المطالب. وهذا دفعهم إلى عدم المطالبة بدولة مستقلة، ‏والمطالبة بحقوق مواطنة كاملة في الدول التي يعيشون فيها وعلى قدم المساواة مع ‏أبناء القومية السائدة في هذه الدول، والمشاركة في اتخاذ القرارات السياسية ‏والاقتصادية.
إن قراءة مدققة في الظروف المحلية والإقليمية والدولية السائدة تقود إلى ترجيح ‏استبعاد قيام دولة كردية مستقلة، واحدة أو في أجزاء من كردستان، وهذا يطرح على ‏دول وشعوب المنطقة ضرورة الخروج من المأزق، وإيجاد قاسم مشترك بين أطراف ‏النزاع المحلية، قاسم مشترك يؤسس لعلاقة عادلة تحق الحقوق المشروعة للجميع، ‏وتقطع الطريق على القوى الخارجية التي تسعى لاستثمار التناقضات القائمة لابتزاز ‏الأطراف المحلية، خصوصًا وأن هذه الأطراف هي من ضحايا المعادلة الدولية.
إن إقامة عقد اجتماعي وطني في الدول التي بها أقليات كردية كبيرة، يتأسس على ‏الإقرار بالتعددية القومية والدينية وتكريس نظام سياسي قائم على الحرية والعدالة ‏والمساواة، يكفل لجميع مواطنيه الحرية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ‏ويحقق العدالة في توزيع الموارد والخدمات، وترسيخ دولة الحق والقانون خطوة أولية ‏على طريق وقف نزف الإمكانات المادية والبشرية في المنطقة، على طريق إقامة ‏نظام ديموقراطي يسمح بانضواء الأكراد كقومية لها ذاتيتها وشخصيتها المتميزة في ‏نطاق هذه الدول، و يقود إلى حل سلمي للمشكلة الكردية قائم على تحديد سقف ‏المطالب الكردية بحسب حجمهم في كل دولة من هذه الدول، مثل القبول بدولة متعددة ‏القوميات أو بحكم ذاتي في إطار دولة العدل والحرية والمساواة مقابل اعتراف هذه ‏الدول بالتعددية القومية والثقافية والدينية في دولها وممارسة المساواة والعدل مع ‏مواطنيها.
المراجع والهوامش :
‏* يعبر احتفال الأكراد في جميع أماكن وجودهم بعيد النيروز، بإشعال النيران ليلة 21 ‏‏/3 من كل عام والتجمع في ساحات المدن والقرى للغناء والرقص وتناول الطعام ‏طوال النهار، يعبر عن وحدة ثقافية تعكس الوطنية الكردية.
‏* زرنوقه د. صلاح سالم : القومية الكردية : المنشأ والعلاقة مع القوميات المجاورة - ‏ص 88 السياسة الدولية المصرية - العدد135 يناير 1999م.
‏* هكذا وردت في المصدر مع ضرورة التحفظ على الأرقام لأنها ليست رسمية حيث ‏لا مسح للأراضي ولا تعداد للسكان بحسب العرق الذي ينتمون إليه.
‏* زرنوقه مصدر سابق ص 88.
‏* عوني، درّية : عرب وأكراد : خصام أم وئام - ص 26 دار الهلال بالقاهرة -‏‏1993م.
‏* زرنوقه - مصدر سابق ص 88 وعوني، درية -مصدر سابق ص 29.
‏* قال البعض أنه كان للأكراد أبجدية خاصة بهم شبيهة بالأبجدية الآشورية والأرمينية ‏وتكتب من اليسار إلى اليمين، تخلوا عنها بعد دخولهم الإسلام وأخذوا يكتبون بالحرف ‏العربي،عوني، درية -مصدر سابق ص 27.
‏* زرنوقه - مصدر سابق ص88 وعوني، درية - مصدر سابق ص 27.
‏* زرنوقه د. صلاح سالم : مصدر سابق ص89،
‏* زرنوقه - مصدر سابق ص 89.
‏* عوني، درية - مصدر سابق ص43-44-45 .
‏* درويش، عبد الحميد : لمحة تاريخية عن أكراد الجزيرة - ص 6+7 - 1996م- ‏دون مكان للنشر.
‏* ماكدول، ديفيد : تاريخ الأكراد الحديث، ترجمة راج آل محمد، ص59-150، دار ‏الفارابي بيروت 2004م.

‏---------------------------------

التعليم في كردستان: تغيير من الغلاف إلى الغلاف
عمر إبراهيم عزيز - أربيل

كانت ولاية الموصل إحدى الولايات الثلاث في العراق، وتضمنت مناطق كردستان ‏‏(دهوك، أربيل، سليمانية). وعند الحديث عن التعليم في الموصل، فإنه يتضمن الحديث ‏عن التعليم في كردستان العراق.
لعبت المدارس الدينية دورًا كبيرًا في التعليم، حيث تتضمن الدراسة حروف الهجاء ‏وسورة الفاتحة والإخلاص والتحيات، ثم يدرس الطالب جزء عّم، ويتقدم شيئًا فشيئًًا ‏فيكمل قراءة القرآن الكريم. وأما الخط والإملاء فكان «الفقيّ» يقوم بالتدريب عليها ‏ذاتيًا. وعندما يبدأ «الفقيّ» بدراسة الكتب ينتقل إلى القرى الأخرى، ويبلغ عدد الكتب ‏التي تدرس في الكتاتيب (62) كتابًا، وفترة الدراسة تتراوح بين (12 سنة و16و18 ‏سنة) وكانت الشروح والتعليقات على هذه الكتب باللغة الكردية، وكانت الدراسة عبارة ‏عن المطالعة والحفظ والاستذكار. ويطلق على بعض رجال الدين اسم (ذي العلوم ‏الاثني عشر) وذلك لأن «الفقيّ» كان يدرس العلوم الاثني عشر قبل أن يصبح مجازًا ‏في العلوم العربية والدينية. وكانت هناك مراسيم شعبية احتفالية لمنح الشهادة وتتضمن ‏الألعاب والتمثيليات التي كانت تقدم.
ومن أسباب زوال الدراسة الدينية في الكتاتيب غلاء المعيشة، ورفض العديد من ‏طلاب الدراسة الدينية التطفل على جهود الكسبة والفلاحين، وافتتاح المدارس الرسمية ‏في معظم قرى سهل أربيل، وإجراء امتحان صوري وافتتاح دورة تدريبية للمستعدين ‏المتقدمين وتعيينهم بصفة معلمين على ملاك التعليم الابتدائي بعد ثورة 14 تموز. ‏‏(ملاي رةش، 1986، ص139-140).
المدارس في ولاية الموصل:
إن أول مدرسة ابتدائية حديثة أسست في مدينة الموصل كانت في عهد ولاية كنعان ‏باشا عام 1861م. وفي البداية ضمت المدرسة صفوفًا ابتدائية وصفوفًا للدراسة ‏الرشدية، وانفصل المكتب الرشدي عن المكتب الابتدائي عام 1890م. وفي عام ‏‏1894م أنشئ مكتب ابتدائي ثانٍ. وازداد عدد المدارس حتى أصبحت 30 مدرسة ‏رسمية في الموصل و20 مدرسة ابتدائية في ألوية كركوك والسليمانية وأربيل ‏والأقضية التابعة لها في عام 1914م.
كانت مدة الدراسة في المدارس الابتدائية أربع سنوات، ويقبل الطالب في عمر ست ‏سنوات، وملاك المدرسة يتكون من معلم واحد، ومناهج هذه المدارس احتوت على ‏الألف باء ومبادئ الحساب والهندسة البسيطة وعلم الحال والأشياء والصحة والتاريخ ‏والجغرافيا، وكان معظمها باللغة التركية. وكان التعليم فيها مجانًا، ويساهم الآباء عادة ‏في تقديم بعض الأموال إلى المعلمين (الملالي) الذين يعلمون الأطفال (إسماعيل، ص ‏‏7-9، 1984).
وبالنسبة للتعليم المهني فإن أول مدرسة وهي (مدرسة صنائع الموصل) تأسست عام ‏‏1872م، وضمت مناهجها التاريخ والجغرافيا العثمانية واللغة التركية، فضلاً عن ‏الدروس العلمية.
وتم افتتاح دار المعلمين في المدينة سنة 1900م ويقبل فيها خريجو المدرسة ‏الإعدادية.
وكانت هناك أيضًا إعدادية ملكية ذات خمسة صفوف، ومدرستان أوليتان، وفي ‏الأقضية والنواحي (عقرة، عمادية، زاخو، دهوك، سنجار) كان هناك خمس مدارس ‏رشدية و12 أولية، وفي كركوك والسليمانية وأقضيتهما (كويسنجق، رواندوز، رانية، ‏أربيل، كفري، حلبجة، قلعة دزة، بازيان، شهربازار) تسع مدارس رشدية و16 أولية، ‏ومدرسة رشدية عسكرية في السليمانية تهيئ خريجيها للدخول في المدرسة الإعدادية ‏العسكرية في بغداد. وازداد عدد المدارس بمرور الزمن.
وقد تأسست مدارس عديدة لأبناء الطوائف غير الإسلامية مثل المدرسة الإعدادية ‏الكلدانية سنة 1910م ومدرسة (الاليات الإسرائيلي) لأبناء الطائفة اليهودية عام ‏‏1911م. وفيما يخص منطقة بادينان، فقد أشارت السالنامات الأولى لولاية الموصل ‏والتي صدرت خلال المدة بين 1890 و1912م عدم وجود مدارس رسمية في هذه ‏المنطقة. وهناك إشارة واحدة في سنة 1894م إلى وجود 11 مكتبًا أهليًا (كتاتيب) ‏لتعليم الصبيان في دهوك: 7 فيها للمسلمين و2 للمسيحيين و2 لليهود، كانت تعلم ‏الصبيان القراءة والكتابة ومبادئ الدين فقط. وإشارة أخرى لاحقة إلى وجود مدرستين ‏ومكتب في زاخو ومدرسة ابتدائية في دهوك عام 1907م.
نتبين مما سبق أن الدولة العثمانية لم تول التعليم الاهتمام الكافي، وكانت لغة التدريس ‏هي اللغة التركية، وبعد المطالبة الملحة بتغيير لغة التدريس اضطر الاتحاديون سنة ‏‏1911م إلى إدخال اللغة العربية، ثم تراجعوا عن قرارهم وأمروا بتدريس الجغرافيا ‏والتاريخ باللغة التركية. وطالب الأكراد أيضًا في مدينة دهوك بتطبيق الدراسة باللغة ‏الكردية في كردستان. وهذا دعا الجيش العثماني إلى الهجوم على بارزان في نيسان ‏عام 1914م.
وإبان الاحتلال البريطاني، تم إغلاق عدد من المدارس العثمانية، ولكن بعد توفر ‏الأعداد المطلوبة من المعلمين تم فتح بعض المدارس في الموصل ودهوك وعقرة ‏وزاخو. ثم فتحت مدارس كانت لغة التعليم فيها كردية.
كان في العراق سنة 1919م 75 مدرسة ابتدائية وأولية، وكان التعليم باللغة العربية ‏في 56 مدرسة، وباللغة التركية في 11 مدرسة، وباللغة الكردية في 7 مدارس.
ولم تشتمل البعثة العلمية الأولى إلى الخارج طلابًا من كردستان، وقد نشرت اللجنة ‏الدولية التي حققت في مشكلة الموصل، في توصيتها ضرورة نشر التعليم في المدارس ‏الكردية باللغة الكردية، واتخذت عصبة الأمم في 1925م قرارًا بهذا الشأن بلغ به ‏المندوب السامي البريطاني في بغداد، ولكن الحكومات العربية العراقية المتعاقبة لم ‏تلتزم بذلك.
واستمرت محاولات الأكراد المخلصين لجعل الدراسة باللغة الكردية في مناطق ‏كردستان، ولتوفير ميزانية للتعليم في كردستان مماثلة لميزانيات باقي محافظات ‏العراق.
وكانت نسبة المدارس الكردية قليلة مقارنة بعدد السكان الأكراد في مناطق كركوك ‏والموصل، ولم تكن الدراسة باللغة الكردية في دهوك والعمادية وزاخو وشيخان ‏وعقرة. بينما كانت الدراسة باللغة الكردية في 13 مدرسة في هذه الأقضية عام ‏‏1927م.
ولم توفر الحكومة ميزانية لتوفير المناهج باللغة الكردية ولم تفسح لهم المجال لعمل ‏ذلك.
ورغم مساوئ الانتداب البريطاني من 1924إلى1932م في السياسة التعليمية ‏لكردستان العراق، فهناك أمور إيجابية يجب ذكرها مثل:
‏- وضع في هذه الفترة أسس ونظام ومناهج الدراسة الكردية .
‏- التجاوب مع المطالب الكردية فيما يتعلق باستخدام اللغة الكردية.
‏- تطور اللغة الكردية كوسيلة للمراسلة والتعليم.
وتجدر الإشارة إلى أن الدراسة الكردية في كركوك وفي بادينان لم تطبق حتى آذار ‏‏1970م. (بوتاني، ص27، 2002).
الدراسة الكردية بعد قيام ثورة 14 تموز 1958م:
حررت الثورة العراق من التبعية الاستعمارية ومن العهد الملكي، وحطمت حلف ‏بغداد، وفتحت الآفاق أمام تحولات اجتماعية واقتصادية وثقافية واسعة للشعب العراقي ‏عربًا وأكرادًا، فقد نص الدستور المؤقت الذي صدر في 27 تموز 1958م، ولأول ‏مرة في تاريخ العراق الدستوري على المساواة بين العرب والأكراد في الحقوق، ‏والشراكة في الوطن.
أما بصدد التعليم فقد تشكلت مديرية خاصة في وزارة المعارف لتطوير التعليم في ‏كردستان- العراق، وتهيأت بذلك للأطفال والشباب الأكراد إمكانية التعليم بلغتهم الأم، ‏وفي المؤتمر الثالث للطلبة العراقيين (اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية) الذي ‏انعقد في مطلع كانون الثاني 1960م ببغداد، قدمت للمؤتمر العديد من التوصيات ‏منها:
‏- تدريس تاريخ الشعب الكردي في المدارس الكردية خاصة والعراق عامة.
‏- جعل اللغة الكردية لغة رسمية في كل مدارس كردستان-العراق، والمباشرة بتطبيقها ‏في السنة الدراسية 1960م-1961م.
‏- فتح بعض المعاهد العالية في كردستان.
‏- وضع خطة عامة لإيجاد الجامعة الكردية والمباشرة في تهيئة المستلزمات ‏الضرورية لميلادها.
‏- زيادة عدد الموفدين في البعثات الحكومية من الطلبة الأكراد، وإشراف مديرية ‏المعارف للدراسة الكردية على ذلك.
‏- تدريس نصوص مترجمة من الأدب الكردي في المدارس العراقية ضمن مناهج ‏المطالعة الأدبية.
تدهورت الدراسة الكردية مع ابتعاد قادة ثورة 14 تموز عن النهج الديمقراطي في ‏الحكم منذ مطلع سنة 1960م وتوقف سير التعليم الكردي تقريبًا فقد بلغ عدد الذين ‏يسمح لهم عمرهم بدخول المدارس سنة 1960م- 1961 م نحو (270) ألف طفل، ‏أما الذين تمكنوا فعلاً من دخول المدارس فكانوا 136 ألف طفل فقط، أي أن 34% ‏من أطفال كردستان ظلوا محرومين من التعليم، وازدادت هذه النسبة في سنوات ‏الثورة الكردية التي اندلعت في 11 أيلول 1961م.
وفي المؤتمر الرابع لنقابة المعلمين في الجمهورية العراقية المنعقد في شباط 1962م ‏أتت السلطة على البقية الباقية من الدراسة الكردية، فقد قرر المؤتمر وبإيعاز من ‏السلطة، بالنسبة للدراسة الكردية ما يأتي:
‏- توحيد المناهج في جميع أنحاء العراق باللغة العربية.
‏- إبدال كلمة ( المنطقة الشمالية) بكلمة (كردستان) في الكتب والمناهج.
‏- تأسيس مكتبات عربية في المناطق الكردية.
‏- تدريس اللغة العربية بطريقة فنية خاصة في مختلف مراحل الدراسة في (الشمال).
‏- تشجيع الكتاب الأكراد والمؤلفين على التأليف بالعربية.
‏- شجب مقررات لجنة الدراسات الكردية في المؤتمر الثالث بتأسيس كلية التربية في ‏كردستان.
‏- إلغاء مديرية المعارف العامة للدراسة الكردية.
‏- إلغاء عقد مؤتمرات خاصة بالمعلمين الأكراد لوجود نقابة تمثل الجميع.
‏- عدم تأسيس مجمع علمي كردي، وشجب مقررات لجنة الدراسات الكردية في ‏المؤتمر الثالث للمعلمين بهذا الصدد.
‏- إنزال أشد العقوبات في حق المعلمين الذين اشتركوا في (الحركة الانفصالية الرجعية ‏في شمال الجمهورية العراقية).
رفض المعلمون الأكراد المشاركون في المؤتمر القرارات المذكورة أعلاه جملة ‏وتفصيلاً، واستنكروا تبديل اسم كردستان وإطلاق اسم المنطقة الشمالية عليها، ‏وأصروا على تأسيس كلية التربية في كردستان وعلى بقاء مديرية المعارف العامة ‏للدراسة الكردية، وشجبوا التوصية بعدم عقد مؤتمر للمعلمين الأكراد، كما عارضوا ‏توحيد المناهج وتأسيس مكتبات عربية في المناطق الكردية.
وأمام تعنت نقابة المعلمين وإصرارها على مقرراتها الخاصة بالدراسات الكردية، ‏قرر المعلمون الأكراد تشكيل اتحاد خاص بهم باسم (اتحاد معلمي كردستان) وعقدوا ‏مؤتمرهم الأول في 16 أيار 1962م.
المهم في الأمر، وبفعل انعكاسات تردي الأوضاع السياسية في العراق ازدادت نسبة ‏الأمية في سنوات الثورة الكردية، وبلغت في كردستان سنة 1969م أكثر من 80%، ‏واستمرت الحكومات العراقية المتعاقبة على محاربة الدراسة باللغة الكردية بشتى ‏الطرق، وظلت تتبجح لمنع استعمالها وانتشارها حتى تم الاعتراف بها في 11 آذار ‏‏1970م، على الرغم من أنها في التطبيق العملي ظل قسم واسع من الشعب الكردي ‏محرومًا من حق التعلم باللغة الكردية.( بوتاني،2002، ص44-47).
واقع التعليم في كردستان بعد الانتفاضة عام 1991م:
سيتم ذكر التطورات التي حدثت في كردستان العراق فيما يخص التعليم وبالشكل ‏التالي:
التربية الخاصة في نظام التعليم الابتدائي للأطفال البطيئي التعلّم
بطيء التعلم هو طفل اعتيادي في إطاره العام إلاّ أنه يجد صعوبة لسبب أو لآخر في ‏الوصول إلى المستوى العلمي الذي يصل إليه أقرانه الأسوياء في المعدل، فلا يصنف ‏ضمن فئة المتخلفين عقليًا ولا ضمن المعوقين. فهؤلاء الأطفال يحضرون المدرسة ‏كالأسوياء، ولكن لديهم صعوبة في التعلم بشكل سريع، أو أنهم ليسوا بالمستوى ‏المطلوب. وبما أن وزارة التربية هي المسؤولة عن وضع السياسة التربوية للتعليم ‏الابتدائي وإعداد الخطط لوضع المناهج الدراسية قررت فتح عدة مدارس خاصة بهم ‏كما يأتي:
ـ مدارس للبنات
ـ مدارس للبنين
ـ مدارس مختلطة
ـ كذلك مدارس (لليافعين واليافعات) يقبل فيها التلاميذ من التاسعة من العمر إلى ‏الرابعة عشرة، وهي مسؤولة أيضًا عن إيجاد حل ضمن نظام التعليم الابتدائي ‏وتعليمات خاصة لهذه الشريحة من الأطفال (بطيئي التعليم) وإنقاذهم من التخلف، ‏وإلحاقهم بعجلة التقدم التربوي. ففتحت هذه الصفوف في محافظة أربيل ابتداء من سنة ‏‏1980م. وعدد المدارس التي كانت تضم صفوف التربية الخاصة مدرستان فقط، هما ‏‏(الأيوبية وقدم خير). وفي سنة 1986م فتحت شعبة بمدرسة (زانين)، ثم زاد الاهتمام ‏بهذه الصفوف ووفرت فيها وسائل تعليمية خاصة كجهاز أوظر جيد والسبورة ‏المغناطيسية والفانوس السحري وتسهيلات ووسائل أخرى، بالإضافة إلى الأثاث ‏الكامل لكل شعبة. وزاد الاهتمام بهذه الصفوف بعد الانتفاضة الكبرى وفي ظل ‏حكومة إقليم كُردستان وخاصة من «الكابنة» الرابعة إلى أن أصبح عدد المدارس التي ‏فيها الصفوف الخاصة (12) مدرسة.
دور معاهد إعداد المعلمين في إقليم كردستان العراق
نظرًا لكون المعاهد مؤسسة تربوية تابعة لوزارة التربية، وتعتبر المصدر الأساسي ‏لإعداد كوادر التعليم في المرحلة الابتدائية، وبما أن التقدم الحضاري للمجتمع يستلهم ‏أبحاثه من البنية الأساسية لأي مجتمع، وهي الدراسة الابتدائية إذا ما تم الإعداد اللائق ‏بها وفق المتطلبات والمستويات العصرية فقد تم الاهتمام بالمعاهد بعد الانتفاضة.
عمدت وزارة التربية لإقليم كُردستان بعد تشكيلها مباشرة إلى درء ذلك الخطر المحدق ‏من التربية البعثية والعمل بالاتجاه المعاكس، وإعادة الماء إلى مجراه الحقيقي، ‏وحاولت استئصال الغدة القذرة التي غرسها النظام في السلك التربوي،وكان للمعهد ‏الدور الريادي الفعال من أجل تحقيق هذه الغاية النبيلة بإزالة الشوائب التي تركها ‏النظام في حقل التربية، وذلك بالعمل وفق الآتي:
‏* تمت إعادة النظر في مناهج المعاهد العلمية وتمحيص موادها الدراسية حسب ‏متطلبات المواقع الكُردستانية، إضافة إلى إعادة طبع العديد من الكتب المنهجية ‏المختلفة.
‏* تنظيم ملاكات المعاهد ورفدها بالكوادر المؤهلة علميًا وفق أنظمة المعاهد.
‏* فتح المدارس في جميع القرى والأرياف المهدمة سابقًا والتي أعيد بناؤها من جديد ‏وتعمير المدارس القديمة في القرى والحواضر(المدن).
‏* العمل على جلب حملة الشهادات العليا والماجستير والدكتوراه إلى المعاهد، وذلك ‏لرفع المستوى العلمي لدى طلبة التعليم الابتدائي، وكمثال هناك أكثر من 18من ‏الأساتذة الأفاضل الذين يحملون شهادات عليا(ماجستير- دكتوراه) في معهد المعلمين ‏المركزي/أربيل.
‏* هناك مقاعد تخصص للمعلمين الذين لم تتح لهم الفرص لإتمام دراستهم في حينه ‏والراغبين في الحصول على شهادة البكالوريوس وبحدود(100)مقعد دراسي سنويًا ‏في جامعات الإقليم كمبادرة لفسح المجال أمامهم لإكمال الدراسة التخصصية للحصول ‏على تلك الشهادة.
‏* تم فتح كلية المعلمين في أربيل للعام الدراسي 2001/2002م وذلك بالتنسيق بين ‏وزارة التربية ورئاسة جامعة صلاح الدين لرفع مستوى المعلمين والمعلمات .
‏* على صعيد خدمة طلاب وطالبات المعهد، تم تخصيص مبلغ150 دينارًا ‏كمخصصات شهرية لمن هم من خارج المحافظة، ومبلغ50 دينارًا لمن هم من ‏الداخل، فضلاً عن تأمين الأقسام الداخلية للطلبة الذين يتابعون دراستهم بعيدًا عن ‏ذويهم.
‏* بالاستفادة من القرار986 عملنا من أجل إنشاء أبنية حديثة لعدة معاهد مستقبلاً.
أما بالنسبة للدورات التربوية التأهيلية بعد تعمير كُردستان في الاثنتي عشرة سنة ‏الأخيرة بعد الانتفاضة كما أشير، فقد عمرت أكثرية القرى، وامتدت إليها الخدمات ‏الأساسية، منها فتح مدارسها ورفدها بالكوادر التعليمية، وذلك فضلاً عن تخريج ‏المعاهد لآلاف من المعلمين والمعلمات، إلا أن هذه النسبة لم تكن كافية، لذا دأبت ‏وزارة التربية بمساعدة معاهد المعلمين المركزية على فتح دورات تربوية كثيرة ‏ببرامج مكثفة لخريجي الإعداديات بفرعيها العلمي والأدبي والإعداديات المهنية ضمن ‏محافظتي أربيل ودهوك منذ سنة 1996م إلى 2002م، وشملت خريجي المعاهد ‏الفنية أيضًا وفق تعهدات مقدمة من قبل الطلبة بالتعيين في الأماكن المحددة لهم مدة ‏خمس سنوات وفق أطر وأسس مدونة. بهذا الشكل تمت تغطية جميع المدارس الكائنة ‏في المناطق النائية البعيدة، كذلك ومازالت الدراسة مستمرة إلى اليوم.
الدراسة اليزيدية في كردستان العراق
في الأربعينيات من القرن الماضي أقرت دراسة اليزيدية في بعض مدارس العراق، ‏ولكن كانت تدرس من قبل بعض رجال الدين (المجيو) بدون كتب مقررة، حتى إن ‏قسمًا من رجال الدين المحاضرين كانوا لا يجيدون القراءة والكتابة، وكانت الدراسة ‏نظرية فقط، واستمرت فترة ثم ألغيت.
وبعد انتفاضة آذار المجيدة في كردستان عام 1991م وجدت أجواء من الحرية ‏والديمقراطية جعلت اليزيديين يطالبون بحقوقهم الدينية أسوة بالأديان الأخرى، وقدم ‏مركز لالش الثقافي والاجتماعي الذي أسس في دهوك عام 1993م، طلبًا رسميًا إلى ‏برلمان كردستان لتدريس اليزيدية في المناطق ذات الأكثرية اليزيدية. وجاءت موافقة ‏البرلمان وقام السيد خدر ثير سليمان بإعداد كتاب للصفوف الستة الابتدائية معًا باسم ( ‏ئيَزدياتى . وانة بؤ قوتابييَن ئيَزديان (1ـ6) قوناغا سةرةتاي) أي (اليزيدية. الدروس ‏للتلاميذ اليزيديين (1ــ 6) المرحلة الابتدائية) وتم تدريس هذا المنهج لمدة سنتين ‏دراسيتين ابتداء من العام الدراسي (1995 ـ 1996م). وقد ذكر السيد خدر ثير ‏سليمان في مقدمة كتابة «رأينا من الضروري ملء الفراغ وقمنا بإعداد كتاب، وحسب ‏معرفتنا، للصفوف الستة الابتدائية كمشروع أولي».
وفي عام 1997م وبعد أن تم تعيين مشرف تربوي لمادة اليزيدية قُدمت مذكرة إلى ‏وزارة التربية لإقليم كردستان العراق طلب فيها تنقيح كتاب (الأيزدياتي) الآنف الذكر، ‏عند ذلك تم تشكيل لجنة من خمسة أعضاء لتنقيح الكتاب. قامت اللجنة بوضع منهاج ‏خاص لكل صف على حدة وأخذت بالاعتبار عمر التلميذ وإدراكه.
وفي العام الدراسي 1998ـ 1999م كان التلاميذ اليزيديون يدرسون اليزيدية بشكل ‏رسمي وبكل حرية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى التسامح الديني ‏والتعايش الأخوي بين جميع الأديان في كردستان.
ثم تواصلت مطالب اليزيديين بالاستمرار في إعداد المناهج للمراحل الأخرى ‏‏(المتوسطة والثانوية)، وبدعم من مركز لالش الثقافي والاجتماعي قام المشرف ‏التربوي لليزيدية في المرحلة الابتدائية بتقديم طلب إلى المديرية العامة لتربية دهوك ‏ورفع إلى وزارة التربية لإقليم كردستان وتمت الموافقة على تشكيل لجنة لإعداد ‏مناهج المرحلة المتوسطة.
عرضت على المجلس الروحاني اليزيدي أيضًا وبموافقته ومباركته طبع المنهج ‏ودرس في المدارس في بداية السنة الدراسية 2002 ـ2003م. إذًا ولأول مرة في ‏التاريخ فإن الطلاب اليزيديين يدرسون ديانتهم في كل المراحل الدراسية الابتدائية ‏والثانوية، إنها حقًا إنجاز كبير طالما انتظره اليزيديون طويلاً.
التربية المدنية
في إطار الجهود المتواصلة للاستفادة من تقدم تجارب الشعوب، فإن وزارة التربية ‏لإقليم كُردستان بالتنسيق والتعاون مع وزارة حقوق الإنسان، مكبة على تنفيذ عملية ‏تربوية معاصرة، وهي (عملية التربية المدنية). ومن أجل تطبيق التجربة اختارت ‏وزارة التربية أربعة كتب لتدخلها ضمن المناهج الدراسية لأربع مراحل دراسية ‏وتشمل:
ـ كتاب (التعلم حول المسؤولية) يدرس في الصف الرابع الابتدائي.
ـ كتاب (التعلم حول الخصوصية) يدرس في الصف الخامس الابتدائي.
‏- كتاب (التعلم حول العدالة) يدرس في الصف السادس الابتدائي.
ـ كتاب (التعلم حول السلطة) يدرس في الصف الأول المتوسط.
هذه الكتب الأربعة تدرس ضمن منهاج التربية المدنية في معظم دول العالم التي تهتم ‏بهذا الجانب المهم في مسارها التربوي.
مما يلاحظ في عملية ( التربية المدنية) أن فيها محاولة ملموسة للاعتماد على ‏‏(الحوار) وإعطاء الدور للتلاميذ أنفسهم ليمارسوا المفاهيم بشكل أكثر. إن هذه العملية ‏التي اقترحت على أن تطبق في العام الدراسي 2003 ـ 2004م بشكل تجريبي في ‏إقليم كُردستان، وفعلاً في الفترة بين 13 و23/12/2003م نظمت دورة مكثفة في ‏مديرية إعداد وتدريب تربية أربيل شارك فيها 40 معلمًا ومدرسًا من محافظتي أربيل ‏ودهوك و10 موظفين من وزارة حقوق الإنسان، بالإضافة إلى 5 معلمين من محافظة ‏كركوك. وضمن برنامج مكثف قدم البروفيسور (جيَمز ئادمؤنز) محاضرات قيمة ‏حول كيفية تعليم الكتب المنهجية الخاصة بالتربية والتي تعتمد أساسًا في طرائق ‏تدريسها على المهارات العملية والمشاركات الفعالة من قبل الطلبة وبمساعدة توجيه ‏المعلم الاختصاصي. (آفاق تربوية، 2004م، ص54).
المناهج الدراسية وتطبيق حقوق الإنسان
أصبحت حقوق الفرد وحقوق الإنسان وحقوق المرأة جميعها ضحية المناهج في العهد ‏السابق التي سوقت الاستبداد بدءًا من العائلة وانتهاءً بالمدرسة. واستهدفت هذه المناهج ‏إضعاف شخصية الفرد العراقي وإذابته في إطار أشمل هو «إطار مجتمع مجيش» ‏يخدم فلسفة النخبة السلطوية بتوجيهاتها الشوفينية والاستعلائية، ولا يخفى ما في هذا ‏التوجه من سحق كامل لحقوق الإنسان.
وقد استهدف تسييس المناهج من قبل النظام البائد، الترويج للتعصب العرقي ‏والانعزالية وإلغاء الآخر والذي انسحب سلبًا بالخصوص على الخصوصية التنوعية ‏للمجتمع العراقي. وكان الأكراد ضحية عملية الاستلاب المنهجي بالدرجة الأولى من ‏خلال تغييب جميع مفردات التاريخ الكُردي والبيئي من المناهج الدراسية في إهمال ‏مطلق لمبدأ الخصوصية المنصوص عليها في القوانين الدولية.
جاهدت وزارة التربية بعد الانتفاضة لإزالة الآثار السلبية والنتائج المأساوية لهذه ‏المناهج المسيسة لفكر الحزب الحاكم الشوفيني التوليتاري وكانت المهمة صعبة ‏وشاقة. وذلك للعدد الكبير من المناهج الدراسية من كتب مقررة ابتداء من الصف ‏الأول الابتدائي وانتهاء بالمرحلة الإعدادية ووصولاً إلى مناهج معاهد المعلمين ‏والمعلمات وحتى الجامعة. وتمثلت العقبات أيضًا في قلة الموارد المالية. كون المناهج ‏الدراسية في حاجة إلى إمكانيات مالية ضخمة وقلة الكوادر المختصة في هذا المجال ‏مثلت أشكالاً أخرى في هذا المجال؛ لذا بادر المخلصون والمعلمون والمدرسون ‏والمشرفون التربويون والاختصاصيون والخبراء إلى العمل أولاً وضمن الإمكانات ‏المتاحة على حذف ـ الصياغات المسيسة ـ من خلال:
ـ حذف صور الدكتاتور من مقدمة الكتب الواردة من المركز.
ـ إلغاء وحذف جميع المفردات التي تشير إلى القائد والحزب وتفكير الحزب.
ـ إلغاء وحذف جميع المفردات المتعلقة بالتعصب العرقي والمذهبي والطائفي.
ـ إعادة طبع الكتب المقررة في اختصاص الاجتماعيات واللغة الكُردية في مطابع ‏الإقليم بغية مسايرة المتغيرات.
ـ إضافة مواد وفقرات لمواكبة مفردات حقوق الإنسان وحقوق الطفل مثل دراسة بنود ‏حقوق الإنسان في الصف الرابع العام وإضافة بعض مواد اتفاقية حقوق الطفل إلى ‏مادة التربية الوطنية للصف السادس الابتدائي.
‏- حلت مفردات (حقوق الإنسان) و(حقوق المرأة) و(حقوق الطفل) و(الديمقراطية) ‏و(حرية الفرد) و(العدالة) و(الخصوصية) و(المسؤولية) محل مفردات: الرئيس والقائد ‏الضرورة و(الحزب القائد) و(الأمة الرائدة) و(الطلائع) و(الفتوة) و(المقاتل) وجميع ‏المفردات الأخرى المثيرة للحساسيات والتعصب.
ـ تم إلغاء المفردات المثيرة للعداوات التاريخية من مثل (الفرس المجوس)...إلخ.
إن العملية التربوية في إقليم كردستان خاصةً وفي العراق عمومًا وفي المرحلة الحالية ‏بعد عملية تحرير العراق تستوجب مراجعة كاملة لمجمل العملية التربوية. ومن ‏الممكن الاستفادة من تجربة الإقليم في محاولات تكيف مناهج العلوم الإنسانية تحديدًا ‏مع متطلبات حقوق الفرد وحقوق الإنسان من مثل تغيير منهج التربية الوطنية للصف ‏الثالث المتوسط بصورة كلية، حيث شمل المقرر الجديد:
‏* شرح المصطلحات السياسية، مثل حق تقرير المصير والفدرالية والكونفدرالية.
وأن تتضمن الكتب والمنهاج التأكيد على:
‏* تنمية شخصية الطفل ومواهبه وقدراته التعليمية والبدنية إلى أقصى حدودها.
‏* تنمية احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية والمبادئ المكرسة في ميثاق الأمم ‏المتحدة.
‏*تنمية الاحترام الأبوي للطفل وهويته الثقافية ولغته وقيمه الخاصة والقيم الوطنية للبلد ‏الذي يعيش فيه الطفل والبلد الذي نشأ فيه في الأصل والحضارات المختلفة من ‏حضاراته.
‏* إعداد الطفل لحياة تستشعر المسؤولية في مجتمع حرّ بروح من التفاهم والسلم ‏والتسامح والمساواة بين الجنسين.
‏* تنمية احترام البيئة الطبيعية. (آرام، 2004 م. ص112-115).
مشروع المدرسة الصديقة (مشروع المدرسة ‏الصديقة في أربيل ودهوك)
في تجربة تربوية لا مثيل لها على صعيد الشرق الأوسط والعراق، وتطبقها وزارة ‏التربية لأول مرة في كُردستان، وهي تجربة ( المدرسة الصديقة). في يوم ‏‏(23/9/2003م) وبحضور السيد عبدالعزيز طيب وزير التربية وممثل منظمة ‏اليونسيف والمديرين العامين للوزارة ومديري 10 مدارس ابتدائية نموذجية ناجحة، ‏قدمت محاضرة مستفيضة كان الغرض منها طرح المشروع وتوضيحه، والذي ركز ‏على تطبيقه في المدارس العشر النموذجية المختارة كتجربة في مجال التعاون وتبادل ‏المعلومات. وهناك شروط للمدرسة الصديقة والإدارة والمعلمين والتلاميذ. فلا بد أن ‏تتمتع هذه المدرسة بأجواء هادئة وملائمة ويؤخذ بعين الاعتبار حقوق الطفل، وتكون ‏إمكانية وتعامل ومعرفة المعلم عالية، والمناهج تتواءم مع تقدم العصر، وتتجسد فيها ‏إبداعات المعلمين والتلاميذ، ثم أشار كل من ممثل اليونسيف والدكتور عمر إبراهيم ‏الاختصاصي النفسي والتربوي، بشكل مستفيض إلى هذا المشروع والذي هو تجربة ‏قل نظيرها. ويعقد عليها أمل النجاح والوزارة متفائلة في أن تحقق نتائج سليمة في ‏مستقبل قريب.
أهداف التربية الصديقة
‏* يجب أن تحدد المدرسة حقوق وواجبات التلاميذ وتصونها.
‏* على المدرسة أن تحترم التلاميذ، كفرد يتمتع بشخصيته.
‏* يجري الاهتمام بنظافة التلاميذ وبالناحية الجسدية وتطويرهما، وهذا يعلمهم أن ‏يطبقوها خارج المدرسة.
‏* أن يتعاون مع التلاميذ من خلال العمل في المكتبة، وصنع بعض وسائل للإيضاح، ‏واستخدام الكومبيوتر وآلة الموسيقا والرياضة (النشاطات المدرسية في داخل وخارج ‏المدرسة).
‏* على المدرسة أن تعلم التلاميذ حب الحياة، بحيث يتفاءلون تجاهها ويكونون بعيدين ‏عن الكآبة والانطوائية... إلخ.
‏* تبذل الجهود من أجل تنظيم الندوات والاجتماعات لهم، لكي يعززوا العلاقة ‏الاجتماعية أكثر.
‏* يراعى الوضع النفسي للإنسان ( المساواة في الممارسة، الاحترام، الاهتمام، إتاحة ‏المجال، تقييم التلميذ الذكي ...إلخ).
‏* أن يكون منهج المدرسة وفق حاجة المجتمع (التلاميذ) حسب متغيرات المجتمع ‏والعصر.
‏* أن تكون أجواء المدرسة على أساس الحق المشترك والمسؤولية وعدم التمييز بين ‏الذكر والأنثى.
‏* أن يشجع التلاميذ على الأفكار الجيدة والقيم التربوية على أساس الاحترام والتسامح ‏والتفاهم.
‏* أن تعمل المدرسة من أجل كشف الإمكانيات المخفية للتلاميذ لتطوير شخصياتهم.
‏* المهم هو أن يتعلم التلميذ كل نوع من الدراسة، أكثر من أن يكون التعليم لكل ‏شخص.
‏* أن تشجع المدرسة مشاركة التلاميذ في الدرس، لأنها تؤثر في تفكيرهم المنفتح.
‏* أن تشجع المدرسة مشاركة الوالدين والمعلمين والمجتمع، وتشعرهم بأن نظافة البيت ‏والهدوء والأمان والسلام والطمأنينة ومتابعة البيت والمدرسة ضرورية.
‏* أن تكون معاملة التلميذ مع البيئة منتظمة ( لا يحرق الأشياء، ولا يرمي الأوساخ ‏على الأرض، لا يقطع الورود...إلخ) وأن يرسم صور الأشجار والأزهار. (عزيز، ‏‏2004م، ص61-69).
المدرسة المتميزة
تأسست عام 2001م ثانوية في مركز محافظة أربيل باسم ثانوية أربيل النموذجية ‏المختلطة.
قررت وزارة التربية لحكومة إقليم كُردستان العراق فتح مدرستين خاصتين للاهتمام ‏بالمتميزين، إحداها في محافظة دهوك باسم (ثانوية ئالا النموذجية المختلطة)، ‏والأخرى في محافظة أربيل باسم (ثانوية أربيل النموذجية المختلطة) من أجل رفع ‏المستوى العلمي للطلبة إلى الحد الذي يستطيعون فيه الإبداع لمواكبة التطورات ‏الحاصلة في ميادين العلم والتكنولوجيا ليكونوا أعضاء نافعين في مجتمع يتطلع إلى غد ‏أفضل، وعلى هذا الأساس تم تحديد عدد الطلبة في الصف الواحد بما لا يزيد ‏على25-30 طالبًا وطالبة حتى يتمكن المدرس من الاهتمام بهم فرديًا وجماعيًا في آن ‏واحد، كما زودت المدرسة بمكتبة متنوعة تشتمل على الكتب والمراجع وخصص لها ‏مكان مناسب بشكل مؤقت بحيث يتوافر للطالب الهدوء والانفراد بنفسه للقراءة أو ‏الكتابة، كما زودت المدرسة بالمختبرات اللازمة سواء مختبر اللغات أو العلمية ‏وزودت بأجهزة ومعدات من قبل مديرية المختبرات ووفرت فيها ساحات اللعب ‏لتمكين الطلبة من ممارسة ألوان النشاط الرياضي، واختيرت لها بناية ملائمة بشكل ‏مؤقت توافرت فيها الشروط الصحية في محلة روناكي. (سولاقا، 2004م،ص98).
نهضة رياضية مدرسية في إقليم كُردستان العراق
المتتبع للأنشطة الرياضية في إقليم كُردستان العراق بعد انتفاضة آذار 1991م يلمس ‏بوضوح التقدم الملحوظ لهذا النشاط الحيوي ويدرك بما لا يقبل الشك، أن هناك من ‏يدعم ويساند هذا النشاط من أجل خلق واقع أفضل وأحسن ووفق نهج صحيح ‏وصائب، فبعد سنوات من الإهمال والضياع وهدر الطاقات نتيجة الارتجال ‏والعشوائية والتقصير في هذا النشاط وفي إقليم كُردستان بالذات، جاءت انتفاضة آذار ‏‏1991م لتحمل معها تغييرًا جذريًا في هذا الواقع المرّ، حيث قامت حكومة إقليم ‏كُردستان بعد تشكيل مؤسساتها بدعم مرافق الأنشطة المتنوعة ومن بينها النشاط ‏الرياضي وعلى كل المستويات، وجاءت حصة وزارة التربية من هذا الدعم والرعاية، ‏الكثير من الاهتمام والمتابعة وتوفير كل متطلبات ديمومة هذا النشاط والمتمثل في ‏رعاية وزارة التربية مباشرة.
هذه الطفرة النوعية التي حصلت بعد الانتفاضة الجماهيرية في ربيع 1991م، حيث ‏أخذت هذه الأنشطة منحىً جديدًا من خلال تذليل المعوقات وتوفير الدعم اللامحدود ‏من لدن المسؤولين، والإقبال الكبير لممارسيها نتيجة اعتقادهم ويقينهم بأن عهد ‏الاستبداد والتسلط قد ولّى من غير رجعة، وبالفعل تم رصد مبالغ كبيرة لهذه الأنشطة ‏المدرسية باعتبارها الرافد الحقيقي لرياضة كُردستان. فعلى سبيل المثال، استمرت ‏إقامة المخيمات الرياضية والكشفية على مستوى المحافظات والأقضية وعلى فترتين ‏سنويًا مرة في الربيع ومرة أخرى في الخريف وعلى نحو متكامل وواسع ولكلا ‏الجنسين، ومن ثم إقامة مخيم كبير وثابت يقام سنويًا في مركز إحدى المحافظات ‏ومشاركة رياضيي المدارس لعموم إقليم كُردستان.
ولم ينحصر النشاط الرياضي المدرسي في إقليم كُردستان في أثناء فترة الدراسة، بل ‏ونتيجة الاهتمام امتدت الأنشطة إلى العطلة الصيفية وخصوصًا في السنوات الأخيرة، ‏حيث تمت إقامة معسكرات تدريبية للطلبة والكوادر المتخصصة (بنين وبنات) ‏ولمختلف المراحل الدراسية من أجل تهيئة الرياضيين للسباقات المدرسية مع بدء ‏الدراسة، وهي فترة تعتبر بمنزلة استعداد وتهيؤ للدخول في معترك السباقات. ‏واستحدثت وزارة التربية في حكومة إقليم كُردستان وبغية تركيز اهتمامها بهذا القطاع ‏قبل سنوات قليلة ماضية مديرية عامة متخصصة بالنشاط الرياضي والكشفي والفني ‏مهمتها توسيع النشاط الرياضي وتوحيد برامجها وجعلها تحت مظلة واحدة. (كامل، ‏‏2004م، ص126-127).
مسيرة الصحافة التربوية في إقليم كردستان العراق
مجلة (ئاسؤى ثةروةردةيى) نموذجًا
شهدت الصحافة التربوية في الإقليم تطورًا ملحوظًا في مسيرتها الإعلامية المتزنة، ‏وخصوصًا بعد أن صدر العدد الأول من مجلة (ئاسؤى ثةروةردةيى ـ آفاق تربوية) ‏في أيلول/2000م. وهي مجلة تربوية ثقافية تصدرها وزارة التربية لإقليم كردستان ‏العراق باللغة الكردية، تحمل بين دفتيها المكونة من 128 صفحة مواضيع متنوعة ‏يعكس فيها الواقع التربوي والتعليمي في الإقليم، وكذلك تسعى لنشر الوعي التربوي ‏والثقافي والعلمي في المدرسة والأسرة على حد سواء. وتهتم بالدراسات والبحوث ‏التي تقدم من قبل أساتذة الجامعات والاختصاصين التربويين في الوزارة والخبراء ‏العاملين في المنظمات المحلية. وتقوم المجلة بين فترة وأخرى بإجراء استفتاءات على ‏ما يستجد من تجارب في العملية التعليمية، ومن ثم تحليل نتائجها على ضوء ‏المعادلات المستحصلة للاستفادة منها في التخطيط التربوي. وتقوم المجلة أيضًا ‏بعرض نشاطات المؤسسات التربوية والمنجزات التي تحققها الوزارة، مع الاهتمام ‏بتدوين تاريخ التعليم في كردستان والوقوف عند أعلامه الأفاضل.
من المهام الأساسية الأخرى التي تضعها المجلة ضمن أهدافها، تسليط الضوء على ‏تجارب الدول الأخرى من مختلف القارات في مجال التربية والتعليم، وكل التطورات ‏والحالات التي تطرأ على الساحة التربوية في العالم وتغطية أخبارها قدر المستطاع.
أثبتت (ئاسؤى ثةروةردةيى) خلال عمرها القصير، أنها منبر حر لتبادل الآراء بين ‏الهيئات التعليمية والاختصاصيين التربويين وأصبحت لسان حالهم الأمين في نقد ‏المؤسسات وتقييم المناهج وتشخيص نقاط الضعف في الإدارة من خلال إجراء ‏حوارات مستفيضة وإعداد تحقيقات شاملة ومواضيع متنوعة أخرى تنمي حب ‏الاستطلاع لدى قرائها المحترمين.
المنهج اللغوي المتعدد اللغات في كردستان العراق
واقع الدراسة التركمانية في إقليم كُردستان
بدأ تطبيق لغة القوميات في التعليم، منها اللغة التركمانية في المدارس الابتدائية في ‏المناطق التي توجد فيها كثافة سكانية للتركمان. ففي السنة الدراسية 1993 ـ 1994م ‏فتحت ثلاث مدارس باللغة التركمانية وهي:
ـ مدرسة دوغوش الابتدائية المختلطة في أربيل.
ـ مدرسة فضولي الابتدائية المختلطة في دهوك.
‏- مدرسة قره أوغلن الابتدائية المختلطة في كفري.
وتم استحداث مديرية للدراسة التركمانية في ديوان الوزارة وقسم خاص في المديرية ‏العامة لتربية أربيل، وفي سنة 1996م تم استحداث المديرية العامة للدراسة ‏التركمانية في ديوان الوزارة، وتعيين مدير عام لها وكذلك تعيين مستشار وخبير ‏للدراسة التركمانية ومشرف اختصاصي إداري و3 مشرفين تربويين، وبذلك اكتملت ‏هيكلية المديرية العامة بموظفيها ولجانها المتخصصة، وباشرت بأعمالها. ومن أجل ‏تأمين ملاكات المدارس ذات الإلمام الكامل باللغة التركمانية تم فتح قسم اللغة ‏التركمانية في المعهد المركزي ومعاهد إعداد المعلمين والمعلمات في محافظة أربيل، ‏وعندما تخرجت الوجبة الأولى تم تعيينهم في مدارس مركز المحافظة استثناء للقاعدة ‏التعليمية بأداء الخدمة لمدة سنتين في المناطق البعيدة والنائية. وتم إعدادهم في دورات ‏تخصصية لجميع المواد الدراسية باللغة التركمانية للمرحلة الابتدائية.
التعليم السرياني
تتواصل جهود لجنة الترجمة والإعداد لمناهج التعليم السرياني في طبع الكتب الخاصة ‏بالمرحلة الإعدادية. حيث أكملت مطابع وزارة التربية في أربيل طبع كتاب ‏الرياضيات للصف الخامس الأدبي والرياضيات للسادس الإعدادي القسم العلمي ‏والأدبي. كذلك الكيمياء والفيزياء للسادس العلمي وبمعدل (1000) نسخة لكل كتاب.
من جانب آخر وبعد مراجعة كتاب القراءة السريانية الأول والسادس الابتدائي أعيد ‏طبعهما وبالألوان وبمعدل (10000) نسخة لكل كتاب بهدف إيصاله إلى جميع ‏المدارس المشمولة بالدراسة السريانية في محافظات القطر. كما أعيد طبع كتاب العلوم ‏بالسريانية للصف الأول الابتدائي بعد المراجعة التي ترد من خلال تقارير السادة ‏المعلمين والمدرسين في أثناء تطبيقهم للمنهج.
كما أن الاستعدادات جارية لإعادة طبع كتاب العلوم للصفين الثاني والسادس الابتدائي ‏وبالألوان، كذلك الخط السرياني من الأول السادس الابتدائي، والقراءة للصف الثاني ‏الابتدائي والأول المتوسط. (مراد، 2004م ص116-119).
‏* استخدام اللغة الأرمنية في التعليم الأساسي، خطوة أخرى نحو ترسيخ دمقرطة ‏التربية في الإقليم: أصبحت دمقرطة نظام التربية والتعليم في إقليم كُردستان العراق ‏أمرًا ملموسًا وعملية متطورة تستند إلى أسس ثابتة تتمتع من خلالها جميع القوميات ‏المتعايشة بكامل حقوقها، وهي حرة في اختيار اللغة التي تدرس في المدارس ‏الموجودة في مناطق الكثافة السكانية لهم، وكذلك الطوائف الدينية في تدريس المبادئ ‏الأساسية لدينهم مثل المسيحية واليزيدية، فهناك حسب الإحصاءات الموجودة مدارس ‏تكون الدراسة فيها باللغة العربية أو التركمانية أو السريانية أو الأرمنية في مختلف ‏المراحل من ابتدائية ومتوسطة وإعدادية، وقد أدت الامتحانات العامة (البكالوريا) ‏خلال هذه السنة وهي حالة متطورة من الأداء الإداري والتكنيك التعليمي من حيث ‏وضع المناهج الدراسية وطرائق التدريس وتقويم النتائج.
وقد كان التعليم باللغة الأرمنية مسك ختام هذه التجربة التي تم تطبيقها في منطقة ‏زاخو لوجود نسبة قليلة من القومية الأرمنية فيها. فحسب نسبة كثافة السكان افتتحت ‏مدرستان، إحداهما في مركز قضاء زاخو باسم (ئاظاك) الأرمنية الابتدائية. وقد بلغ ‏عدد تلاميذها 98 تلميذًا وعدد المعلمين 8، والأخرى في قضاء سيميل باسم (آزريك) ‏الأرمنية الابتدائية يداوم فيها 86 تلميذًا وستة معلمين. وتم طبع الكتب المنهجية لهم.
ومن الضروري والمؤمل أن تطبق هذه التجربة في عموم العراق، وتتوسع الآفاق ‏الديمقراطية لتشمل جميع الأطياف التي يتكون منها المجتمع العراقي في مناطقه ‏الجنوبية والوسطى كافة.
قد يصعب على البعض حتى الآن استيعاب خلفية وحيثيات هذه التجربة لأنها تبدأ من ‏خطوة أولى يمكن أن تكون بداية مسيرة في تحول المنحى السياسي والاقتصادي ‏للبلاد، قد تكون نتائج إفرازاتها الحديثة غير مطابقة للوضع المتردي ذي الأسس ‏الجامدة للحكم ومن مخلفات النظام السابق والمؤسسات الاجتماعية الأخرى على حد ‏سواء، بل تكون البديل الأمثل للتحول المؤمل ترسيخه في عموم العراق. (آفاق ‏تربوية، 2004، ص34).
المصادر
 
بارك الله فيك اخى م. شيواو. و اكرمك رب العالمين على المجهوادات العظيمة التى انت بصددها. دائما تتحفنا بما هو افضل و جميل ومفيد. جزاك الله كل خير
 
شكرا و جزاك الله خيرا اختى وحيده اشكرك على الدخول والمررور الدا ئم والجميل لكى منى كل الود والا حترام اخوك م شيواو
 
كل هذا الكفاح ضد الظلم وكل هذه الثقافة وانتشار العلم والتعليم وتقول ايتام العالم
بالعكس اخي م شيواو الاكراد ابناء العالم واحبائه اناس اثبتو وجودهم في كل بقعة من بقاع الارض اثبتو غيرتهم على ارضهم وقوميتهم ..دافعوا عن حقوقهم بارواحهم واجهوا ابشع صور الظلم في العالم وفي كل عصور البشرية واجهوا زمرة البعث وظلمه رغم قلتهم انتصروا على الظلم واستطاعوا ان يثبتوا وجودهم حرروا كل اراضي كوردستان من ظلم المقبور صدام حسين وتحملوا الجوع لاكثر من عشر سنوات ولكن وضعوا اساس وجذور لكوردستان قوي يعتمد على نفسه كونت شبه دولة داخل دولة الظلم واستطاعت ان تحقق خلال سنوات قليلة انجازات وتطورات تفوق الدولة التي يقودها زمرة البعث
خلال 12 سنة قبل السقوط خلال هذه الفترة كانت كوردستان تزدهر باستمرار واصبحت كل ما عانتها من تعب وجوع بعد انفصالها عن حكومة البعث اصبحت هذه الظروف والمعاناة شجرة مثمرة حصدت ثمارها في كل ميادينها العلمية والطبية والسياسية وكذلك الامنية وهذا دليل كبيرة على الوعي الكبير لشعب كوردستان ..
شكررررررا اخي م شيواو على المواضيع التي نتصفح من خلالها تاريخنا رغم انها ملئت بالكثير من الشقاء لكن نظل فخوريين بنضالنا وانتصاراتنا على الظلم
 
شكرا على الطرح الجميل ويجب ان لاننسى ان الاكراد احفاد صلاح الدين الايوبي قاهر الصليبيين ومنقذ الاقصى من براثن المغتصيبين
 
جزاك الله خيرا اختى روشنا على المرررررررررور والكلمات الصادقه اختى وعلى الشرح اختى لكى منى كل الود والاحترام اخوك م شيواو
 
بارك الله فيك اخي ع المعلومات عن الاكراد
z3.gif
 
بارك الله فيك اخي ع المعلومات عن الاكراد
z3.gif
 
aaaaaaaaaaaششششكرا لكى اختى الدا نه على المرررررررور الطيب والكلمه الجميله بارك الله فيك اختى وزاد
 
و فيكي اختى عا شقه وزاد و جميع الفلسطينيييين واخواننا العرب ياااااااااااااارب ششششششششششششششششششششششششكرا لكى اختى و جزاك الله خيرا اخوك م شيواو
 

عودة
أعلى