التصفح للزوار محدود

الإعاقة ذنب أم رحمة؟

أفق

New member

أنا فتاة خلقني الله بكامل الصحة وكنت فائقة الجمال هكذا قالوا لي. وفي يوم من الأيام، دخل إلى بيتنا جماعة من أصحاب والدي وعندما رأوني أمشي قالوا لأبي إن ابنتك لديها شيء في قدميها أنظر إلى مشيتها كيف، كنت كلما أمشي رجليّ يدقان ببعضهما وأقع على الأرض. هذه الملاحظة التي وجههوها لأبي كانت نفس الملاحظة من باقي الناس.​
عندها أخذني والدي إلى الطبيب، وهنا بدأت قصتي مع الأطباء والصور الشعاعية..... ولكن للأسف النتيجة واحدة، وهي: "إن ابنتك طبيعية كل الصور والتحاليل تدل على ذلك". لم يتعرف الأطباء إلى نوع المرض الذي أنا فيه. وكنت كلما كبرت كلما زادت حالتي كلما فقدت توازني، وفقدان التوازن كان نتيجة الخوف من أن أقع.​
فعندما أصبحت في الثامنة عشر من عمري رآني طبيباً رائعاً وكان المرض قد أثر في قدمي اليسرى إذ مال العظم وأصبحت لا أستطيع التحكم بالمشي جيداً فقد طلب لي عملية تقويم عظام فعلتها ولكن بعد سبعة سنين عادت إلى الميول. صحيح أنه طبيب بارع ولكنه للأسف لم يتوصل إلى علاج لهذا المرض. فالمرض الذي أعاني منه هو ضمور في أعصاب القدمين أي ضمور بعضلات الرجلين. وحتى الآن لم يتوصل الأطباء في العالم لوجود علاج لهذا المرض. الحمدلله​
هذه هي قصتي والإعاقة، أما بالنسبة لتحدي الإعاقة، فهذا موضوع يعود لأهلي "رب احفظهما"، فأنا ومثل أي فتاة عندما تبلغ الرابعة أو الثالثة من عمرها ترغب بالذهاب إلى المدرسة، هنا أصبح الكل حاكماً فذاك الذي يقول لماذا تعليمها إنها معاقة ولن تستطيع فعل شيء عندما تكبر وذاك الذي يقول ضعها في منتدى للمعاقين وآخر وآخر...​
ولكن والدي الله يرضى عنه ويبقيه لي قال لهم لا ستتعلم. وبالفعل لن يتخلى عني والدي فقد أكملت تعليمي إلى أن أنهيت الجامعة وتخرجت بتفوق. تحديت الناس قلت لهم إنني لست معاقة فالمعاق هو الجاهل الناقص هو المعاق بحد ذاته ولست أنا. ففي مرة من المرات كنت أساعد أمي في المطبخ، وجاءنا ضيوف، تفاجأوا كيف أنني أعمل وأساعد أمي، فقالت لهم أمي الحنونة بأنني كل شيء أقوم به وحدي ومن دون مساعدة أي أحد. الحمدلله هذا من فضل ربي علي فقد أعطاني الكثير.​
ولكن مشكلتي الوحيدة التي كانت مع أهلي هو خوفهم علي دائما. أعلم أنه طبيعي ولكن خوفهم علي كان فوق الحد لدرجة أنهم أصبحوا لا يريدونني أن أخرج إلى أي مكان حتى أنني عانيت الكثير والكثير عندما تخرجت كنت أبحث عن عمل لي وبدلا من أن يساعدونني في تدبير العمل وقفوا ضدي في هذا الأمر. ولكن وبفضل الله وعونه استطعت أن أقنعهما بضرورة العمل لي فإنني أحتاجه كي أعتمد على نفسي في جميع الأحوال.​
والمشكلة التي تزعج كل ذوي الاحتياجات الخاصة هو نظر المجتمع للمعاق بعين الشفقة. فمثلا،وذات مرة بينما كنت عند طبيب الأسنان كان هناك أناس ينتظرون دورهم فعندما رآني رجل منهم بدأ بصوته يعلو ويقول لا حول ولا قوة الا بالله كأنه يتأسف على حالتي. كذلك، عندما يكون هناك مشوار أو أي رحلة مدرسية ، لا لاتدعوها تذهب. لماذا هل لأني معاقة؟ هذا هو الذنب ؟ أين الرحمة أين الحنان أين الحب؟............ الكل نفسي نفسي​
 
رد: الإعاقة ذنب أم رحمة؟

"أفق"
بداية حياكِ المولى وأرضاكِ
هذه الحياة بحلوها ومرها تأرجحنا
وهذه هي الاقدار سنرضى بها لنستحق الحياة وتستحقنا
سطرتي احدثنا قد تشابهنا جميعاً
بين الرفض والقبول
بين الحب والإنكار
بين الإحتواء والإستعلاء
وما دمنا في عالم الإنسان سيدوم حوم السؤال في أرواحنا هل الإعاقه ذنب أم رحمه
لكن هل سنطيل الوقوف على اطلال ترهقنا اكثر من ان تمتعنا؟!
لذا عزيزتي كوني على الدوام كما أحسستك ذو همه عاليه متفاءله تعانق السحاب
لتعلو همتك ويسعد من كان لأجلك
أُحيكِ على روح التحدي التي تملكينها
"وفقك الله ولا رد لك رجاء"
يعطيك العافيه

دمتِ بسلام
 
رد: الإعاقة ذنب أم رحمة؟

اختي هذه حالنا جميعا مع مجتمعا ولكن هناك اناس فيهم كل الخير لما لا نتطلع لهم ونترك الناس السلبين كوني دائما متفائلة للحياة وانظري الى الامام
انا وانتي ليس لنا ذنب اننا خلقنا هكذا وانما هي تفاقيد رحمة من الله عزوجل
احترامي لكي
 
رد: الإعاقة ذنب أم رحمة؟

اختي الكريمة افق مرحبا بك بيننا
الحمد لله انك اكملت دراستك ولم تتاثري بالاقاويل الى الامام
متمنية لك التوفيق

 
رد: الإعاقة ذنب أم رحمة؟

أفق... حياكِ الله بيننا أختا مقدامة
أحيي فيكِ هذه الروح المنطلقة وأثني على مواقف أهلك المجدية
جميل أن يجد الانسان من يأخذ بيده نحو حياة لا تخلو من مقومات العيش الكريم
والأجمل أن يغنم من هذه الرفقة بكل عرفان وإعتزاز

أفق... الإعاقة ابتلاء فلا هي ذنب ولا هي خطيئة
وهي رحمة لمن آتاه الله نور البصيرة فرأى المنحة من خلال محنته

قد لا ينظر الأهل والمجتمع بعينيك فلا يبصروا ما تبصرين وبذلك
قد يصدر منهم ما تعتبرينه إجحافا في حقك ولكنهم لا يرونه كذلك
وفي كل الحالات عليكِ أن تحاولي ولا تملي من تكرار المحاولة
وتصحيح ما يمكن تصحيحه حتى تحقيق ما تطمحين له

شكرا على ادراجك لقصتك وبعضا من تفاصيل حياتك
 
رد: الإعاقة ذنب أم رحمة؟

شكرا لكن أخواتي فالحمدلله الذي أعطاني الإيمان والصبر على هذا البلاء والأمل بالشفاء القريب صحيح بأن الأطباء وأهلي قد فقدوا الأمل بشفائي ولكنني لم أنس الأمل والأجر عند الله. شكرا لكن مرة أخرى وأتمنى لي ولكم الشفاء القريب والعاجل
 
رد: الإعاقة ذنب أم رحمة؟

ماشاءالله اختى اوفق
الله يحفظ اهلك ويوفقك كل خير
ولكن حبيبتى هذا حال ذوى الاعاقة فى الشرق الاوسط
اسال الله ان تتغير هذه النظرة واظنها تغيرت عن قبل
 
رد: الإعاقة ذنب أم رحمة؟

أفق
مرحباً بكِ عزيزتي في منتدى التحدي
مرحباً
بمن امتلكت الإرادة الأصرار والأمل التي استطاعت بهم مواجهة جميع العقبات وتحقيق مالم يستطيع الاصحاء تحقيقه
غاليتي
الإعاقة ليست ذنب ولا رحمة
الإعاقة ابتلاء و اختبار من الله عزوجل
عزيزتي افرضي نفسك على الجميع من خلال ثقتك بنفسك وبقدراتك وبنجاحك وحاولي تحقيق المزيد
لا تجعلين هذه ا لكلمات سبب في إحباطك بل لتكن سبب في تميزك
اندمجي في المجتمع وتذكيري انتي الوحيده التي تستطيع تتغير نظرة الناس لها
ابتعدي عن الاحساسية وواجهي الجميع حتي عن تساؤلاتهم اجيبي عنها بصدر رحب الإعاقة مرض مثلها مثل غيرها
اتمنى لك التوفيق
وسعيدة بوجودكم بيننا
 
رد: الإعاقة ذنب أم رحمة؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حياك الله يا أفق ( أفق ) وهذا يكفي اختيارك لهذا اللقب يكفي أنك صاحبة اصرار وعزيمة وتحدي

ولماذا ننطر ونستمع لما يقول الناس يكفي الأمل الذي في قلوبنا وحبنا للحياة واقتناعنا بما أحبه الله لنا

واعاقتنا ليست هم ولا عائق المعاق هو المعاق في تفكيره ...هناك الكثير من الأصحاء لايملكون الأمل

الذي نمتلكه ولا لم يستطيعو الحصول على اعلى الشهادات الذي حصلنا عليها ولا المراكز مثل الدكتور الجامعي

والدكتور المعالج .... هناك من تزوج وكون الأسرة ....ويكفي أن ما اصابنا هو من عند ربنا العلي القدير

وكل شئ من الله عز وجل له حكمة وعظة ....والحمد لله على كل حال....أتمنى لك التوفيق في حياتك
 
رد: الإعاقة ذنب أم رحمة؟

هلا و غلا
نورتنا اختي الحبيبه
قرأت قصتك و عشت معك لحظه بلحظه
هذا حال المجتمعات العربية
كثيرا ما نرى هذه النظرات السلبية للمعاقين
سأحكي لك عن موقف مرَّ بي
في يوم من الايام ذهبت اعمل جلسات علاج طبيعي
جلست جنبي امرأه كبيره في السن
وضعت يدها على يدي و بدأت تقول لي
يا لطيف بنت و معاقه
و بدأت تردد هذه الجمله
والله وقتها صدمت من موقف هذه العجوز
ايش ذنبي اني معاقه
إن الله اذا احب عبدا ابتلاه
هذا ما اردده دائما في المواقف الصعبه
الله يعينا و يصبرنا
تقبلي مروري غاليتي
أختك في الله / المحبة لدينها
 
التعديل الأخير:
رد: الإعاقة ذنب أم رحمة؟

اختي العزيزة افق اهلا ومرحبا بك بيننا
بكل صراحة اعجبتني قصتك وفيها م يدل على انك انسانة متحدية ماشاء الله عليك تعتمدين على نفسك واكملتي دراستك ولم تعيقك ا لاشواك التي في الطريق ،اعلمي يا اختي ان الاعاقة ابتلاء وقدر من الله وفي الابتلاء تجدين محطات ومواقف لا تعجبك خااصة من المحيط الاجتماعي وما عليك الا ان توسعي صدرك لكل مايقال لان العبرة بالانجازات وبالاهداف التي حققتيها في الحياة وبمقدار الايمان والصبر الذي هو في قلبك ومدى رضاكي عن نفسك ورضى الله عنك فلا تلتفتي الى السلبية ومما تسمعه اذنك بل كوني دائما قوية كالصخرة تتكسر امامها تلك التفاهات من نظرة المجتمع للمعاق فانما انت وانا وكلنا بالتحدي والايمان نستطيع تغيير النظرة القاصرة ان شاء الله.
تقبلي فائق التقدير والاحترام ولك مني كل المحبة والود.
 

عودة
أعلى