التصفح للزوار محدود

البسمة الحقيقية

جلست الى سريرها القرفصاء وهى تتلوى من الالم فى كل اتجاه وتنادينى بصوت ملئ بالالام .
من فضلك اعطنى الدواء ؟
تمرعيناى بالادوية المتراصة امام المرآة قد عرفتنى التجربة بعضها ( للضغط , للسكر , للصداع , لكل الالام التى يمكن ان يحس بها الكائن الحى ) لازلت فى حيرة لاتنتهى لم اتذكر بعد هاتف الطبيب ..... احقا لااستطيع فعل شئ لهذه المريضة التى هى اغلى على من روحى ولكنى اقف مكتوف اليدين ابحث عن حل سريع ان الامها اخذتنى بداخلها فلا استطيع مجرد التفكير .... تكتها تتألم فى حجرتها وصرت شريدا ابحث عن اى طبيب يفتح عيادته فى هذا الوقت المتأخر من الليل وقدماى تدبا فى كل الشوارع ويتبعنى صوتها المتألم كظلى ( من فضلك اعطنى الدواء ) كاد يغوص قلبى فى صدرى األما وحسرة وخوف .......... نعم وجدت الطبيب ... اسرعت الخطى نحو اللافتة الضوئية ووقفت امام الباب اضغط على زر الجرس ولا اتوقف وبعد لحظات خرج إلى طالعنى بمنظاره المثبت على ارنبة انفه وشعره الابيض ووجهه المجعد وعوده الذى قارب على الانحناء حدق فى وجهى وسئلنى فى صوت يشوبه التثائب .
من انت ؟
ولم تكن هناك اجابة حاضرة بذهنى سوى .
انها تموت يا دكتور .
سحبنى من يدى وادخلنى الى حجرة الكشف وأخذ يفحص كل قطعة فى جسدى وانا قد فقدت النطق تماما من كثرة تجوالى بالشوارع كالمعتوه واستحضرت اجابتى للمرة الثانية بصعوبة .
أنها تموت يادكتور .
اجابنى بنظرة لا ادرى كنهها ولكنها اتت من تحت منظاره .
لقد اتى الى الكثير فى مثل حالتك هذه .
رفعت صوتى وانا لااستطيع تملك نفسى من الغضب .
لست انا بل هى .
من هى ؟
روحى وحياتى وكل احلامى .
أعد حقيبته وما انعكس عليه من حالتى جعله يسير ورائى دون ان يتفوه بكطلمة ولم يكن يملئ فكره سوى ما قصصته عليه من الامها .
دخلنا الى حجرتها وهى لم تضعف من الاعياء المستمر جلس الى جوارها ليسئلها ودموعه تكاد الفرار من عينيه لما رءاه من الامها .
ما بك ياسيدتى؟
أجابته فى وسط الامها .
من فضلك اعطنى الدواء.
تحول موقفها المتألم ليملئ وجه الطبيب لينظر الى الادوية المتراصة ولايدرى ماذا يفعل بالضبط سحب كرسيه حيث الادوية ليخفف جميع الامها وبعد سعات طوال ركب لها من كل الادوية المتراصة دواء واعطاها بعض منه ليوقف نزيف الالم ونامت ونظر فى وجهى الذى يبدو عليه الاجهاد ثم ربت على كتفى .
لاتقلق هى بخير ولكنها لن تشفى تماما حتى تبتسم .
ثم تركنى وتوجه نحو الباب ولحقت به لانقده أجر ما صنع لكنه ابى .
هذا واجبى .
تركنى مابين شرود لا ادرى مداه وما يدور بخلدى انها لاتبتسم سوى ابتسامات السخرية هل هذا سيشفى الامها .......... وجلست الى سريرها ثانيتا لأتأمل وجهها وهو يعود لطبيعته رويدا رويدا ولكنه لن يعود تماما حتى تبتسم ابتسامة حقيقية .
 
طرح رائع وصعب في آن واحد ولربما كنت تقصد نفسك المثقلة بالهموم والجراح
بارك الله فيك لهذا الأسلوب الرائع
 
يالها من تراتيل

في ليل بلا نهاية

في سواد بلا بياض

نزفك ياخذنا .. الى دروب

الترحال والالم

حيث الوجع السرمدي هناك

يسكن الروح المتعبة

انه قدرها

وحظنا ...

ان تطرز ظهيرتنا بهذه المعزوفة

التى اسكرتنا بكل ما فيها

من اطياف الالم ..وابتسامة حقيقية


في كل موضوع يدهشني هذا القلم اكثر

ابدعت سيدي وروعتك عانقت السحاب

لك وافر الاحترام والتقدير
/
بقايا انسانة
 
قصه جميله جدا وروحنا لو كانت متعبه تكون مريضه ولا يشفيها الا الابتسام الحقيقي من القلب

شكرا لك اخي رمضان
 

عودة
أعلى