البيئة وراء انحرافي وزوجتي سبب هدايتي

صمت الغروب

إختصاصية إجتماعية
البيئة وراء انحرافي وزوجتي سبب هدايتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه قصة من كتاب "عبرات في محراب التوبة" لـ أم الوارث الجامعية.


أنا شاب أبلغ من العمر 29 عاما عانيت في حياتي كثيرا من مشاكل الحياة التي عشتها سابقا، الحياة كانت صعبة للغاية؛ لأن البيئة التي عشت فيها كانت جاهلة وصحبتي أجهل مما يتصور، كل إنسان يظن أن الحياة أكل وشرب وقراءة وكتابة، ولا أحد ينصح أحد، وكل ما أملك من الدنيا هو أبي، وهو ليس متعلما،وكان يشرب الخمر وكنت أنظر إليه وهو يتناول الخمر، وأين يضعه؟ وكيف يفعل؟ وماذا يقول؟ فقمت أفعل كما يفعل أبي.

هكذا تمر الأيام والسنون وأنا فاشل في دراستي، أتدرون لماذا؟ لأن حياتي لا يوجد فيها من ينصح بغير رياء أمام الناس وأكون في خجل وإحراج. والإنسان إذا كان يود أن يشد عضد أخيه بطريق النصح يخلو به على انفراد.

آه على الدنيا التي عشتها وأنا على هذا الحال، أبي كان يضربني ضربا قاسيا، وتكون الأسباب تافهة في كل يوم، حتى عندما يوقظني لصلاة الفجر.
تمر الأيام والسنون وعندما كنت في دراستي في بداية المرحلة الإعدادية كنت أصاحب شخصا يشرب الخمر، وفي يوم ما وجدني وهو في طريق ذهابه لشرب الخمر،فتشاءم عندما وجدني في طريقه وأخبرني الحقيقة، فضحكت وقلت له: أنا أشرب مثلك فهيا بنا، ففرح كثيرا وهكذا بقيت على شرب الخمر والدخان، لقد كانت حياة كلها كآبة، باختصار كانت حياة لا هدف لها سوى الضلال والخسران المبين، عذاب كلها الدنيا.

بعد سنوات أتيحت لي فرصة عمل مناسبة فتغيرت علي البيئة؛ حيث الانضباط أساس كل شيء، وفجأة تغيرت حياتي بتغير البيئة التي أصبحت فيها، وفهمت أن الحياة ليست مثلما اعتقدت أنا، بصراحة كنت أضحك على نفسي؛ اعتقدت أن الحياة خمر ودخان وسهر، لكن الحمد لله على نعمة الهداية.

عندما كنت أذهب إلى البيئة التي أعيش فيها أحس كأني في قبر مغلق من كل الجهات، وبعد أربع سنوات وجدت الشمس التي تضيء لي حياتي، وبالفعل انكشف كل شيء بوجودها، أحببتها بعد ما رأيتها، التقيت معها وكلمتها عن حبي وقلبي الذي تعلق بها، لكن لم تترك لي الفرصة لأن أكمل حديثي معها فقالت: لا لا، أنا لا أتصور الأمر، ولم تمر علي لحظة فكرت فيها بك أن تصبح يوما زوجا لي.

صدمتني ثم وقفت حائرا وسألتها: لماذا؟؟ فقالت بصوت هادئ لكنه ثقب قلبي: أنت تشرب الخمر والدخان، وتصاحب الرفقة السيئة، حاولت أن أبرئ نفسي لكن كل شيء كان واضحا مثل الشمس. فقلت لها: أنا مستعد لكل شيء تطلبينه مني.
فطلبت مني أن أترك شرب الخمر والدخان، وأن أستقيم على الدين والصلاة، ففكرت في كلامها وكان أمامي طريقان، طريق الحق والاستقامة، أو طريق الخسران المبين، فاخترت الطريق الأول، ووقفت هي بجانبي لكي أثبت على هذا الطريق، وثباتها دفعني إلى الارتباط بها وعدم التفريط فيها، فتزوجتها بعد عناء شديد، فكانت لي زوجة لا مثيل لها في هذا الكون، والآن أنا أعيش في هناء وراحة بعد أن تركت كل ما يغضب الله، وأسعى دائما لرضا الله ثم رضا والدي.
 
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


جزيتي خيرا اختي الحبيبه على هذه القصه 00

واقع مرير لما تورثه البيئه والاسره لابنائها 00

وايضا شيءا رائع ان نجد ذلك الامل الذي ينتشلنا من قاع حفرة الضياع وياخذ بايدينا لنصل معا الى شاطئ الامان 00

نسأل الله الهداية وان يجعل الصالحين الابرار رفقائنا في الدنيا والاخرة00
 
نسأل الله الهداية وان يجعل الصالحين الابرار رفقائنا في الدنيا والاخرة00
آمين

شكر الغالية أم حسام على تشريفك لي بتواصلك العاطر وتعليقك الطيب

لك كل الود
 
العفو أخي الكريم

وفقك الله

شكرا لمرورك الطيب
 

عودة
أعلى