التصفح للزوار محدود

الامن يوم القيامه

ابو فيصل

التميز
أقراء بتمعن للاهمية القصوى ،،،
الدرجة الثالثة: الظالم لنفسه

الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: درجات الناس في الأمن والاهتداء
ثالثاً: الظالم لنفسه:
وهو الذي يترك بعض الواجبات -ولا نقول كلها- ويرتكب بعض المنهيات وبعض المحرمات.
فهذه هي الأقسام الثلاثة،وهي في المؤمنين وفي أهل التوحيد، فكيف يكون أمنهم واهتداؤهم؟
حتى نربط هذه الآيات بآية الأنعام التي هي موضوع الباب:
الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82].
نقول: أكملهم أمناً واهتداءً هم: السابقون، ثم المقتصد، وأما الظالم لنفسه فهو على خطر،
وإن كان له أمن، ونجزم نحن أنه سيحصل له بإذن الله،
أما ما عدا ذلك فهو تحت مشيئة الله، فالأمن المؤكد له بما أنه موحد، والكلام هذا عن الموحد الذي اجتنب الشرك،
أنه مجزوم ومقطوع له بأنه لا يخلد في النار إن دخلها،
ولكن هل يأمن أول الأمر؟ وهل يأمن يوم الفزع الأكبر؟ وهل يأمن عندما تنشر الصحف؟ وهل يأمن عند عبور الجسر؟
كله هذا الله أعلم به، فهو تحت مشيئة الله،
لكن الشيء الذي نجزم به؛ أنه لا يخلد في النار، ولا يمكن أن أحداً من أهل التوحيد يخلد في النار -بإذن الله- إن دخلها.
فهذا هو فضل التوحيد،
فالباب: باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب، وهذا فضل عظيم، وهو أقل الفضل الذي هو مقطوع به -وما قبله قد يأتي إن شاء الله أيضاً-
((( لأن المؤمنين الموحدين لا يخلدون أبداً في النار)))، بل من دخلها يخرج بشفاعة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبشفاعة الشافعين من الملائكة، وعباد الله الصالحين، والشهداء، وكل من أذن الله له أن يشفع، حيث يأمر الله تبارك وتعالى الملائكة أن يخرجوا من النار من كان في قلبه أدنى مثقال ذرة من إيمان، ثم مرة ثانية يأمرهم أن يخرجوا من كان في قلبه أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان، وفي المرة الثالثة يُخرج من النار من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان.
وهؤلاء -نسأل الله العفو والعافية- هم أهل أمن في النهاية، ولكن بعد سكرات الموت، وبعد الحساب الشديد في القبر، وبعد الموقف يوم القيامة والأهوال، وبعد عبور الجسر والوقوع والسقوط منه في النار -نسأل الله العفو والعافية- بعد آماد الله يعلمها، وهذا خطر عظيم ولا شك؛ حتى لا نستهين بالذنوب.
لكن نقول: التوحيد يظل له فضله وأهميته حيث أنهم في النهاية يخرجون.
وهنا سؤال وهو: كيف يعرفهم الشفعاء، إذا أذن الله سبحانه للشافعين أن يشفعوا، فيخرجون أهل النار الموحدين منها، والنار فيها الكفار وفيها العصاة من الموحدين، فكيف يميز المؤمن من الكافر؟
بيّن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا فقال: {يعرفونهم بأثر السجود } فأثر السجود واضح في جباههم، وهذا يعني أن الذي لا يصلي لا ينجو، فعلى هذا الحديث وأدلة أخرى كثيرة -لكن نأخذ العبرة الآن من هذا الحديث- يكون تارك الصلاة الذي لا يصلي ولا يسجد لله، من أين له أثر للسجود؟ لا أثر فيه للسجود، إذاً فلا يعرف، ولا يشفع له الشافعون، وقد قال الله حاكياً مقالهم في النار: قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ * فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ [المدثر:43-48] نسأل الله العفو والعافية.
فتارك الصلاة ليس بمسلم، وليس بمؤمن، ولا تنفعه شفاعة، فتارك الصلاة إذاً داخل فيمن لبس وغطى وشاب إيمانه بظلم، بمعنى الظلم الأكبر، وهو الكفر بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فهذا ليس له أمن ولا اهتداء مطلقاً، لا في الدنيا ولا في الآخرة، فهو مثل فرعون وهامان ، ومثل عباد الأصنام، وعباد الطواغيت، مثله مثلهم، سواء بسواء، لا علامة للسجود لديه ولا أثر، ولذلك فإنه يُحرم من شفاعة الشافعين.
أما أهل الشفاعة فهم أصحاب الذنوب التي دون ذلك، وإن كانوا متوعدين بالنار، لكن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يشفِّع فيهم، ما داموا من أهل التوحيد، ولم يصل بهم الذنب إلى ترك الصلاة أو إلى الكفر، وذلك كالذين توعدهم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بالنار -في القرآن مثلاً أو في الأحاديث- من أصحاب الذنوب والمعاصي،كقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً [النساء:10].
وكذلك ذكر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أيضاً: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً [الفرقان:68-69] إذاً الزنا من الذنوب المتوعد عليها بالنار وقتل النفس وشرب الخمر إلا من تاب، فنقول: من تاب من شرك أكبر، أو شرك أصغر، أو بدعة، أو معصية، ولو كانت ذنوبه تبلغ عنان السماء، أو مثل الجبال، إذا تاب، تاب الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عليه وغفر له، ولقي الله كمن لا ذنب له، لكن كلامنا فيمن يلقى الله وهو بهذه الحالة بدون توبة، فهؤلاء هم الذين يكونون من أصحاب الوعيد، بمعنى أنه متوعد بها، وقد يدخل وقد لا يدخل.
فمثلاً: إنسان أكل مال يتيم، أو زنى، أو سرق، أو شرب الخمر، أو فعل أمراً موبقاً -كبيرة من الكبائر- فنقول: فاعل هذا الذنب متوعد بالنار، وهو من أهل الوعيد، لكن لا نقطع أو نجزم بأنه سيدخل النار، ولا نقول عن رجل معين: إن الله لا يغفر له، وإنه لا بد أن يدخل النار.
لأن الأعمال يوم القيامة توزن عند الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ونحن لا ندري لعل هذا الإنسان له أعمال صالحة لا نعلمها، فنحن نعلم أنه فاعل لهذا الذنب، ولذلك نعظه ونخوفه بعذاب الله من هذا الذنب، وإذا عُلم أنه مات وهو مصر على هذا الذنب نخاف عليه منه، ونقول: إنه داخل في هذا الوعيد، لكن لا نعلم الحقيقة، لأنه قد يكون له صدقة لا نعلمها، وقد يكون له أمر بمعروف ونهي عن منكر نحن لا نعلمه، وقد يكون له محافظة على الصلاة... وهكذا.
لأن الإنسان تجتمع فيه الطاعة والمعصية، وهذه من عجائب الإنسان.
فرب إنسان مقيم لحدود الله، وفرائض الله، ومشتغل بطاعة الله، ويفعل فاحشة وموبقة -نسأل الله العفو والعافية- وهذا واقع.
ورب إنسان وقعت منه هذه الفاحشة، واشتهر بها، وعرف عند الناس بها، وله طاعة لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لا يعلمها الناس، يتقرب بها ويعملها، فربما في الميزان ترجح هذه الطاعة بتلك المعصية، مثل البغي الزانية من بني إسرائيل التي ذكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قصتها، والتي غفر الله لها لأنها سقت الكلب، ففي كل ذات كبد رطبة أجر، فأي مخلوق وأي حيوان له كبد؛ حتى وإن كان الكلب فيه أجر الصدقة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، فهذه بغي زانية، لكنها لما رأت الكلب يلهث، أخذت خفها وملأته بالماء وسقته فشكر الله لها وغفر لها، سبحان الله!
فالزنا لا تخفى شناعته وبشاعته: إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً [النساء:22] لكن مع الإخلاص لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بصدقة أو باستغفار أو بذكر أو بعمل من أعمال الخير، قد لا يلقي له الإنسان بالاً، أو كلمة حق قد لا يلقي لها بالاً، يرفعه الله بها درجات، وتكفر عنه من الخطايا والذنوب ما لا يخطر له على بال، كما إن الإنسان قد يقول الكلمة من سخط الله، ومن غضب الله، لا يلقي لها بالاً كاستهزاء بالدين، أو استهزاء بأهل الدين تهوي به في النار سبعين خريفاً -نسأل الله العفو والعافية-.
فنقول: مذهب أهل السنة والجماعة أنهم يرجون للمحسن الثواب، ويخافون على المذنب والمسيء العقاب، لكن لا يقطعون لهذا بالجنة ولا يقطعون لهذا بالنار، إلا من جاء الدليل صريحاً فيه أنه من أهل النار، فنقطع له بذلك، أما الباقون فنرجو للمحسنين منهم الثواب، ونخاف على المسيئين منهم العقاب.
فإذاً عرفنا أن هؤلاء الثلاثة: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82] فهؤلاء لهم نصيب من الأمن إن شاء الله، والفضل كله لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بأن وفقهم للتوحيد، وحصول الأمن إما كلياً أو جزئياً سببه التوحيد، وأنهم ليسوا من أهل الشرك.
أما من كان من أهل الشرك، وأشرك بالله الشرك الأكبر، فهذا باتفاق أهل السنة أنه لا أمن له ولا اهتداء
الفرق بين المؤمن العاصي الذي يعذب في النار والكافر
وكان شيخنا سهل بن محمد -رحمه الله- يقول: المؤمن المذنب وإن عذب بالنار فإنه لا يلقى فيها إلقاء الكفار، ولا يبقى فيها بقاء الكفار، ولا يشقى فيها شقاء الكفار، ومعنى ذلك أن الكافر يسحب على وجهه إلى النار، ويلقى فيها منكوسا في السلاسل والأغلال والأنكال الثقال.
والمؤمن المذنب إذا ابتلي بالنار فإنه يدخل النار كما يدخل المجرم في الدنيا السجن على الرِّجْل، من غير إلقاء وتنكيس، ومعنى قوله "لا يلقى في النار إلقاء الكفار": أن الكافر يُحْرَقُ بدنه كله، كلما نضج جلده بُدل جلدا غيره؛ ليذوق العذاب، كما بينه الله في كتابه في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ .
وأما المؤمنون فلا تلفح وجوههم النار، ولا تُحرِق أعضاء السجود منهم، إذ حرم الله على النار أعضاء سجوده، ومعنى قوله: "لا يبقى في النار بقاء الكفار": أن الكافر يخلد فيها ولا يخرج منها أبدا، ولا يُخلِّد الله من مذنبي المؤمنين في النار أحدا، ومعنى قوله: "ولا يشقى في النار شقاء الكفار": أن الكفار يؤيسون فيها من - رحمة الله ".
وفي النسخة الثانية: ييئسون.
ولا يرجون راحة بحال، وأما المؤمنون فلا ينقطع طمعهم من رحمة الله في كل حال، وعاقبة المؤمنين كلهم الجنة؛ لأنهم خلقوا لها وخلقت لهم، فضلا من الله ومنة.
--------------------------------------------------------------------------------
هذا الكلام الذي نقله المؤلف -رحمه الله- عن شيخه سهل بن محمد + -رحمه الله- يبين فيه الفرق بين المؤمن العاصي الذي يعذب في النار والكافر، قال: بينهما فروق ثلاثة:
الفرق الأول: أن الكافر إذا دخل النار يُلقى منكسا على رأسه، أي: يدفع ويلقى منكسا فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ فيؤتى به ويقذف في النار على أم رأسه، ويدخل في سلسلة من النار، ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ . أما المؤمن يدخلها على رِجله، مثل السجين الذي يدخل في الدنيا، يدخلها وهو يمشي على رجله، فكذلك يمشى على رجله ويدخل النار، أما الكافر ينكس فيها تنكيسا على أم رأسه، يلقى فيها، ويقذف فيها قذفا، نسأل الله العافية.
الفرق الثاني: أن الكافر تغمره النار من جميع الجهات، وتحرق بدنه، يُصْلَوْنَ فيها، أما المؤمن فهو لا تغمره من جميع الجهات، بل تلهبه النار على حسب أعماله، تلهبه لهبا، قد تصل النار إلى ركبتيه، أو إلى كعبيه، أو إلى حقويه، على حسب المعاصي، أما الكفرة من جميع الجهات، تغشاهم النار لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ يُصْلَوْنَ من جميع الجهات. الأمر الثالث: أن الكافر ييئس من رحمة الله، ليس له طمع في أن يخرج من النار، بل هو يائس -والعياذ بالله- آبد الآباد، وأما المؤمن فإنه لا ييئس، بل يرجو، يرجو رحمة الله، ويرجو الخروج من النار؛ لأن دخوله مؤقت؛ لأن المؤمن الموحد أصله، أنه من أهل الجنة، خُلق للجنة.
لكن هذه المعاصي خبث لا بد أن يُطهَّر منها، منهم من يُطهَّر منها بعفو الله، فإذا عفا الله عنه طهر منها، وإذا لم يعف الله عنه فلا بد أن يطهر بالنار، تُطهر مثل النجاسة التي تصيب الثوب والبدن، لا بد من غسلها، فنجاسة المعاصي تُغسل بالنار إذا لم يعف الله عنها، حتى يطهر، فإذا طهر أُخرج منها، بشفاعة الشافعين أو برحمة أرحم الراحمين.
أبو الطيب -رحمه الله- يقول: إن الفرق بين دخول الكافر ودخول المؤمن من ثلاثة أوجه، يقول: وكان شيخنا الإمام أبو الطيب -رحمه الله- فيقول: المؤمن المذنب وإن عذب بالنار فإنه لا يُلقى فيها إلقاء الكفار، ولا يبقى فيها بقاء الكفار، ولا يشقى فيها شقاء الكفار، ومعنى ذلك أن الكافر يُسحب على وجهه إلى النار، ويُلقى فيها منكوسا في السلاسل والأغلال والأنكال والثقال.
والمؤمن المذنب إذا ابتلي بالنار فإنه يدخل النار، كما يدخل المجرم في الدنيا السجن على رجله، أما الكافر ينكس على أم رأسه، فالمؤمن العاصي يدخل النار على رجله من غير إلقاء وتنكيس.
ومعنى قوله: "لا يلقى فيها إلقاء الكفار": أن الكافر يحرق بدنه كله، جميع الجهات، وكلما نضج جلده بُدِّل جلدا غيره ليذوق العذاب، كما بين الله في كتابه في قوله عز وجل: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا يعني من جميع الجهات كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ وهذا تبديل تجديد، يعني يجدد الجلد، ولا يؤتى بجلود أخرى بل نفس الجلد يجدد ويبدل، كلما نضج جُدِّد من جديد حتى يستمر في العذاب -نسأل الله السلامة والعافية-.
وأما المؤمنون فلا تلفح وجوههم النار، ولا تحرق أعضاء السجود، بينما الكافر تلفح وجهه النار، فالمؤمن المصلي، لا تأكل النار موضع السجود، الجبهة واليدين والركبتين، ولكن تأكل بقية جسده، أما الكافر تلفحه النار من جميع الجهات -نعوذ بالله-.
ولهذا قال المؤلف: "وأما المؤمنون فلا تلفح وجوههم النار، ولا تحرق أعضاء السجود منهم، إذ حرم الله على النار أعضاء سجوده"، ولهذا جاء في الحديث الصحيح المتفق عليه وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود وفي اللفظ الآخر: كل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود ومعنى قوله: "لا يبقى في النار بقاء الكفار": أن الكافر يخلد فيها ولا يخرج منها أبدا، ولا يخلد الله المذنب من المؤمنين في النار أحدا، فالكافر مخلد، خلودا مؤبدا، والمؤمن العاصي لا يخلد، وإن خُلِّد طال مكثه.
فبعض العصاة يطول مكثهم، لكن يخلد خلودا مؤمدا أي: له أمد ونهاية بينما خلود الكفار خلود مؤبد لا نهاية له، فخلود المؤمنين خلود مؤمد له نهاية ولهذا قال الله تعالى في القاتل يخلد خالدا فيها.
فالخلود خلودان:
1- خلود مؤبد، لا نهاية له، هذا خلود الكفرة.
2- والثاني خلود مؤمد، له أمد ونهاية وهذا خلود العصاة الذين اشتدت جرائمهم، أو كثرت.
ولهذا قال المؤلف: "ومعنى قوله: لا يشقى بالنار شقاء الكفار أن الكفار ييئسون فيها من رحمة الله، ولا يرجون راحة بحال، وأما المؤمنون فلا ينقطع طمعهم من رحمة الله"
-يعني المؤمنون العصاة الذين دخلوا النار- فلا ينقطع طمعهم من رحمة الله في كل حال،
((( وعاقبة المؤمنين كلهم الجنة))) ، فالنهاية في الجنة، لأنهم خلقوا لها وخلقت لهم، فضلا من الله
 
رد: الامن يوم القيامه

جزاااك الله خيراً
في ميزان حسناتك
تقديري
بنت التحدي
 
رد: الامن يوم القيامه

اللهم سلم
اللهم سلم
يارب حرم لحومنا وجلودنا ووالدينا من النار ياااارب
 

عودة
أعلى